5 مراحل للتعامل العلاجي يوماً بيوم مع رشح الزُكام

فهم طبي أعمق لحقائق أساسية عن نزلات البرد

5 مراحل للتعامل العلاجي يوماً بيوم مع رشح الزُكام
TT

5 مراحل للتعامل العلاجي يوماً بيوم مع رشح الزُكام

5 مراحل للتعامل العلاجي يوماً بيوم مع رشح الزُكام

عدوى الالتهابات الفيروسية لـ«الجهاز التنفسي العلوي تعتبر «URT من أعلى أسباب الإصابات المرضية بين البشر. ووفق التحديث الأخير لدراسة «عبء المرض العالمي» Global Burden of Disease Study، الذي تابع مدى الانتشار العالمي السنوي للإصابات المرضية لـ٣٥٩ نوعاً من الأمراض، فإن النتائج تشير إلى أن «التهابات الجهاز التنفسي العلوي الميكروبية» الحادة هي الإصابة المرضية الأعلى انتشاراً على نطاق العالم.
ووفق ما تشير إليه إحصائيات الاقتصاد الطبي، بلغ حجم السوق العالمي لعلاجات التهابات الجهاز التنفسي الميكروبية أكثر من ٣٦ مليار دولار في عام ٢٠١٧، بما في ذلك مضادات الاحتقان وأدوية السعال والمضادات الحيوية وخافضات الحرارة ومسكنات الألم وغيرها.
- نزلات البرد
ويعتبر رشح زُكَام نزلات البرد Common Cold هو الأعلى انتشاراً، مقارنة بأنواع العدوى الفيروسية أو البكتيرية الأخرى التي قد تصيب الجهاز التنفسي العلوي.
وتفيد المصادر الطبية أن الزُكَام، أو رشْح نزلات البرد، هو عدوى فيروسية تصيب الأنف والحلق بالدرجة الأولى. وبخلاف الأنفلونزا التي يوجد عدد محدود من أنواع فيروساتها، فإن أكثر من ٢٠٠ نوع من الفيروسات قد تسبب الزُكَام، ما يجعل من المتعذر إنتاج لقاح سنوي للوقاية من الإصابة بها جميعاً.
وتظهر أعراض الزكام بعد ما بين يوم إلى ثلاثة أيام من التعرض لأحد الفيروسات المسببة له، وتصل ذروتها في اليوم الرابع، وتخفّ في اليوم السابع تقريباً. وتختلف الأعراض من شخص لآخر، وقد تشمل كلا من: انسداد أو احتقان الأنف، والتهاب الحلق، والسعال، وسيلان الأنف، والعطاس، والاحتقان، وأوجاعاً خفيفة بالجسم أو صداعاً خفيفاً، وحُمَى خفيفة، وشعوراً عاماً بتوعّك ضعف الجسم.
- مراحل العدوى
وتتراوح دورة حياة نزلة البرد الكاملة عادة ما بين ٧ إلى ١٠ أيام. وللتعامل العملي يوماً بيوم مع زُكَام نزلة البرد، يمكن ملاحظة تتابع المراحل الخمسة التالية:
> مرحلة العدوى والإصابة الكامنة. وهي مرحلة لا يشعر المرء فيها بأي أعراض. وثمة ما يُعرف طبياً بـ«فترة الحضانة» Incubation Period، أي الفترة ما بين لحظة دخول الميكروب إلى الجسم وبين بدء ظهور الأعراض المرضية على الشخص المُصاب. وهذه الفترة تتراوح ما بين يوم إلى ٣ أيام لدى الإصابات بأحد فيروسات نزلة البرد. وهناك عدد من العوامل المؤثرة على قِصر مدة فترة الحضانة، وهي: أولاً، كِبر كمية الفيروسات التي تعرض لها الشخص، وهي التي تُسمى «الجرعة المُعدية» Infectious Dose. وثانياً، تدني قوة جهاز مناعة الجسم. وثالثاً، دخول الفيروس مباشرة إلى داخل الأنف.
