بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

- استئصال اللوزتين
متى تُستأصل اللوزتان؟ تُعدّ اللوزتان الخط الدفاعي الأول في الجهاز المناعي ضد البكتيريا والفيروسات التي تدخل الفم. وهذه الوظيفة قد تجعل اللوزتين معرضتين بشكل خاص للعدوى والالتهاب. وتعالج الحالة، عادة، بالراحة وشرب مزيد من السوائل وتناول أحد مسكنات الألم وخافضات الحرارة. وإذا لم تستجب الحالة فيتم إعطاء المضاد الحيوي بإشراف الطبيب. وإذا تكرر الالتهاب فقد يقرر الطبيب استئصال اللوزتين، وفي الغالب يتم استئصال اللحمية معهما، إذا لم يستجب الالتهاب للعلاج بالمضادات الحيوية، وتكررت النوبات لأكثر من 7 نوبات في السنة، أو لأكثر من 4 أو 5 نوبات في كل من العامين السابقين للجراحة، أو إذا حدث انقطاع النفس الانسدادي النومي وصعوبة في البلع خصوصاً اللحوم وغيرها من الأطعمة التي تحتاج إلى كثير من المضغ.
وحديثاً، أورد الموقع الطبي «يونيفاديس» دراسة جديدة تم فيها تحديد القيمة أو الأهمية السريرية لاستئصال اللوزتين أو استئصال اللوزتين ومعهما اللحميات الزائدة في الحلق لدى بعض المرضى، وعلاقة ذلك بعدد زيارات الرعاية الطبية لعلاج التهاب البلعوم والتهاب اللوزتين.
قام باحثون في السويد (أوستفول، سنرجرين، ستالفور.س) بإجراء دراسة لمقارنة الأتراب بأثر رجعي في استئصال اللوزتين أو استئصال الغدانيات أو اللحميات الزائدة في الحلق (عند الأطفال فقط) بين 1.044 طفل (كانت أعمارهم أقل من 15 عاماً)، و2.244 من البالغين الذين كانوا يعانون من التهاب مزمن متكرر باللوزتين من الدرجة المتوسطة أو أقل. تم تضمين ما مجموعه 522 طفلاً و1122 من البالغين في كل من مجموعات التدخل (intervention)، والضابطة (control group).
وجد الباحثون أن المرضى الذين خضعوا لعملية استئصال اللوزتين وأولئك الذين لم يخضعوا للعملية كانوا أقل إحصائياً من حيث تلقي زيارات الرعاية الطبية بعد الجراحة - أو الجراحة الوهمية. وقد لاحظوا، أيضاً، انخفاضاً أكبر بكثير في زيارات الرعاية الطبية للمرضى الذين خضعوا للعملية الجراحية مقارنة مع المرضى الذين لم يفعلوا ذلك.
ومع ذلك، قال المؤلفون إن التحسن كان ضئيلاً بالمقارنة مع عدم الخوض في العلاج الجراحي، وكان «ذا قيمة سريرية مشكوك فيها».
ونشرت نتائج هذه الدراسة في عدد نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 من «مجلة الطب البريطانية المفتوحة (BMJ Open)» وأشارت النتائج إلى أن عتبة التدخل الجراحي لدى كل من الأطفال والبالغين الذين يعانون من درجة معتدلة أو أقل من التهابات الحلق المزمنة أو المتكررة، تحتاج إلى مزيد من الدراسة والمناقشة قبل الحسم بإجراء التدخل الجراحي؛ حيث أظهرت الدراسة أن معظم المرضى يتحسنون تلقائياً في غضون عام من دون خضوعهم للعملية الجراحية.

- وفيات الالتهاب الرئوي
الالتهاب الرئوي (pneumonia) شكل من أشكال العدوى التنفسية الحادة التي تصيب الرئتين، ويحدث بسبب فيروسات أو جراثيم أو فطريات، ويأتي في مقدمة أسباب وفاة الأطفال في جميع أنحاء العالم. وقد أودى بحياة 920136 طفلاً دون سن الخامسة في عام 2015، مما يمثّل 15 في المائة من الوفيات التي تُسجّل في صفوف تلك الفئة في كل ربوع العالم، وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية.
والوقاية من الالتهاب الرئوي ممكنة بالتحصين، والتغذية المناسبة، والتصدي للعوامل البيئية.
يمكن علاج الالتهاب الرئوي الذي تسببه الجراثيم بالمضادات الحيوية، غير أنّه لا يتلقى المضادات الحيوية اللازمة إلا ثلث الأطفال المصابين بالمرض ممن هم في حاجة إليها.
يلحق الالتهاب الرئوي أضراراً بالأطفال وأسرهم في كل مناطق العالم، وينتشر أساساً في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، كما ينتشر بنسب أقل بكثير في أوروبا.
ووفقاً للموقع الطبي «يونيفاديس»، فقد أبرزت البيانات الصادرة عن «المكتب الإحصائي للاتحاد الأوروبي (يوروستات Eurostat)» تبايناً كبيراً في معدلات الوفيات الناجمة عن الالتهاب الرئوي في مناطق أوروبا.
ووفقاً للبيانات، بلغ معدل الوفيات القياسي (المتوسط لثلاث سنوات) 26 حالة وفاة لكل 100 ألف من سكان الاتحاد الأوروبي في عام 2016؛ ومع ذلك، فقد تباينت هذه النسبة من وفاة واحدة لكل 100 ألف شخص، إلى 208 وفيات لكل 100 ألف شخص.
مع كل 60 حالة وفاة على الأقل لكل 100 ألف شخص، تم تسجيل أعلى المعدلات بمناطق في البرتغال وبولندا والمملكة المتحدة، حيث تراوح معدل الوفيات الموحد حول 62 في كل من لانكاشاير Lancashire في المملكة المتحدة وألنتيجو Alentejo في البرتغال، و208 في ريجياو أوتونوما دا ماديرا. وعلى النقيض من ذلك، سجلت أدنى معدلات الوفيات الموحدة من الالتهاب الرئوي في فنلندا. وفي عاصمة منطقة هلسنكي - أوسيما، تم تسجيل حالة وفاة واحدة لكل 100 ألف نسمة. وأظهرت البيانات أن أقل من 10 حالات وفاة لكل 100 ألف شخص تم الإبلاغ عنها في 11 منطقة في اليونان، و7 مناطق في إيطاليا، و3 مناطق في المجر والنمسا، ومنطقة واحدة في ألمانيا.
تم إصدار هذه البيانات الخاصة بالوفيات الناجمة عن الالتهاب الرئوي في مناطق الاتحاد الأوروبي لتتزامن مع «اليوم العالمي للالتهاب الرئوي» في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

- استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]


مقالات ذات صلة

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».