«كورونا» ينعش الطلب على منتجات سوق الصحة الوقائية في السعودية

انتعاش الإقبال على منتجات سوق الصحة الوقائية في السعودية مع تطورات «كورونا» (الشرق الأوسط)
انتعاش الإقبال على منتجات سوق الصحة الوقائية في السعودية مع تطورات «كورونا» (الشرق الأوسط)
TT

«كورونا» ينعش الطلب على منتجات سوق الصحة الوقائية في السعودية

انتعاش الإقبال على منتجات سوق الصحة الوقائية في السعودية مع تطورات «كورونا» (الشرق الأوسط)
انتعاش الإقبال على منتجات سوق الصحة الوقائية في السعودية مع تطورات «كورونا» (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر عاملة في سوق منتجات الصحة الوقائية لـ«الشرق الأوسط» عن انتعاش ملموس في الإقبال على اقتناء المنتجات والسلع المرتبطة بالوقاية الصحية، مشيرة إلى ارتفاعات سعرية مصاحبة في المنتجات المستوردة في وقت لا تزال فيه أسعار المنتجات الصحية المصنعة في السعودية مستقرة.
وتأتي هذه التفاعلات السوقية وسط عناية حكومية فائقة بتتبع تطورات تفشي فيروس كورونا في البلاد، حيث أعلنت وزارة الصحة السعودية أن مجموع الحالات المسجلة داخل المملكة بلغ 20 حالة، حتى أمس، في حين فرضت وزارة الداخلية السعودية قبيل أيام الإغلاق المؤقت للدخول أو الخروج من محافظة القطيف - شرق المملكة - نتيجة وجود تركيز في الحالات المسجلة من هذه المنطقة في البلاد.
وشهدت المنتجات الوقائية طلبا عاليا خلال الأيام الماضية، وخلال جولة قامت بها «الشرق الأوسط» على محال بيع المنتجات الطبية والصحية، أفصح عاملون عن ارتفاع أسعار الأقنعة الطبية في السعودية مع زيادة الطلب؛ مؤدية إلى فتح سوق سوداء لها بعد نفاذ بعض الكميات من الأسواق.
وكانت السلطات السعودية أعلنت مؤخرا عن إيقاف التصدير عبر منافذها الجمركية: البرية والبحرية والجوية، لجميع المنتجات والمستلزمات والتجهيزات الطبية والمخبرية المستخدمة للكشف أو الوقاية عن فيروس «كورونا» المتفشي عالميا.
ومن أحد شوارع العاصمة الرياض التي يكثر فيها محلات بيع المنتجات الطبية والصحية، لوحظ تضاعف أعداد المرتادين خلال الأسابيع الماضية بحثا عن الأقنعة الطبية ومحاليل التعقيم، حيث شهدت إقبالاً مفاجئاً عليها أدى إلى مضاعفة الطلب، والتي تم استيراد معظمها سلفا من الصين.
ويشير بعض العاملين في هذا السوق إلى أن ارتفاع سعري يعود إلى بلد الصنع للأقنعة الطبية، وهي الصين، التي تعاني حاليا من نقص الأقنعة الطبية.
وأكد مشعل العنزي وهو مالك لأحد محال بيع المنتجات الصحية تزايد الطلب على شراء الأقنعة الطبية لديه، موضحا أن الأسعار شهدت ارتفاعا بينما لم تتغير أسعار محاليل التعقيم، وذلك لأن مصانعها سعودية عكس الأقنعة الطبية التي يتم استيرادها من الصين. وتفصيلا، يبلغ سعر الأقنعة الطبية بين 80 و100 ريال (25 دولارا) للصندوق الذي يحتوي على 40 عبوة في أسواق الجملة، بينما أدى ضغط الطلب ونقص المعروض لتضاعف هذا الرقم لتصل قيمة الصندوق ذي الـ40 عبوة بين 700 و900 ريال (200 دولار) في السوق السوداء.
بدوره، يؤكد أحد البائعين (تحفظ عن ذكر اسمه) في محل مجاور على ما كان يقوله العنزي، ويضيف أن المحاليل الطبية للتعقيم لم يرتفع سعرها لأنها من مصانع سعودية، بعكس الأقنعة الطبية التي تستورد من الصين.
ولفت إلى أن هناك أقنعة طبية جديدة تم استيرادها من دول غير الصين، ولكن بأسعار مرتفعة حيث تبلغ قيمتها للعبوة الواحدة 25 ريالا (6 دولارات)، إضافة إلى جودتها الأفضل، مؤكدا أنه بدأ بيعها منذ بداية انتشار فيروس كورونا الجديد، الذي عبر القارات وأصاب كثيرا بالقلق. وأوقفت الهيئة العامة للجمارك السعودية الأسبوع الماضي التصدير عبر منافذها الجمركية البرية والبحرية والجوية لجميع المنتجات والمستلزمات والتجهيزات الطبية والمخبرية المستخدمة للكشف أو الوقاية من مرض «كورونا» الجديد وتشمل القائمة المعتمدة من وزارة الصحة السعودية: الألبسة الواقية، والأقنعة الطبية، والبدل الطبية المغلفة للجسم، والنظارات الطبية الواقية، والأقنعة الطبية للوجه، سواءً بكميات تجارية أو مع المسافرين الركاب بما لا يتجاوز استخدام الفرد الواحد.
وأوضحت وزارة الصحة حينها أن هذا القرار يأتي ذلك تنفيذا لتوصيات اللجنة الوزارية الخاصة باتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية والتدابير اللازمة لمنع تفشي فيروس «كورونا» في السعودية، والمتضمّنة إيقاف تصدير جميع تلك المنتجات والمستلزمات، إضافة إلى أن ذلك يمثل اتخاذا للتدابير الوقائية وتوفيرا لأقصى درجات الحماية لسلامة المواطنين والمقيمين، وللحفاظ على الصحة العالمية.