ويجدر التنبه إلى أن الشخص في فترة حضانة فيروسات نزلة البرد، قد ينقل المرض لغيره قبل ظهور الأعراض عليه، وكذلك بعد نحو يومين من زوال الأعراض عنه. ولذا، وعند مخالطة الشخص لشخص آخر مُصاب بنزلة البرد، أو اشتباهه بأنه ربما أخذ العدوى منه، فإن أفضل ما يُمكنه فعله هو اتخاذ وسائل وقاية الغير من انتقال العدوى إليهم. وأيضاً الاهتمام بالتغذية الصحية والنوم الصحي والراحة البدنية والحرص على شرب السوائل وترطيب داخل الأنف، كي يعطي جسمه أحد أمرين: إما فرصة للتغلب على العدوى أو تخفيف حدّة وطول أمد أعراضها لو ظهرت لديه.
> مرحلة اليوم 1 واليوم 2. ومع تكرار عمليات تكاثر الفيروسات، يلاحظ جهاز مناعة الجسم أن ثمّة فيروسات غريبة توجد في الجهاز التنفسي العلوي، وتبدأ حينها ردة فعل جهاز مناعة الجسم من خلال رفع حرارة الجسم قليلاً وإفراز الأجسام المضادة، وذلك في محاولة للقضاء على الفيروسات بالطرق الفيزيائية والكيميائية.
إن ظهور أعراض نزلة البرد هو نتيجة حصول محاربة جهاز مناعة الجسم للفيروسات وزيادة تدفق الدم إلى تلك المنطقة وزيادة نشاط خلايا الدم البيضاء فيها. والأعراض تلك تشمل تهييج واحتقان بطانة داخل الأنف والحلق، الذي نتيجته شعور المريض بألم الحلق وانسداد مجاري الهواء داخل الأنف. وكذلك العطاس وسيلان الأنف بالإفرازات المخاطية التي يهدف جهاز المناعة من زيادة إنتاجها تخليصَ الجسم من تراكم تلك الفيروسات عن أسطح أغشية الجهاز التنفسي العلوي. وقد يُعاني المريض من السعال نتيجة سيلان تلك الإفرازات إلى خلفية الأنف ونزولها إلى الحلق وتهييجها لعملية السعال. كما تبدأ بالظهور أعراض أخرى، مثل الإعياء وآلام العضلات والتعب البدني.
وتشير المصادر الطبية إلى أن في الأيام الأولى من نزلة البرد ومع بدء ظهور الأعراض، لا يفعل معظم الناس ما يكفي لرعاية أنفسهم. ومن أبسط وأهم ذلك: أخذ قسط كاف من الراحة البدنية، وأخذ قسط كاف من النوم، والاهتمام بشرب السوائل، والحرص على تناول المعالجات المنزلية التي تهدف إلى تقوية عمل جهاز مناعة الجسم، مثل تناول العسل وشوربة الدجاج والبيض وبروتينات اللحوم والبقوليات، إضافة إلى تناول الخضار والفواكه الغنية بالمعادن والفيتامينات المقوية لجهاز المناعة. ويقول الأطباء من مايو كلينك: «يساعد شرب الماء أو العصير أو الحساء الصافي أو مياه الليمون الدافئة بالعسل، في التخفيف من الاحتقان والوقاية من الجفاف. ومن علاجات البرد الشائعة لدى الكثيرين تناول سوائل دافئة، مثل مرقة الدجاج أو الشاي أو عصير التفاح الدافئ، ويحتمل أنها تُخفف من الأعراض وربما تُخفف من الاحتقان عن طريق زيادة تدفق المخاط».
ووفق الحالة الصحية العامة للشخص، قد يكون من المفيد البدء بتناول الأدوية المُسكنة للألم والخافضة للحرارة، وكذلك بتناول مضادات الاحتقان المخففة لسدد مجاري التنفس، وأيضاً فيتامين سي. ومن الخطوات المهمة التي على المريض فعلها في تلك الفترة، الاهتمام بطرق تجنب انتشار فيروس نزلة البرد إلى الغير في المنزل ومكان العمل. وذلك عبر تقليل مخالطة الغير، وتجنب الاتصال الجسدي المباشر مع الآخرين، مثل التقبيل أو المصافحة. وأيضاً الحرص على غسل اليدين بالماء والصابون. وأيضاً الحرص على تغطية الفم والأنف عند السعال والعطس، وذلك إما بالسعال في الكوع أو على منديل، مع التخلص الفوري من المناديل وغسل اليدين. وعدم استخدام مناشف الغير.
