المكملات الغذائية.. فوائد وأخطار

لا تخضع لمواصفات دقيقة وفوائدها قليلة وبعض أنواعها خطير

المكملات الغذائية.. فوائد وأخطار
TT

المكملات الغذائية.. فوائد وأخطار

المكملات الغذائية.. فوائد وأخطار

تقدم بعض المكملات الغذائية فوائد محدودة ممكنة للأشخاص الذين يعانون من أمراض بالقلب. ولكن بعض المكملات الشهيرة لا تقدم أي فائدة، بل وربما تكون هناك مكملات أخرى خطيرة.
يتناول نحو نصف الأميركيين البالغين مكملا غذائيا بصفة يومية، سواء كان ذلك نوعا من الفيتامين أو المعادن أو الأعشاب أو الأحماض الأمينية أو أي مادة أخرى. يقول معظمهم إنهم يأملون فقط في تحسين صحتهم أو الحفاظ عليها، بينما يسعى كثيرون إلى تجنب الإصابة بأمراض القلب. وينفق الجمهور أكثر من 32 مليار دولار سنويا على نحو 85.000 منتج مختلف.
ويقول الدكتور بيتر كوهن، الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد «يرغب كثيرون في إضافة شيء طبيعي وبديل عن الأدوية التقليدية التي يتناولونها، وهم يفترضون أن المكملات الغذائية قد تساعدهم ولن تضرهم»، لكن الأمر ليس كذلك.

* أقراص غير مفيدة

* على النقيض من الأدوية، التي تخضع لاختبارات مكثفة لإثبات فاعليتها وأمان استخدامها قبل أن يتم طرحها، يمكن أن تباع المكملات الغذائية (dietary supplements) من دون إثبات فاعليتها أو سلامتها. علاوة على ذلك، يمكن أن يدعي منتجو المكملات أن منتجاتهم تُحسن الصحة على الرغم من قلة الأدلة التي تشير إلى ذلك في معظم الحالات. لذا لا عجب في أن يصاب الناس بالارتباك.
على سبيل المثال، فإن أحد أشهر أنواع المكملات الغذائية التي يتناولها أشخاص يرغبون في الوقاية من أمراض القلب، وهي عبارة عن فيتامينات متعددة (multivitamin) يومية، لا يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب. جاء الدليل على ذلك من خلال تجارب كبيرة «تمت وفقا لمعايير ذهبية»، وتعد من أكثر التجارب الجديرة بالثقة والمصداقية.
وماذا عن الأبحاث التي تجرى على مكملات غذائية أخرى؟ تتوفر المعلومات حول بعض من تلك المكملات مجانا على الموقع الإلكتروني الحكومي «ميدلاين بلاس» (www.nlm.nih.gov/medlineplus/druginfo/herb_All.html). لكن تجدر الملاحظة بأن معظم تلك المكملات لديها أدلة محدودة فقط على وجود أي فوائد.
ووفقا للموقع، يبدو أن عدد من المكملات الغذائية «قد يكون فعالا» في علاج ارتفاع ضغط الدم وارتفاع معدل الكولسترول، وهما من أكبر العوامل التي تسبب مخاطر الإصابة بأمراض القلب. على سبيل المثال، تظهر بعض الدراسات الصغيرة أن مكملات الثوم التي يتناولها الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم يمكنها أن تخفض ضغط الدم بنسبة تصل إلى 8 في المائة. لكن مكملات الثوم مثلها مثل الأدوية التقليدية، ربما تتفاعل مع مختلف الأدوية، بما فيها تلك التي يتناولها الأشخاص الذين يعانون من أمراض قلبية مثل وارفارين (warfarin) وكومادين (Coumadin). لكنك لن تجد تلك المعلومات مذكورة على بيانات المكمل الغذائي.
وكذلك أيضا تم تصنيف مكملات أرز الخميرة الحمراء (red yeast rice supplements) بأنها «قد تكون فعالة» في خفض مستوى الكولسترول، ولا توجد مفاجأة في ذلك، حيث إن بعضا من تلك المنتجات تحتوي على مواد كيميائية تشبه الستاتين، وهي الأدوية التي يصفها الأطباء لتقليل نسبة الكولسترول. لكن تشير الدراسات إلى أن كمية المادة الفعالة في المنتجات المختلفة تتفاوت بدرجة كبيرة، ما بين كمية قليلة إلى كبيرة للغاية. علاوة على ذلك، ذكرت إحدى الدراسات أن ثلث المنتجات ملوثة بنسبة ما من المادة السُمية المسماة «سيترينين» التي تؤثر على الكلى.

