استطلاع: نتنياهو أبرز المرشحين لتشكيل الحكومة المقبلة

40 % من الإسرائيليين لم يحددوا بعد الحزب الذي سيصوتون له في الانتخابات

استطلاع: نتنياهو أبرز المرشحين لتشكيل الحكومة المقبلة
TT

استطلاع: نتنياهو أبرز المرشحين لتشكيل الحكومة المقبلة

استطلاع: نتنياهو أبرز المرشحين لتشكيل الحكومة المقبلة

أبرز آخر استطلاع للرأي، نشره معهد «مقياس السلام» في إسرائيل، أن 40 في المائة من الإسرائيليين لم يحددوا بعد الحزب الذي سيصوتون له في الانتخابات التي ستجري في 17 من مارس (آذار) المقبل، وأن أكثر من نصف الإسرائيليين يعتقدون أنه لم يكن هناك أي مبرر لحل الكنيست وإجراء انتخابات، ومع ذلك فإن نسبة مهمة من المواطنين ما زالوا يفضلون انتخاب حكومة يمينية، يحظى مرشحوها بتأييد أوسع من منافسيهم في اليسار.
ويتضح من هذا الاستطلاع أن 60 في المائة من المواطنين في إسرائيل يعتقدون أن اليمين يملك فرصة أكبر لتشكيل الحكومة المقبلة، فيما ترى نسبة 24 في المائة فقط أن اليسار - الوسط يملك هذه الفرصة. وبخصوص الشخص المفضل لرئاسة الحكومة حظي نتنياهو بتأييد 34 في المائة، وهي نسبة لا تعد عالية، ولكنها كبيرة مقارنة بالمرشحين الآخرين، حيث حظي منافسه يتسحاق هرتسوغ بتأييد 18 في المائة فقط، يليه نفتالي بينت بنسبة 10.5 في المائة، بينما احتلت تسيبي ليفني المرتبة الرابعة بنسبة 6 في المائة. وقال 41 في المائة من المستجوبين إن القضية التي ستحدد الحزب الذي سينتخبونه هي الموضوع الاجتماعي - الاقتصادي، بينما قال 33 في المائة فقط إن الموضوع السياسي هو الذي سيحدد توجههم في هذه الانتخابات.
يذكر أن نتنياهو تعرض لهجوم غير متوقع من وزير الدفاع في حكومته السابقة إيهود باراك، الذي اعتزل الحياة السياسية؛ إذ قال في مقابلة نشرتها صحيفة «هآرتس» أمس: «لقد انتهى سحر نتنياهو لدى الكثير من الأعضاء حتى في حزبه الليكود، فلا يوجد هناك أي تحمس.. لقد اختفى. كما أن هناك مشاعر مرارة حقيقية متواصلة منذ عملية (الجرف الصامد)، بسبب الثمن الذي جرى دفعه، وبسبب عدم انطوائها على أي صورة مبلورة، والناس لا يفهمون لماذا استغرقت كل هذا الوقت».
