تقديرات سعودية بتعافي أسعار النفط مع تنامي الطلب وتراجع الإنتاج

TT

تقديرات سعودية بتعافي أسعار النفط مع تنامي الطلب وتراجع الإنتاج

على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، كشفت السعودية أمس عن تقديرات بتعافي أسعار النفط مع وجود طلب عالمي متصاعد، في وقت أصدرت فيه السعودية سندات في أول إصداراتها لهذا العام، وسط التركيز على الدفع بنمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للبلاد من خلال نشاطات وقطاعات واعدة في الاقتصاد.
وبحسب ما نقلته «رويترز» أمس، فإن وزير المالية محمد الجدعان توقع مزيدا من التعافي لأسعار النفط في 2020 بفعل الطلب القوي وتراجع الإنتاج وانحسار التوترات التجارية، مشيرا إلى أن المملكة ستضخ حصيلة الطرح العام الأولي لعملاق النفط أرامكو السعودية في الاقتصاد المحلي على مدار بضع سنوات، وتحفيز صناعات محلية جديدة وقائمة، بما في ذلك الصناعات العسكرية والتكنولوجية، دعما في رأس المال.
وأضاف قائلا: «ندعم صناعتنا العسكرية لتطوير أصولنا العسكرية في الأجل المتوسط للتعامل مع هذه المخاطر، بما في ذلك استثمارات لصندوق الاستثمارات العامة»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن تركيز بلاده منصب بشدة على نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، مع التركيز على السياحة والترفيه والرياضة والتكنولوجيا والقطاع المالي.
وفي جانب آخر، كشفت بلومبرغ، وفقا لمصادر مصرفية أبلغتها أن المملكة قامت أمس بتسويق أول إصدار للسندات لهذا العام، وذلك على 3 شرائح، جاءت الفئة الأولى لأجل يبلغ 7 سنوات، وتم تسعيرها بـ110 نقاط أساس فوق سعر سندات الخزانة الأميركية، بينما الفئة الثانية تستغرق أجلا قوامه 12 عاما وبسعر 135 نقطة أساس فوق سعر سندات الخزانة الأميركية، فيما ارتكزت الشريحة الثالثة على مدى زمني للاستحقاق هو 35 عاما وبسعر 180 نقطة أساس فوق سعر سندات الخزانة الأميركية.
وأشارت الوكالة إلى أن هذه السندات مقوّمة بالدولار، ولم تذكر حجم هذا الإصدار المزمع، لافتة إلى تخطيط المملكة لإصدار سندات بقيمة 120 مليار ريال (32 مليار دولار) خلال هذا العام، مستفيدة من تراجع أسعار الفائدة وتراجع حدة الاضطرابات في المنطقة، بالعودة إلى أسواق السندات الأوروبية والخارجية.
وأعلنت السعودية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي الموافقة على إنشاء مركز وطني لإدارة الدين العام يتمتع بالشخصية الاعتبارية المستقلة، والاستقلال المالي والإداري، ويرتبط تنظيميا بوزير المالية، ويقع مقره في مدينة الرياض.
وتسعى وزارة المالية في الضبط المالي للسيطرة على معدلات عجز الميزانية، حيث من المقدر أن يبلغ عجز الميزانية نحو 6.4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العام الجاري 2020، بينما سيستمر بالانخفاض التدريجي حتى يعزز الاستقرار والاستدامة المالية في المدى المتوسـط.
وفيما ينتظر أن يكون صعود العجز خلال موازنة 2020 إلى 187 مليار ريال (49.8 مليار دولار) هو الأخير حتى 2002، ومن المقدر أن يبلغ عجز الموازنة بنحو 2.9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في العام 2022، تمثل 92 مليار ريال.
ويختص المركز المقرر إنشاؤه مؤخرا بتقديم خدمات استشارية واقتراح خطط تنفيذية للأجهزة الحكومية والمؤسسات العامة بما فيها تجميع بيانات الدين العام ورسم سياسات التحوط والاهتمام بشؤون التصنيف الائتماني، كما يعمل على ضمان استدامة وصول المملكة إلى مختلف أسواق الدين لإصدار أدوات الدين السيادية بتسعيرة عادلة ضمن أطر وأسس مدروسة لإدارة المخاطر.


مقالات ذات صلة

«أرامكو» تدفع توزيعات أرباح بقيمة 21 مليار دولار رغم تراجع أرباحها في 2024

الاقتصاد شعار «أرامكو»... (رويترز)

«أرامكو» تدفع توزيعات أرباح بقيمة 21 مليار دولار رغم تراجع أرباحها في 2024

حققت شركة «أرامكو السعودية» ربحاً صافياً عام 2024 بقيمة 106.2 مليار دولار، بتراجع نسبته 12.39 في المائة عن عام 2023 (121.3 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد خلال توقيع مذكرة التفاهم بين «السيادي» السعودي و«غولدمان ساكس» (صندوق الاستثمارات)

تفاهم بين «السيادي» السعودي و«غولدمان ساكس» لتعزيز الاستثمار في المملكة والخليج

أعلن «صندوق الاستثمارات العامة»، وشركة «غولدمان ساكس» توقيع مذكرة تفاهم غير ملزمة، لتعزيز الاستثمار في المملكة ودول الخليج

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مطار الملك خالد الدولي بالرياض (الشرق الأوسط)