* مكملات مغشوشة

* لا يندر وجود هذا التلوث بالمادة السامة. وكما أشار الدكتور كوهين في مقال نشر في دورية «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن» في بداية العام الحالي، اكتشفت إدارة الغذاء والدواء الأميركية وجود أكثر من 500 مكمل غذائي مغشوش بمواد دوائية أو مركبات شبيهة. من بين تلك الأنواع: المنشطات والستيرويدات المخصصة لكمال الأجسام، ومضادات الاكتئاب وأدوية التخسيس والمكملات التي تهدف إلى معالجة الضعف الجنسي. ويمكنها جميعا أن تؤدي إلى أعراض جانبية غير مرغوبة وربما تسبب خطورة بوجه خاص إذا تم تناولها بمصاحبة أدوية لعلاج القلق أو أي أدوية أخرى.
على سبيل المثال، لا يجب على شخص يتعاطى دواء به نترات لعلاج آلام بالصدر أن يتناول مكملا يعالج الضعف الجنسي فيه مركب يشابه سيلدنافيل (فياغرا). إذ يمكن أن يتسبب ذلك في هبوط ضغط الدم مما يشكل خطورة. يقول الدكتور كوهين «وفي هذه الحالة فإن الشخص يتناول مكملا عشبيا (طبيعيا بالكامل) بدلا من العقار نفسه، ويحصل على شبيه بحبة الفياغرا التي أخبره الطبيب بعدم تناولها». وأشار إلى أن كثيرا من تلك المنتجات يحتوي على مركبات مشابهة أو مطابقة للفياغرا، وأحيانا ما يكون ذلك بجرعات أكبر من الموصوفة في النشرة الدوائية.
ونظرا للمخاطر المحتملة والفوائد غير الواضحة لاستخدام مثل تلك المكملات العشبية وما يشابهها، ينصح معظم الأطباء بتجنب استخدامها. ولكن أحيانا ما يوصي الأطباء بمكملات لنوع محدد من الفيتامينات والمعادن لمرضاهم، مثل الكالسيوم وفيتامين دي للوقاية من وهن العظام، والحديد لمن يعانون من نقص الحديد.
لكن بالنسبة لمعظم الأشخاص، يقول الدكتور كوهين «إن وجبة متوازنة غنية بالمواد الغذائية تتضمن الفاكهة والخضراوات والأسماك وزيت الزيتون والمكسرات تلغي الحاجة إلى تناول أي مكملات».

* نصائح طبية

* إذا اخترت تناول مكمل غذائي، فاتبع النصائح التالية:
- فكر في تناول مكمل غذائي مكون من عنصر واحد. وعند تناول مكمل يحتوي على عدة مكونات فإنه من المستحيل التعرف على نوع المادة المؤثرة الموجودة فيه – سواء بالإيجاب أو السلب. كما أن مزيج المنتجات من المرجح أن يكون مغشوشا بأدوية محظورة.
- تحدث مع طبيبك. أخبره بشأن أي مكمل غذائي تتناوله، حتى يمكنه التأكد مما إذا كان هناك مكون معين يتفاعل مع أي من الأدوية التي تتناولها.
- ابحث عن طابع «USP» أو «NSF». إن دستور الأدوية الأميركي (USP) ومؤسسة الصحة الوطنية العالمية هيئتان مستقلتان غير حكوميتين تجريان اختبارات على المكملات الغذائية. تتحقق «USP» من هوية المكملات الغذائية وجودتها وقوتها ونقائها، بينما تتوثق «NSF» من احتواء المكمل الغذائي على المكونات المعلنة وليس شيئا آخر. ابحث عن أي من هذين الطابعين على المكمل، ولكن ضع في اعتبارك أن أيا منهما لا يشير إلى فاعلية المنتج.
* رسالة هارفارد للقلب..
خدمات «تريبيون ميديا»



أداة تكشف عن أسباب فقدان الحمل المتكرر

تقنية جديدة تكشف عن أسباب خفية وراء فقدان الحمل (رويترز)
تقنية جديدة تكشف عن أسباب خفية وراء فقدان الحمل (رويترز)
TT

أداة تكشف عن أسباب فقدان الحمل المتكرر

تقنية جديدة تكشف عن أسباب خفية وراء فقدان الحمل (رويترز)
تقنية جديدة تكشف عن أسباب خفية وراء فقدان الحمل (رويترز)

كشفت دراستان جديدتان عن تقنية جديدة قادرة على الكشف عن أسباب فقدان الحمل المتكرر.