وعلى صعيد متصل بالمعركة الانتخابية الحامية الوطيس، نشر قسم الأبحاث في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) دراسة جديدة صبت في خدمة قوى اليمين بزعامة نتنياهو، حيث جاء فيها أن الإجراءات التي اتخذتها دول الاتحاد الأوروبي ضد إسرائيل بسبب سياسة الاستيطان لم تلحق أي ضرر بالدولة، بل بالعكس من ذلك، لأنها دفعت إلى زيادة النشاط، وبالتالي إلى رفع قيمة الصادرات الإسرائيلية عموما، وخاصة في المستوطنات.
ويستدل من البحث الذي أجراه «مركز البحوث والمعلومات في الكنيست»، بطلب من لجنة المالية البرلمانية، على أن «كل محاولات فرض المقاطعة على إسرائيل لم تمس بالاقتصاد الإسرائيلي بشكل كلي، وأن المقاطعة يمكنها أن تمس فقط العلامات التجارية الإسرائيلية عندما تكتمل وتتحول إلى منتوج نهائي. ولكن نسبة كبيرة تعادل 80 في المائة من الصادرات الإسرائيلية هي منتجات لآليات وقطع ملحقة، مثل رادارات الطائرات، أو أجهزة الحواسيب، أو المناظير العسكرية، وغيرها، وهذه لم يكن المساس بها مؤثرا».
وقد فحص البحث أبعاد المقاطعة الاقتصادية بين سنوات 2000 و2013، وتوصل إلى أنه رغم محاولات مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، فإن الناتج المحلي ارتفع خلال هذه الفترة بنسبة تراكمية وصلت إلى 54 في المائة، كما قفزت الصادرات بنسبة 80 في المائة، ووصلت في أوروبا إلى 99 في المائة. كما يدعي البحث أن المحاولات الأوروبية، بشكل خاص، التي كانت تهدف إلى مقاطعة المنتوجات المصنعة وراء الخط الأخضر فشلت؛ إذ لم تتعرض الصادرات الإسرائيلية إلى أوروبا حتى نهاية 2014 إلى أي ضرر، بل ارتفعت منتجات المستوطنات في الضفة والجولان. كما ارتفع الاستثمار الأجنبي المباشر في إسرائيل بشكل ملموس خلال العقد الأخير، ويعد وزنها في الناتج الإسرائيلي عاليا إذا ما قورن بغالبية الدول المتطورة. ولكن المعطيات المفاجئة فعلا تكمن في ارتفاع حجم الصادرات، بالذات من مستوطنات الضفة والهضبة، حيث ارتفع حجمها في مجمل الصادرات الإسرائيلية من 0.5 في المائة إلى 3.1 في المائة، وكان معدل 2.5 في المائة منها موجها إلى الاتحاد الأوروبي.
ويشير تقرير الكنيست إلى أن المقاطعة أدت إلى نتائج عكسية، وأنه كانت لها أبعاد إيجابية؛ لأن إسرائيل اضطرت إلى تنويع مصادر التصدير واختراق أسواق جديدة خاصة في آسيا وأميركا الجنوبية. وقد رحب قادة اليمين الإسرائيلي بهذه النتائج، وعدوها جوابا لمنافسيهم من الوسط الليبرالي واليسار الذين يحملونهم مسؤولية تدهور العلاقات مع الغرب، واستغلوها في معركتهم الانتخابية.



