تسارع النمو الصيني يدعم آمال التعافي العالمي

عملات آسيوية ترتفع بدعم بياناته

مبيعات التجزئة تنمو 3.3 % في سبتمبر (أ.ف.ب)
مبيعات التجزئة تنمو 3.3 % في سبتمبر (أ.ف.ب)
TT
20

تسارع النمو الصيني يدعم آمال التعافي العالمي

مبيعات التجزئة تنمو 3.3 % في سبتمبر (أ.ف.ب)
مبيعات التجزئة تنمو 3.3 % في سبتمبر (أ.ف.ب)

تسارع التعافي الاقتصادي في الصين في الربع الثالث من العام الجاري، مع تخلي المستهلكين عن الحذر حيال فيروس كورونا، لكن معدل النمو الرئيسي الذي جاء دون التوقعات ينبئ باستمرار المخاطر على واحد من المحركات القليلة للطلب العالمي.
وكشفت بيانات رسمية أمس الاثنين، نمو الناتج المحلي الإجمالي 4.9 في المائة من يوليو (تموز) حتى سبتمبر (أيلول)، أي أبطأ من توقعات المحللين في استطلاع أجرته «رويترز»، والذي كان ينمو بمعدل 5.2 في المائة، لكن أسرع من وتيرة النمو في الربع الثاني البالغة 3.2 في المائة.
وقال يوشيكيو شيماميني كبير الاقتصاديين في معهد داي - إيتشي لايف للأبحاث في طوكيو، وفق «رويترز»: «ما زال اقتصاد الصين على مسار التعافي، مدفوعاً بانتعاش الصادرات. الإنفاق الاستهلاكي يسير في الاتجاه الصحيح أيضاً، لكن لا يمكن القول إنه تخفف كلياً من فيروس كورونا». وتابع: «ثمة خطر من أن تضر عودة الإغلاقات في أوروبا وموجة إصابات جديدة في الولايات المتحدة بالإنفاق الاستهلاكي وتوقد شرارة المزيد من فقد الوظائف، مما سيؤثر سلبا على اقتصاد الصين».
وقال مكتب الإحصاءات الوطني إن ثاني أكبر اقتصاد في العالم نما 0.7 في المائة في الأشهر التسعة من العام مقارنة به قبل سنة. وبالمقارنة مع ربع السنة السابق، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي 2.7 في المائة في الربع الثالث مقارنة مع توقعات لنمو 3.2 في المائة وصعود 11.5 في المائة في الربع السابق.
ونمت المبيعات التجزئة 3.3 في المائة في سبتمبر مقارنة بها قبل عام، متسارعة من زيادة 0.5 في المائة في أغسطس (آب) ومسجلة أسرع وتيرة نمو منذ ديسمبر (كانون الأول) 2019. وزاد الناتج الصناعي 6.9 في المائة بعد صعوده 5.6 في المائة في أغسطس، مما يظهر أن تعافي القطاع يكتسب قوة دفع.
وزادت استثمارات الأصول الثابتة 0.8 في المائة على أساس سنوي في الأشهر التسعة الأولى، لتسجل نمواً منذ بداية العام للمرة الأولى في السنة الحالية.
وفي القطاع العقاري، نما الاستثمار 12 في المائة على أساس سنوي في سبتمبر، وهي أسرع وتيرة له في نحو عام ونصف، مما قدم دعماً مهماً للاستثمار عموماً.
وارتفعت العملات الآسيوية المنكشفة على التجارة أمس، بدعم من بيانات نمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ليظل اليوان قريبا من أعلى مستوى له في عام ونصف العام الذي سجله في الآونة الأخيرة.
وتراجع اليوان الصيني والدولاران الأسترالي والنيوزيلندي من أعلى مستويات الجلسة بعد أن جاءت بيانات الناتج المحلي الإجمالي الصيني دون التوقعات، لكن العملات الثلاث انتعشت فيما بعد اعتقاداً بأن بيانات الاستهلاك تنبئ بنمو أفضل في الربع الحالي.
وفي أحدث التعاملات، استقرت العملة الصينية عند 6.6935 يوان مقابل الدولار في الأسواق الخارجية مقتربة من مستوى 6.6785 الذي بلغته في التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) وهو الأعلى منذ أبريل (نيسان) 2019. واستفاد اليوان في الأشهر القليلة الماضية من الآمال في فوز جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأميركية، إذ من المعتقد أنه يمثل تهديداً أقل للعلاقات الأميركية الصينية.
وارتفع الدولار الأسترالي 0.3 في المائة إلى 0.7098 دولار أميركي وزاد نظيره النيوزيلندي 0.4 في المائة إلى 0.6627 دولار أميركي.
واستقر الدولار أمام العملات الأخرى، مدعوماً بمخاوف المستثمرين إزاء ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا والانتخابات الأميركية وتلاشي آمال التحفيز المالي قبل الانتخابات.
واستقر مؤشر يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من العملات عند 93.68، مقترباً من الحد الأعلى لنطاق ثلاثة أشهر. ولم يطرأ تغير على اليورو أمام العملة الأميركية ليسجل 1.1714 دولار. وارتفع الجنيه الإسترليني 0.4 في المائة مقابل اليورو إلى 90.38 بنس بفضل آمال كسر الجمود في محادثات الانفصال البريطاني عن الاتحاد الأوروبي. وأمام الدولار، ارتفع الإسترليني 0.3 في المائة إلى 1.2955 دولار.


