مراجعات علمية جديدة حول التأثيرات الصحية للقهوة

يرتبط استهلاكها بانخفاض الوفيات والإصابة بأمراض الشرايين القلبية

مراجعات علمية جديدة حول التأثيرات الصحية للقهوة
TT

مراجعات علمية جديدة حول التأثيرات الصحية للقهوة

مراجعات علمية جديدة حول التأثيرات الصحية للقهوة

ضمن عدد 23 يوليو (تموز) الحالي من مجلة «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن» New England Journal of Medicine الطبية، عرضت مجموعة باحثين من كلية الطب بجامعة هارفارد وكلية يونغ لو لين للطب في سنغافورة نتائج بحثهم في العلاقة بين القهوة والكافيين من جهة وصحة الإنسان من جهة أخرى، وذلك بمراجعة حوالي مائة دراسة علمية سابقة حول هذا الأمر.
- تقليل الوفيات
وتمتاز هذه المراجعة الطبية بتقدمها في طرح عدد من النتائج التي قد «لا يتوقعها البعض» عن الفوائد الصحية للقهوة وعن علاقة تناولها بالإصابة بالأمراض.
وأشار الباحثون إلى أن عددا كبيراً من نتائج الدراسات يدعم وجود فوائد صحية لها لأن القهوة ليست كافيين فقط، بل تحتوي على عناصر غذائية أخرى ذات تأثيرات نشطة بيولوجياً في الجسم، كما تحتوي على عناصر ذات تأثيرات مخففة لتأثيرات الكافيين في الجسم، مقارنة بتناول الكافيين النقي.
وعلى سبيل المثال، وتحت عنوان «جميع أسباب الوفاة»، قال الباحثون: «يرتبط استهلاك 2 إلى 5.5 أكواب قياسية من القهوة يومياً بانخفاض معدل الوفيات في دراسات تم إجراؤها في أنحاء مختلفة من العالم، وهذا باستهلاك القهوة المحتوية على الكافيين والقهوة الخالية منه. كما لم يختلف الارتباط العكسي بين استهلاك القهوة والوفيات سواء كان تخلص الجسم من الكافيين سريعاً أم بطيئاً». ومعلوم أن الكوب القياسي Standard Cup يُعرف بأنه كوب بحجم 8 أونصات سائلة أو 235 مليلترا.
وأوضح الباحثون أن في السابق كان يُوجد اهتمام طبي مشوب بالقلق والحذر، ومنذ فترة طويلة، من أن القهوة والكافيين قد يزيدان من مخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، ولكن في الآونة الأخيرة، ظهرت أدلة على الفوائد الصحية، على حد تأكيد الباحثين. وأحالوا السبب في ذلك إلى أن القهوة تحتوي على مئات من المواد الكيميائية النباتية الأخرى النشطة بيولوجياً Phytochemicals، وكميات متواضعة من المغنيسيوم والبوتاسيوم وفيتامين بي – 3 (النياسين).
- فوائد المركبات النشطة
وقد تقلل هذه المركبات النشطة بيولوجياً في القهوة من تداعيات الإجهاد التأكسدي Oxidative Stress على أنسجة وخلايا الجسم، وتعمل على تحسين نوعية ونشاط وفاعلية الميكروبات المعوية الصديقة Gut Microbiome، وتعمل بشكل إيجابي على تعديل عمليات استقلاب الأيض Metabolism للغلوكوز والدهون وتوجيهها إلى مسارات صحية أفضل.
وأضافوا قائلين: «تشير مجموعة كبيرة من الأدلة إلى أن استهلاك القهوة التي تحتوي على الكافيين (القهوة الطبيعية)، لا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطانات. وفي الواقع، ارتبط الاستمرار في استهلاك 3 إلى 5 أكواب من القهوة يومياً بانخفاض خطر الإصابة بأمراض مزمنة عديدة». ولكنهم في نفس سياق الحديث قالوا: «ومع ذلك، فإن تناول كميات كبيرة من الكافيين يمكن أن يكون له تأثيرات ضارة مختلفة، وقد تم التوصية بحدود 400 ملغم من الكافيين في اليوم للبالغين غير الحوامل أو المرضعات و200 ملغم في اليوم للنساء الحوامل والمرضعات».
وعرض الباحثون التأثيرات المفيدة للكافيين في القهوة على الأداء الجسدي والشعور بالألم، وذلك عند عدم تجاوز الكمية المنصوح بتناولها في اليوم. وأفادوا أن الكافيين في بنيته شبيه بمركبات الأدينوزين Adenosine، ما يجعله ينافس ويُعيق ارتباط هذه المادة بخلايا الدماغ. ومعلوم إن تراكم الأدينوزين في الدماغ يخفض من مستوى النشاط الذهني ويزيد من النعاس. وبتناول الجرعات المعتدلة من الكافيين، أي ما بين 40 إلى 300 ملليغرام في اليوم، يمكن للكافيين أن يزيل الآثار السلبية للأدينوزين على الدماغ، ويقلل من الشعور بالتعب، ويقلل من أمد وقت التفاعل والاستجابة الذهنية، ويزيد من اليقظة أثناء أداء المهام طويلة الأمد كقيادة السيارة في السفر.
كما يمكن أن يساهم تناول الكافيين في تخفيف الألم عند إضافته (بكمية حوالي 100 ملليغرام) إلى الأدوية المسكنة للألم الشائعة الاستخدام، وفق نتائج حوالي 20 دراسة طبية.
وبمقابل هذه التأثيرات الإيجابية، فإن تناول الكافيين في وقت متأخر من اليوم يُقلل من الحصول على نوعية جيدة وراحة في النوم. كما قد يحصل القلق عند تناول ما فوق 400 ملليغرام من الكافيين. ولكن يتباين الأشخاص في حصول هذه التأثيرات السلبية لديهم، وذلك لاعتبارات جينية ومعدلات نشاط تخلص الجسم (الكبد والكلى) من الكافيين، خاصة في الأشخاص الحساسين من الكافيين. ورغم تنشيط الكافيين عمليات إدرار وإخراج البول، إلا أن ذلك لا يصل عادة إلى حد التسبب بجفاف الجسم.
من جهة أخرى، يمكن أن يؤدي التوقف عن تناول الكافيين بعد تعود الاستهلاك، إلى ظهور أعراض الانسحاب، بما في ذلك الصداع والتعب وانخفاض اليقظة والمزاج المكتئب، لمدة إجمالية تتراوح ما بين من 2 إلى 9 أيام. ويمكن تقليلها هذه المدة عن طريق الخفض التدريجي لكمية الكافيين المتناولة قبل التوقف تماماً.
- ضغط الدم والقلب
وبمراجعة نتائج العديد من الدراسات الطبية التي تناولت جوانب العلاقة بين القهوة والكافيين من جهة وأمراض القلب وضغط الدم والكولسترول من جهة أخرى، يظهر أن تناول الكافيين من قبل الأشخاص الذين لا يتناولون الكافيين عادة، يرفع مستويات الإيبينيفرين Epinephrine ويرفع ضغط الدم على المدى القصير، ولكن تحصل حالة من «التقبل» لتحمل الجسم هذا التأثير في غضون أسبوع لدى غالبية أولئك الأشخاص.
ولدى الأشخاص الذين يتناولون القهوة عادة، فإن تناول الكافيين النقي (أي ليس من القهوة) يؤدي إلى زيادة طفيفة ومؤقتة في ضغط الدم الانقباضي والانبساطي. ومع ذلك، لم يتم العثور على تأثير كبير على ضغط الدم في الدراسات التي فحصت تأثير القهوة التي تحتوي على الكافيين، حتى لدى الأشخاص المصابين أصلاً بارتفاع ضغط الدم. كما أظهرت الدراسات الطبية أن استهلاك القهوة لم يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم. وبعد ذكرهم هذه النتائج، علل الباحثون ذلك بقولهم: «ربما لأن مكونات القهوة الأخرى، مثل حمض الكلوروجينيك Chlorogenic Acid، تزيل تأثير الكافيين في زيادة ضغط الدم».