- ذروة العدوى
> مرحلة اليوم 3 إلى اليوم 5. وهي مرحلة ذروة نشاط الفيروسات وذروة تفاعل جهاز مناعة الجسم معها في نزلة البرد. وقد يجد المُصاب خلال هذا الوقت أن كل شيء لديه مؤلم، الحلق والأنف والعضلات والظهر. وقد يلحظ أن أنفه يسيل بشكل يتطلب تكرار تنظيفه، مع زيادة السعال، وخاصة في الليل. وقد يكون سيلان الأنف مصحوباً بإفرازات تصبح شيئا فشيئاً أكثر سُمْكاً أو يتغير لونها نحو الأصفر، وهذا التغير في اللون ليس بالضرورة علامة على تطور الحالة من عدوى فيروسية إلى عدوى بكتيرية تتطلب تناول مضاد حيوي. وقد يستمر الارتفاع المعتدل في درجة حرارة الجسم بما لا يتجاوز ٣٨.٥ درجة مئوية. وخلال هذا الوقت، يجب أن يستمر في تجنب عدوى الغير، مع تجنب التدخين إذا كان المريض يُدخن، لأنه يشل عمل أهداب خلايا بطانة الجهاز التنفسي العلوي، ما يُطيل أمد بلوغ الشفاء. ويُمكن استخدم دواء مثبط السعال إذا وجد المريض صعوبة في النوم، أو يحرص على تناول العسل. ويُمكن أخذ مسكنات لآلام الجسم، والحصول على فيتامين سي عن طريق تناول الفواكه والخضار أو حبوب فيتامين سي. ومن المفيد الغرغرة بالماء والملح لتخفيف الاحتقان وللمساهمة في القضاء على الميكروبات، وهو ما يُمكن تحضيره منزلياً بإضافة مقدار ربع ملعقة شاي من الملح في كوب من الماء الدافئ بحجم 250 مليلترا. وقد يُفيد أيضاً الغرغرة بالسوائل الدوائية المحتوية على مواد ذات تخدير موضعي، مع دوام الحرص على شرب السوائل. واستنشاق البخار الدافئ وتنظيف الممرات الأنفية يمكن أن يساعد في النهاية في منع الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية.
- انتكاسة أو نقاهة
> مرحلة ما بعد اليوم 5. وفي هذا الوقت، تبدأ جميع الأعراض السابقة بالانحسار التدريجي. وخلال هذه الفترة لدى البالغين، تجدر مراجعة الطبيب إذا كان هناك أي من الأعراض التالية: حمًّى بدرجة حرارة أكبر من ٣٨.٥ درجة مئوية، أو استمرار الحمَى لمدة خمسة أيام أو أكثر أو عودتها بعد فترة خالية من الحمى، أو حصول ضيق النفس بشكل واضح، أو المعاناة من صفير الصَدر، أو وجود التهاب في الحلق بدرجة شديدة تعيق بلع السوائل والطعام، أو صداع شديد، أو ألم في مناطق الوجه المغلفة للجيوب الأنفية.
> مرحلة النقاهة واستعادة العافية. وفيها يستعيد المُصاب عافيته ويتطلب الحال منه الاهتمام بالتغذية الجيدة والحرص على وسائل الوقاية من عدوى التهابات الجهاز التنفسي العلوي كسلوك يومي دائم. ذلك أنه بعد نحو أسبوعين من الإصابة، سيبدأ الجسم في إنتاج أجسام مضادة تمنع تكرار الإصابة بفيروس نزلة البرد مرة أخرى، ولكن يظل هناك أكثر من ١٩٩ نوعاً من الفيروسات الأخرى التي قد تتسبب بتكرار الإصابة بنزلة برد أخرى في فصل الشتاء.
- ما الذي يسبب أعراض نزلة البرد؟