مقالات ذات صلة

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي التطورات الإقليمية

الخليج الأمير فيصل بن فرحان خلال لقائه جان نويل بارو في العاصمة باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي التطورات الإقليمية

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، الأربعاء، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو تطورات الأوضاع الإقليمية، والجهود المبذولة لتحقيق الأمن في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد نائبة البرلمان الفرنسي أميليا لكرافي (الشرق الأوسط)

نائبة بالبرلمان الفرنسي: نتطلع لتعاون مستدام مع السعودية في ظل «رؤية 2030»

في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة العربية السعودية ضمن إطار «رؤية 2030»، تتجه الأنظار نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين السعودية وفرنسا.

أسماء الغابري (جدة)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو المستجدات الإقليمية والموضوعات المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
TT
20

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)

رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب المخاوف التجارية بشأن حالة عدم اليقين الناجمة عن التعريفات الجمركية المخطط لها على مجموعة من الشركاء التجاريين الأميركيين، واحتمال ارتفاع الأسعار، دون أن يستبعد احتمال حدوث ركود، هذا العام.

بعد فرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المائة على الواردات من المكسيك وكندا، والتي دفعت الأسواق إلى الانهيار بسبب مخاوف من حرب تجارية، قال ترمب إن خططه لفرض تعريفات «متبادلة» أوسع نطاقاً ستدخل حيز التنفيذ في 2 أبريل (نيسان) المقبل، وترفعها لتتناسب مع ما تُقدره الدول الأخرى.

وقال، في مقابلة مسجلة مع قناة «فوكس نيوز»: «في 2 أبريل، يصبح كل شيء متبادلاً. ما يفرضونه علينا، نفرضه عليهم».

وعندما سُئل عن تحذير بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا من انكماش اقتصادي، في الربع الأول من العام، أقرّ ترمب، على ما يبدو، بأن خططه قد تؤثر على النمو في الولايات المتحدة. ومع ذلك، زعم أنها ستكون في النهاية «رائعة بالنسبة لنا».

وعندما سُئل عما إذا كان يتوقع ركوداً في عام 2025، ردَّ ترمب: «أكره التنبؤ بأشياء من هذا القبيل. هناك فترة انتقالية لأن ما نقوم به كبير جداً. نحن نعيد الثروة إلى أميركا. هذا شيء كبير». ثم أضاف: «يستغرق الأمر بعض الوقت».

في «وول ستريت»، كان أسبوعاً صعباً مع تقلبات جامحة تهيمن عليها المخاوف بشأن الاقتصاد وعدم اليقين بشأن تعريفات ترمب.

وقد تجاهل ترمب المخاوف من جانب الشركات التي تسعى إلى الاستقرار، أثناء اتخاذ قرارات الاستثمار. وقال إن «العولميين، العولميين الكبار، كانوا، لسنوات، ينهبون الولايات المتحدة، والآن كل ما نفعله هو استعادة بعضٍ منها، وسنعامل بلدنا بشكل عادل... كما تعلمون، يمكن أن ترتفع التعريفات الجمركية مع مرور الوقت، وقد ترتفع، كما تعلمون، لا أعرف ما إذا كان ذلك قابلاً للتنبؤ».

وكان ترمب قد رفع، الأسبوع الماضي، التعريفات الجمركية على المكسيك وكندا على شركات تصنيع السيارات الأميركية، ثم جميع الواردات إلى الولايات المتحدة تقريباً، لكنه أبقاها على السلع من الصين.

وهناك مزيد من التعريفات الجمركية، هذا الأسبوع، حيث قال وزير التجارة هوارد لوتنيك، لقناة «إن بي سي»، إن التعريفات الجمركية بنسبة 25 في المائة على واردات الصلب والألمنيوم ستدخل حيز التنفيذ، يوم الأربعاء. وأوضح لوتنيك أن التعريفات الجمركية التي هدّد بها ترمب على منتجات الألبان والأخشاب الكندية ستنتظر حتى أبريل.

وقال: «هل ستكون هناك تشوهات؟ بالطبع... قد تصبح السلع الأجنبية أكثر تكلفة قليلاً. لكن السلع الأميركية ستصبح أرخص، وسوف نضطر إلى خفض أسعارها. إنك ستساعد الأميركيين من خلال شراء المنتجات الأميركية».