أما بالنسبة لأمراض الشرايين القلبية، أفادت نتائج مراجعة الدراسات الطبية أن: «الدراسات التي فحصت علاقة استهلاك القهوة والكافيين بمخاطر الإصابة بمرض الشريان التاجي والسكتة الدماغية، تشير في النتائج باستمرار إلى أن استهلاك ما يصل إلى 6 أكواب قياسية في اليوم من القهوة المفلترة التي تحتوي على الكافيين، مقارنة مع عدم استهلاك القهوة، لا يرتبط ولا علاقة له بزيادة خطر الإصابة بهذه الأمراض القلبية الوعائية في عموم السكان أو فيما بين الأشخاص الذين لديهم إصابة مزمنة بارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أو أمراض القلب والأوعية الدموية».
بل كما قال الباحثون: «في الواقع، ارتبط استهلاك القهوة بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مع أدنى خطر لـ3 إلى 5 أكواب في اليوم، كما لوحظ وجود ارتباط عكسي بين زيادة استهلاك القهوة وانخفاض الإصابة بمرض الشريان التاجي والسكتة الدماغية والوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية».
- الكولسترول
ولكن بالمقابل، وعلى النقيض من تلك التأثيرات الإيجابية، فإن مركبات «كافيستول» Cafestol، الموجود في القهوة غير المفلترة التي يتم غليها مع الماء Boiled Coffee، تزيد من مستويات الكوليسترول في الدم. وكانت عدة دراسات سابقة، من فنلندا وغيرها، قد أظهرت أن الاستهلاك المنتظم للقهوة التي يتم غليها مع الماء، يزيد من نسبة الكولسترول في الدم نتيجة احتوائها على مركبات كافيستول، وهي المركبات التي من المعلوم طبياً تحفيزها إنتاج الكولسترول في الجسم، في حين أن تناول القهوة المفلترة لا يزيد من نسبة الكولسترول في الدم. وبالتالي كما قال الباحثون، «يجب بحذر تفسير نتائج البحوث والدراسات عن القهوة وغيرها من المصادر الغذائية للكافيين، لأن التأثيرات السلبية المحتملة قد لا تكون بسبب الكافيين نفسه».
وأوضح الباحثون أن التركيز المرتفع لمركب كافيستول في القهوة غير المفلترة، مثل القهوة المُعدة بمكبس القهوة الفرنسية أو القهوة التركية أو القهوة الاسكندنافية المغلية، أو أي نوع آخر من القهوة المغلية، هو ما يحتاج لاهتمام. وقال الباحثون: «مركب كافيستول في القهوة غير المفلترة هو مركب رافع للكولسترول Cholesterol - Raising Compound. وتفيد نتائج الدراسات أن تناول 6 أكواب بالمتوسط من القهوة غير المفلترة يرتبط بارتفاع نسبة الكولسترول الخفيف الكثافة LDL بنسبة 17 في المائة، بينما تناول القهوة المفلترة لم يتسبب بذلك على نسبة الكولسترول الخفيف. كما أفادت نتائج الدراسات الطبية أنه بالمقارنة مع تناول القهوة المفلترة، يرتبط تناول القهوة غير المفلترة بخطر أعلى بنسبة 11 في المائة من احتمالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».
وخلص الباحثون إلى القول: «وبالتالي، فإن الحد من استهلاك القهوة غير المفلترة والاستهلاك المعتدل للقهوة المعتمدة على طريقة الإسبريسو (المفلترة) قد يساعد في السيطرة على مستويات الكوليسترول في الدم».