> وفق ما تشير إليه المصادر الطبية، لا تتأثر القابلية للإصابة بنزلات البرد Common Cold Susceptibility بالتعرض لدرجات الحرارة الباردة في الأجواء، أو بتناول الآيس كريم، أو بضعف مستوى صحة الشخص وتغذيته، بل حتى أن الأشخاص ذوي المناعة القوية عُرضة للإصابة بنزلات البرد ما بين ٣ أو ٤ مرات في السنة طالما لم يتخذوا وسائل الوقاية. ولكن يبقى أقوى مانع للعدوى بأحد فيروسات نزلة البرد هو وجود مناعة لدى الشخص ضد ذلك النوع من الفيروسات بالذات، أي وجود أجسام مضادة Antibodies في دم وإفرازات سوائل الجهاز التنفسي العلوي والعينين، قادرة على القضاء على الفيروس عند انتقاله إلى الجسم عن طريق الأنف أو الفم أو العينين. وهذه المناعة تكون قد تكونت لدى الشخص نتيجة التعرّض السابق لنفس الفيروس أو فيروس نزلة برد آخر شبيه له.
وتضيف المصادر الطبية أن أعراض نزلة البرد قد تستمر لفترة أطول، أو قد تكون أعراضها أكثر حدة وشدة، أو قد تتسبب بمضاعفات وتداعيات صحية، لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في قوة مناعة الجسم، مثل: سوء التغذية، أو انخفاض مستوى الصحة النفسية، أو مع قلّة النوم، أو مرضى السكري، أو مرضى الربو، أو مرضى أمراض الرئة المزمنة، أو مرضى القلب، أو مرضى ضعف الكلى أو ضعف الكبد، أو نقص المناعة، أو غيرها من المشكلات الصحية المزمنة.
وعندما تدخل الفيروسات إلى التجويف الأنفي، يتم محاصرة معظمها في أهداب خلايا بطانة الممر الأنفي، وقد يتم القضاء عليها بواسطة المواد الكيميائية الموجودة في سوائل بطانة الأنف الرطبة، ولذا فإن الحرص دائماً على شرب السوائل لترطيب الأنف مفيد جداً.
وإذا ما نجحت الفيروسات في الوصول إلى مجاري الهواء في مؤخرة الحلق والأنف، فإنها تلتصق بأسطح أنسجة بطانتهما، وتدخل إلى الخلايا فيها، وتبدأ داخلها في مرحلة التكاثر Replication Stage لإنتاج ملايين الفيروسات الجديدة بسرعة كبيرة.
ووفق ما يذكره الأطباء من جامعة ماريلاند بالولايات المتحدة، فإن تطوير الفيروسات في تلك المرحلة قدراتها على إجراء تحوير داخل بينتها، عبر استحداث تغيرات طفيفة في هياكلها البروتينية، يُمكنها بشكل أكبر من الإفلات من التأثيرات الكيميائية الشديدة للأجسام المضادة التي ينتجها جهاز مناعة الجسم. وكلما نجحت الفيروسات في هذه الخطوة، كلما زادة حدة الأعراض التي يُعاني منها المريض المُصاب بتلك الفيروسات وطال أمد المعاناة منها.
- معالجة الأعراض لتخفيف المعاناة من نزلات البرد
> من الحقائق الطبية أن فيروسات نزلة البرد تصيب في الغالب جزءاً صغيراً من خلايا بطانة الأنف، ما يؤدي إلى تلف «طفيف» في تلك الأنسجة، وجُملة الأعراض لنزلات البرد التي يُعاني منها المُصاب لا تقوم بها الفيروسات بشكل مباشر، بل إن سبب ظهور أعراض نزلة البرد هو طريقة وقوة تفاعل جهاز مناعة الجسم مع تلك العدوى الفيروسية في خلايا الأنف، عبر تنشيط عمل أجزاء من الجهاز المناعي وعبر حصول بعض ردود الفعل على الجهاز العصبي.
وللتوضيح، فإن الجهاز المناعي يحتوي على مجموعة متنوعة من المواد الطبيعية تسمى «وسائط عمليات الالتهاب» Inflammatory Mediators.
وتساعد هذه المواد على حماية الجسم من العدوى الميكروبية ومن تداعياتها ومضاعفاتها.
وعندما تُصاب خلايا بطانة الأنف بفيروسات نزلة البرد، يتم إفراز تلك المواد، والتي منها الهيستامين Histamine والإنترلوكين Interleukinsوالبروستاجلاندين Prostaglandins. وتتسبب هذه المواد في توسع الأوعية الدموية، وزيادة تسريبها للسوائل إلى الأنسجة المحيطة بالأوعية الدموية، وزيادة إفراز المواد المخاطية.
