أمراض القلب: الوقاية والتشخيص والعلاج

التوعية واتباع نمط حياة صحي يقللان مخاطرها

أمراض القلب: الوقاية والتشخيص والعلاج
TT

أمراض القلب: الوقاية والتشخيص والعلاج

أمراض القلب: الوقاية والتشخيص والعلاج

تشهد السعودية تغيرات كبيرة في نمط الحياة، بما في ذلك التغيرات في جوانب النشاط البدني وعادات الأكل التي كان لها، بالتأكيد، تأثير سلبي ملحوظ على صحة المجتمع. ولذا فإن تغيير الممارسات النمطية في مؤسسات الرعاية الصحية سيكون كفيلا بإحداث تغيير نوعي في الخدمات الصحية وتحسين صحة الكثير من الناس. ولكن ورغم الجهود التوعوية بأمراض القلب، فإن الوقاية تظل من العوامل بالغة الأهمية لمرضى القلب.
-- الوقاية والتشخيص
تحدث إلى «صحتك» الدكتور عبد الحليم صيرفي استشاري أمراض القلب وفسيولوجيا القلب الكهربائية الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى بمكة المكرمة - موضحا أن الأمراض القلبية تعد واحدة من أهم 10 أسباب للوفاة والعجز على مستوى العالم. ورغم الانخفاض الملحوظ في أعداد الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية خلال العقود الماضية، إلا أن عدد الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر الإصابة بهذه الأمراض قد زاد بشكل مطرد.
ويؤكد د. صيرفي على ضرورة بذل المزيد من الجهود لتطوير آليات الوقاية والتشخيص والعلاج. ويتلخص ذلك فيما يلي:
> أهمية نشر الوعي حول القضايا المتعلقة بالصحة، وذلك بهدف جعل الرعاية الصحية متاحة للجميع. ففي السعودية، يعتبر خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مرتفعا عند الأشخاص الأصغر سناً، خاصة عند النساء. ويجب القيام بحملات وقاية واسعة النطاق ضد الأمراض القلبية بالإضافة إلى دراسات بحثية. وعلاوة على ذلك، يمكن أن تعتمد المنظمات والجمعيات مبادرات الصحة العامة وقد تلعب دوراً مهماً في الحد من الإصابة بعوامل الخطر التقليدية - القابلة للتعديل - المصاحبة لأمرض القلب والأوعية الدموية. هذا وقد تؤدي المعدلات المتفاوتة لخفض انتشار عوامل الخطر إلى الحد بشكل كبير من الإنفاق الصحي، ونتيجة لذلك، يتم تطوير وتقديم أساليب وقائية منظمة بشكل جيد.
> الحد من الوفيات. أظهر تقرير منظمة الصحة العالمية أن ما يصل حتى 50 في المائة من الأفراد الذين يموتون بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية في بعض دول الخليج هم بأعمار تقل عن 60 سنة، وذلك نتيجة لعوامل خطر مختلفة مثل التدخين، التغذية غير الصحية والافتقار للنشاط البدني.
> تقييم مخاطر الإصابة. يجب على البالغين الذين تتراوح أعمارهم من 40 إلى 75 عاماً - والذين يتم تقييمهم للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية - الخضوع لتقدير مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين لمدة 10 سنوات وإجراء مناقشة بين الأطباء والمرضى قبل البدء في العلاج الدوائي، مثل العلاج الخافض لضغط الدم، العلاج الخافض للكوليسترول، أو حمض أسيتيل الساليسيليك.
> الوقاية الأولية. يعد العلاج الخافض للكوليسترول الخط الأول للوقاية الأولية من أمراض القلب في المرضى الذين يعانون من ارتفاع مستويات الكوليسترول منخفض الكثافة (أكثر من 190 ملغم - ديسيلتر) والذين ثبت أنهم في خطر كافٍ بعد مناقشة المخاطر بين الطبيب والمريض.
> كما يمكن اعتبار حمض أسيتيل الساليسيليك، بجرعة منخفضة، وسيلة للوقاية الأولية من أمراض القلب بين البالغين المختارين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و70 عاماً بعد مناقشة المخاطر بين الطبيب والمريض. ولخاصيته في زيادة سيولة الدم، يعتبر حمض الأسيتيل ساليسيليك إجراءً وقائياً يساعد على التقليل من خطر الإصابة بالحالات الخطيرة من أمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية أو السكتات الدماغية. كما يمكن استخدامه كوسيلة وقاية ثانوية لدى الأفراد الذين أصيبوا سابقاً بنوبة قلبية أو سكتة دماغية للوقاية من حصولها مرة أخرى. (الدليل الإرشادي بجمعية القلب الأميركية)
-- النشاط البدني
> التمارين الرياضية. أشارت الدراسات إلى أن التمارين الرياضية المعتدلة لمدة تزيد عن 150 دقيقة أسبوعياً يمكنها المساعدة في الحد من خطر الإصابة بمرض القلب التاجي بنسبة تصل حتى 30 في المائة، بينما تساهم بعض العوامل الأخرى مثل الإقلاع عن التدخين واتباع نظام غذائي متوازن وصحي في تجنّب الإصابة وفقا لاتحاد القلب العالمي.
> أسلوب حياة صحي. وتبقى الوقاية من العوامل الرئيسية التي تساعد على خفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومن المهم أن يفهم الأفراد تداعيات نمط الحياة التي تؤدي إلى تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب، فاعتماد أسلوب حياة صحي يعد من الخطوات الوقائية الأساسية التي يمكن للأفراد اتخاذها للحد من مخاطر أمراض القلب والتي تشمل ممارسة التمارين الرياضية والأنشطة البدنية بانتظام، والتوقف عن التدخين أو استخدام التبغ، وتحقيق التوازن بين التغذية الصحية والنظام الغذائي وفقا لتقارير وزارة الصحة السعودية.
وأخيرا، نؤكد على حاجة الحكومات للاستثمار في برامج وطنية تهدف إلى الوقاية والسيطرة على أمراض القلب والأوعية الدموية وكافة الأمراض غير المعدية الأخرى. إذ تتضمن رؤية السعودية 2030 تطوير نظام رعاية صحية أكثر تطوراً بهدف التوظيف الأفضل لطاقات المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية في تحسين جودة خدمات الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية.