وضمن عدد 27 أبريل (نيسان) من ملحق «صحتك» بالشرق الأوسط، تم عرض نتائج دراسة تقييم علاقة تناول القهوة والشاي المحتويين على الكافيين باضطرابات انتظام إيقاع نبض القلب، والتي وصفتها مجلة الكلية الأميركية لطب القلب ACC، بأنها «دراسة مراجعة علمية لأحدث ما تم التوصل إليه حتى هذه اللحظة». وقدمت فيها مراجعة تفصيلية للدراسات المنشورة لتحديد التفاعلات فيما بين القهوة والشاي واضطرابات إيقاع نبض القلب. وكان عنوان الدراسة: «الكافيين واضطرابات إيقاع نبض القلب: الوقت لطحن الأدلة».
وأوضحت أن الأشخاص الذين يتناولون القهوة المحتوية على الكافيين، بكمية معتدلة قد يكونون أقل عرضة للإصابة باضطرابات انتظام إيقاع نبض القلب Arrhythmias، لأنها قد تحتوي على مواد طبيعية ذات خصائص مضادة لاضطراب إيقاع نظم القلب وذات مفعول طويل الأمد، مثل المواد المضادة للأكسدة وعناصر أخرى تتعلق بمستقبلات الأدينوسين Adenosine Antagonism في الخلايا القلبية. ولكن الباحثين شددوا على ضرورة مراجعة الطبيب المتابع لحالة الشخص المصاب بأي نوع من اضطرابات نبض القلب، لتحديد مدى ملاءمة تناوله للقهوة والكافيين. وشددوا كذلك على أن تناول مشروبات الطاقة التي تحتوي على مستويات عالية من الكافيين غير ملائم لأي شخص لديه إصابات بأمراض القلب.
- الكافيين... مشروبات متنوعة باختلاف العمر
> بمراجعة محتوى الكافيين في عدد من المشروبات والأطعمة، نجد أن كوبا من القهوة بحجم 350 مليلترا به 235 ملليغراما من الكافيين. أما 30 مليلترا تقريباً من قهوة إسبريسو فبها 63 ملليغراما. ويحتوي كوب قهوة أميركانو بحجم 240 مليلترا 150 ملليغراما منه.
ويوجد 47 ملليغراما من الكافيين في كوب شاي بحجم 240 مليلترا، و28 ملليغراما منه في كوب بنفس الحجم من الشاي الأخضر. وتتفاوت كمية الكافيين في الأنواع المختلفة من المشروبات الغازية والأنواع المختلفة من مشروبات الطاقة. وتحتوي قطعة من الشوكولاته الداكنة على 14 ملليغراما من الكافيين، بينما توجد 6 ملليغرامات منه في أنواع الشوكولاته الممزوجة بالحليب. وفي غالبية الأنواع الشائعة من أدوية مسكنات ألم الصداع، تبلغ كمية الكافيين حوالي 65 ملليغراما.
وأفاد الباحثون أن بمراجعة تقرير مصادر الكافيين في المجتمع الأميركي، تشكل القهوة نسبة 25 في المائة من مصدر تناول الكافيين، والمشروبات الغازية نسبة 33 في المائة والشاي 28 في المائة، والبقية من الأطعمة ومشروبات الطاقة، وذلك لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و19 سنة. أما فيما بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 35 و50 سنة فإن القهوة تشكل نسبة 65 في المائة من مصدر تناول الكافيين، والمشروبات الغازية نسبة 16 في المائة والشاي 16 في المائة والبقية من الأطعمة ومشروبات الطاقة. وهو ما علق عليه الباحثون بالقول: «يتم استهلاك القهوة والشاي منذ مئات السنين وأصبحت جزءاً مهماً من التقاليد الثقافية والحياة الاجتماعية، إضافة إلى استخدام الناس مشروبات القهوة لزيادة اليقظة الذهنية وإنتاجية العمل. وفي الولايات المتحدة يستهلك 85 في المائة من البالغين الكافيين يومياً، ومتوسط استهلاك الكافيين هو 135 ملليغراما في اليوم، وهو ما يعادل حوالي كوب قياسي ونصف من القهوة. والقهوة هي المصدر السائد للكافيين الذي يتناوله البالغون، في حين أن المشروبات الغازية والشاي هي مصادر أكثر أهمية للكافيين لدى المراهقين».
