توقيف 3 مراهقين بعد واقعة «تنمر» ضد طالب أفريقي في مصر

حقوقي: المتهمون يواجهون السجن لمدة قد تصل لـ 3 سنوات

مشهد من فيديو «التنمر» تجاه الطالب من جنوب السودان (يوتيوب)
مشهد من فيديو «التنمر» تجاه الطالب من جنوب السودان (يوتيوب)
TT
20

توقيف 3 مراهقين بعد واقعة «تنمر» ضد طالب أفريقي في مصر

مشهد من فيديو «التنمر» تجاه الطالب من جنوب السودان (يوتيوب)
مشهد من فيديو «التنمر» تجاه الطالب من جنوب السودان (يوتيوب)

ألقت قوات الأمن المصرية، أمس (الاثنين)، القبض على ثلاثة مراهقين مصريين، وذلك بعد فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في الأيام الأخيرة، يظهر تنمرهم وسخريتهم من طالب من جنوب السودان يدرس في القاهرة.
وأحيل المتهمون إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيق، وفقاً لوسائل إعلام مصرية، وذلك بعد أن قام الشباب في الفيديو بالسخرية والاستهزاء من الطالب جون مانوث، الذي يدرس بالصف الرابع الابتدائي بإحدى مدارس اللاجئين بمنطقة العباسية (وسط القاهرة). وبث الشباب الفيديو على موقعي «تيك توك» و«فيسبوك».
ويظهر المقطع المتداول شاباً يُدعى سيد حسن وصديقاً له اعترضا طريق مانوث، وحاولا الاستيلاء على حقيبته، وسط ضحك الشاب الثالث الذي يصور الفيديو، كما يظهر محاولة حسن تقليد لهجته في النطق بطريقة ساخرة.
وأثار مقطع الفيديو، الذي انتشر قبل أيام، غضب عدد واسع من المتابعين والنشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب السخرية من فتى من أصحاب البشرة السمراء وتعرضه للمضايقة، وطالب بعضهم بالقبض على الشباب ومحاسبتهم.
ودفعت الانتقادات المراهق حسن (قبل القبض عليه) أن يظهر في مقطع فيديو جديد يدافع فيه عن نفسه، قائلاً إنه «كان يمزح مع مانوث وأنه جاره»، لكن هذا لم يوقف الانتقادات من متابعين تجاه الواقعة ومرتكبيها.
وأفادت وسائل إعلام مصرية بأن وفداً من سفارة جنوب السودان بالقاهرة قد زار، أمس (الاثنين)، الطالب مانوث، للوقوف على تفاصيل الواقعة، الذي أكد تعرضه للتنمر من قبل هؤلاء الشباب.
واعتبر الإعلامي المصري عمرو أديب، في برنامجه «الحكاية» عبر فضائية «إم بي سي مصر»، أمس (الاثنين)، أن كشف الواقعة هو من أحد إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي، وقال: «سعدت بالقبض عليهم حتى يكونوا عبرة للمجتمع. التنمر فعل مرفوض وإهانة الأطفال والتنمر عليهم يجب أن تتوقف».
وعلق المنتج المصري مدحت العدل، عبر حسابه على «تويتر»، بعد إلقاء القبض على الشباب الثلاثة، قائلاً: «المهم أن يأتوا بالطالب (ضحية التنمر) ليرى بنفسه عقابهم».
من جانبه، قال حافظ أبو سعدة، عضو المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، اليوم (الثلاثاء)، إن ما تعرض له الطفل السوداني يدخل في إطار فرض السطوة، وهو ما يعاقب به قانون العقوبات المصري - في مادته 375 مكرر - بالسجن في مدة لا تقل عن سنة، وتصل إلى مدة ثلاث سنوات كحد أقصى، أو الغرامة التي تحدد وفقاً للقيد الوصفي للجريمة من قبل النيابة العامة. وتشير المادة القانونية إلى العقاب بالسجن لـ«كل من قام بنفسه، أو بواسطة الغير، باستعراض القوة أو التلويح بالعنف أو التهديد بأيهما بقصد ترويعه أو التخويف بإلحاق أي أذى مادي أو معنوي به».
ويعرّف الموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) «التنمر» بأنه: «أحد أشكال العنف الذي يمارسه طفل أو مجموعة من الأطفال ضد طفل آخر لإزعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة».