مطار الملك خالد بالرياض يتصدر قائمة الالتزام في الرحلات الدولية

أشار تقرير حديث صادر في نسخته الأولى عن شهر يناير (كانون الثاني) المنصرم، إلى تصدر كل من مطار الملك خالد الدولي بالرياض، والملك فهد الدولي بالدمام.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب إحدى أسواق الخضراوات والفاكهة إنتاجها محلي (واس)

السعودية تؤكد على دور المنتجات المحلية في تقليل البصمة الكربونية وتعزيز الأمن الغذائي

أكدت وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية أهمية شراء المنتجات المحلية، مشيرةً إلى دورها المحوري في تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية، وتعزيز الأمن الغذائي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد موظفي وزارة التجارة يتواصل مع العملاء عبر خدمة «لايف شات» (واس)

«الواتساب» ممنوع في البنوك السعودية للتواصل مع عملائها

علمت «الشرق الأوسط»، أن البنك المركزي السعودي (ساما) قرَّر حظر استخدام تطبيقات المحادثات الفورية مثل «الواتساب»، وما تمثله في التواصل مع العملاء.

بندر مسلم (الرياض)

«الصندوق العربي للطاقة» و«هارتري بارتنرز» ينشئان منصة استثمارية لتكنولوجيا المناخ

من داخل مقر الصندوق العربي للطاقة (حساب الصندوق على منصة «إكس»)
من داخل مقر الصندوق العربي للطاقة (حساب الصندوق على منصة «إكس»)
TT

«الصندوق العربي للطاقة» و«هارتري بارتنرز» ينشئان منصة استثمارية لتكنولوجيا المناخ

من داخل مقر الصندوق العربي للطاقة (حساب الصندوق على منصة «إكس»)
من داخل مقر الصندوق العربي للطاقة (حساب الصندوق على منصة «إكس»)

أعلن «الصندوق العربي للطاقة»، المؤسسة المالية متعددة الأطراف والمختصة في الاستثمار في قطاع الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إطلاق منصة «الصندوق العربي للطاقة-هارتري للتكنولوجيا النظيفة»، وهي شراكة محدودة بقيمة 120 مليون دولار مع «هارتري بارتنرز»، الشركة العالمية المتخصصة في قطاع الطاقة والسلع.

وحسب بيان للصندوق، تهدف هذه الشراكة إلى التركيز على الاستثمار في مختلف مراحل سلسلة القيمة في قطاع الطاقة. كما تعكس التزام الصندوق بدعم أهداف الدول الأعضاء في القطاع، بما في ذلك تحقيق أمن الطاقة، ودعم حلول الطاقة المستدامة والابتكار. ومن خلال منصتها المسجلة في المملكة المتحدة، تستفيد هذه الشراكة من تحليلات السوق المتخصصة والأبحاث المعمقة، وذلك لتحديد المشاريع الرائدة والاستثمار فيها مع التركيز على تطوير التقنيات المادية والرقمية لإزالة الكربون. كما تدعم الشركات الناشئة في مرحلة رأس المال الاستثماري، مما يعزز دورها في قيادة التحول نحو مستقبل طاقة أكثر استدامة.

وتعمل شركة «هارتري بارتنرز» على تعزيز قطاع التكنولوجيا النظيفة من خلال استراتيجية قائمة على استثمارات الأسهم المتنامية للمشاريع منذ عام 2020، والتي تُنفَّذ عبر شركتها التابعة، «فيرتري بارتنرز (فيرتري)». ويركز عملها على تطوير أسواق الكربون وحلول إزالة الكربون القابلة للتوسع من الصناعات، بالإضافة إلى تحسين سلسلة القيمة الخاصة بعملية التحول في مجال الطاقة.

وأسست «هارتري بارتنرز» محفظة قوية في مجال التقنيات النظيفة، إذ شملت استثماراتها 10 شركات تعمل في قطاعات رئيسية من تحول الطاقة، مثل تقليل الانبعاثات الكربونية من الصناعات، والتحقق من الانبعاثات، والبيانات والتحليلات الجغرافية المكانية، وتقنيات التكيف مع تغير المناخ.

وتعليقاً على الشراكة، صرّح الرئيس التنفيذي للصندوق العربي للطاقة، خالد علي الرويغ، قائلاً: «تعكس هذه المبادرة استراتيجيتنا لدعم منظومة الطاقة من خلال الحلول التمويلية والاستثمارية، وتعزيز مستهدفات الدول الأعضاء في القطاع، من خلال دعم تطوير سلسة القيمة المحلية للطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها».

وتدير المنصة حالياً محفظة استثمارية تضم 10 شركات، وذلك بعد تعاونها مع مستثمرين بارزين، مثل «بلاك روك» و«مايكروسوفت» و«يونيون سكوير فنتشرز». وتهدف هذه الاستثمارات إلى تسريع وتيرة تطوير حلول مبتكرة لإزالة الكربون، مما يعزز مكانة الصندوق عالمياً في مجال تمويل الطاقة المستدامة.

ويستفيد «الصندوق العربي للطاقة» و«هارتري بارتنرز» من هذه المنصة في تسريع النمو العالمي لقطاع التكنولوجيا النظيفة. ويهدف التعاون إلى توسيع نطاق المنصة وتنويع مجالاتها، من خلال استهداف استثمارات إضافية في الشركات التي تُحدث تحولاً جذرياً في منظومة التكنولوجيا النظيفة على المستوى الدولي. كما يعزز هذا التعاون الدور الريادي للصندوق في مجال الاستثمار المستدام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها.