السعوديون يشاركون العالم بهجة «الفالنتاين»... ويعيدون إحياء «جميل بثينة»

أسعار الورود الحمر تضاعفت... وانتعاش كبير في سوق الهدايا

اقبال كبير على شراء الورود في السعودية احتفاءً بـ«الفالنتاين دي» أمس (تصوير: بشير صالح)
اقبال كبير على شراء الورود في السعودية احتفاءً بـ«الفالنتاين دي» أمس (تصوير: بشير صالح)
TT

السعوديون يشاركون العالم بهجة «الفالنتاين»... ويعيدون إحياء «جميل بثينة»

اقبال كبير على شراء الورود في السعودية احتفاءً بـ«الفالنتاين دي» أمس (تصوير: بشير صالح)
اقبال كبير على شراء الورود في السعودية احتفاءً بـ«الفالنتاين دي» أمس (تصوير: بشير صالح)

شارك السعوديون دول العالم بهجة الاحتفال بـ«الفالنتاين داي» (أو يوم الحب)، مع حالة الانفتاح الثقافي التي تعيشها البلاد في الآونة الأخيرة، الأمر الذي جعل الاحتفاء الذي يصادف 14 من شهر فبراير (شباط) حدثاً اعتيادياً في المجتمع. وذلك بعد سنوات طويلة من الحرب الضروس بين فريقين، أحدهما يرفض هذا اليوم، وآخر يرحب به، إلا أن الحب انتصر في النهاية.
وطغى اللون الأحمر أمس على الأسواق والمتاجر التي يرغب ملاكها باستثمار هذا اليوم في الترويج لبضائعهم، تحت عبارات تذكر بتقديم هدية لشريك الحياة، والاحتفاء بذكرى يوم الحب، من محلات الورود والحلويات ومتاجر الذهب والهدايا التي تنافست بشراسة على جذب عملائها بالترويج للاحتفاء بهذا اليوم.
وتوضح ميسون الرواجح، صاحبة متجر (زهور الميس) في الخبر عضو المجلس التنفيذي لسيدات الأعمال في غرفة الشرقية، أن الطلب على الورود الحمراء ارتفع بشكل هائل تزامناً مع يوم الحب، مبينة أن ذلك بدوره أدى لارتفاع الأسعار بسبب ارتفاع الورد من الموردين، وتضيف: «في الأيام العادية، نحن نشتري الوردة بريالين ونصف الريال، لكن في هذا الموسم نشتريها بـ5 ريالات».
وتتابع الرواجح حديثها لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «هذا بسبب ارتفاع الطلب على الورد الأحمر، والمزارع في الخارج (سواء في هولندا أو أميركا أو كينيا وغيرها) يكون العرض فيها محدود في هذه الفترة، فتكون هناك منافسة، فمن يدفع أكثر يأخذ أكثر، والأمر أشبه بالبورصة». وتؤكد الرواجح أن ثقافة السعوديين في السنوات الخمس الأخيرة تغيّرت كثيراً، حيث أصبحوا يفضلون تبادل الورود للتعبير عن الحب والاحتفاء فيه.
في حين يقول ناير السلمي، صاحب مؤسسة «غراس» لتصميم الورود والأفراح بجدة، أن أرباح محلات الورود من يوم الحب ترتفع بنحو 5 أضعاف، مقارنة بالأيام الأخرى، ويضيف: «غالب السعوديين يفكرون بشراء الهدية في الليلة التي تسبق الفالنتاين. فبعد الخروج من أعمالهم، وأخذ وقت للاستراحة، يبدأ الازدحام بعد السادسة مساء لشراء الهدايا».
وبسؤال السلمي عن ميزانية شراء هدية يوم الحب، يوضح لـ«الشرق الأوسط» أنها تبدأ من 150 ريالاً (40 دولاراً) وتصل إلى 5 ألاف ريال (1333 دولاراً)، مضيفاً: «الميزانية تختلف بحسب دخل الأفراد، لكننا نحرص على توفير ما هو ملائم بحسب ميزانية كل شريحة على حدة». ويؤكد السلمي أن هناك تنافساً شرساً بين محلات الورود لاستقطاب الزبائن في هذا اليوم.
ومن ناحية ثانية، وتزامناً مع يوم الحب، تُقدم مسرحية غنائية مأخوذة من قصة حب «جميل بثينة» في يوم الحب (الفالنتاين) على مسرح المرايا بمدينة العلا (غرب السعودية)، وهي من تقديم فرقة كركلا المسرحية، وذلك ضمن فعاليات موسم شتاء طنطورة، علماً بأن هذه القصة حدثت في واحات العلا. الأمر الذي يعيد إحياء رموز العشق القدامى في هذا اليوم (يوم الحب).
ويعلق محمد العصيمي، الكاتب السعودي، على ذلك بالقول: «نحن -السعوديين- صُناع الحب ودواوين الحب وشعر الحب، يشهد بذلك شعراء العصر الجاهلي، والعصر الإسلامي بمراحله المختلفة، وكذلك العصر الحديث». ويستشهد العصيمي بعرض مسرحية «جميل بثينة» على أرض العلا، معتبراً هذا الحدث علامة على أن السعودية منبع الحب تاريخياً.
ويتابع العصيمي حديثه لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «الآن، وفي ظل هذا الانفتاح الذي تشهده المملكة على كل صعيد ثقافي واجتماعي وفني ومسرحي وسينمائي وغيره، فنحن نحتفي بالحب ومناسبات الحب، بعد أن مرت فترة مُنع فيها الحب ظلماً وعدواناً من بعض الآراء»، مؤكداً أن الشعور والحس البشري موجود، سواء في مرحلة المنع أو الآن في مرحلة الحب، ويضيف: «نحن في المملكة، كنا ولا زلنا، دعاة حب وحوار من أجل السلام والتوافق والإعمار».
ومن ناحية ثانية، تحاول محلات الشوكولاته والحلويات اللحاق بركب الاستفادة من «الفالنتاين»، إذ طغى اللون الأحمر على كثير من معروضاتها ليلة أمس، التي علتها عبارات مثل «فاجئ شريكك بهدية مميزة - أدخل الفرحة لشريكك بعلبة شوكولاته».
وتوضح عائشة عبد الله، وهي بائعة في أحد محلات الحلويات الشهيرة بالدمام، أن محلها يقدم الشوكولاته على شكل قلوب مغلفة باللون الأحمر لمواكبة طلب السوق، إلى جانب تزيين صواني الحلويات بالورد الأحمر.
وتضيف: «أسعارنا لم تتغير، لكن الناس إذا شاهدتنا مهتمين بزينة الفالنتاين وباللون الأحمر يتشجعون أكثر على الدخول إلى المحل والشراء»، وتؤكد أن المبيعات ترتفع في هذه المناسبة بشكل نسبي، قائلة: «الغالبية يفضلون الشوكولاته بالعلب الصغيرة، بحيث يضيفونها للورد والهدايا الأخرى، لذا نركز على هذه العلب الحمراء التي توافق طلب ورغبة الزبون».


