إجراءات خليجية احترازية للتعامل الوقائي مع «كورونا»

جانب من اجتماع وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي (واس)
جانب من اجتماع وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي (واس)
TT

إجراءات خليجية احترازية للتعامل الوقائي مع «كورونا»

جانب من اجتماع وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي (واس)
جانب من اجتماع وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي (واس)

أعلن وزراء الصحة بدول مجلس التعاون عن اتخاذ الاجراءات الاحترازية كافة للتعامل الوقائي في المنافذ الحدودية لدول المجلس بما يتعلق بفيروس كورونا المستجد (COVID- 19)، وذلك من خلال تنفيذ اللوائح الصحية الدولية (2005) المعتمدة من منظمة الصحة العالمية، وتنفيذ دليل الإجراءات الصحية الموحدة في المنافذ الحدودية لدول مجلس التعاون الذي تم إقراره من قبل المجلس الأعلى الموقر في القمة 39 بالرياض في ديسمبر 2018م.
جاء ذلك عقب اجتماع استثنائي طارئ عقده وزراء الصحة بدول مجلس التعاون اليوم في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية برئاسة وزير الصحة ووقاية المجتمع بدولة الإمارات العربية المتحدة عبدالرحمن العويس.
وناقش الوزراء خلال الاجتماع التطورات الجارية بشأن فيروس كورونا، وذلك للوقوف على آخر مستجدات الفيروس، كما بحثوا تنسيق وتوحيد جهود دول المجلس في هذا المجال، واتخاذ الإجراءات اللازمة والوقائية والتصدي له.
وكلّف وزراء الصحة اللجان المختصة والعاملة في هذا الشأن بمتابعة المستجدات في هذا الموضوع وتبادل المعلومات فيما بين دول مجلس التعاون، كما أشاد الوزراء بالجهود التي تقوم بها جمهورية الصين الشعبية في متابعة ومكافحة الفيروس، وعبروا عن كامل دعمهم ومساندتهم للتعاون مع الصين في هذا المجال.
وقدم الوزراء الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة على قيامها بإجلاء العديد من رعايا الدول العربية وإبقائهم مدة العزل الطبي في دولة الإمارات ومن ثم نقلهم لدولهم.
وفي مستهل الاجتماع أعرب وزير الصحة ووقاية المجتمع بدولة الإمارات رئيس الاجتماع عن أصدق التهاني والتبريكات للأمين العام لمجلس التعاون الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف على توليه منصب الأمين العام، متمنيا له التوفيق في مهامه لتعزيز دول المجلس وتحقيق غاياته وتطلعاته.
كما شكر وزراء الصحة بدول المجلس لتفاعلهم وسرعة استجابتهم لحضور الاجتماع الاستثنائي للجنة وزراء الصحة بدول المجلس حول فيروس كورونا المستجد بناء على دعوة الأمانة العامة.
وقدم شكره للقائمين على مجلس الصحة لدول مجلس التعاون في دورهم الفاعل والمهم في التنسيق والمتابعة، مؤكدا أن الهدف المشترك هو مواصلة تنسيق المواقف وتعزيز أواصر التعاون لمكافحة في الأوبئة، لاسيما فيروس كورونا المستجد من خلال تضافر الجهود وتبادل الخبرات، والوقوف على جاهزية دول المجلس، والتنسيق مع منظمة الصحة العالمية بما يتماشى مع اللوائح الصحية الدولية.
من جانبه بيّن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف في كلمة له أن الدعوة لهذا الاجتماع جاءت تنفيذا لقرار وزراء الصحة لتحقيق أحد أهداف مجلس التعاون والمتمثل في توحيد المواقف وتنسيق الجهود والتكامل والترابط بين دول المجلس في المجال الصحي، والتخطيط للتعامل مع الحالات الطارئة في دول المجلس، وحماية للمواطنين داخل دول المجلس وخارجها، فضلا عن حماية المقيمين في هذه الدول من هذا الفيروس، موضحا أنه رغم الجهود المضنية التي تقوم بها جميع وزارات الصحة بدول المجلس للوقاية الوطنية من هذا الفيروس إلا أن الوضع استدعى عقد اجتماع طارئ واستثنائي للجنة وزراء الصحة لمناقشة الجوانب المشتركة التي تتطلب التنسيق وتوحيد المواقف والجهود لمواجهة هذا الحدث، ووضع الخطط والاحترازات اللازمة لمواجهته، شاكرا أصحاب المعالي والسعادة الوزراء على سرعة الاستجابة.
وأكد الحجرف أن حرص وجهود جميع حكومات دول المجلس في مجال الصحة جعلتها في مقدمة الدول المتميزة في توفير الرعاية الصحية الشاملة على المستوى الإقليمي والدولي، فقد أظهرت دول المجلس تعاونها وحسها في الالتزام بالمبادئ العامة للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، وامتثالا لذلك صدر قرار المجلس الأعلى الموقر في دورته (39) (الرياض، ديسمبر 2018)، القاضي باعتماد دليل الإجراءات الصحية الموحدة في المنافذ الحدودية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حسب متطلبات اللوائح الصحية الدولية (2005)، وجاء هذا الدليل تلبية لهذه المتطلبات لتشمل المنافذ الجوية والبحرية والبرية للوصول لتعاون مشترك يخلق روابط فاعلة لسرعة الاستجابة لطوارئ الصحة العامة وتعميمها بين الدول الأعضاء، مما يتطلب في هذه المرحلة وبصورة سريعة تنفيذ هذا الدليل وإصدار الأدوات القانونية المنظمة، فقد أظهرت قضية فيروس كورونا مدى الحاجة لتفعيل الإجراءات الصحية الموحدة، والتعاون المشترك بين دول المجلس في هذا الشأن.
وشدد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على الحاجة الماسة لتكثيف الجهود للتنسيق والتعاون الصحي على مستوى دول المجلس وخاصة في الحالات الطارئة، مشيرا إلى الاستجابة السريعة لمجلس الصحة لدول مجلس التعاون للتنسيق بشأن حالة ووضع فيروس كورونا المستجد، حيث عقد في 29 يناير الماضي اجتماع عاجل للجنة الأمراض السارية للتنسيق والتعاون لمجابهة الفيروس والوقاية منه، وخرجت هذه اللجنة بعدة توصيات تتعلق بالاتفاق على تنفيذ بروتوكولات الإجراءات الاحترازية لفحص القادمين، والبرتوكول العلاجي، والحاجة للتوعية وتوحيد الرسائل الإعلامية، وغيرها من التوصيات المعروضة على اجتماع وزراء الصحة.
وفي ختام كلمته نوه الحجرف بالجهود المخلصة التي يبذلها وزراء الصحة للارتقاء بالخدمات الصحية في دول المجلس، مثمنا جهودهم في الارتقاء بمستوى التعاون والتنسيق والتكامل في المجالات الصحية بدول المجلس، كما أشاد بالجهود التي يقوم بها المدير العام لمجلس الصحة وجميع العاملين معه بالمتابعة والتنسيق والتعاون الدائمين مع الأمانة العامة بما يعود بالنفع على التعاون الخليجي المشترك في المجال الصحي.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».