صندوق النقد يتوقع انهيار اقتصاد منطقة اليورو في 2020

الاتحاد الأوروبي قد ينشئ صندوقاً قيمته 1500 مليار يورو لمواجهة أزمة «كورونا»

امرأة تسير مع كلابها أمام متاجر مغلقة في مدينة ليدز الإنجليزية (أ.ف.ب)
امرأة تسير مع كلابها أمام متاجر مغلقة في مدينة ليدز الإنجليزية (أ.ف.ب)
TT

صندوق النقد يتوقع انهيار اقتصاد منطقة اليورو في 2020

امرأة تسير مع كلابها أمام متاجر مغلقة في مدينة ليدز الإنجليزية (أ.ف.ب)
امرأة تسير مع كلابها أمام متاجر مغلقة في مدينة ليدز الإنجليزية (أ.ف.ب)

خفض صندوق النقد الدولي بشكل كبير توقّعاته للنمو في منطقة اليورو، اليوم (الثلاثاء)، في وقت أنهكت إجراءات الإغلاق الهادفة لاحتواء فيروس «كورونا المستجد» الاقتصاد الأوروبي.
وتوقّع صندوق النقد الدولي أن يتراجع اقتصاد منطقة اليورو بنسبة 7.5 في المائة هذا العام، في هبوط حاد غير مسبوق منذ الكساد الكبير في ثلاثينات القرن الماضي، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وتوقّع كذلك أن ينكمش اقتصاد بريطانيا، التي انسحبت من الاتحاد الأوروبي في آخر يناير (كانون الثاني)، ولم تكن يوماً ضمن منطقة اليورو، بنسبة 6.5 في المائة.
ورجح صندوق النقد أن يكون أداء الاقتصاد في منطقة أوروبا عموماً الأسوأ في العالم. لكنه أفاد بأن الانهيار الاقتصادي الناجم عن تفشي وباء «كوفيد - 19» سيتلاشى في النصف الثاني من 2020، مع الرفع التدريجي لإجراءات احتوائه. وستبدأ الدول الـ19 التي تستخدم عملة اليورو بالتعافي بعد ذلك، لكن بوتيرة أبطأ بكثير، بينما توقّع الصندوق نمواً نسبته 4.7 في المائة في 2021.
وقبل ظهور الفيروس، أشارت المنظمة الدولية إلى أن منطقة اليورو تحقق نمواً بطيئاً، نسبته 1.3 في المائة. إلا أن وفاة عشرات الآلاف بـ«كوفيد - 19» في أنحاء القارة وتوقّف عجلة الاقتصاد سيولّدان تداعيات مؤذية بالنسبة لأوروبا.
وذكر الصندوق أن الاقتصاد الفرنسي سيتراجع بنسبة 7.2 في المائة، فيما سينكمش اقتصاد ألمانيا 7 في المائة، ويتّجه الاقتصاد الإيطالي للتراجع 9.1 في المائة.
وفي سياق متصل، يتجه الاتحاد الأوروبي للبحث في تمويل صندوق بقيمة 1500 مليار يورو من طريق قروض مضمونة من الدول الأعضاء لمواجهة أزمة «كورونا»، كما أعلن أحد النواب الثلاثة للمفوضية الأوروبية، الثلاثاء.
وقال نائب رئيس المفوضية فالديس دومبروفسكي، وهو من لاتفيا، لصحيفة «هاندلسبلات» الألمانية: «يمكننا تصور مثل هذا الصندوق» في إطار جهود «إعادة بناء» الاقتصاد الأوروبي في مرحلة ما بعد الأزمة، مشيراً إلى أن «أي قرار لم يصدر بعد» في هذا الشأن، ومتحدثاً عن اجتماع مقبل عبر الفيديو بين القادة الأوروبيين قد يجري خلاله البحث في هذا الموضوع.
وكان وزراء المال في دول منطقة اليورو قرروا الخميس الماضي إطلاق صندوق قريباً لإنعاش الاقتصاد الأوروبي في ظل الأجواء الضبابية السائدة، إضافة إلى تخصيص مبلغ طارئ يفوق نصف مليار يورو لهذه الغاية.
وأوضح دومبروفسكي أن هذا الصندوق الرامي إلى مساعدة البلدان لمواجهة مرحلة ما بعد الأزمة، قد «يدور في فلك الموازنة الأوروبية» عبر «قروض» تحصل عليها المفوضية الأوروبية بضمان من البلدان الأعضاء في الاتحاد. وأضاف: «لكن ما زال علينا البحث في الموضوع».
وفي مقابلة مع إذاعة «آر تي إل» الفرنسية، الأحد، دعا المفوض الأوروبي لشؤون السوق الداخلية تييري بروتون إلى إنشاء صندوق «يتيح للدول الاقتراض من طريق سندات على المدى الطويل للغاية»، لافتاً إلى أن هذه العملية تتطلب 10 في المائة من الموازنة الأوروبية أي «ألف مليار يورو».


