عينات البذور المخزنة بالقطب الشمالي تبلغ المليون

القبو الجليدي يحتوي على 60 ألف نوع من أنحاء العالم كافة

عينات البذور المخزنة بالقطب الشمالي تبلغ المليون
TT

عينات البذور المخزنة بالقطب الشمالي تبلغ المليون

عينات البذور المخزنة بالقطب الشمالي تبلغ المليون

وصل قبو البذور العالمي في القطب الشمالي إلى نقطة فارقة منذ تأسيسه، حيث بلغت العينات المخزنة فيه مليون صنف، وهي في حالة التجمد العميق. ولقد وضعت الودائع الجديدة في ذلك القبو الجليدي إثر عملية التحديث التي كانت ضرورية بعد الفيضان غير المتوقع بنفق مدخل القبو في عام 2017.
وتوضع البذور من 60 ألف نوع من المحاصيل من أنحاء العالم كافة في ذلك القبو الجليدي، كاحتياطي لتلك البذور المحفوظة في بنوك البذور الأخرى حول العالم.
وافتُتحت المنشأة تحت الأرض، التي كلفت 9 ملايين يورو (7.5 مليون جنيه إسترليني)، في أرخبيل سفالبارد النرويجي بدءاً من عام 2008، لاتخاذها مخزناً آمناً ضد التلف. لكن الوتيرة المتسارعة غير المتوقعة للاحترار العالمي أدّت إلى ذوبان الطبقة القطبية المتجلدة التي تحيط بالقبو.
والآن، تعني عملية التحديث والتجديد، التي كلفت 20 مليون يورو، من قبل الحكومة النرويجية، أن القبو آمن للمستقبل، ومضاد تماماً للتسربات المائية، وفقاً لما قاله المسؤولون.
ويعني تدمير الطبيعة فقدان التنوع الحيوي للمحاصيل، وفقدان نظرائها كذلك، في الوقت الذي يعني تأثير حالة الطوارئ المناخية أنّ هناك حاجة ماسة إلى مواكبة، وربما مواجهة، التغيرات المناخية للأرض. ويمكن لبنوك البذور أن تتعرّض للتدمير هي الأخرى بسبب فقدان الطّاقة والحروب، تماماً كما حدث في مدينة حلب السورية، الأمر الذي يعزّز من الحاجة إلى الاعتناء بالقبو الجليدي في سفالبارد النرويجية.

وجاءت ودائع الأسبوع الحالي من 36 مؤسسة على مستوى العالم، وهي الودائع الأكثر تنوعاً من النباتات البرية من محمية هايغروف التابعة للأمير تشارلز، فضلاً عن بذور نبات القرع، التي كانت قد أودعت من قبل قبائل شيروكي الأصلية في الولايات المتحدة الأميركية.
وأودعت جامعة حيفا في إسرائيل القمح البري، المعروف باسم «أم القمح»، عندما جرى اكتشافه للمرة الأولى في عام 1906، وذلك جنباً إلى جنب مع مختلف أصناف البطاطا من البيرو، وغير ذلك من المحاصيل من منغوليا، والمغرب، وميانمار، ونيوزيلندا. وتضم كل عينة نحو 500 بذرة.
ويضم قبو سفالبارد الجليدي، المحفور في الصخور الصلدة، عينات من نحو 1.050.000 نوع من المحاصيل، من أصل 5 آلاف نوع. ويمثل هذا الحشد من البذور خُمس الأصناف المقدرة بنحو 2.4 مليون نوع في العالم، وتوجد في القبو مساحة كبيرة لاستيعاب ذلك.
وقال هانس ديمبوولف، العالم لدى صندوق المحاصيل الذي يدير القبو الجليدي إلى جانب المركز النرويجي للموارد الوراثية: «يعد تنوع المحاصيل من الضرورات الأساسية في إنتاج الغذاء. ويعد قبو سفالبارد الجليدي منشأة الحفظ الاحتياطية الأساسية لبنوك البذور حول العالم، مع الاهتمام بحماية التنوع البيولوجي الذي يميزهم»، حسب ما ذكرته «الغارديان» البريطانية.
وقد فُقد كثير من أنواع المحاصيل، بما في ذلك 93 في المائة من أصناف الفاكهة والخضراوات، في الولايات المتحدة.
وعن ذلك، يقول ديمبوولف: «لم نكن نتوقع تسرّب المياه إلى نفق المدخل في أثناء بناء القبو، ولم يكن أحد يعتقد أنّ حرارة الصيف ستكون مرتفعة لهذه الدرجة». وتابع: «كان التحديث الكبير هو التصرف الصحيح الذي يجب القيام به، ولقد وفرت الحكومة النرويجية ما يكفي من الموارد للتأكد من إحكام إغلاق القبو الجليدي الآن».
ومن جانبها، قالت جيغي نجا آشيم، المتحدثة باسم الحكومة المالكة للقبو الجليدي: «من شأن نفق المدخل وعملية التحديث أن توفر الأمان لقبو البذور في المستقبل». وكانت قد صرحت في عام 2017 بأنّ «كمّيات كبيرة من المياه تسرّبت إلى بداية النفق، وكان من المفترض للقبو أن يعمل من دون المساعدة البشرية.
ولم تتمكّن المياه من الوصول إلى مخزونات البذور في الداخل».
وجرى عزل نفق المدخل، البالغ طوله 130 متراً، ضدّ تسربات المياه بالكامل، كما جرى نقل معدات التبريد التي تحافظ على درجة حرارة القبو أدنى من 18 درجة مئوية إلى مبنى جديد للخدمات، وبالتالي يسهل تفريغ الحرارة الناجمة عن عمل الآلات إلى الخارج.
ويرتفع القبو الجليدي نحو 130 متراً فوق سطح البحر، وهو مصمم للعمل مدى الحياة.
وأفاد ديمبوولف بأنّ «الحديث عن المكان الآمن تماماً غير القابل للاختراق يعد من المخاطر الدائمة. وسوف نستمر خلال العقود المقبلة في مراقبة القبو الجليدي للوقوف على مدى احتياجه لعمليات التحديث والترقية الضرورية الأخرى».


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.