«سابك» تعود إلى الربحية للمرة الأولى منذ بداية العام

الرئيس التنفيذي أكد صعوبة التنبؤ بمعطيات السوق المستقبلية نتيجة تحديات «كورونا»

سابك السعودية تعلن تحقيق أرباح فصلية  (الشرق الأوسط)
سابك السعودية تعلن تحقيق أرباح فصلية (الشرق الأوسط)
TT

«سابك» تعود إلى الربحية للمرة الأولى منذ بداية العام

سابك السعودية تعلن تحقيق أرباح فصلية  (الشرق الأوسط)
سابك السعودية تعلن تحقيق أرباح فصلية (الشرق الأوسط)

عادت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) إلى مسار تحقيق الأرباح لأول مرة منذ بداية العام الجاري على وقع آثار تداعيات فيروس كورونا المستجد التي فرضت حالة عدم اليقين وتراجع الطلب وتقلص الأسعار في الأسواق العالمية.
وقالت (سابك) أمس الأحد، أنها حققت نموا في صافي الأرباح بلغ 47.3 في المائة في الربع الثالث من العام الجاري مقابل الربع ذاته من العام السابق مسجلة مكسبا ربعيا قوامه 1.09 مليار ريال (290 مليون دولار)، مقابل 740 مليون ريال (197.3 مليون دولار) لذات الفترة من العام الماضي.
وأرجعت (سابك) عود ارتفاع صافي الربح خلال الربع الحالي إلى الزيادة في الكميات المنتجة والمبيعة بالإضافة إلى عكس مخصص انخفاض في قيمة بعض الأصول المالية بالصافي بمبلغ 690 مليون ريال، رغم تراجع الإيرادات الفصلية بنحو 10.7 في المائة على أساس سنوي إلى 29.3 مليار ريال في الربع الثالث.
وخلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري، سجلت الشركة صافي خسائر بلغت 2.1 مليار ريال (580 مليون دولار)، مقابل أرباح 6.09 مليار ريال أرباح خلال الفترة المماثلة من العام الماضي، في وقت تراجعت الإيرادات منذ بداية العام نحو 19 في المائة إلى 84.1 مليار ريال.
وفي بيان صدر عن الشركة أمس، أوضحت (سابك) أن سبب تحقيق صافي خسارة خلال الفترة الحالية مقارنة بالعام السابق يعود إلى الانخفاض في متوسط أسعار بيع المنتجات بالإضافة إلى تسجيل مخصصات انخفاض في قيمة بعض الأصول الرأسمالية والمالية بمبلغ 1.5 مليار ريال.
وأشارت الشركة في تعقيب على نتائجها للربع الثالث 2020. إلى أن نظرتها المستقبلية لعام 2020 تظل ثابتة، إذ من المتوقع أن ينكمش معدل النمو العالمي هذا العام ويرجع ذلك في الأساس إلى التأثير السلبي لتفشي جائحة كورونا، قبل أن يكون هناك انتعاش في العام المقبل.
وأكد يوسف البنيان نائب رئيس مجلس إدارة (سابك) الرئيس التنفيذي أن نتائج الربع الثالث تعود إلى تحسن النشاط الاقتصادي، وزيادة أسعار النفط التي أدت بدورها إلى ارتفاع أسعار المنتجات، مؤكدا أن أداء الشركة التشغيلي يتسم بالمرونة المعهودة، وأن قوة سلسلة إمداداتها العالمية مكنت من مجابهة التحديات التي تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي، ما أسهم في ارتفاع المبيعات، وتحسين الهوامش في هذا الربع.
وشدد البنيان على ضرورة تكيف دول العالم مع «الواقع الجديد» الذي فرضته جائحة كورونا، مشيراً إلى أن (سابك) تدرك أهمية الدور الذي تؤديه صناعة الكيماويات في سبيل تعافي الاقتصاد العالمي.
وأضاف الرئيس التنفيذي لـ(سابك) أن الربع الثالث شهد بدء (سابك) مرحلة التعاون الاستراتيجي اللازم للاضطلاع بدورها في قيادة الصناعات الكيماوية لشركة (أرامكو السعودية) والمملكة، ما يعزز سعيها نحو تحقيق النمو طويل الأجل وتحقيق القيمة المنشودة للأطراف ذات العلاقة، مشيرا حول التنسيق الجاري بين الشركتين إلى أن باقة منتجات وخدمات الشركتين تكملان بعضهما، وأن الشركتين العالميتين لديهما دراية واسعة بالسوق العالمية.
ولفت البنيان إلى صعوبة التنبؤ بمعطيات السوق المستقبلية نتيجة التحديات فيروس «كورونا» وظهور الموجة الثانية في بعض الدول، مبينا أن أسعار المنتجات الرئيسية للبتروكيماويات شهدت ارتفاعا في المتوسط بنسبة 13 في المائة، وفي المغذيات الزراعية بنسبة 4 في المائة، فيما تحسنت مادة البولي إيثيلين بقرابة 2 في المائة.
وأوضح أن الأسعار في الأسواق العالمية ما زالت في انخفاض، مشيرا إلى أن مادة جلايكول الإيثيلين تراجعت 18 في المائة مقابل العام الماضي، ومادة الميثانول انخفضت 23 في المائة.



هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)
بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)
TT

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)
بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)

تواصل الأسهم الأميركية تعزيز تفوقها على منافسيها العالميين، ويعتقد العديد من المستثمرين أن هذه الهيمنة قد تزداد إذا تمكن الرئيس المنتخب دونالد ترمب من تنفيذ برنامجه الاقتصادي بنجاح، دون الانجرار إلى حرب تجارية شاملة أو تفاقم العجز الفيدرالي.

وحقق مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» زيادة تفوق 24 في المائة في عام 2024، مما جعله في الصدارة بين مؤشرات الأسهم في أوروبا وآسيا والأسواق الناشئة. وبمعدل 22 ضعفاً للأرباح المستقبلية المتوقعة، فإن علاوته مقارنة بمؤشر «إم إس سي آي» للأسواق من أكثر من 40 دولة، تعد الأعلى منذ أكثر من عقدين، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». وعلى الرغم من أن الأسهم الأميركية قد تفوقت على نظيراتها العالمية لأكثر من عقد من الزمان، فإن الفجوة في التقييم قد اتسعت هذا العام بفضل النمو الاقتصادي المتين والأرباح القوية للشركات، لا سيما في قطاع التكنولوجيا، حيث ساعدت التطورات المثيرة في مجال الذكاء الاصطناعي على تعزيز أسهم شركات رائدة مثل «إنفيديا».

ويعتقد بعض المشاركين في السوق أن أجندة ترمب الاقتصادية، التي تشمل تخفيض الضرائب، وتخفيف القيود التنظيمية، وحتى فرض الرسوم الجمركية، قد تعزز من تفوق الولايات المتحدة، متفوقة على المخاوف المتعلقة بتأثيراتها المزعزعة المحتملة على الأسواق وزيادة التضخم.

وقال رئيس استراتيجية الأسهم الأميركية في بنك «باركليز»، فينو كريشنا: «نظراً للتوجهات المؤيدة للنمو في هذه الإدارة الجديدة، أعتقد أنه سيكون من الصعب مواجهة الأسهم الأميركية، على الأقل في عام 2025». وكانت هناك مؤشرات على تزايد تفضيل المستثمرين للأسهم الأميركية مباشرة بعد الانتخابات التي جرت في 5 نوفمبر (تشرين الثاني)، عندما استقبلت صناديق الأسهم الأميركية أكثر من 80 مليار دولار في الأسبوع الذي تلا الانتخابات، في حين شهدت صناديق الأسهم الأوروبية والأسواق الناشئة تدفقات خارجة، وفقاً لبنك «دويتشه».

ويعد «مورغان ستانلي»، و«يو بي إس» لإدارة الثروات العالمية، ومعهد الاستثمار «ويلز فارغو» من بين المؤسسات التي توصي بزيادة الوزن للأسهم الأميركية في المحافظ الاستثمارية أو تتوقع تفوقها في العام المقبل.

محرك الأرباح

أحد المحركات الرئيسية لقوة الأسهم الأميركية هو ميزة أرباح الشركات الأميركية، حيث من المتوقع أن ترتفع أرباح شركات «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 9.9 في المائة هذا العام وبنسبة 14.2 في المائة في 2025، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». وفي المقابل، من المتوقع أن ترتفع أرباح الشركات في مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 1.8 في المائة هذا العام وبنسبة 8.1 في المائة في 2025.

وقال كبير الاستراتيجيين الاستثماريين في «ستيت ستريت غلوبال أدفايزر»، مايكل أرون: «الولايات المتحدة تظل المنطقة الجغرافية التي تحقق أعلى نمو في الأرباح وأكبر قدر من الربحية على مستوى العالم».

