التحكم في مسار «كورونا»

معظم البشر قادرون على احتواء خطره

التحكم في مسار «كورونا»
TT

التحكم في مسار «كورونا»

التحكم في مسار «كورونا»

يمكن للمرء أن يُبهر بهمة الصينيين في مكافحة جائحة «كورونا» المستجد (كوفيد - 19)، لكنه في الوقت ذاته يشعر بالانقباض للتدهور الذي سجلته إيطاليا في نضالها المرير لمكافحة هذه الجائحة.
بالنسبة لي، ذهبتُ أبحث عن الأساليب والفروقات في جهود الشعوب لمجابهة فيروس كورونا، والبحث عن نقطة ضعف في أسلوب التعامل مع مكامن وأسلوب تفشي الفيروس، وظللت أحلق في خيالي لأتصوره وهو يسافر عبر الأثير مثل حبيبات اللقاح تحملها الريح. ومن دون ذلك تستقر على الأسطح للحجر والبشر وتذهب أسيرة للبيئة التي احتضنتها.
وفي التفكير عميقاً في البحوث الحديثة التي تكشف طبيعة حيوية هذا الكائن غير الحي والذي يعتبر نسخة من شريط نواتي على هيئة الحمض النووي الريبوزي (RNA)، تستوقفني ثلاثة بحوث علمية: يقول أحدها إن هذا الفيروس يبقى على الأسطح مثل الحديد المجلفن وعلى البلاستيك بما يزيد عن أربعة أيام وبمثل هذه المدة يحتضنه حلق الإنسان والحيوان، وعجبت كيف غاب عن الوعي العام أن بالإمكان إزالته وبكل سهولة من الحلق ببعض من بيكربونات الصوديوم بعد أن تفريش الأسنان ثم (الغرغرة) به لمرة ومرتين ومن دون أي أعراض جانبية (وأنا أقوم بذلك يومياً).
ومن بين البحوث بحث أميركي حاول فيه الباحثون التعرف على أي المواد يبقى عليها الفيروس عالقاً معدياً فقد قاموا برشه على سبع مواد موجودة في المنازل والأماكن العامة ووجدوا أن الأفضل إليه هو الحديد المصقول (stainless steel) والبلاستيك، وهذه توجد في كل مكان وقد وجدوا جينومه معدياً بعد ثلاثة أيام. وربما أكثر وأن مادة النحاس هي آخر ما يلجأ إليه الفيروس حيث لا يبقى عليها إلا 4 ساعات.
ومن المهم أن نعرف أن الفيروس لا يبقى حيويا أكثر من 3 ساعات في الهواء فلو تطوع سكان كل مدينة وقرية يومياً لمدة ثلاثة أيام بالانعزال، لما احتاجوا لعزل الناس وإعلان حالة الطوارئ. وكما ذكرنا آنفاً أن حلق الإنسان يستضيفه فقط أربعة أيام. والغالبية من البشر يستضيفوه في حلوقهم بجرعات متفاوتة لا تصل جرعة الفيروس فيها لحد العدوى واستنفار الجسم في التهاب المجاري التنفسية، وبالخصوص الرئة. والنتيجة: أن غالبية البشر، ممثلون في مناعتهم، قادرون على احتوائه وهو قد ألف السكن هناك، بل يتمكن من الانتقال على هيئة رذاذ من حلق إلى آخر حتى يصل إلى ضحيته. والضحايا غالبا ما يكونون من قليلي المناعة من كبار السن ومرضى السرطان أو بعد العلاج الكيميائي أو الإشعاعي أو من لديهم نقص مناعة ولادي.
ومن هنا نجزم بأن ما عمله الصينيون قد أبهر العالم في غسلهم بماء الكلور كل بقعة سواء كانت حديد (مثل السيارات والقطارات والأسطح وغيره) أو خشب... إلخ وأزالوا البلاستيكيات من كل بقعة وبالخصوص مراكز الحجر والمستشفيات وحتى من منازلهم بل ورشوا حتى الملابس والأحذية بماء الكلور ولم يتركوا بقعة تذكر إلا ومروا عليها وكأنها لوحة فنان لم يترك شبراً من اللوحة إلا ومرت ريشته عليه.
هنا وكما يعمل كل خبراء وعلماء العالم ومن واجبهم أن يقدموا المشورة ولو عن بعد، وقد قدمت اقتراحاً مهنياً إلى زملائنا في الصين في بداية شهر فبراير (شباط) 2020. أن يستخدموا مصل الدم من المتعافين Reconvalence serum لمساعدة الحالات الصعبة CRITICAL CASES لتعبر إلى بر الشفاء والنقاهة، وقد انعكس ذلك إيجابياً في عدة تقارير قرأناها ومقابلات شاهدناها في الأخبار العالمية.
ونحن نقترح على المسؤولين في البقاع الموبوءة من العالم أن يحذوا حذو الصين في غسل كل بقعة من الأرض الموبوءة وبما فيها كل ما يتحرك في تلك البقعة وإزالة المواد البلاستيكية والحديدية في مناطق الحجر الصحي والعلاجي واستخدام بيكربونات الصوديوم للغرغرة في كل يوم قبل النوم وسترون أن الفيروس وبهذه الطريقة سينحسر في غضون أيام.
الحجر الصحي بحاجة أيضاً لغسل الطرق والجدران والأبواب وحث الناس برش كل شيء في المنازل من الأحذية إلى الأسرة والثلاجات وإبعاد كل ما هو بلاستيكي غير مهم أو رشها بالمعقم ولا تنسوا الحيوانات الأليفة وأدواتها في البيوت... عبر ذلك يمكن لهذه الغُمّة أن تنقشع عن كل أمم الأرض.
- طبيب استشاري في علم الأمراض الإكلينيكية، أستاذ علم الأحياء الدقيقة وعلم الفيروسات.


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.