مقالات ذات صلة

اقتصاد منطقة اليورو ينهي عام 2024 على تراجع وسط مخاوف بشأن التجارة

الاقتصاد شارع بمدينة كمنيتس شرق ألمانيا (أ.ف.ب)

اقتصاد منطقة اليورو ينهي عام 2024 على تراجع وسط مخاوف بشأن التجارة

أظهر كثير من المؤشرات الرئيسية يوم الأربعاء أن اقتصاد منطقة اليورو أنهى عام 2024 على نحو ضعيف، مما يشير إلى أن التعافي المأمول لا يزال بعيد المنال.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت (ألمانيا))
الاقتصاد علم الاتحاد الأوروبي على أوراق اليورو النقدية (رويترز)

استقرار عوائد السندات في منطقة اليورو قبيل بيانات التضخم

استقرت عوائد السندات في منطقة اليورو بشكل عام يوم الثلاثاء مع ترقب المستثمرين لبيانات التضخم المرتقبة في وقت لاحق من اليوم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد موظف يعدّ أوراق الدولار الأميركي في بنك بهانوي لدى فيتنام (رويترز)

الدولار الأميركي يتراجع مع تكهنات بشأن سياسة ترمب التجارية

تراجع الدولار الأميركي، يوم الثلاثاء، قرب أدنى مستوى له في أسبوع مقابل العملات الرئيسية، مع تكهنات حول ما إذا كانت الرسوم الجمركية التي سيطبقها دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد خضراوات معروضة في سوبر ماركت «سير بلس» في برلين (رويترز)

ارتفاع مفاجئ في التضخم الألماني إلى 2.9 % خلال ديسمبر

قفز التضخم في ألمانيا إلى 2.9 في المائة في ديسمبر، وهو أعلى من المتوقع، وفقاً لما أعلنه مكتب الإحصاء الاتحادي (دستاتيس).

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد أعلام خارج مقر المفوضية في بروكسل (رويترز)

اقتصاد منطقة اليورو يُنهي 2024 بحالة هشة مع استمرار انكماش نشاطه

أنهى اقتصاد منطقة اليورو عام 2024 في حالة هشة وفقاً لمسح أظهر انكماش النشاط الاقتصادي للشهر الثاني على التوالي خلال ديسمبر

«الشرق الأوسط» (عواصم)

الجنيه الإسترليني يسجل أكبر تراجع في 3 أيام منذ عامين

أوراق نقدية من فئة خمسة جنيهات إسترلينية (رويترز)
أوراق نقدية من فئة خمسة جنيهات إسترلينية (رويترز)
TT

الجنيه الإسترليني يسجل أكبر تراجع في 3 أيام منذ عامين

أوراق نقدية من فئة خمسة جنيهات إسترلينية (رويترز)
أوراق نقدية من فئة خمسة جنيهات إسترلينية (رويترز)

توجه الجنيه الإسترليني نحو أكبر انخفاض له في ثلاثة أيام منذ نحو عامين، الخميس، تحت ضغط من موجة بيع عميقة في السندات العالمية التي أضرت بشكل خاص بالسندات الحكومية البريطانية، مما دفع عائداتها إلى أعلى مستوياتها في 16 عاماً ونصف العام. وأدى ذلك إلى زيادة المخاوف بشأن الوضع المالي لبريطانيا.

وانخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.9 في المائة في أحدث تعاملاته ليصل إلى 1.226 دولار، بعد أن لامس أدنى مستوى له منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 في وقت سابق من اليوم. وكان الجنيه على وشك تسجيل ثالث انخفاض يومي متتالٍ، مما يرفع خسائره إلى 2 في المائة خلال هذه الفترة، وهي أكبر خسائر منذ فبراير (شباط) 2023، وفق «رويترز».

ومقابل اليورو، انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.6 في المائة ليصل إلى 83.93 بنس، وهو أدنى مستوى له منذ شهرين.

وفي الأسبوع الماضي، ارتفعت عائدات السندات البريطانية في مختلف الأسواق العالمية، مدفوعة بالمخاوف من التضخم المرتفع، مع تراجع احتمالات خفض أسعار الفائدة، بالإضافة إلى حالة من عدم اليقين بشأن كيفية إدارة الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترمب للسياسة الخارجية والاقتصادية، واحتمال بيع تريليونات الدولارات من الديون الإضافية.

