إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

- القولون وإخراج الفضلات
> كيف أحافظ على عادة صحية يومية في إخراج الفضلات؟
- هذا ملخص أسئلتك حول إخراج الفضلات، واضطرابات ذلك. ومن المهم في التعامل مع عملية الإخراج فهم شيء من تفاصيلها العلمية. ولاحظ أن بعد قيام المعدة والأمعاء بمزج الأطعمة بالعصارات الهاضمة، وإتمام عمليات تفتيت مكوناتها وامتصاص العناصر الغذائية منها، تنتقل الفضلات إلى القولون، وهي خالية تقريباً من كل شيء يُمكن للجسم امتصاصه والاستفادة منه، إلا كميات من الماء وبعض الأملاح. وفي القولون، تتم العمليات الأخيرة من الهضم في تكوين البراز بهيئة جاهزة للإخراج من خلال عملية التبرز. ولذا فإن عمل القولون بالأساس هو امتصاص كميات الماء وشوارد المعادن والأملاح، الموجودة في كتلة بقايا الطعام التي تصل إلى القولون، كي يتم تكوين البراز بهيئة جاهزة للإخراج.
القولون: أنبوب يبلغ طوله حوالي متر وعشرين سنتيمتراً، ويبدأ من العضلة العاصرة فيما بين الأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة، وينتهي عند العضلة العاصرة الشرجية الموجودة في فتحة الشرج الخارجية. ويُقسَّم أنبوب القولون إلى سبعة أجزاء متصلة، وهي: المصران الأعور، والقولون الصاعد، والقولون المُستعرض، والقولون النازل، والقولون السيني، والمستقيم، وفتحة الشرج. وتعمل الأجزاء الأولى على الامتصاص، ووظيفة الجزأين الأخيرين هي تخزين الفضلات لحين إخراجها. وثمة طبقات عضلية تغلف أجزاء القولون، وتعمل على إجراء عمليات الضغط والارتخاء لتسهيل دفع الفضلات على طول مجرى القولون. وأحد الأجزاء التشريحية الأخرى المهمة هي شبكة الأعصاب التي تضمن تفاعل الجهاز الهضمي مع المراكز العصبية اللاإرادية والمراكز الدماغية، من أجل تمكين القولون من أداء مهامه بتناغم مع أجزاء الجهاز الهضمي.
وتجدر ملاحظة أن ثمة نوبات من حركة دفع الفضلات إلى المستقيم خلال اليوم، تمهيداً لحصول عملية التبرز، وهي غالباً ما تحصل خلال الساعة الأولى بعد تناول وجبة طعام، وتستمر شدتها حوالي 15 دقيقة. وهذا الوقت فرصة ملائمة لإخراج الفضلات من خلال عملية التبرز؛ لأنها بعد أن تضعف يصعب القيام الإرادي بعملية التبرز. أي أن عملية الأكل بحد ذاتها، ترفع من النشاط الحركي والكهربائي في القولون، وإذا ما تم الاستفادة منه، بالذهاب إلى الحمام، تقل مدة بقاء الفضلات في القولون، ويسهل تكرار إخراجها. ولذا فإنه رغم أن عملية إخراج فضلات الطعام من الجسم هي عملية فسيولوجية معقدة، فإن استجابة المرء للظروف الجسدية والعامل الفسيولوجي الطبيعي المُسهل لإخراج الفضلات، أي نداء الجسم، هو التفاعل الطبيعي لإتمام الإخراج في وقت ملائم دون تأخير ذلك.
ولاحظ أن الإمساك المزمن حالة محددة وفق التعريف الطبي. وتشمل علامات وأعراض الإمساك المزمن: إخراج الفضلات أقل من ثلاث مرات في كامل الأسبوع، وإخراج براز في كتل صلبة، وبذل الجهد الشديد لإتمام عملية الإخراج، والشعور بأنه من غير الممكن إفراغ المستقيم، والشعور بالحاجة إلى الضغط على البطن لتسهيل الإخراج. ولذا طبياً يعتبر الإمساك مزمناً إذا كان الشخص يُعاني من اثنين أو أكثر من هذه الأعراض خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.
وفي هذه الحالة، من المفيد تناول الأطعمة الغنية بالألياف، وتقليل تناول الأطعمة التي تحوي كميات منخفضة من الألياف، مثل اللحوم، وأيضاً الإكثار من شرب السوائل، والحرص على ممارسة النشاط البدني وخصوصاً المشي السريع، والتغلب على التوتر النفسي، والمبادرة بالذهاب إلى الحمام عند الشعور بالرغبة في التبرز. وإذا لم تفلح هذه التدابير، فإن مراجعة الطبيب تصبح خطوة ضرورية في معالجة حالات الإمساك المزمن، لتحديد السبب ومعالجته إن أمكن.
- الكولسترول والشرايين
