عودة تدريجية مشروطة للمساجد ودور العبادة في النمسا

على كل مصلٍّ إحضار سجادته الخاصة وأن يكون متوضئاً ويرتدي كمامة... ومسافة مترين بين المصلين من كل الجهات

صلاة الجمعة في مسجد أبي بكر بفرانكفورت أمس (إ.ب.أ)  -  مصلون يؤدون صلاة الجمعة في مسجد بمدينة الخليل في فلسطين أمس (أ.ف.ب)
صلاة الجمعة في مسجد أبي بكر بفرانكفورت أمس (إ.ب.أ) - مصلون يؤدون صلاة الجمعة في مسجد بمدينة الخليل في فلسطين أمس (أ.ف.ب)
TT

عودة تدريجية مشروطة للمساجد ودور العبادة في النمسا

صلاة الجمعة في مسجد أبي بكر بفرانكفورت أمس (إ.ب.أ)  -  مصلون يؤدون صلاة الجمعة في مسجد بمدينة الخليل في فلسطين أمس (أ.ف.ب)
صلاة الجمعة في مسجد أبي بكر بفرانكفورت أمس (إ.ب.أ) - مصلون يؤدون صلاة الجمعة في مسجد بمدينة الخليل في فلسطين أمس (أ.ف.ب)

سمحت الحكومة النمساوية أمس (الجمعة)، بإعادة فتح دور العبادة الخاصة بـ16 طائفة دينية معترفاً بها ومن بينها المساجد التي تقرر أن تفتح تدريجياً ضمن إجراءات العودة للحياة الطبيعية «الجديدة» وتخفيف تلك القيود الصارمة التي فُرضت منذ 9 مارس (آذار) الماضي، لدرء انتشار فيروس «كورونا».
وكما هو معلوم فإن الدين الإسلامي يعدّ منذ عام 1912 الدين الرسمي الثاني في النمسا، ويمثل المسلمون نحو 8% من إجمالي السكان.
وربطت الحكومة إعادة فتح المساجد بشروط ملزمة لا بد من اتّباعها وإلا فإنها ستواجه الإغلاق، ومن تلك الشروط أن تقتصر الصلوات المسموح بأدائها بالمساجد على صلاة الصبح والظهر والعصر مانعةً أداء صلوات المغرب والعشاء والجمعة خشية التجمعات الكبيرة وبالطبع صلاة العيد غير واردة.
وشُرط على المصلين أداء فرائضهم ومغادرة المساجد ولا محل لاعتكاف أو دروس. المساجد لأداء الصلوات المحددة فقط وعلى الجميع مراعاة سرعة المغادرة.
ومن ضمن الشروط الجديدة أن على كل شخص يدخل المسجد أن يحضر سجادته الخاصة، وأن يكون متوضئاً، إذ لن تُفتح أماكن الوضوء وغيرها من مرافق. من جانبها ستلتزم إدارة كل مسجد بمراعاة المسافة الفاصلة بين كل مصلٍّ وآخر بواقع مترين مربعين بين كل مصلٍّ وآخر وفي كل اتجاه، وأن يحدد لكل شخص موقع للصلاة تحسباً لأي التصاق أو تقارب أو تلامس.
كما شددت الحكومة على ضرورة الالتزام بالأقنعة الواقية للفم والأنف منذ دخول المسجد وفي أثناء الصلاة وحتى الخروج. ويفترض تجنب المصافحة والعناق. ويستلزم توفير معقمات ومطهرات أمام أبواب المساجد، وتحديد عدد المصلين. ولن يُسمح بدخول الأطفال دون الـ12 سنة كما يُنصح من هم فوق الـ65 ومن يعانون من أمراض مزمنة بتجنب المساجد.
هذا وقد تركت الحكومة لكل مسجد مهمة مراعاة الأمور الصحية بشكل مستقل مشيرة إلى أنها ستغلق كل موقع لا يستطيع تلبية التدابير الصحية كافة. وعلى المسجد تعقيم المسطحات ومقابض الأبواب والنوافذ ومفاتيح الإنارة عقب كل صلاة وإزالة كل المصاحف والكتب وأغطية الرأس، وكل ما يمكن تبادله منعاً لانتشار عدوى.
كما سيتم تسجيل اسم كل من يدخل المسجد كاملاً وكنيته، إن كانت له كنية، ورقم هاتفه والاحتفاظ بهذه المعلومات حاضرة لفترة أربعة أسابيع تسهيلاً لتتبع سلاسل عدوى، إن حدثت.
ويجب على الأئمة تذكير رواد المساجد بأهمية التأكد من خلوهم من العدوى حرصاً على سلامة الآخرين.
ويمنع منعاً باتاً جمع أي تبرعات داخل المساجد، ويمكن وضع صناديق التبرعات بالخارج. وكانت محطة تلفزيون «أو آر إف» الحكومية قد نشرت على صفحتها الإلكترونية أول من أمس، خبراً مفاده أن عدد المتضررين من نقص التبرعات في المساجد في ازدياد. وحسب التقرير فإن أوضاع المساجد الصغيرة أصعب بصورة أوضح سيما في المناطق الريفية حيث لا يتوفر للمساجد عدد كبير من الأعضاء المسجلين رسمياً الذين يدفعون اشتراكات منتظمة.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة قلقة من حظر أوكرانيا الكنيسة الأرثوذكسية الروسية

أوروبا أعضاء فرع الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية يحضرون اجتماعاً في دير القديس بانتيليمون في كييف يوم 27 مايو 2022 (رويترز)

الأمم المتحدة قلقة من حظر أوكرانيا الكنيسة الأرثوذكسية الروسية

أعلن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنه يدرس حظر كييف للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المرتبطة بروسيا، قائلاً إنه يثير مخاوف جدية بشأن حرية المعتقد.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
آسيا البابا فرنسيس أثناء وصوله إلى مطار سوكارنو هاتا الدولي في جاكرتا (أ.ف.ب)

البابا فرنسيس يصل إلى إندونيسيا في مستهل أطول رحلة خارجية خلال ولايته

البابا فرنسيس يصل إلى إندونيسيا في محطة أولى ضمن جولة له على 4 دول. وتتمحور الزيارة بشكل خاص حول الحوار الإسلامي المسيحي.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
أميركا اللاتينية الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي خلال زيارته إلى القدس 6 فبراير 2024 (أ.ب)

كيف تحول تأييد الرئيس الأرجنتيني لإسرائيل واهتمامه المتزايد باليهودية مصدر قلق لبلاده؟

لقد أظهر الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، وهو كاثوليكي بالميلاد، اهتماماً عاماً متزايداً باليهودية، بل وأعرب حتى عن نيته في التحوّل إلى اليهودية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
آسيا رجال الشرطة يقفون للحراسة مع وصول المسلمين لأداء صلاة الجمعة في مسجد جيانفابي في فاراناسي 20 مايو 2022 (أ.ف.ب)

الهند: قوانين مقترحة للأحوال الشخصية تثير مخاوف المسلمين

من المقرر أن تطرح ولاية هندية يحكمها حزب رئيس الوزراء ناريندرا مودي قوانين الأحوال الشخصية العامة الجديدة المثيرة للجدل والتي ستطبَّق على جميع الأديان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
آسيا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال حفل الافتتاح (رويترز)

مودي يفتتح معبداً هندوسياً بُني على أنقاض مسجد تاريخي

افتتح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي اليوم معبداً هندوسياً، بني على أنقاض مسجد تاريخي، في خطوة تكتسي أهمية كبيرة في سياسته القومية المحابية للهندوسية.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».