كما تُنشط تلك المواد تفاعلات «ردود الفعل» ذات العلاقة بالجهاز العصبي مثل العطس والسعال وزيادة شعور الألياف العصبية بالألم.
وتفيد المصادر الطبية إلى حقيقة قد يستغربها البعض، وهي أن نشاط «وسائط عمليات الالتهاب» ليس شيئا ضرورياً للشفاء من عدوى فيروس نزلة البرد. وهذا ما يبرر أن أكثر من ٢٥ في المائة من الناس الذين يُصابون بعدوى فيروس نزلة البرد لا تظهر عليهم أي أعراض، وتتخلص أجسامهم بشكل تام من تلك الفيروسات أسوة بمنْ تظهر لديهم تلك الأعراض.
ولذا فإن استمرار حصول أعراض نزلة البرد ليس بالضرورة أمراً جيداً، وليس هو وسيلة الجسم الوحيدة في التخلص من الفيروسات، ولذا ليس صحيحاً أنه لا يجدر معالجة الأعراض تلك وتخفيف معاناة المريض منها، بل في بعض الأحيان قد يكون من المفيد التخفيف منها.
- التعامل مع أعراض الأنف خلال نزلات البرد
> تفاعل الأنف مع العوامل المهيجة له، مثل الفيروسات أو الغبار أو حبوب اللقاح أو الدخان أو العطور، يظهر على هيئة زيادة الإفرازات المخاطية والعطس، وهو شيء مفيد لإزالة مواد الغبار والمواد الكيميائية المهيجة في العطور وحبوب اللقاح والدخان. ولكن العطس وزيادة الإفرازات المخاطية بحد ذاته، لا يقضي على فيروسات نزلة البرد التي تقبع آمنة داخل خلايا بطانة الأنف وتتكاثر فيها دون توقف، دون الظهور والبقاء خارجاً على سطح الخلايا تلك.
ورغم أن تنظيف الأنف عبر ترطيبه بإدخال الماء، أو بخاخ الماء المالح، هو من السلوكيات الصحية خلال إصابات نزلات البرد الفيروسية، إلاّ أنه ليس من السلوكيات الصحية ممارسة «التنظيف الشديد للأنف بالنفخ» Nose - Blowing، أو «نفض الأنف» الشديد، وهو الفعل الذي يتم فيه دفع الهواء بشدة للخروج عبر الأنف مع إقفال مجرى الفم. وصحيح أن ذلك قد يُخفف عن المرء تجمع المخاط والسوائل في الأنف، إلاّ أن ممارسة ذلك النفخ عبر الأنف بشدة وبطريقة غير صحيحة قد يكون السبب في تفاقم مشكلة التهاب الجهاز التنفسي العلوي.
وللتوضيح، فإن السوائل المخاطية التي تتراكم في الأنف تحتوي على إفرازات الأنف المخاطية مع الميكروبات الفيروسية والبكتيرية ومع خلايا الدم البيضاء وأيضاً مع مواد وسائط عمليات الالتهاب، وهو الخليط الذي بإمكانه إحداث التهابات في الجيوب الأنفية حال دخوله إليها، ما يؤدي إلى عدوى بكتيرية متقدمة في الجيوب الأنفية. وأثناء نفض الأنف بشدة، يتولد ضغط عالي داخل تجويف الأنف، ما قد يتسبب بنزيف في الشعيرات الدموية ببطانة الأنف. وكانت عدة دراسات إكلينيكية قد أجرت تجارب باستخدام حقن الصبغة داخل الأنف والتصوير بالأشعة المقطعية بالكومبيوتر، ولاحظت أن مقدار الضغط الناشئ داخل الأنف أثناء نفض الأنف بشدة يفوق عشرة أضعاف الضغط داخل الأنف أثناء العطس أو السعال. وأظهرت صور الأشعة المقطعية حصول تسريب الكثير من السوائل المخاطية إلى الجيوب الأنفية عبر فتحاتها الصغيرة داخل تجويف الأنف، بدلاً من خروجها كلها إلى خارج الأنف. ولذا من المفيد تنظيف الأنف بالنفض برفق لإخراج ما أمكن من تلك السوائل المخاطية.
- استشارية في الباطنية


