اجتماعات وزراء {العشرين} تتلمس تعزيز النمو الاقتصادي بالحلول المالية والنقدية

السعودية للتحول إلى منهجية استحقاق محاسبية تقيس الأداء وتضبط الرقابة

تستضيف العاصمة السعودية الرياض اليوم وغداً اجتماعات وزراء المالية والبنوك المركزية لمجموعة العشرين (إ.ب.أ)
تستضيف العاصمة السعودية الرياض اليوم وغداً اجتماعات وزراء المالية والبنوك المركزية لمجموعة العشرين (إ.ب.أ)
TT

اجتماعات وزراء {العشرين} تتلمس تعزيز النمو الاقتصادي بالحلول المالية والنقدية

تستضيف العاصمة السعودية الرياض اليوم وغداً اجتماعات وزراء المالية والبنوك المركزية لمجموعة العشرين (إ.ب.أ)
تستضيف العاصمة السعودية الرياض اليوم وغداً اجتماعات وزراء المالية والبنوك المركزية لمجموعة العشرين (إ.ب.أ)

تتلمس اجتماعات وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في مجموعة العشرين، التي تحتضنها الرياض اليوم وغداً، هدفاً استراتيجياً يصبو إلى تعزيز النمو الاقتصادي عبر آليات وحلول السياسات المالية والنقدية، في وقت تؤكد فيه السعودية تبنيها منهجية جديدة لقياس الأداء وضبط الرقابة المحاسبية المالية في البلاد.
وأكدت السعودية على لسان وزير المالية محمد الجدعان أمس في تسجيل مرئي بثته حسابات مجموعة العشرين الاجتماعية التي تستضيفها السعودية لهذا العام، تطلعها لتعزز معالجة القضايا العالمية من خلال الجهود المشتركة، إذ شدد الوزير على عزم السعودية السعي إلى توحيد جهود دول المجموعة لتسليط الضوء على الهدف العام لرئاسة العام لاستضافة المملكة من خلال اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع والتركيز على محاور تمكين الإنسان والحفاظ على كوكب الأرض وتشكيل آفاق جديدة.
وكان وزير المالية افتتح اللقاء الأول للمديرين الماليين بالقطاع العام ضمن مشروع التحول إلى الاستحقاق المحاسبي، إذ أوضح، في كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس اللجنة التوجيهية في وزارة المالية عبد العزيز بن صالح الفريح، أن اللقاء الأول للمديرين الماليين بالقطاع العام يأتي ضمن مبادرات مشروع التحول إلى الاستحقاق المحاسبي في القطاع العام المنطلق من «رؤية المملكة 2030» المتمثلة في تحسين جودة الحسابات وتعزيز الشفافية.
وأوضحت كلمة الجدعان أن مشروع التحول للمحاسبة المبنية على أساس الاستحقاق، وكذلك بناء المركز المالي للدولة، لا يأتي لتحقيق متطلبات محاسبية فنية فقط، وإنما ليكون أداة فاعلة في توفير بيانات مالية تساعد في قياس الأداء وتحليل الفجوات واقتناص الفرص المرتبطة بالأداء المالي كله وتعزيز الجهود في وضع وتنفيذ سياسات مالية فعالة لإدارة الموارد وتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي، وصولاً إلى الاستدامة المالية.
وأضاف الفريح، في كلمة وزير المالية، أنه بنجاح مشروع تحول الجهات الحكومية من تطبيق الأساس النقدي القائم حالياً إلى نظام المحاسبة المبنية على أساس الاستحقاق، «نتطلع إلى أن يكون لدينا نظام مالي متكامل مبني على معايير وسياسات محاسبية موحدة، وأن يكون لدينا مركز مالي على مستوى الدولة يقوم على تلك المعايير والسياسات التي تنبع منها، بحيث تكون أدوات القياس للأداء المالي متسقة وموضوعية».
وأشارت كلمة الجدعان إلى أن نجاح المشروع ينبع من الشراكة مع الجهات الحكومية، مبيناً أن اللجنة التنفيذية للمشروع تبنت فكرة البدء بتأسيس شبكة تشاركية معرفية للمديرين الماليين في الجهات الحكومية لتفعيل التواصل وضمان اطلاع ممثلي الجهات الحكومية على متطلبات التحول والخطة الاستراتيجية والتفصيلية للتحول.
من جانبه، أوضح الدكتور أحمد الخليفي محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي أن استضافة الرياض لمديري ومحافظي البنوك المركزية في مجموعة العشرين برئاسة السعودية تستهدف مناقشة وضع الاقتصاد العالمي وآليات مواجهة التحديات النقدية والمالية والاقتصادية العالمية، مبيناً التطلع لمزيد من التعاون بين بلدان المجموعة والجهات المشاركة الأخرى لتحقيق الهدف المشترك المتمثل في تعزيز النمو الاقتصادي القوي والمستدام والمتوازن وإحداث أثر إيجابي ملموس على المدى الطويل.
وفي جلسة حوارية خلال اللقاء الأول للمديرين الماليين بالقطاع العام في مجموعة العشرين، بيّن رئيس اللجنة التوجيهية عبد العزيز الفريح أن التحول لأساس الاستحقاق يُعد مشروعاً وطنياً واستراتيجياً بامتياز، وأنه بدا ليكون ممكناً وأداة تقديم حلول للحكومة، سواء لعملية التخطيط وقياس الأداء أو لضبط الرقابة، مؤكداً الدعم الذي يحظى به تطبيق المشروع من الحكومة عبر صدور الأمر السامي القاضي بتحول جميع الجهات لهذا النظام المحاسبي الجديد.
وأكد الفريح قدرة جميع الجهات الحكومية إلى التحول للمحاسبة على أساس الاستحقاق وإتمام المبادرة بنجاح، لافتاً إلى أن الوزارة تدرك حجم التحديات المتعلق بتهيئة العنصر البشري، وإدارة التغيير، والأنظمة المالية التقنية، مروراً ببناء الأرصدة الافتتاحية، وحصر وتقييم الأصول والالتزامات للدولة، وأنه لذلك الغرض تم وضع مسار للتعامل مع كل منها بالطريقة المناسبة.
وشدد على وجود الحاجة إلى التحول، وفقاً لمعايير محاسبية للقطاع العام، وذلك بهدف تعزيز جودة الحسابات ومعرفة الالتزامات بشكل دقيق، لغرض التمكين من التخطيط بشكل سليم، لافتاً إلى أنه تم الأخذ بعين الاعتبار في مراحل المشروع الأولى الاطلاع على تجارب الدول التي سبقت المملكة في التحول والدروس المستفادة منها، بالإضافة إلى توصيات المنظمات الدولية. كما أوضح أن المشروع هو ملك للجهات الحكومية ككل، ولا يختص بوزارة المالية فقط، مشيراً إلى أن الكوادر البشرية يمثلون العنصر الأساسي لنجاح المشروع، وأنه في سبيل التمكين تم توفير برنامج للتدريب من خلال منصة المحاكاة الافتراضية ومنصة التدريب الإلكتروني.
إلى ذلك، أفاد وكيل وزارة المالية للشؤون المالية والحسابات حمد الكنهل، أن الوزارة حرصت في الفترة الماضية على توفير ممكنات التحول واختبارها بالتطبيق التجريبي للتأكد من مناسبة التطبيق الفعلي لتلك المخرجات، مشدداً على دور الجهات الحكومية كشركاء في عملية التحول، والوصول إلى مرحلة تحديد وتوصيف الصعوبات التي قد تواجه تطبيق التحول المحاسبي إلى أساس الاستحقاق واقتراح الحلول لها.
وكانت فعاليات اللقاء شهدت عقد جلسات حوار ونقاش مفتوح حول متطلبات وآلية تطبيق المشروع، كما تناولت التطبيق التجريبي للجهات الحكومية وإدارة التغيير والتدريب والتطوير، وتم خلال اللقاء إطلاق منصتي محاكاة وتدريب، إضافة إلى استعراض التجارب والمعايير الدولية للتحول إلى الاستحقاق المحاسبي.


