الكالسيوم... معدن حيوي

تتنوع مصادره الغذائية

الكالسيوم... معدن حيوي
TT

الكالسيوم... معدن حيوي

الكالسيوم... معدن حيوي

يعتبر الكالسيوم من العناصر الغذائية المهمة. وتأتي تلك الأهمية من الدور الحيوي له في عمل كل خلية من خلايا الجسم دون استثناء. وإضافة إلى ذلك، ثمة عدة وظائف في الجسم تعتمد على توفر الكالسيوم بكميات كافية في الجسم.
- وظائف الكالسيوم
وتشمل وظائف الكالسيوم:
> بناء العظام وحفظ صحتها: فالهيكل العظمي والأسنان تختزن أكثر من 99 في المائة من كمية الكالسيوم في الجسم. والنسيج العظمي يحتاج الكالسيوم ضمن بناء أنسجة تكوينه القوي. كما يعمل الهيكل العظمي كمستودع للكالسيوم تستفيد منه أعضاء الجسم الأخرى عند حاجتها إلى الكالسيوم.
> عمل عضلة القلب: فالكالسيوم كما تشير مصادر طب القلب: «هو ما يُبقي عضلة القلب تخفق، بالمعنى الدقيق للكلمة». ومن دون الكالسيوم، لن تتمكن عضلة القلب، ولا العضلات في بقية أرجاء الجسم، من الانقباض والاسترخاء. ولذلك عند حصول اضطرابات في مستويات الكالسيوم في الدم، من المحتمل جداً أن تنشأ اضطرابات عميقة التأثير في إيقاع نبض القلب. كما أن الكالسيوم مهم في انقباض وتوسيع الأوعية الدموية، والتأثير بالتالي على مستوى ضغط الدم، وتدفق الدم إلى الأعضاء المهمة بالجسم. وأحد أنواع الأدوية المستخدمة طبياً في علاج ارتفاع ضغط الدم أو بعض أنواع اضطرابات نبض القلب، يعمل على ضبط خروج ودخول الكالسيوم، من وإلى خلايا عضلة القلب والعضلات المغلفة للشرايين المهمة في الجسم.
> الإشارات العصبية: الكالسيوم ضروري للحفاظ على التواصل الصحي بين الدماغ والأجزاء الأخرى من الجسم. والدور الرئيسي الذي يلعبه الكالسيوم فيما يتعلق بوظيفة الجهاز العصبي، هو في توصيل إشارات الخلية العصبية لانتقال النبض العصبي وإتمام عمليات عدة في الجسم، مثل انقباض واسترخاء العضلات. ولذا عند نقص الكالسيوم Hypocalcemia، تحصل نوبات التشنج العضلي Muscle Spasms والإحساس بالخدر Paraesthesia.
وللكالسيوم دور آخر في كل مرحلة من مراحل التطور العصبي Neuronal Development في نمو خلايا الدماغ، خلال المراحل الأولى من الحياة.
> إفراز الأنزيمات والهرمونات: الكالسيوم عنصر أساسي في إتمام العمليات التي تجرى داخل الخلايا Intracellular Processes ضمن مراحل إفراز الأنزيمات والهرمونات، مثل إفراز هرمون الأنسولين.
> تنشيط عملية تخثر الدم: فعند حصول الجروح، يكون الكالسيوم عنصراً أساسياً في تنشيط عمل عوامل تجلط الدم Clotting Factors اللازمة لإتمام عملية تجلط الدم. ومن دون الكالسيوم تبقى تلك العوامل خاملة عن أداء مهمتها.
- احتياجات الكالسيوم
لهذا وغيره، يُعتبر الكالسيوم من أهم المعادن المطلوبة للجسم. ولأن الجسم لا يُنتج المعادن، فإن وسيلة الحصول على الكالسيوم هي الطعام.
> الكمية التي يحتاجها الجسم من الكالسيوم يومياً تعتمد على مقدار العمر، وتحديداً:
- جميع البالغين (الإناث والذكور) بين عمر 19 و50 سنة يحتاجون 1000 مليغرام يومياً.
- جميع البالغين فوق عمر 71 سنة يحتاجون 1200 مليغرام.
- ولكن لأسباب تتعلق بالتغيرات الهرمونية، فإن المرأة ما بين عمر 51 و70 سنة تحتاج لرفع كمية الكالسيوم إلى 1200 مليغرام.
ويمكن للمرء حساب مدى تحقيقه لهذه الاحتياجات، بقراءة البطاقة التعريفية الملصقة بالعبوة الغذائية، وكما يقول الخبراء من «مايو كلينك»: «إذا كان الملصق يشير إلى أن المنتج يوفر - على سبيل المثال – 30 في المائة من احتياجاتك اليومية من الكالسيوم، فيمكنك إضافة صفر لمعرفة مقدار ما يحتويه بالمليغرام. وفي هذه الحالة، ستحصل على ٣٠٠ مليغرام من الكالسيوم.
> دور فيتامين «دي»: بعد تناول أحد المنتجات الغذائية الغنية بالكالسيوم، تساعد عدة عناصر غذائية أخرى، وخصوصاً فيتامين «دي»، على امتصاص الجسم للكالسيوم في الأمعاء. ثم ينقل الدم الكالسيوم لتوزيعه حسب الحاجة إلى أعضاء الجسم المختلفة. وما زاد عن حاجة الأعضاء تلك، أي غير الضروري لعمليات الجسم الأخرى، يتم نقله إلى العظام؛ حيث يُضاف إلى كتلة العظام، ويتم تخزينه للسحب عند الحاجة إليه في بقية الجسم.
> نقص الكالسيوم: وفي بعض الأحيان يأتي نقص الكالسيوم من عدم التناول الكافي لهذا المعدن في الغذاء اليومي، أو لأن الجسم لا يمتص ما يكفي منه عبر عمليات الهضم في الأمعاء، لأسباب تتعلق بمدى سلامة الجهاز الهضمي من الأمراض، وكفاءة عمليات الهضم والامتصاص فيها، أو لوجود عناصر غذائية أو دوائية تعيق امتصاص الكالسيوم، أو لزيادة إخراج الكالسيوم مع البول لأسباب عدة.
وعندما يحدث هذا، يتم سحب الكالسيوم من العظام إلى الدم للحفاظ على مستوى ثابت من الكالسيوم في الدم. كما أن في كل يوم، يفقد الجسم الكالسيوم من خلال تساقط الشعر والجلد والأظافر، ومن خلال العرق والبول والبراز. ولذا في كل يوم، يجب استبدال هذا الكالسيوم المفقود بما يأكله الشخص.