استخدمت كلتا الدراستين اللتين عُرضتا في الاجتماع السنوي لجمعية علم الأمراض الجزيئي (AMP) لعام 2025، الذي عُقد في الفترة من 11 إلى 15 نوفمبر (تشرين الثاني) في بوسطن بالولايات المتحدة، تقنية متطورة تُعرف باسم «رسم الخرائط الجينومية البصرية»، تُتيح للباحثين دراسة بنية التسلسل الجيني بدقة عالية جداً للكشف عن التشوهات التي غالباً ما تُغفلها طرق الكشف التقليدية للتسلسل الجيني. وبالفعل كشفت تقنية رسم الخرائط الجينومية الضوئية عن الأسباب الخفية لفقدان الحمل.

قال باحثو الدراسة، في بيان، الجمعة، إنه «عند استخدام التقنية الجديدة إلى جانب الاختبارات الجينية القياسية، يُمكن أن يُعزز التقييم التشخيصي لفقدان الحمل المتكرر، مما يُساعد الأطباء على فهم الأسباب الجينية المُحتملة بشكل أفضل».

وكان الباحثون في مركز «دارتموث هيتشكوك» الطبي في نيوهامبشاير الأميركية، قد درسوا مدى قدرة التقنية الجديدة على كشف التغيرات الكروموسومية الضارة لدى المرضى الذين لديهم تاريخ عائلي أو معرضون لخطر فقدان الحمل المتكرر، والذين خضعوا سابقاً لاختبارات جينية تقليدية، مثل التنميط النووي أو تحليل المصفوفة الكروموسومية الدقيقة، مما أتاح مقارنة مباشرة بين الطرق.

وجد الباحثون، في المتوسط، نحو 40 تغيراً هيكلياً في الجينوم بعد مراجعة دقيقة للبيانات. ركزت الدراسة على 238 جيناً معروفاً بارتباطها بفقدان الحمل المتكرر (RPL).

في حالتين، تأثرت 4 جينات مهمة مرتبطة بفقدان الحمل المتكرر، التي تلعب دوراً أيضاً في العقم، بشكل مباشر بهذه التغيرات الهيكلية. أظهرت حالة أخرى إعادة ترتيب خفية للكروموسومات، مما أدى إلى تعطيل جينات أخرى غير مرتبطة بفقدان الحمل المتكرر.

يحدث فقدان الحمل في ما يصل إلى 25 في المائة من الحالات (جامعة روتجرز)

تُظهر هذه النتائج أن رسم الخرائط الجينومية الضوئية (OGM) يمكنه الكشف عن التغيرات الجينية التي غالباً ما تغفلها الاختبارات القياسية.

ويحدث فقدان الحمل في ما يصل إلى 25 في المائة من حالات الحمل. وتحدث معظم معدلات الفقد هذه في الأشهر الثلاثة الأولى، ويعود سبب نصفها تقريباً إلى مشاكل جينية أو كروموسومية، وعندما يحدث فقدان الحمل ثلاث مرات أو أكثر، يُشار إلى الفقدان بأنه متكرر. وغالباً ما يصعب اكتشاف سبب فقدان الحمل المتكرر وقد يظل مجهولاً لمن يعانون منه.

ومن المعروف أن بعض أجزاء الكروموسومات البشرية، المعروفة بالمواقع الهشة، أكثر عُرضة للانقطاعات أو الفجوات أو الانقباضات، خصوصاً عندما يكون الحمض النووي (DNA) تحت ضغط أثناء التضاعف أو في أثناء عمليات الإصلاح.

وفي حين أن المواقع الجينية الهشة معروفة بمساهمتها في عدم الاستقرار الجيني، فإن ارتباطها بفقدان الحمل المتكرر لم يُدرس جيداً.