ويسهم الدور المهيمن للشركات التكنولوجية العملاقة في الاقتصاد الأميركي، وأوزانها الكبيرة في مؤشرات مثل «ستاندرد آند بورز 500»، في تعزيز هذا النمو. إذ تبلغ القيمة السوقية لأكبر خمس شركات أميركية («إنفيديا» و«أبل» و«مايكروسوفت» و«أمازون دوت كوم» وألفابت) أكثر من 14 تريليون دولار، مقارنة بحوالي 11 تريليون دولار لجميع شركات «ستوكس 600»، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي».

وعلى نطاق أوسع، من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الأميركي بنسبة 2.8 في المائة في 2024 وبنسبة 2.2 في المائة في 2025، مقارنة بنسبة 0.8 في المائة هذا العام و1.2 في المائة في العام المقبل لمجموعة من حوالي 20 دولة تستخدم اليورو، وفقاً لتوقعات صندوق النقد الدولي.

وقد تساعد خطط ترمب لزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الولايات المتحدة في تعزيز هذا التفوق، رغم المخاطر التي قد تترتب على ذلك، وفقاً لما قاله مايك مولاني، مدير أبحاث الأسواق العالمية في «بوسطن بارتنرز»، الذي يفضل الأسهم الأميركية. وقال مولاني: «إذا فرض ترمب رسوماً جمركية تتراوح بين 10 في المائة و20 في المائة على السلع الأوروبية، فإنهم سيتأثرون أكثر منا بشكل نسبي».

وقد دفع تحكم الجمهوريين في السلطة في واشنطن، ما يسهل على ترمب تنفيذ أجندته، اقتصاديي «دويتشه بنك» إلى رفع توقعاتهم لنمو الاقتصاد الأميركي في 2025 إلى 2.5 في المائة مقارنة بـ 2.2 في المائة.

وبينما من المتوقع أن تعزز تخفيضات الضرائب وإلغاء القيود التنظيمية النمو الاقتصادي، فإن الهوامش الضيقة نسبياً في الكونغرس الأميركي وحساسية الإدارة تجاه ردود الفعل السوقية قد تحدان من نطاق بعض السياسات «المتطرفة»، مثل الرسوم الجمركية، كما ذكر البنك في تقريره الأخير.

من جانبه، يتوقع «يو بي إس» لإدارة الثروات العالمية أن يصل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» إلى 6600 في العام المقبل، مدفوعاً بالتطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، وانخفاض أسعار الفائدة، وتخفيضات الضرائب، وإلغاء القيود التنظيمية. وأغلق المؤشر عند 5948.71 يوم الخميس. مع ذلك، قد تؤدي حرب تجارية شاملة مع الصين ودول أخرى إلى التأثير سلباً على نمو الاقتصاد الأميركي وزيادة التضخم. وفي سيناريو يتم فيه فرض دول ردود فعل على الرسوم الجمركية الأميركية الواسعة، قد ينخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» إلى 5100، رغم أن الأسهم العالمية ستتراجع أيضاً، وفقاً لتوقعات «يو بي إس».

ويمكن أن تكون بعض القطاعات في السوق أكثر عرضة لتأثيرات سياسات ترمب، حيث أدت المخاوف بشأن خطط تقليص الفائض البيروقراطي إلى تراجع أسهم شركات المقاولات الحكومية الأسبوع الماضي، بينما تراجعت أسهم شركات الأدوية بعد اختيار ترمب للمشكك في اللقاحات روبرت ف. كينيدي جونيور لقيادة وزارة الصحة والخدمات الإنسانية.

كما قد تثير التخفيضات الضريبية الواسعة القلق بشأن زيادة الدين الأميركي. وقد أسهمت المخاوف المتعلقة بالعجز في تراجع بيع السندات الحكومية الأميركية مؤخراً، مما دفع عائد سندات الخزانة الأميركية لمدة 10 سنوات إلى أعلى مستوى له في خمسة أشهر الأسبوع الماضي.

وفي الوقت نفسه، قد تصبح الفجوة في التقييم بين الولايات المتحدة وبقية العالم واسعة لدرجة تجعل الأسهم الأميركية تبدو باهظة الثمن، أو قد تصبح الأسهم الدولية رخيصة للغاية بحيث لا يمكن تجاهلها. ومع ذلك، في الوقت الراهن، تظل الاتجاهات طويلة المدى لصالح الولايات المتحدة، مع ارتفاع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بأكثر من 180 في المائة مقارنة بارتفاع بنسبة 50 في المائة تقريباً لمؤشر «ستوكس» في أوروبا على مدار العقد الماضي. وقال رئيس استراتيجيات الأصول المتعددة في «روبيكو»، كولين غراهام: «الزخم شيء رائع. إذا كان لديك شيء يستمر في التفوق، فإن المستثمرين سيتبعون الأموال».