مقالات ذات صلة

«الفلانتين المصري» يبرز «سوشيالياً» ويغيب في الشارع

يوميات الشرق منشورات لعيد الحب المصري على «السوشيال ميديا» (صفحة «في حب مصر» على «إكس»)

«الفلانتين المصري» يبرز «سوشيالياً» ويغيب في الشارع

برز «الفلانتين المصري»، أو عيد الحب، على «السوشيال ميديا»، وتصدّر «الترند» على «غوغل» بمصر، الاثنين، بينما اختفت مظاهره في الشارع.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الحب يمكن أن يجعل الناس غافلين عن أخطاء الشريك (رويترز)

بمناسبة «الفالنتاين»... هكذا «يؤثر» الحب في عقولنا

يؤثر الوقوع في الحب في العقل، إذ يستهلك أفكارنا، ويشحن عواطفنا، وأحياناً يجعلنا نتصرف بطريقة لا تتفق مع شخصيتنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تصدّر كولومبيا الزهور إلى نحو 100 دولة (أ.ف.ب)

700 مليون زهرة من كولومبيا إلى العالم في عيد الحب

صدّرت كولومبيا، المُنتِج الرئيسي للزهور في القارة الأميركية، أكثر من 700 مليون زهرة بمناسبة عيد الحب، إلى دول عدة، أبرزها الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)
يوميات الشرق برنار سوفا أشعل حنين اللبنانيين (ستار سيستم)

برنار سوفا يفتتح حفلات الحب بلبنان بسهرة تعبق بالحنين

لفح الحنين اللبنانيين إلى أيام خلت مع أغنيات لم تفارق ذاكرتهم للفرنسي برنار سوفا. وعلى مدى 90 دقيقة، ردّدوا معه كلماتها الرومانسية، فنقلتهم إلى الماضي القريب.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق شيرين تُحيي «عيد الحب» ليلة 17 فبراير في «فوروم دو بيروت» (إنستغرام)

«عيد الحب» في بيروت... منافسة ساخنة بين الحفلات

تُواصل إعلانات حفلات «عيد الحب» في لبنان اكتساح الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي. فهي تُقام في بيروت، كما في مناطق أدما وجبيل وريفون وغيرها.

فيفيان حداد (بيروت)

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.