أدلة جديدة على وجود «خليج المريخ»

اكتشاف خليج قديم على كوكب المريخ (ناسا)
اكتشاف خليج قديم على كوكب المريخ (ناسا)
TT
20

أدلة جديدة على وجود «خليج المريخ»

اكتشاف خليج قديم على كوكب المريخ (ناسا)
اكتشاف خليج قديم على كوكب المريخ (ناسا)

كشف فريق دولي من العلماء أدلة جديدة على وجود «خليج المريخ»، الذي يُعتقد أنه كان موطناً لشواطئ رملية مشمسة ذات أمواج متلاطمة، تماماً كما نعرفها على الأرض.

وأوضح الباحثون، بقيادة جامعة ولاية بنسلفانيا الأميركية، أن الأدلة الجديدة تشير إلى وجود محيط قديم غطّى أجزاءً من النصف الشمالي للكوكب؛ ما يعزز الفرضية القائلة بأن المريخ كان بيئة أكثر رطوبة وربما صالحة للحياة في الماضي، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم».

وحصل الباحثون على أدلتهم الجديدة من خلال بيانات المركبة الجوالة الصينية «تشورونغ»، التي حطّت على سطح المريخ عام 2021 في منطقة تُعرف باسم «يوتوبيا بلانيتيا»، حيث قامت بتحليل جيولوجيا السطح بحثاً عن آثار لمياه أو جليد قديمين.

وتميّزت هذه المركبة عن غيرها من المستكشفات السابقة بامتلاكها رادار اختراق التربة، وهي تقنية تتيح كشف الطبقات الجيولوجية المدفونة تحت سطح الكوكب.

المركبة الصينية «تشورونغ» حطّت على سطح المريخ عام 2021 (رويترز)
المركبة الصينية «تشورونغ» حطّت على سطح المريخ عام 2021 (رويترز)

وعند تحليل بيانات الرادار، وجد الباحثون تكوينات جيولوجية مشابهة تماماً لتلك الموجودة في شواطئ الأرض، وتحديداً طبقات تُعرف باسم «ترسبات المقدمة الشاطئية»، وهي رواسب مائلة تتشكل عندما تدفع الأمواج والمد والجزر الرمال إلى داخل المسطحات المائية.

وكشفت بيانات الرادار عن طبقات مائلة تتجه نحو الأسفل، وهي سمة مميزة للسواحل على الأرض. كما أن ميلان الطبقات المكتشفة يتوافق مع الزوايا المعروفة للطبقات الشاطئية الأرضية، وهذا يشير إلى أن المياه كانت تتحرك في المنطقة عبر أمواج وتيارات مائية.

وأظهرت الصور الرادارية تشابهاً واضحاً بين التكوينات المدفونة على المريخ وتلك الموجودة على السواحل الأرضية؛ ما يفيد بأن الماء شكّل البيئة الجيولوجية بطريقة مماثلة لما يحدث على الأرض.

ودرس الفريق احتمالات أخرى، مثل أن تكون هذه الطبقات ناتجة من أنهار قديمة، أو نشاط بركاني، أو تأثيرات الرياح، لكن طبيعة التكوينات وسماكة الطبقات تشير بوضوح إلى أصل بحري وليس نهرياً أو بركانياً.

وأشار الباحثون إلى أن هذا الاكتشاف يدل على أن المنطقة لم تكن مجرد أرض جافة أو بحيرة راكدة، بل احتوت على مياه متحركة وأمواج، وهذا يعكس تفاعلاً بين الغلاف الجوي والمحيطات. ويُعرف هذا النوع من البيئات على الأرض بأنه مثالي لنشوء الحياة الميكروبية.

العلماء يكتشفون أدلة على وجود شواطئ قديمة على الكوكب الأحمر (ناسا)
العلماء يكتشفون أدلة على وجود شواطئ قديمة على الكوكب الأحمر (ناسا)

وأضافوا أن البيانات تشير إلى أن مستوى المياه على المريخ تغيّر على مدى ملايين السنين؛ ما يعني أن الكوكب لم يكن جامداً، بل كان يتمتع بعمليات جيولوجية نشطة تشمل الترسب والنحت والتعرية.

وأكد الباحثون أن الجمع بين تقنيات الرادار الحديثة والتحليل الجيولوجي المتقدم أتاح لهم رسم صورة أوضح عن تاريخ المريخ المائي؛ ما يفتح الباب أمام أبحاث مستقبلية للبحث عن علامات للحياة على الكوكب الأحمر.