مصر تتوسع في مستشفيات العزل... و«كمامات» لعمّال النظافة في الشوارع

الحكومة نفت طرح لقاحات... وفتوى تستنكر عدم دفن ضحايا «كورونا»

مصر تتوسع في مستشفيات العزل... و«كمامات» لعمّال النظافة في الشوارع
TT

مصر تتوسع في مستشفيات العزل... و«كمامات» لعمّال النظافة في الشوارع

مصر تتوسع في مستشفيات العزل... و«كمامات» لعمّال النظافة في الشوارع

أعلنت مصر التوسع في مستشفيات العزل بربوع البلاد، عبر تخصيص بعض المدن والمستشفيات الجامعية كمستشفيات عزل، تُقدم من خلالها خدمات العزل الصحي والعلاجي لحالات الإصابة بفيروس «كورونا المستجد». فيما أكدت وزارة التنمية المحلية «توفير كمامات واقية مجاناً للعاملين في منظومة النظافة بالشوارع على مستوى المحافظات».
يأتي هذا في وقت أكد «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري» أنه «لم يتم طرح أي علاج أو لقاحات لفيروس (كورونا) بالصيدليات»، داعياً المصريين أمس إلى «الإبلاغ عن أي صيدلية تزعم وجود أدوية لعلاج الفيروس». كما قال المركز إنه «لا يوجد أي عجز في أجهزة وحدات الرعاية المركزة أو مستلزماتها بالمستشفيات الحكومية، وإن جميع الوحدات ذات كفاءة عالية ولا ينقصها أي مستلزمات».
وأكدت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، خلال اجتماع مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أمس، «التزام مصر بتوصيات منظمة الصحة العالمية فيما يخص إجراءات التقصي والتحاليل، والتي تنص على أن تتم الاختبارات الخاصة بالفيروس لمن يظهر عليهم أعراض، وذلك لأن معظم الحالات المصابة تتعافى بشكل تلقائي».
وتناولت وزيرة الصحة «خطة التوسع في أعداد أسرة الرعاية الفائقة بالمستشفيات، من خلال تحويل أسرة الداخلي لأسرة رعاية»، لافتة إلى أن «نسبة قليلة من الحالات المصابة بالفيروس احتاجت إلى أسرة رعاية وأجهزة تنفس صناعي». وشرحت الوزيرة نتائج تجربة تقديم الدعم النفسي من جراء أزمة «كورونا» سواء للعاملين في القطاع الطبي، أو الدعم المجتمعي للمواطنين، من خلال 150 مختصاً في الصحة النفسية.
وقال الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إن «المستشفيات الجامعية التي تم تخصيصها كمستشفيات عزل تضم 2056 سريراً و297 سرير رعاية مركزة، وإن الطاقة الاستيعابية للمدن الجامعية بجميع المحافظات تتمثل في 26 مدينة جامعية»، مضيفاً: «تم اختيار عدد من المدن الجامعية كمستشفيات عزل، كمرحلة أولى بعدد 33 مبنى بواقع 5828 غرفة، أما المرحلة الثانية فتضم 16 مبنى بعدد 2799 غرفة، فيما تضم الثالثة 8 مبان بواقع 1961 غرفة».
في حين وجه اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، المحافظين، أمس «بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للتأكد من ارتداء جميع العاملين بالمشروعات المختلفة التي تجرى على أرض المحافظات، والعاملين بمنظومة النظافة، وبعض القطاعات الخدمية الأخرى، والتي تتطلب وجود العاملين في الشارع على مدار اليوم، الكمامات الواقية، فضلاً عن الحد من التجمعات المزدحمة في مواقع العمل، وذلك حرصاً على سلامة وأمن جميع المواطنين والعاملين واستمرارهم في عملهم، وعدم انتشار الإصابة بينهم». وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد وجه أول من أمس، جميع الجهات المعنية بالتشديد على جميع الشركات، بضرورة توفير أقصى درجات الحماية، والالتزام الدقيق بالإجراءات الاحترازية، وعلى وجه الخصوص ارتداء (الكمامات)، في ضوء ما بدا للرئيس، من عدم تطبيق الإجراءات الاحترازية، لحماية العاملين بأحد مواقع المشروعات الإنشائية».
في غضون ذلك، أعلنت مصر، مساء أول من أمس، تسجيل 139 حالة إصابة جديدة بفيروس «كورونا» ليكون مجمل الإصابات 1699 حالة، من ضمنهم 348 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و118 حالة وفاة.
فيما حسمت دار الإفتاء المصرية حالة الجدل التي أثيرت على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب تداول واقعة رفض أهالي قرية «بولس» بمحافظة البحيرة بدلتا مصر، دفن متوفى بفيروس «كورونا» خوفاً على حياتهم. وأكدت الإفتاء أمس، أن «منع دفن متوفى (كورونا) تعد على حق الله والعباد، وغير جائز شرعاً»، مضيفة أن «وزارة الصحة حددت مجموعة من الإجراءات الاحترازية المتعلقة بكيفية التعامل مع الجثمان المتوفى بالفيروس، وطريقة دفنه، منعاً لحدوث أي عدوى».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.