مقالات ذات صلة

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمته في الجلسة الثالثة لقمة دول مجموعة العشرين (واس)

السعودية تدعو إلى تبني نهج متوازن وشامل في خطط التحول بـ«قطاع الطاقة»

أكدت السعودية، الثلاثاء، أن أمن الطاقة يمثل تحدياً عالمياً وعائقاً أمام التنمية والقضاء على الفقر، مشددة على أهمية مراعاة الظروف الخاصة لكل دولة.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا في اليوم الأخير من القمة (إ.ب.أ)

قمة الـ20 تعطي معالجة الفقر والمناخ زخماً... لكنها منقسمة حول حروب الشرق الأوسط وأوكرانيا وترمب

نجحت البرازيل بصفتها الدولة المضيفة في إدراج أولويات رئيسية من رئاستها في الوثيقة النهائية لقمة العشرين بما في ذلك مكافحة الجوع وتغير المناخ.

أميركا اللاتينية الجلسة الافتتاحية لقمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب)

إطلاق «التحالف العالمي ضد الجوع» في «قمة الـ20»

أطلق الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، «التحالف العالمي ضد الجوع والفقر»، وذلك خلال افتتاحه في مدينة ريو دي جانيرو، أمس، قمة «مجموعة العشرين».

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو )
العالم لقطة جماعية لقادة الدول العشرين قبيل ختام القمّة التي عُقدت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية (إ.ب.أ)

«قمة العشرين» تدعو لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

أعلنت دول مجموعة العشرين في بيان مشترك صدر، في ختام قمّة عُقدت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية أنّها «متّحدة في دعم وقف لإطلاق النار» في كل من غزة ولبنان.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.