- الكافيين... مصادر طبيعية ومراحل في تعامل الجسم معه
> أفاد الباحثون في بداية عرض نتائج دراستهم أن القهوة والشاي هما من بين المشروبات الأكثر شيوعاً في جميع أنحاء العالم وتحتوي على كميات من الكافيين، مما يجعل الكافيين «المادة ذات التأثير النفسي» Psychoactive Agent الأكثر استهلاكاً على نطاق واسع في العالم. كما أن الكافيين يتواجد في مجموعة متنوعة من بذور وفواكه وأوراق عدد من النباتات، مثل حبوب الكاكاو (أحد مكونات الشوكولاته)، وأوراق يربا ماتتي Yerba Matte (المستخدمة في صنع شاي عشبي)، وتوت الغوارانا (المستخدمة في عدد من المشروبات والمكملات الغذائية المختلفة). واللافت في الأمر، ووفق ما تشير إليه المصادر العلمية، أن للكافيين دورا في نمو النباتات تلك وسلامتها، ذلك أنه يعمل في النباتات كمبيد حشري طبيعي Natural Pesticide ذي تأثيرات عصبية، وبإمكانه أن يشل ويقتل الحشرات المفترسة التي تتغذى على النبات.
وبالإضافة إلى هذه المنتجات النباتية، يمكن تصنيع الكافيين وإضافته إلى الأطعمة والمشروبات، بما في ذلك المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، كما يتم أيضاً استخدامه طبياً على نطاق واسع في الأدوية المسكنة للألم.
ولهذا الأمر، تؤكد العدد من المصادر الطبية أن مركب الكافيين هو «العقار» الأعلى تناولا في العالم، سواء من المنتجات الطبيعية كالقهوة أو الشاي أو من المنتجات المُصنعة كالمشروبات الغازية وأدوية تسكين الألم الشائعة.
والكافيين من ناحية التركيب الكيميائي، هو من فئة مركبات «ميثيل زانتين» Methylxanthine.
وبعد التناول، يبدأ امتصاص الكافيين في الأمعاء خلال 15 دقيقة، ويكتمل ذلك في غضون 45 دقيقة، ويستمر المفعول إلى ساعتين. وللتوضيح، يتم في الكبد التعامل مع الكافيين بواسطة أنظمة من الأنزيمات، ليتحول في نهاية المطاف من مادة الكافيين الفاعلة إلى حمض اليوريك Uric Acid، الذي يتم إخراجه مع البول.
ويبلغ «نصف العمر» Half - Life للكافيين عند البالغين من ساعتين ونصف إلى أربع ساعات ونصف بالمتوسط. ونصف العمر مصطلح علمي يُقصد به مقدار الوقت الذي تفقد فيه مادة ما نصف قوة نشاطها وفاعليتها وتأثيراتها الحيوية على الجسم، نتيجة انخفاض تركيزها تدريجياً في الجسم. أي الزمن الذي يتحلل فيه نصف المادة أو يتم إخراجها من الجسم.
وثمة عدد من العوامل التي إما أن تُسرع أو تبطئ عمليات التخلص من الكافيين. ومنها التدخين الذين يُسرع من نشاط عمليات تفتيت وإخراج الكافيين بنسبة 50 في المائة، بينما يُؤدي تناول موانع الحمل إلى إبطاء تلك العمليات، وبالتالي فإنها تزيد عمر تواجد الكافيين في الجسم بمقدار الضعف. وكذلك الحال مع حالة الحمل، خاصة في الثلث الثالث من الحمل، قد يصل نصف العمر للكافيين إلى 15 ساعة. ولدى الأطفال حديثي الولادة، يصل بالعادة نصف العمر للكافيين إلى 80 ساعة. ولذا يميل الأشخاص الذين يعانون من بطء التخلص من الكافيين إلى تقليل تناوله.