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)
تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)
TT

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)
تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

ووُجد أن تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية، وخفض الكوليسترول، ومؤشر كتلة الجسم، وحجم الخصر.

تمَّت دراسة نحو 380 إسبانياً يعانون من زيادة الوزن، و«متلازمة التمثيل الغذائي» لمدة 3 سنوات، مع جمع البيانات حول صحتهم، وأوزانهم، وعادات تناول الإفطار.

و«متلازمة التمثيل الغذائي» هي مجموعة من الحالات التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل السكتة الدماغية أو النوبة القلبية. علامات «متلازمة التمثيل الغذائي» هي السمنة، ومقاومة الإنسولين، وارتفاع ضغط الدم، وكثير من الدهون في الدم. ويُعتَقد بأن نحو 1 من كل 4 بريطانيين بالغين يعانون من هذه المتلازمة.

وجدت الدراسة الإسبانية أن وجبة إفطار كبيرة، تمثل بين 20 في المائة و30 في المائة من إجمالي السعرات الحرارية اليومية، كانت أفضل للصحة من وجبة إفطار صغيرة، أو وجبة ضخمة، أو تخطيها بالكامل.

توصي إرشادات «هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية» بتناول 2000 سعر حراري يومياً للنساء و2500 للرجال. ويجب أن تمثل وجبة الإفطار رُبع هذا الرقم، كما أوصت الدراسة بنحو 500 سعرة حرارية للنساء و625 للرجال.

كان مؤشر كتلة الجسم لدى الأشخاص المشاركين في الدراسة الذين تناولوا وجبة إفطار بهذا الحجم كل صباح أقل من أولئك الذين تخطوا وجبة الإفطار، وكانت خصورهم أصغر بمقدار بوصة.

وكان الأشخاص الذين تناولوا وجبات إفطار كبيرة (أكثر من 30 في المائة من السعرات الحرارية اليومية الموصى بها) أكبر حجماً من أولئك الذين تخطوها تماماً.

وتضيف الدراسة مصداقية إلى المثل القديم القائل إن وجبة الإفطار من أهم الوجبات في اليوم. وتُظهر البيانات أنها خفَّضت الكوليسترول، بالإضافة إلى مساعدتها على تحسين كمية الدهون بالدم.

وقالت كارلا أليخاندرا بيريز فيجا، مؤلفة الدراسة، من معهد أبحاث مستشفى ديل مار في برشلونة، لصحيفة «التليغراف»: «لقد ركّزنا حصرياً على تحليل وجبة الإفطار، لذلك لا يمكننا أن نستنتج أن وجبة الإفطار أكثر أهمية من الوجبات الأخرى».

وأضافت: «لكنها دون شك وجبة مهمة، لأنها تلعب دوراً حاسماً في كسر فترة الصيام الطويلة؛ بسبب النوم. في دراستنا، تم تضمين الأفراد الذين تخطوا وجبة الإفطار في المجموعة التي استهلكت طاقة أقل من 20 - 30 في المائة الموصى بها من المدخول اليومي».

وأضافت: «أظهر هؤلاء الأفراد زيادة أكثر بالوزن بمرور الوقت مقارنة بأولئك الذين تناولوا وجبة إفطار معتدلة وعالية الجودة. تشير الأدلة السابقة، بالإضافة إلى النتائج التي توصلنا إليها، إلى أن تناول وجبة إفطار صحية منتظمة قد يدعم التحكم في الوزن».