بغداد تخطط لإعادة 6600 من عراقيي الخارج

وزير الصحة لـ«الشرق الأوسط»: إجراءات استباقية حدّت من تفشي الفيروس

الدكتور جعفر علاوي
الدكتور جعفر علاوي
TT

بغداد تخطط لإعادة 6600 من عراقيي الخارج

الدكتور جعفر علاوي
الدكتور جعفر علاوي

كشف وزير الصحة العراقي الدكتور جعفر علاوي أن نحو 6600 مواطن عراقي غالبيتهم من الطلبة يريدون العودة إلى البلاد بسبب تفشي وباء «كورونا» في الدول التي يقيمون أو يدرسون فيها. وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «بدأنا الإجراءات الخاصة بذلك حيث يوجد الآن 2000 عراقي تجري عملية إعادتهم وفق رحلات طيران منظمة حيث أعددنا كل ما يلزم لهم عند العودة من حيث إجراءات الفحص والإقامة في الفنادق التي تم تحضيرها لهذا السبب».
ولفت الوزير العراقي إلى أن «غالبية العراقيين الذين يرومون العودة هم من بلدان أوروبية بالإضافة إلى تركيا وإيران وعمان والإمارات العربية المتحدة وقطر»، مبينا أن «أي طائرة تحمل عائدين عراقيين يتم فحصها وفي حال وجد أحد من العائدين مصاب يتم حجر كل ركاب الطائرة لمدة 14 يوما كما يتم تعفير الطائرة وفي حال لا يوجد أحد يتم الحجر في البيوت للمدة المقررة مع متابعتهم من قبل وزارة الصحة».
وقال الوزير إن «الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها وزارة الصحة وبمؤازرة مجلس الوزراء هي التي حدت من تفشي وباء كورونا في البلاد وليس النظام الصحي العراقي».
وقال علاوي إن «العراق نجح إلى حد كبير بالقياس إلى نظامه الصحي الذي يعاني من مشاكل كثيرة موروثة من عهود طويلة وذلك بسبب الإجراءات الاستباقية التي تم اتخاذها منذ البداية بعد أن ظهرت بوادر الوباء في إيران حيث تم غلق الحدود معها في وقت مبكر والذي كان له الدور الأبرز في عدم تفشي الوباء وبقائنا في الحدود الطبيعية برغم من مرور أكثر من شهرين على بدء تفشي الوباء»، مبينا «دول كثيرة من بينها دول أوروبية متطورة وكذلك الولايات المتحدة تساهلت كثيرا في الإجراءات أول الأمر».
وأضاف علاوي الذي يترأس أيضا خلية الأزمة الحكومية العليا التي تتألف من عدة وزارات وقطاعات في الدولة أن «إجراءاتنا بدأت بالجانب الوقائي والمتمثل أولا بإغلاق المساجد والحسينيات ومنع زيارة الأماكن والمراقد الدينية المقدسة وهي إجراءات ما كان لها أن تنجح لولا التعاون الكبير للمرجعيات الدينية الشيعية والسنية في هذا المجال. كما أن السياق التطبيقي لها وقع على عاتق القوات الأمنية فضلا عن وسائل الإعلام وأساليب التوعية التي تم بثها بين الناس لتبيان مخاطر هذا الوباء».
وأوضح وزير الصحة العراقي أن «الكوادر الصحية العراقية بكافة تخصصاتها لعبت دورا كبيرا في مواجهة هذه الأزمة برغم قلة الإمكانيات والمشاكل التي يعانيها النظام الصحي العراقي لكنها استطاعت تعويض النقص الحاصل والتعامل مع الأزمة بروح المسؤولية قبل الوظيفية أو الإدارية».
وبشأن الإجراءات الوقائية التي كان لها دور بارز في التعامل مع الوباء والحد من مخاطر انتشاره في البلاد يقول علاوي إن «أول الإجراءات الوقائية التي اتخذت هي إخلاء مستشفيات كبيرة في البلاد قريبة من مطار بغداد وتجهيزها لاستيعاب أول دفعة من الطلبة العراقيين القادمين من مدينة ووهان الصينية التي هي مركز الوباء حيث تم حجرهم في مستشفى الفرات لمدة 14 يوما كما تم تجهيز مستشفى آخر لمثل هذه الحالات هو مستشفى القناة». وبين أن «الإجراء المهم الآخر الذي تم اتخاذه هو غلق الحدود مع إيران ولاحقا مع تركيا ومع الكويت فضلا عن غلق المدارس والجامعات وفرض حظر التجوال في كل البلاد بما في ذلك إقليم كردستان». وحول المساعدات الدولية التي تلقاها العراق أكد وزير الصحة العراقي أن «الصين قدمت مساعدات مهمة حيث تم تجهيز عدة مستشفيات في البلاد بمساعدة من الصين من خلال التجهيزات، والمستلزمات الطبية، وإشعاعات مقطعية وكذلك تدريب الكوادر الصحية العراقية عن طريق الدوائر التلفزيونية المغلقة»، لافتا إلى أن «منظمة الصحة العالمية لعبت دورا إيجابيا في هذا المجال».
وردا على سؤال فيما إذا كان هناك أنواع من فيروس كورونا وبالتالي فإن الأشد فتكا منها هي التي ضربت أوروبا والولايات المتحدة بينما الأقل فتكا هي التي ضربت العراق وبعض دول المنطقة، يقول الدكتور علاوي، وهو طبيب متخصص منذ نصف قرن في بريطانيا، إنه «بحسب الأساتذة الإنجليز فإن هناك ربما ثلاثة أنواع من هذا الفيروس ويمكن أن تكون الأكثر تركيزا منها هي التي ضربت أوروبا والولايات المتحدة الأميركية غير أن هذا لم يثبت بعد».
وبشأن ما إذا كان العراق قد تخطى مرحلة الخطر، يقول الدكتور علاوي إن «نسبة الإصابات التي تم تسجيلها حتى الآن في البلاد هي 1434 والوفيات هي 80 علما بأننا قمنا بإجراءات فحص جيدة في العديد من المناطق قسم منها مثل الزعفرانية في بغداد أشرفت عليها شخصيا قمنا خلالها بفحص أكثر من 3000 آلاف مواطن وكانت هناك 5 حالات فقط تم التعامل معها وفقا للإجراءات المعمول بها».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.