درس الباحثون في مركز «كينغستون» للعلوم الصحية بجامعة كوينز وجامعة أوتاوا العلاقة بين المواقع الهشة وفقد الحمل المتكرر. وجد فحص الكروموسومات التقليدي كسوراً في الموقع الهش النادر «FRA16B» في نحو ثلث خلاياها.

وباستخدام رسم الخرائط الجينومية الضوئية (OGM)، اكتشف الباحثون أن قطعة الحمض النووي المتكررة في (FRA16B) كانت كبيرة بشكل غير عادي، مما يؤكد عدم الاستقرار الذي قد يكون مرتبطاً بفقد الحمل.

قال الباحثون قد تكون المواقع الهشة مثل (FRA16B) مساهمات غير مُقدّرة في مشاكل الإنجاب، ويمكن أن يساعد دمج تقنية (OGM) في تحديد الأسباب التي تم تجاهلها سابقاً.

ووفق الباحثين يوفر الجمع بين الاختبارات الوراثية الخلوية التقليدية، مثل التنميط النووي، و«OGM» فهماً أوضح وأكثر دقة للمواقع الهشة.


3 أمور عليك تجنبها بعد الحصول على لقاح الإنفلونزا

رجل في المكسيك يتلقى لقاحاً (رويترز)
رجل في المكسيك يتلقى لقاحاً (رويترز)
TT

3 أمور عليك تجنبها بعد الحصول على لقاح الإنفلونزا

رجل في المكسيك يتلقى لقاحاً (رويترز)
رجل في المكسيك يتلقى لقاحاً (رويترز)

يمكن لمعظم الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 6 أشهر أو أكثر الحصول على لقاح الإنفلونزا سنوياً. يساعد هذا اللقاح في الوقاية من أعراض الإنفلونزا أو تخفيفها. ومع أن لقاح الإنفلونزا آمن، فإن هناك بعض الأمور التي يُنصح بتجنبها بعد الحصول على اللقاح، لتعزيز فاعليته وتقليل آثاره الجانبية، وفقاً لموقع «هيلث».

1- الكحول

تتفاوت البحوث حول تأثير الكحول على لقاح الإنفلونزا. هناك بعض الأدلة على أن الإفراط في تناول الكحول قد يُضعف جهاز المناعة، مما يؤثر على فاعلية اللقاح، ويزيد من خطر الآثار الجانبية بعد تلقيه. تشمل بعض الآثار الجانبية المحتملة التعب وصعوبة الحركة والصداع.

يمكن أن يُفاقم الكحول أيضاً الجفاف. قد يزيد ذلك من احتمالية التعرض لآثار جانبية، مثل الصداع أو آلام العضلات، بعد تلقي لقاح الإنفلونزا.

2- التمارين الرياضية الشاقة

يوصي بعض الأطباء بتجنب التمارين الرياضية الشاقة مباشرة بعد تلقي لقاح الإنفلونزا مباشرة. هذا لأن الدراسات أظهرت أن التمارين الرياضية المكثفة يوم التطعيم يمكن أن تزيد من خطر الآثار الجانبية، مثل التعب، وألم أعلى الذراع، والصداع. ومع ذلك، أظهرت دراسات أخرى أن التمارين الرياضية المعتدلة يمكن أن تساعد في الواقع على تعزيز تأثيرات لقاح الإنفلونزا، مما قد يزيد من فاعليته.

في النهاية، من المهم مراعاة جسمك قبل ممارسة التمارين الرياضية المكثفة بعد لقاح الإنفلونزا.

3- الإفراط في استخدام مسكنات الألم

في حين يلجأ كثيرون إلى الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل «أدفيل» (إيبوبروفين) لتخفيف الانزعاج الناتج عن الآثار الجانبية للقاح، مثل ألم الذراع، فإن بعض الدراسات المبكرة تشير إلى أن تناول هذه الأدوية المضادة للالتهابات قبل أو بعد الحقنة مباشرة قد يُضعف استجابة جهازك المناعي؛ لأن الالتهاب يساعد جسمك على تكوين أجسام مضادة.

ومع ذلك، تشير الأدلة الحالية إلى أن هذا التأثير ضئيل على الأرجح، وأن لقاحات الإنفلونزا تظل فعالة حتى مع استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.