مقالات ذات صلة

أمير القصيم: السعودية حاضنة للعلم والمعرفة

صحتك الأمير فيصل بن مشعل في صورة تذكارية مع المشاركين من أنحاء العالم (إمارة القصيم)

أمير القصيم: السعودية حاضنة للعلم والمعرفة

قال الأمير الدكتور فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم، إن «السعودية، بفضل رؤيتها الطموح، أصبحت حاضنة للعلم والمعرفة».

«الشرق الأوسط» (بريدة)
يوميات الشرق تتعرض النساء لضغوط مجتمعية أكبر بسبب مشكلات تتعلق ببشرتهن (رويترز)

لماذا يعاود حب الشباب الظهور بعد العلاج؟

توصلت دراسة جديدة أجراها باحثون في مستشفى ماساتشوستس العام ببريغهام في الولايات المتحدة إلى استراتيجيات لتقليل تكرار ظهور حب الشباب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك تفشي سلالة جديدة من «نوروفيروس» في الولايات المتحدة

تفشي سلالة جديدة من «نوروفيروس» في الولايات المتحدة

ما تحتاج إلى معرفته حول أحدث الأرقام وما يمكنك القيام به لحماية نفسك من الفيروس.

مايكل غروثوس (واشنطن)
صحتك إجبار الآباء لأطفالهم على إنهاء وجباتهم قد يؤدي إلى تأجيج أزمة السمنة (رويترز)

خبراء يحذرون من إجبار الأطفال على إنهاء وجباتهم

حذر خبراء التغذية من أن إجبار الآباء لأطفالهم على إنهاء وجباتهم قد يؤدي إلى تأجيج أزمة السمنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك رجل يعاني من زيادة في الوزن (رويترز)

تقرير عالمي يدعو للتوصل إلى تعريف جديد للسمنة

أكد تقرير جديد صادر عن خبراء عالميين الحاجة إلى التوصل لتعريف جديد «أكثر دقة» للسمنة، ولـ«إصلاح جذري» لكيفية تشخيص هذه المشكلة الصحية في جميع أنحاء العالم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

هل الطهي بالملاعق الخشبية آمن لصحتنا؟ وهل تحبس البكتيريا؟

تحتوي بعض أنواع الأخشاب على تركيزات عالية من المركبات المضادة للميكروبات الطبيعية (أرشيفية - شبكة «إيه بي سي»)
تحتوي بعض أنواع الأخشاب على تركيزات عالية من المركبات المضادة للميكروبات الطبيعية (أرشيفية - شبكة «إيه بي سي»)
TT

هل الطهي بالملاعق الخشبية آمن لصحتنا؟ وهل تحبس البكتيريا؟

تحتوي بعض أنواع الأخشاب على تركيزات عالية من المركبات المضادة للميكروبات الطبيعية (أرشيفية - شبكة «إيه بي سي»)
تحتوي بعض أنواع الأخشاب على تركيزات عالية من المركبات المضادة للميكروبات الطبيعية (أرشيفية - شبكة «إيه بي سي»)

يختلف متابعون حول مدى صحة استخدام الملاعق الخشبية في الطهي، فهي أدوات لا يمكن غسلها إلا باليد، وهي عرضة للتشقق تحت الضغط.

وعلى الرغم من سحر الملاعق الخشبية، فقد أثارت جدالاً بين طهاة المنازل في كل مكان. فمن ناحية، يزعم الكلاسيكيون أنها الأداة المثالية؛ لطيفة على الأواني، ومتينة، ومصممة لتدوم عقوداً من الزمن. ومن ناحية أخرى يُثير المتشككون مخاوف تتعلق بالنظافة، ويجادلون بأن الخشب المسامي يُعد ملاذاً للبكتيريا، وينقل الروائح من وجبة لأخرى.

هل الملاعق الخشبية تحبس البكتيريا؟

كما هي الحال في أغلب المناقشات، فإن كلا الجانبين من المختلفين حول صحة الملاعق الخشبية لديه نقاط صحيحة. إذ يقول برايان كووك لي، عالم أغذية ومؤلف كتاب «150 سؤالاً في علوم الأغذية والإجابة عنها»: «الملاعق الخشبية مسامية، ويمكنها حبس الكائنات الحية الدقيقة في المسام، فيمكن أن يؤدي الغسيل بالصابون والماء الساخن إلى إزالة نسبة كبيرة من الكائنات الحية الدقيقة، ولكن بعضها سيبقى ويتكاثر حتماً، خصوصاً إذا لم يتم تجفيف الملاعق بالكامل».

وعدّ الخبير أن النقطة الأساسية هنا أن تغسل ملاعقك الخشبية فوراً بعد استخدامها، وألا تنساها أثناء نقعها في الحوض لساعات؛ حيث البكتيريا تحتاج إلى الرطوبة للبقاء على قيد الحياة؛ ومع جفاف الخشب، تموت البكتيريا.