مقالات ذات صلة

الخريف: قطاع إعادة التصدير السعودي ينمو ويسجل 16.2 مليار دولار عام 2024

الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

الخريف: قطاع إعادة التصدير السعودي ينمو ويسجل 16.2 مليار دولار عام 2024

كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، عن تسجيل بلاده صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير خلال العام الحالي.

زينب علي (الرياض)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية بالسعودية (الشرق الأوسط)

الأقل في مجموعة العشرين... التضخم في السعودية يسجل 2 %

بلغ معدل التضخم السنوي في السعودية 2 في المائة، خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الجاسر متحدثاً للحضور في النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)

السعودية: توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية بـ2.6 مليار دولار

قال وزير النقل والخدمات اللوجيستية، المهندس صالح الجاسر، إن السعودية نجحت في جذب الاستثمارات من الشركات العالمية الكبرى في القطاع اللوجيستي.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد الجولة الأولى من المفاوضات التي قادتها السعودية بين دول الخليج واليابان (واس)

اختتام الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول الخليج واليابان

ناقشت الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي واليابان عدداً من المواضيع في مجالات السلع، والخدمات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

كوريا الجنوبية تتعهد بالحفاظ على استقرار الأسواق بعد عزل يون

مشاركون في مظاهرة يحملون لافتات تطالب المحكمة الدستورية بإقالة الرئيس يون سوك-يول في سيول (رويترز)
مشاركون في مظاهرة يحملون لافتات تطالب المحكمة الدستورية بإقالة الرئيس يون سوك-يول في سيول (رويترز)
TT

كوريا الجنوبية تتعهد بالحفاظ على استقرار الأسواق بعد عزل يون

مشاركون في مظاهرة يحملون لافتات تطالب المحكمة الدستورية بإقالة الرئيس يون سوك-يول في سيول (رويترز)
مشاركون في مظاهرة يحملون لافتات تطالب المحكمة الدستورية بإقالة الرئيس يون سوك-يول في سيول (رويترز)

تعهدت وزارة المالية في كوريا الجنوبية، يوم الأحد، بمواصلة اتخاذ تدابير استقرار السوق بسرعة وفعالية لدعم الاقتصاد، في أعقاب إقالة الرئيس يون سوك-يول، بسبب فرضه الأحكام العرفية بشكل مؤقت.

وأكدت الوزارة أنها ستستمر في التواصل بنشاط مع البرلمان للحفاظ على استقرار الاقتصاد، مشيرة إلى أنها تخطط للإعلان عن خطتها السياسية نصف السنوية قبل نهاية العام الحالي، وفق «رويترز».

وفي هذا السياق، دعا زعيم الحزب الديمقراطي المعارض، لي جاي-ميونغ، إلى تشكيل «مجلس استقرار وطني» يضم الحكومة والبرلمان لمناقشة القضايا المالية والاقتصادية وسبل تحسين مستوى معيشة المواطنين. وأشار إلى أن التحدي الأكثر إلحاحاً هو تراجع الاستهلاك بسبب الطلب المحلي غير الكافي، وتقلص دور الحكومة المالي. وأضاف لي أن معالجة هذا الأمر تتطلب مناقشة عاجلة لموازنة إضافية يمكن أن تشمل تمويلاً لدعم الشركات الصغيرة، بالإضافة إلى استثمارات في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية، لمواجهة تحديات نقص الطاقة.

وكان البرلمان الذي يسيطر عليه الحزب المعارض، قد مرر مشروع موازنة 2025 بقيمة 673.3 تريليون وون، متجاوزاً اقتراح الحكومة الذي بلغ 677.4 تريليون وون، وذلك دون التوصل إلى اتفاق مع حزب «قوة الشعب» الذي ينتمي إليه الرئيس يون والحكومة.

من جهته، أعلن بنك كوريا -في بيان- أنه سيعتمد على كافة الأدوات السياسية المتاحة بالتعاون مع الحكومة، للرد على التحديات الاقتصادية، وتفادي تصاعد التقلبات في الأسواق المالية وأسواق العملات الأجنبية. وأكد البنك ضرورة اتخاذ استجابة أكثر نشاطاً مقارنة بالفترات السابقة من الإقالات الرئاسية، نظراً للتحديات المتزايدة في الظروف الخارجية، مثل تصاعد عدم اليقين في بيئة التجارة، وازدياد المنافسة العالمية في الصناعات الأساسية.

كما أكدت الهيئة التنظيمية المالية في كوريا الجنوبية أن الأسواق المالية قد تشهد استقراراً على المدى القصير، باعتبار الأحداث السياسية الأخيرة صدمات مؤقتة؛ لكنها ستوسع من الموارد المخصصة لاستقرار السوق إذا لزم الأمر.

من جهة أخرى، شهدت أسواق الأسهم في كوريا الجنوبية ارتفاعاً للجلسة الرابعة على التوالي يوم الجمعة؛ حيث بدأ المستثمرون يتوقعون تراجع حالة عدم اليقين السياسي بعد تصويت البرلمان على إقالة الرئيس يون. كما لم يتوقع المستثمرون الأجانب أن تؤثر الاضطرابات السياسية الأخيرة بشكل كبير على نمو الاقتصاد أو تصنيفه الائتماني لعام 2025، إلا أنهم أشاروا إلى تأثيرات سلبية محتملة على معنويات السوق، مما قد يؤدي إلى زيادة في سعر صرف الوون مقابل الدولار الأميركي، واستمرار عمليات بيع الأجانب للأسواق المحلية.

غرفة تداول بأحد البنوك في سيول (رويترز)

وفي استطلاع أجرته «بلومبرغ»، أفاد 18 في المائة فقط من المشاركين بأنهم يعتزمون تعديل توقعاتهم بشأن نمو الاقتصاد الكوري الجنوبي لعام 2025، بسبب الأحداث السياسية الأخيرة، بينما أكد 82 في المائة أن توقعاتهم ستظل دون تغيير. كما توقع 64 في المائة من المشاركين أن يظل التصنيف الائتماني السيادي كما هو، في حين توقع 27 في المائة خفضاً طفيفاً. ووفقاً للاستطلاع، يُتوقع أن يتراوح سعر صرف الوون مقابل الدولار الأميركي بين 1.350 و1.450 وون بنهاية الربع الأول من 2025.

أما فيما يتعلق بأسعار الفائدة، فقد زادت التوقعات بتخفيضات مسبقة من قبل بنك كوريا؛ حيث توقع 55 في المائة من المشاركين عدم حدوث تغييرات، بينما توقع 27 في المائة تخفيضاً في الأسعار قريباً. وتوقع 18 في المائة تخفيضات أكبر. وأشار كيم سونغ-نو، الباحث في «بي إن كي للأوراق المالية»، إلى أن تحركات السوق ستعتمد بشكل كبير على قرارات لجنة السوق الفيدرالية الأميركية في ديسمبر (كانون الأول)؛ حيث قد يسهم أي تخفيض لأسعار الفائدة من جانب الولايات المتحدة في تعزيز توقعات تخفيض الفائدة في كوريا الجنوبية في الربع الأول من 2025.

وقد أكد كيم أن العوامل السياسية ليست المحرك الرئيسي للأسواق المالية؛ مشيراً إلى أن الاضطرابات السياسية عادة ما تكون لها تأثيرات قصيرة الأجل على الأسواق. وأضاف أن الركود الاقتصادي -وليس الأحداث السياسية- هو المصدر الرئيس للصدمات المالية الكبيرة.

كما أشار كثير من المسؤولين الماليين إلى أن إقالة الرئيس يون قد تعود بالفائدة على الاقتصاد الكوري الجنوبي. وفي مقابلة إعلامية، أكد محافظ هيئة الرقابة المالية، لي بوك هيون، أن عزل الرئيس سيكون خطوة إيجابية للاستقرار الاقتصادي في البلاد، معرباً عن اعتقاده بأن القضاء على حالة عدم اليقين السياسي أمر بالغ الأهمية لتحقيق استقرار الاقتصاد، وفق صحيفة «كوريا تايمز».

وفيما يخص التوقعات المستقبلية، أشار صندوق النقد الدولي في تقريره الأخير في نوفمبر (تشرين الثاني) إلى أن النمو الاقتصادي في كوريا الجنوبية من المتوقع أن يصل إلى 2.2 في المائة في 2024 بدعم من صادرات أشباه الموصلات، في حين يُتوقع أن يسجل الناتج المحلي الإجمالي نمواً بنسبة 2 في المائة في 2025 مع اقتراب الاقتصاد من إمكاناته الكاملة. وأكد الصندوق أن حالة عدم اليقين لا تزال مرتفعة، والمخاطر تميل إلى الاتجاه السلبي.

وبينما يظل التضخم قريباً من هدف بنك كوريا البالغ 2 في المائة، شدد الصندوق على ضرورة تطبيع السياسة النقدية تدريجياً في ظل هذه الظروف، مع الحفاظ على تدخلات محدودة في سوق الصرف الأجنبي لمنع الفوضى. كما أشار إلى أهمية تعزيز التوحيد المالي في موازنة 2025 لمواجهة ضغوط الإنفاق الطويلة الأجل، مع التركيز على السياسات المتعلقة بمخاطر العقارات.

كما أشار إلى أهمية الإصلاحات الاقتصادية على المدى المتوسط والطويل لدعم النمو وسط التحولات الهيكلية؛ مشيراً إلى ضرورة معالجة تراجع القوة العاملة من خلال تحسين الخصوبة، وزيادة مشاركة النساء في العمل، وجذب المواهب الأجنبية، بالإضافة إلى تعزيز تخصيص رأس المال، وتحسين مرونة المؤسسات المالية.