السودانيون يتداولون أسماء لتولي رئاسة الحكومة المدنية

وصول مساعدات المعونة الأميركية إلى ميناء بورتسودان أمس (أ.ف.ب)
وصول مساعدات المعونة الأميركية إلى ميناء بورتسودان أمس (أ.ف.ب)
TT

السودانيون يتداولون أسماء لتولي رئاسة الحكومة المدنية

وصول مساعدات المعونة الأميركية إلى ميناء بورتسودان أمس (أ.ف.ب)
وصول مساعدات المعونة الأميركية إلى ميناء بورتسودان أمس (أ.ف.ب)

بدأ سباق إعلامي على خلفية التسريبات من الغرف المغلقة حول أسماء المرشحين لتولي منصب رئيس وزراء الحكومة المدنية المرتقبة في السودان، فيما أكدت مصادر موثوقة لـ«الشرق الأوسط»، أن هذا الأمر سابق لأوانه، وأن البعض ربما يحاول تسويق بعض الأسماء، لكن الجهات المعنية بأمر العملية السياسية تتمسك بأن اختيار رئيس الوزراء يحتاج إلى توافق كبير بين الأطراف المختلفة التي تشكل الحاضنة الجديدة للسلطة الانتقالية التي لم تتشكل بعد.
وأفادت المصادر ذاتها بأن موضوع الأسماء غير مطروح في الوقت الحالي لأن العملية السياسية لا تزال في بداياتها ويمكن الحديث عن الترشيحات عقب التوقيع على «الاتفاق الإطاري» بين المدنيين والعسكريين. وأكدت أن «تحالف الحرية والتغيير، والمجموعات الأخرى، لم تبدأ في أي نقاش حول هذا الأمر، لكن هذا لا يمنع أي جهة كانت أن تتقدم بالمرشح الذي تراه مناسباً». وأوضحت أن المرشح لمنصب رئيس الوزراء سيخضع للتشاور بين أطراف كثيرة، وأن الوصول إلى التوافق على شخص لقيادة الحكومة المدنية في هذا الوقت لن يكون سهلاً، لكن ليس أمام قوى الانتقال مفر من التوافق على مرشح يجد قبولاً واسعاً وسط القوى السياسية وحراك الشارع.
ومن بين الأسماء التي ترددت لتولي منصب رئيس الوزراء، طه عثمان، وهو من قيادات تحالف «الحرية والتغيير» التي قادت المفاوضات مع قادة الجيش خلال الفترة الماضية حتى تم التوصل إلى «تفاهمات حول مسودة الوثيقة الدستورية، التي أعدتها نقابة المحامين»، والتي تحدد هياكل وصلاحيات مؤسسات وأجهزة السلطة الانتقالية المتفق عليها.
كما برز اسم وزير المالية الأسبق، إبراهيم البدوي، الذي عمل في حكومة رئيس الوزراء المستقيل، عبد الله حمدوك. وتردد أيضاً اسم وزير العدل الأسبق، نصر الدين عبد الباري، الذي عمل أيضاً في حكومة حمدوك، وتتردد إشاعات بأنه يحظى بدعم مقدر من قوى دولية. وتقول المصادر إنه بصرف النظر عن الأسماء، فلا شك أن هناك مجموعات ضغط (لوبيات) تدفع باتجاه تقديم المرشح الأقوى لرئاسة الحكومة الانتقالية المدنية، التي لا بد أن تتخذ قرارات صعبة، وربما مواجهات سياسية مع أنصار النظام المعزول من الإسلاميين المنتمين إلى حزب المؤتمر الوطني الذي كان يرأسه الرئيس السابق عمر البشير.
لكن غالبية المصادر أشارت إلى أن هذه الترشيحات لا تخرج عن كونها ترويجاً وسباقاً لبعض القوى السياسية والمدنية لرسم المشهد السياسي في البلاد قبل اكتمال العملية السياسية، التي تحتاج إلى خطوات كبيرة للوصول إلى الاتفاق النهائي. وقالت المصادر: «في الوقت الراهن لا يمكن الحديث عن أي حظوظ للأسماء المطروحة للتنافس على المنصب»، لكنها توقعت أن ترتفع وتيرة الحملات الإعلامية في الفترة المقبلة في محاولة للتسويق السياسي لهذه الأسماء.
ونصّت التفاهمات التي توصل إليها تحالف «الحرية والتغيير» مع القيادة العسكرية في البلاد، وفق مسودة الدستور المقترح، على أن يكون رئيس الوزراء ومجلسه من الكفاءات الوطنية المستقلة، بعيداً عن المحاصصات الحزبية، وأن تختارهم القوى السياسية التي ستوقع على «الإعلان السياسي الجديد، مع مراعاة التمثيل العادل للنساء والتنوع العرقي والجهوي دون الإخلال بمبدأ الكفاءة».
وأكد القيادي في تحالف «الحرية والتغيير» ياسر عرمان، في حديث أول من أمس، أن اختيار رئيس الوزراء «يجب أن يتم بالتشاور بين قوى الثورة، بما في ذلك أطراف عملية السلام (الفصائل المسلحة)، بالإضافة إلى قوى الانتقال الديموقراطي». وتنقسم العملية السياسية إلى مرحلتين، الأولى التوقيع على «الاتفاق الإطاري» بما تم التوصل إليه من توافق حول مسودة الدستور، ومن ثم الانتقال إلى المرحلة الثانية بالتوقيع على «الاتفاق النهائي»، الذي يعقبه تشكيل الحكومة التنفيذية.