وفي سياق متصل، يوضح دارين ديتويلر، رئيس برنامج سلامة الغذاء، التابع للجمعية الوطنية للصحة البيئية، ومؤلف كتاب «سلامة الغذاء: الماضي والحاضر والتنبؤات»، وفق صحيفة «هافنغتون بوست»: «يكمن السر في تنظيف الملاعق الخشبية فوراً بعد استخدامها وتركها تجف في الهواء تماماً».

وفي حين يمكن للبكتيريا أن تستقر على سطح الملعقة الخشبية (تماماً مثل أي أداة مطبخ أخرى)، فإن التنظيف والتجفيف المناسبين سيحافظان على سلامة أدواتك، ولكن أليس الخشب مضاداً للميكروبات؟

يوضح لي: «تحتوي بعض أنواع الأخشاب على تركيزات عالية من المركبات المضادة للميكروبات الطبيعية، مثل خشب البلوط والصنوبر وخشب الكرز، وتحتوي هذه الأخشاب على العفص، الذي يمنع نمو كثير من الكائنات الحية الدقيقة بقوة».

لكن المشكلة تكمن في أنه ليست كل الملاعق الخشبية متساوية. إذا كنت تستخدم ملعقة خشبية غامضة لطهي «المارينارا» الشهيرة منذ فترة طويلة، فمن المحتمل أنها ليست مصنوعة من خشب باهظ الثمن ومضاد للميكروبات.

وحتى الخصائص المضادة للميكروبات لها حدود، فوفقًا لإلين شوميكر، مديرة التوعية والإرشاد في شركة «سيف بلاتس» بجامعة ولاية كارولاينا الشمالية، ففي حين قد تستقر البكتيريا في البداية على سطح خشبي مبلل، «تنتشر المياه والبكتيريا في الخشب؛ حيث يمكن في النهاية خنق البكتيريا ومنعها من النمو». وبعبارة أخرى، يمكن للخشب أن ينظم نفسه بشكل طبيعي، ولكن فقط إذا جفف بشكل صحيح. اترك ملاعقك منقوعة لفترة طويلة جداً، وستكوّن العفن.

ماذا عن الملاعق الخشبية المتشققة؟

لدينا جميعاً أدوات مطبخ عفا عليها الزمن؛ مقلاة غير لاصقة مقشرة (يجب التخلُّص منها حقّاً) أو صينية الخبز المشوهة، والملاعق الخشبية ليست استثناءً.

ويمكن أن تلتقط الملاعق الخشبية المتشققة أو التالفة البكتيريا بسهولة أكبر، كما أشار ديتويلر، وتابع: «تخلق الشقوق والانقسامات مساحات مخفية؛ حيث يمكن أن تتراكم جزيئات الطعام، ما يجعل تنظيف الملعقة بشكل جيد أكثر صعوبة. ويمكن أن تؤوي هذه المناطق البكتيريا أو العفن الذي يستمر على الرغم من الغسيل، وبمجرد أن تظهر على الملعقة الخشبية شقوق مرئية أو تشوه أو انقسام، فإنها لم تعد آمنة للاستخدام، ويجب استبدالها لمنع التلوث».

كيفية العناية بالملاعق الخشبية بشكل صحيح؟

للحفاظ على ملاعقك الخشبية آمنة وصحية، وهذه بعض النصائح:

اغسلها على الفور: نظِّف ملاعقك بالماء الساخن والصابون بمجرد الانتهاء من استخدامها.

جففها بالهواء جيداً: تجنَّب نقع الملاعق الخشبية؛ واتركها تجف في الهواء في وضع مستقيم لمدة 24 ساعة كاملة. ويسمح هذا لأي خصائص مضادة للميكروبات بالعمل، ويمنع تراكم الرطوبة.

تجنَّب غسالة الأطباق: يمكن للحرارة العالية أن تُسبب تشوهاً أو تشقق الأواني الخشبية، ما يجعلها أكثر صعوبة في التنظيف، وأكثر عرضةً لإيواء البكتيريا.

قم بدهنها بالزيت شهرياً: استخدم زيتاً صالحاً للطعام لترطيب ملاعقك الخشبية. يُساعد هذا في منع الجفاف والتشقق والتشوه.

وأضاف كيث وارينر، أستاذ علوم الأغذية بجامعة جيلف: «لا يُنصح باستخدام المطهرات مثل المبيضات؛ حيث تصبح الطبيعة الماصة للخشب عيباً في هذه الحالة». التزم بالصابون والماء لتنظيف آمن.