مقالات ذات صلة

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

صحتك القلق قد يتسبب في مشكلات نفسية وجسدية للشخص (رويترز)

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

يسيطر القلق على أفكار كثير من الأشخاص، إذ يميل البعض إلى توقع حدوث الأحداث المروعة أو الكارثية في المستقبل ويعتقدون أن القلق قد يساعد على منع حدوثها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)
الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)
TT

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)
الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

وحسب صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، يقول العلماء إن الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية يتطوران بوتيرة سريعة، لدرجة أن تطوير «أقراص مكافحة الشيخوخة» قد يكون مسألة سنوات قليلة فقط.

ويعد جيف بيزوس مؤسس شركة «أمازون»، وبيتر ثيل المؤسس المشارك لشركة «باي بال»، وسام ألتمان مؤسس «تشات جي بي تي»، من بين أحدث الشخصيات في سلسلة طويلة من أباطرة المال الأميركيين الذين وضعوا جزءاً من ثرواتهم في مجال الطب التجديدي والتكنولوجيا الحيوية.

ويُقال إن بيزوس استثمر 3 مليارات دولار، في شركة التكنولوجيا الحيوية «ألتوس لابز» (Altos Labs) التي شارك في تأسيسها مع الملياردير الروسي يوري ميلنر في عام 2021.

ووظفت الشركة الناشئة علماء بارزين للبحث في كيفية عكس عملية الشيخوخة، ومتابعة ما تسمى تقنية إعادة البرمجة البيولوجية، والتي من شأنها أن تسمح للعلماء بتجديد الخلايا في المختبر.

وتتشابه أهداف «ألتوس لابز» مع أهداف شركة «كاليكو لابز» (Calico Labs)، التي أطلقها المؤسس المشارك لشركة «غوغل» لاري بيغ في عام 2013، للتركيز على طول العمر وإعادة برمجة وتجديد الخلايا.

إنهم ليسوا المليارديرات الوحيدين الذين يسعون إلى مكافحة الشيخوخة: فقد استثمر بيتر ثيل، المؤسس المشارك لـ«باي بال»، في مؤسسة «ميثوسيلاه» التي تصف نفسها بأنها «مؤسسة خيرية طبية غير ربحية تركز على إطالة عمر الإنسان الصحي، من خلال جعل عمر التسعين هو عمر الخمسين الجديد».

ومن بين أهداف «ميثوسيلاه» ابتكار تقنيات قادرة على تطوير أعضاء وأوعية دموية وعظام جديدة، وإزالة «الهياكل البيولوجية المدمرة» من الجسم، وإجراء مزيد من الدراسات حول علم الوراثة فوق الجينية، وإعادة الإدراك والقدرات البدنية لكبار السن.

وفي أبريل (نيسان) من العام الماضي، تم الكشف عن أن مؤسس «تشات جي بي تي»، سام ألتمان، قام بتمويل شركة «Retro BioScience» الناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية، بمبلغ 180 مليون دولار.

وحسب موقعها على الإنترنت، تركز شركة «Retro BioScience» على «إعادة برمجة الخلايا»، وتتعهد بإطالة عمر الإنسان لمدة 10 سنوات.

ويقول تقرير «نيويورك بوست» إن المليارديرات ورجال الأعمال يسعون إلى تطوير حبوب لزيادة متوسط ​​العمر المتوقع، من خلال جعل خلايا الجسم أصغر سناً، وخالية من الأمراض لفترة أطول.

وقال فيل كلياري، مؤسس مجموعة «SmartWater Group»: «بمعدل تطور التكنولوجيا الحالي، لن يكون الأمر سوى مسألة وقت قبل أن تصبح عقاقير إطالة العمر متاحة بحُرية، لأولئك الذين يستطيعون تحمل تكلفتها».

لكن كلياري قال إن أباطرة وادي السيليكون يجب أن «يتوقفوا عن لعب دور الإله» في سباقهم للتغلب على الموت، واصفاً السعي وراء هذا الأمر بأنه «مدفوع بالأنا» وبأنه يخاطر بخلق كوكب من «الزومبي الأنيقين الأغنياء».

وأضاف كلياري، مؤلف كتاب «إكسير»، وهي رواية تستكشف العواقب المدمرة لأدوية إطالة العمر على المجتمع: «إن حبة الدواء التي تبقي الناس على قيد الحياة، حتى لبضعة عقود، من شأنها أن تخلق عالماً غير عادل وغير منصف، مليئاً بالزومبي الأنيقين الأثرياء، أغلبهم من البيض من الطبقة المتوسطة، والذين يستطيعون تحمل تكاليف شراء هذه الأدوية في المقام الأول».

وتابع: «بدلاً من إطالة عمر النخبة الغنية، سيكون من الأفضل للمليارديرات إنفاق أموالهم على 5 ملايين طفل في العالم يموتون من الجوع، ومن أسباب أخرى يمكن الوقاية منها وعلاجها كل عام».

ويموت نحو 100 ألف شخص كل يوم بسبب أمراض مرتبطة بالسن، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وفي حين أن الشيخوخة نفسها لا تقتل الناس بشكل مباشر، فإن كبار السن معرضون لخطر الإصابة بكثير من الأمراض القاتلة، مثل الألزهايمر وأمراض القلب والسرطان.