الآثار الجانبية للقاح الإنفلونزا

يُعتبر لقاح الإنفلونزا آمنًا. ومع ذلك، قد يُسبب آثاراً جانبية. عادة ما تكون الآثار الجانبية للقاح الإنفلونزا خفيفة، وتزول من تلقاء نفسها خلال بضعة أيام.

قد تشمل الآثار الجانبية الشائعة ما يلي:

- ألم، أو احمرار، أو تورم، في مكان الحقنة.

- صداع.

- حمى.

- غثيان.

- آلام عضلية.

- إرهاق.

إذا لم تكن تشعر بتحسن بعد تلقي لقاح الإنفلونزا، فقد تُفيدك الرعاية المنزلية المماثلة عند الإصابة بالإنفلونزا، مثل: الراحة، وشرب السوائل، ومسكنات الألم التي تُصرف دون وصفة طبية.


ما أسوأ الأطعمة للمصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟

لحوم معروضة للبيع داخل متجر في سانت بطرسبرغ بروسيا (إ.ب.أ)
لحوم معروضة للبيع داخل متجر في سانت بطرسبرغ بروسيا (إ.ب.أ)
TT

ما أسوأ الأطعمة للمصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟

لحوم معروضة للبيع داخل متجر في سانت بطرسبرغ بروسيا (إ.ب.أ)
لحوم معروضة للبيع داخل متجر في سانت بطرسبرغ بروسيا (إ.ب.أ)

يُعدُّ تناول الطعام وتأثيره على اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) مجالاً بحثياً متنامياً ومثيراً للاهتمام. ورغم عدم وجود نظام غذائي قائم على الأدلة، يُوصى به خصيصاً لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فإن الدراسات الحديثة تُشير إلى وجود صلة قوية بين صحة الأمعاء وأعراض هذه الحالة، وفقاً لصحيفة «التلغراف».

يُعدُّ الأشخاص المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أكثر عرضة لمشكلات صحية في الأمعاء، مثل: الإمساك، ومتلازمة القولون العصبي، والإسهال، وآلام البطن. ويُعد هذا الأمر بالغ الأهمية نظراً لارتباط الأمعاء والدماغ ارتباطاً وثيقاً من خلال محور الدماغ والأمعاء، وهو مسار تواصل يؤثر على الصحة البدنية والنفسية.

يؤدي ضعف صحة الأمعاء إلى التهاب جهازي، والذي غالباً ما يزداد لدى الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. قد يُسهم هذا الالتهاب في التهاب الأعصاب (التهاب الدماغ)، مما يؤثر على المزاج والقلق والوظائف الإدراكية.

وكشف الدكتور جيمس كوستو، وهو طبيب نفسي متخصص في اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه: «مع مرور الوقت، أتوقع مجموعة من العلاجات القائمة على الأدلة للاضطراب، والتي تستهدف تحسين صحة الأمعاء، باستخدام أنظمة غذائية معدلة ومكملات غذائية».

والأطعمة التي يجب تجنبها أو التقليل منها:

1- الأطعمة فائقة المعالجة

تُشكل الأطعمة فائقة المعالجة 56.8 في المائة من متوسط ​​النظام الغذائي في المملكة المتحدة. وهي أطعمة مُعبأة، وتحتوي على قوائم مكونات طويلة مع إضافات صناعية، مثل المُستحلبات والمُثبتات. وتشمل هذه الأطعمة الحبوب المُحلَّاة، والدجاج الجاهز للقلي، والمشروبات الغازية، وحتى خيارات تبدو صحية، مثل الخبز الأسمر المُعبأ.

وترتبط الأطعمة فائقة المعالجة بكثير من المخاطر الصحية، بما في ذلك السرطان، وأمراض القلب، والسمنة، والاكتئاب، على الرغم من أن العلماء لا يعرفون ما إذا كانت غير صحية بسبب طريقة تصنيعها، أو لأنها عادة ما تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية والدهون والسكر.

بالنسبة لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، تُظهر البحوث أن اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة فائقة المعالجة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بهذه الحالة بنسبة 51 في المائة.