> ما علاقة الكولسترول بالشرايين القلبية؟
- هذا ملخص أسئلتك حول علاقة الكولسترول بالشرايين القلبية وأمراضها. وبداية، لاحظ أن من الضروري وجود كمية طبيعية من مادة الكولسترول في جسم الإنسان؛ ذلك أن الجسم يحتاج إلى مادة الكولسترول في أربعة أمور أساسية، وهي: بناء جدران قوية ومتماسكة لخلايا الجسم، كي تحميها وتحفظ مكوناتها الداخلية. ويستخدم الجسم مادة الكولسترول في إنتاج بعض الهرمونات الأساسية، كالهرمونات الجنسية لدى الذكور والإناث، وهرمون «فيتامين دي».
والكولسترول مادة أساسية في تكوين أجزاء من تراكيب خلايا الجهاز العصبي. ويستخدم الكبد الكولسترول لإنتاج «أحماض المرارة»، وهي أحماض يُفرزها الكبد في عصارات المرارة. ومعلوم أن هذه الأحماض تُسهل على الأمعاء امتصاص الدهون وامتصاص الفيتامينات الدهنية، أي فيتامينات إيه A، وإي E، وكيه K، ودي D.
ولكن الإشكالية هي حينما توجد في الدم والجسم كمية عالية من الكولسترول، ما سيدفعها نحو الترسب ضمن طبقات جدران الشرايين. ومع استمرار ارتفاع كمية الكولسترول في الدم، وبفعل عوامل متعددة، كالتدخين، وارتفاع ضغط الدم، ووجود مرض السكري، وتدني النشاط البدني اليومي، والوراثة، يزداد بشكل أكبر ترسب الكولسترول في جدران الشرايين. وتكوين كُتل من الكولسترول والدهون في جدران الشرايين، يؤدي إلى تضييق جريان الدم من خلالها، وبالتالي يقل تدفق الدم إلى العضو الذي يعتمد على ذلك الشريان في تغذيته وإمداده بالأوكسجين. كما يُؤدي تراكم الكولسترول إلى فقدان جدران الشرايين خاصية المرونة الطبيعية لها في التوسع عند الحاجة، وبالتالي فإن الدم لا يزداد تدفقه عند زيادة الحاجة إلى المزيد من الدم. وبحصول هذين الأمرين تنشأ حالة مرضية تُسمى تصلب الشرايين.
إجراء تحليل الدم للكولسترول للإنسان أمر ضروري؛ لأن وجود ارتفاع في كولسترول الدم لا يجعل المرء يشكو من أي أعراض، ولذا وسيلة معرفة مدى وجود ذلك الارتفاع هو إجراء تحليل الدم للكولسترول والدهون. كما أن نجاح خفض ارتفاع كولسترول الدم يقلل من احتمالات خطورة الإصابة بجلطة النوبة القلبية، والإصابة بالذبحة الصدرية، وتقليل احتمالات الوفاة بسببهما. وتحديداً، فإن على كل إنسان تجاوز سن العشرين، أن يُجري تحليل الدم للكولسترول. ويُكرر إجراؤه مرة كل خمس سنوات، إذا كانت النتائج طبيعية لديه. أما إذا كان لديه ارتفاع في الكولسترول ويتناول أدوية لذلك، أو لديه أمراض شرايين القلب أو الدماغ، فالطبيب سينصح بتكرار إجراء التحليل وفق نتائج المتابعة الطبية. تحليل الكولسترول يشمل نتائج معدلات أربعة عناصر، وهي: الكولسترول الكلي، أي كمية كل الكولسترول الموجود في الدم. والكولسترول الخفيف الذي يتسبب ارتفاعه بأمراض الشرايين. والكولسترول الثقيل الذي ارتفاعه يعني نشاط عملية تنقية شرايين الجسم من الكولسترول.
والدهون الثلاثية التي هي نوعية من الشحوم الدهنية التي تتراكم في الشرايين مع الكولسترول، وارتفاعها أمر يضر بالشرايين. ولاحظ أن في القلب ثلاثة شرايين تاجية رئيسية، مهمتها العمل على تزويد عضلة القلب بالأوكسجين وبالمواد الغذائية اللازمة لحياتها. وعند ترسُّب الكولسترول في أحد شرايين القلب التاجية، يتدنى تدفق الدم إلى أحد أجزاء من عضلة القلب، وينقص تزويدها بالأوكسجين، وخصوصاً عند ارتفاع الحاجة إلى مزيد من الأوكسجين لعضلة القلب، كما في حالة بذل المجهود البدني أو الانفعال العاطفي. وحينها يشكو الشخص من ألم الذبحة الصدرية. كما أن من الممكن أيضاً أن يحصل سدد مفاجئ لمجرى الشريان، ما يُؤدي إلى حصول جلطة النوبة القلبية.
- استشاري باطنية وقلب
مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض

الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني الجديد:[email protected]


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.