وكان سوق المملكة المتحدة الأكثر تضرراً بين الاقتصادات الكبرى، حيث قفزت عائدات السندات البريطانية القياسية لأجل عشر سنوات بمقدار ربع نقطة مئوية هذا الأسبوع وحده، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2008، مما يعكس تدهوراً حاداً في الثقة بشأن التوقعات المالية لبريطانيا.

وعادةً ما تدعم عائدات السندات المرتفعة الجنيه الإسترليني، لكن هذه العلاقة انهارت في الوقت الراهن، مما يعكس القلق المتزايد بين المستثمرين بشأن الوضع المالي للبلاد.

وقال جيم ريد، استراتيجي «دويتشه بنك»: «مع ضعف الجنيه الإسترليني، أصبحت هناك أسئلة متزايدة حول ما إذا كان بنك إنجلترا قادراً على خفض أسعار الفائدة بالسرعة المتوقعة». وأضاف: «وبالتالي، فإن الارتفاع في العائدات يزيد من خطر أن تنتهك الحكومة قواعدها المالية، مما يضطرها إلى الإعلان عن المزيد من إجراءات التقشف مثل زيادة الضرائب أو خفض الإنفاق، في حين أن العملة الأضعف ستزيد من الضغوط التضخمية في الوقت نفسه».

وفي بيان صادر مساء الأربعاء، أكدت وزارة المالية البريطانية التزامها الثابت بالقواعد المالية للحكومة البريطانية، مشيرة إلى أن هذا الالتزام «غير قابل للتفاوض».

وكان الجنيه الإسترليني من أفضل العملات أداءً مقابل الدولار في العامين الماضيين، بفضل سياسة بنك إنجلترا التي حافظت على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من البنوك المركزية الكبرى الأخرى، ما ساعد في جذب الاستثمارات الأجنبية إلى الأصول البريطانية.

أما سياسات ترمب المقترحة بشأن التعريفات التجارية والهجرة فهي تحمل خطراً متزايداً لرفع ضغوط الأسعار في الولايات المتحدة، ما قد يحد من قدرة بنك الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة، وهو ما أسهم في تعزيز قيمة الدولار أمام العملات الأخرى.

وتُظهر سوق المشتقات أن المتداولين يتوقعون أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة مرة واحدة هذا العام، ولكنهم لا يعتقدون أن هناك احتمالية كبيرة لخفض آخر. وفي الوقت ذاته، تتوافق التوقعات بشأن سياسة بنك إنجلترا مع تلك الخاصة بـ«الفيدرالي الأميركي».

وفي الوقت الذي تكافح فيه بريطانيا مع تباطؤ النمو الاقتصادي، والتضخم المستمر، وتدهور سوق العمل، فإنها تظل متخلفة عن الولايات المتحدة التي تظهر مرونة واضحة في جميع القطاعات.

وقفزت العلاوات التي يطالب بها المستثمرون مقابل المخاطر الإضافية لاحتفاظهم بديون الحكومة البريطانية لمدة 10 سنوات مقارنةً بسندات الخزانة الأميركية إلى نحو 20 نقطة أساس، وهو أعلى مستوى لها منذ أوائل نوفمبر (تشرين الثاني).

وفي هذا السياق، بلغ العائد على سندات الخزانة البريطانية لمدة 30 عاماً أعلى مستوى له منذ عام 1998 هذا الأسبوع، ما يعكس زيادة العائدات طويلة الأجل على مستوى العالم.

وكانت آخر مرة تعرضت فيها ديون المملكة المتحدة لهذه الضغوط في سبتمبر (أيلول) 2022، عندما كشفت رئيسة الوزراء آنذاك، ليز تروس، عن خطط الموازنة التي شملت تخفيضات ضريبية غير ممولة بمليارات الدولارات، ما أدى إلى انهيار السندات البريطانية وضرب الجنيه الإسترليني، وأجبر بنك إنجلترا على التدخل لدعم استقرار السوق.

ورغم أن التحركات هذا الأسبوع لا تقترب من التحركات الكبيرة التي شهدتها الأسواق في أواخر عام 2022، عندما ارتفعت السندات الحكومية البريطانية لأجل 10 سنوات بمقدار نقطة مئوية كاملة في أسبوع واحد، وبلغ الجنيه الإسترليني أدنى مستوياته القياسية مقابل الدولار، فإن السوق تظل تشهد اضطرابات ملموسة وتوقعات غير مؤكدة حول مسار الاقتصاد البريطاني.