كما تضر هذه الأطعمة بصحة الأمعاء، من خلال تعزيز الالتهاب وتقليل ميكروبات الأمعاء المفيدة. وقد كشفت الدراسة التي أجرتها شركة التغذية «ZOE» أن تناول الأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بزيادة بكتيريا الأمعاء الضارة المحتملة.

وقالت أنغريد كيتزينغ، وهي اختصاصية تغذية معتمدة: «أنت لا تحصل على العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن التي تحتاج إليها من المنتجات المصنعة... أنصح دائماً بقراءة ملصقات الطعام. إذا لم تتعرف على المكونات، فمن المرجح أنها فائقة المعالجة».

2- الوجبات الخفيفة السكرية مثل البسكويت

مع أن السكر لا يسبب اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فإنه قد يزيد من تفاقم أعراض مثل فرط النشاط ومشكلات التركيز. يمكن أن تسبب الوجبات الخفيفة والمشروبات السكرية ارتفاعاً مفاجئاً في الطاقة يتبعه انهيار، مما يؤثر على المزاج والانتباه.

وأوضح كوستو: «الأشخاص المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أكثر عرضة لتناول الطعام بشكل غير منتظم. قد يفوتون وجبات الطعام ثم ينهمكون في تناول الوجبات الخفيفة السكرية، مما يؤدي إلى ارتفاعات وانخفاضات في الطاقة».

قد تكون مستويات الدوبامين -وهو ناقل عصبي مرتبط بالمكافأة- في أدمغة المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أقل. يزيد السكر من مستوى الدوبامين، مما قد يؤدي إلى الرغبة الشديدة في تناوله والدخول في دوامة من الإدمان عليه.

3- الأطعمة ذات الملونات الصناعية

إذا كنت تتناول كثيراً من الأطعمة فائقة المعالجة، فستستهلك أيضاً كميات كبيرة من الملونات الغذائية الصناعية. في الواقع، تضاعف استهلاكنا اليومي من الملونات الغذائية الصناعية 4 مرات خلال الخمسين عاماً الماضية، وقد ربط عدد متزايد من الدراسات الملونات الغذائية الصناعية بزيادة أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال.

4- الدهون المشبعة في الأطعمة المقلية

الأطعمة المقلية -مثل رقائق البطاطس والدجاج- غنية بالدهون المشبعة، مما قد يؤدي إلى الالتهاب. ويمثل هذا مشكلة؛ خصوصاً للأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والذين غالباً ما يعانون مستويات أعلى من الالتهاب الجهازي.

وتوضح الدكتورة سامي جيل، اختصاصية التغذية: «ترفع الدهون المشبعة مستوى الكوليسترول السيئ (LDL) وتحفز التهاب الأنسجة الدهنية، مما يحفز الخلايا المناعية لإطلاق مركبات مسببة للالتهابات».

5- الكربوهيدرات البسيطة مثل المعكرونة البيضاء والأرز الأبيض والخبز الأبيض

يمكن أن تسبب الأطعمة المصنوعة من الدقيق الأبيض المكرر، مثل الخبز الأبيض والمعكرونة والمعجنات، تقلبات في نسبة السكر في الدم، مماثلة لتلك التي تسببها الوجبات الخفيفة السكرية. ويمكن أن تؤدي هذه الارتفاعات والانخفاضات السريعة إلى تفاقم ضعف التركيز وتنظيم الطاقة لدى الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

الجمع بين الكربوهيدرات البسيطة والبروتين -وهو ضروري لصحة الدماغ- يمكن أن يساعد في استقرار مستوى السكر في الدم.

6- الأطعمة التي تحتوي على مستويات عالية من الهيستامين مثل اللحوم المصنعة أو الجبن القديم

يرى الدكتور كوستو عدداً كبيراً من الأشخاص الذين يعانون عدم تحمل الهيستامين في عيادته، ويكونون عادة مصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، على الرغم من عدم وجود بحوث تؤكد النتائج حتى الآن.

يعرف معظم الناس الهيستامين بأنه المادة التي تُفرز عندما يُبالغ جهاز المناعة في رد فعله تجاه الحساسية، مثل حبوب اللقاح.

وتختلف حالة عدم تحمل الهيستامين، وتحدث عندما لا يستطيع الجسم تكسير الهيستامين بكفاءة.