مصادر الكالسيوم
أهم المصادر الغذائية التي يُمكن تناولها للحصول على الكالسيوم هي الحليب ومشتقات الألبان. إلا أن هناك عديداً من المصادر الغذائية الغنية بالكالسيوم، التي يوفر تناولها تزويد الجسم باحتياجه اليومي منه، وخصوصاً للأشخاص الذين يتجنبون تناول الحليب ومشتقاته لدواعٍ صحية، مثل حساسية الحليب Milk Allergy، أو عدم تقبل الحليب Lactose Intolerance.
وتشمل الأطعمة الأخرى الغنية بالكالسيوم:
- الأسماك بأنواعها: وخصوصاً السردين المعلب بالعظم، وأسماك السلمون الطازجة أو المعلبة أو المُدخنة، والروبيان واللوبيستر الطازج أو المجمد أو المُعلب.
- الخضراوات الورقية: بكافة أنواعها، وخصوصاً السبانخ، والبقدونس، والهندباء، والجرجير، والبصل الأخضر، والكراث، والخس.
- الخضراوات: وخصوصاً الباميا، والفاصوليا، واللوبيا، والقرع، والبطاطا الحلوة، والملفوف، والقنبيط، والبروكلي.
- البقوليات: الحمص، والفول، واللوبيا، والفاصوليا.
- المكسرات بأنواعها: وخصوصاً اللوز والفستق.
- الفواكه: وخصوصاً الأنواع عالية المحتوى بالكالسيوم مثل: الرطب والتمر، والتين الشوكي، والتين البرشومي الطازج أو المجفف، والتوت، والخوخ، والبرقوق، والكيوي، والبابايا، وعصير البرتقال والليمون، الطبيعي أو المعزز بالكالسيوم.
- البهارات: الكركم، والكاري، والفلفل الأسود، والزعتر، والروزماري.
- حبوب الإفطار المعززة بالكالسيوم.

- استشارية في الباطنية


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».