الصين تقدم 43 مليار دولار للشركات المساهمة في مكافحة {كورونا}

المصرف المركزي يدعو إلى عدم منع القروض بشكل «أعمى»

عاملة صينية ترتدي قناعاً في أحد مصانع النسيج بشرق الصين (أ.ف.ب)
عاملة صينية ترتدي قناعاً في أحد مصانع النسيج بشرق الصين (أ.ف.ب)
TT

الصين تقدم 43 مليار دولار للشركات المساهمة في مكافحة {كورونا}

عاملة صينية ترتدي قناعاً في أحد مصانع النسيج بشرق الصين (أ.ف.ب)
عاملة صينية ترتدي قناعاً في أحد مصانع النسيج بشرق الصين (أ.ف.ب)

أعلن البنك المركزي الصيني، الأحد، أنه سيضخ أموالاً بقيمة 300 مليار يوان (43 مليار دولار) لمساعدة الشركات التي تسهم بمكافحة فيروس كورونا المستجد الذي أصاب الآلاف في الصين.
وتسبب الفيروس الذي بدأ بالانتشار من مدينة ووهان في وسط الصين بشلل في البلاد، ما قد يؤدي إلى تراجع في اقتصادها المتباطئ أصلاً. وقال بنك الصين الشعبي إن الدفعة الأولى من هذه المنح المخصصة لإعادة التسليف ستقدّم الاثنين، موضحاً أنها ستؤمن دعماً للمؤسسات المالية حتى تتمكن من منح قروض إلى الشركات الرئيسية المشاركة في عملية السيطرة على فيروس كورونا المستجد والوقاية منه.
وقال نائب حاكم بنك الصين الشعبي، ليو غيوكيانغ، إن 9 مصارف وطنية كبرى، فضلاً عن مصارف محلية في 10 مقاطعات ومدن، مؤهلة للحصول على هذا التمويل الخاص، بحسب خطاب له نشر على موقع المصرف الإلكتروني الأحد.
وتضم هذه المقاطعات؛ هوباي بؤرة انتشار الفيروس، إلى جانب جيجيانغ، وغوانغدونغ، والعاصمة بكين، والمركز المالي شنغهاي.
وأوضح ليو أن هذه التمويلات تهدف إلى مساعدة الشركات على المستويين الوطني والمحلي. وشدد على أن «الشركات المالية بحاجة إلى النظر بالقروض وإصدارها بسرعة»، وأن عليها الإفراج عن الأموال خلال يومين، مضيفاً أن المصرف المركزي سيتحقق من استخدامات القروض للتأكد من أنها لم تذهب لغير غرضها المعلن، وستجري معاقبة المخالفين. وقال إن نطاق الشركات التي ستتلقى هذه القروض «لا يجب أن يكون واسعاً جداً».
وأسفر فيروس كورونا المستجد عن مقتل أكثر من 800 شخص في الصين، ووصل إلى دول أخرى في العالم.
وفي محاولة لكبح تفشي الفيروس، فرضت مدن صينية قيوداً على السفر، وطلبت من المواطنين التزام بيوتهم، ومن الشركات إرجاء فتح أبوابها، وكلها خطوات من شأنها التأثير سلباً على العائدات.
ودعا المصرف المركزي المؤسسات المالية إلى عدم منع القروض عن الشركات الكبرى، وكذلك الصغيرة والمتوسطة، بشكل «أعمى».
كان المركزي الصيني قد أعلن أنه سيضخ 1.2 تريليون يوان (173 مليار دولار) في الأسواق المالية، في ظل جهودها لمكافحة الفيروس.
وأعلن «بنك الصين الشعبي» في بيان سابق أنه سيطلق العملية بعد عطلة رأس السنة الصينية التي تم تمديدها جراء انتشار فيروس كورونا، مشيراً إلى أن الخطوة تهدف إلى المحافظة على «سيولة معقولة ووفيرة» في النظام المصرفي، وعلى سوق عملات مستقر.
وأضاف أن المبلغ الإجمالي للسيولة في المنظومة المصرفية سيكون أعلى بـ900 مليار يوان (129 مليار دولار) عن الفترة ذاتها من العام الماضي.
وحضّ المصرف المركزي الصيني المؤسسات المالية على تقديم «موارد ائتمانية كافية» للمستشفيات وغيرها من الهيئات الطبية، إلى جانب إجراءات أخرى.
وتأتي خطوة ضخ السيولة إلى المنظومة المالية الصينية، في وقت يهدد الفيروس بالتأثير على الاقتصاد الذي يعاني أصلاً من التباطؤ.
وسجلت الصين نمواً اقتصادياً بلغت نسبته 6.1 في المائة العام الماضي، اعتبر الأبطأ منذ نحو 3 عقود. ويحذّر المحللون من احتمال تراجعه بشكل إضافي في حال تواصل انتشار الوباء الشبيه بفيروس «سارس» (متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد) لمدة طويلة.
وأوضح وزير المالية الصيني ليو كون، أمس (الأحد)، أن الصين أنفقت 6.‏31 مليار يوان (5.‏4 مليار دولار) لمواجهة تفشي فيروس كورونا.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن ليو القول إنه تم تخصيص 9.‏71 مليار يوان لإجراءات لمواجهة الوباء، تتضمن ضمان توفير الرعاية الصحية ووضع إجراءات للحد من تفشي الفيروس.
وأضاف ليو، في تصريحات نُشرت على الموقع الإلكتروني للوزارة، أن السلطات النقدية بالحكومة المركزية سوف تستمر في إقرار سياسات ميسرة للحد من تفشي الفيروس. مشيراً إلى أنه يتعين على الإدارات النقدية دعم استئناف إنتاج المصانع ومساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة التي ربما تواجه صعوبات بعد مهرجان الربيع.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.