«الزمن الجميل» تعيد رواد السينما المصرية إلى الساحة الفنية

جمعية تضم مخرجين ومصورين تتجه للإنتاج

المنتج محسن علم الدين  -   الفنان محمود قابيل
المنتج محسن علم الدين - الفنان محمود قابيل
TT

«الزمن الجميل» تعيد رواد السينما المصرية إلى الساحة الفنية

المنتج محسن علم الدين  -   الفنان محمود قابيل
المنتج محسن علم الدين - الفنان محمود قابيل

بعد غياب كبار السينمائيين المصريين عن المشهد في السنوات الأخيرة، بسبب ظروف الإنتاج والتقلبات الفنية، وتحكم بعض نجوم السينما والمنتجين في الأعمال الفنية، اتجه بعض الرواد أخيراً إلى تأسيس «جمعية الزمن الجميل» بهدف إعادة التنوع الذي كانت تتميز به السينما المصرية، عبر إنتاج أفلام اجتماعية وكوميدية ورومانسية تطرح قضايا المجتمع، وتفتح الباب أمام مشاريع المخرجين والكتاب التي ظلت حبيسة الأدراج لسنوات.
وإنشاء جمعيات سينمائية ليس أمراً جديداً في مصر، ففي ستينات القرن الماضي تم تأسيس «جمعية السينما الجديدة» على يد مجموعة من المخرجين والكتاب والنقاد بهدف تقديم سينما تعبّر عن الواقع المصري أسفرت عن ظهور مجموعة من الأفلام المهمة من بينها فيلم «أغنية على الممر» للمخرج علي عبد الخالق.
وفي الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، يبدأ المخرج المصري مجدي أحمد علي، تصوير أول مشاهد فيلم «2 طلعت حرب» وهو باكورة إنتاج «جمعية الزمن الجميل»، ويشارك في بطولته «أحمد وفيق، ومحمود قابيل، وأحمد مجدي، وعبير صبري، ودلال عبد العزيز، وسمير صبري»، وتدور أحداث الفيلم داخل شقة بوسط القاهرة التي تشهد أحداثاً عديدة سياسية واجتماعية منذ الستينات حتى ثورة يناير (كانون الثاني) 2011.
المنتج محسن علم الدين، صاحب فكرة تأسيس «الزمن الجميل»، والمسؤول الإنتاجي عن أفلامها، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا مخرجون كبار قدّم كل منهم ما لا يقل عن ثلاثين فيلماً سُجِّلت في تاريخ السينما المصرية، لم يقدموا أفلاماً منذ سنوات مثل علي بدرخان، وعلي عبد الخالق، وسمير سيف، ومحمد عبد العزيز، وكذلك لدينا كتاب سيناريو آخرون أثروا السينما بإبداعاتهم وتوقفوا منذ سنوات بينما لا يزالون قادرين على العطاء مثل بشير الديك، ومصطفى محرم، وحلمي هلال، وعاطف بشاي، كما انضم إلى (جمعية الزمن الجميل) مديرو تصوير كبار على غرار محسن أحمد، الذي سيتولى تصوير فيلم (2 طلعت حرب)، وكذلك سمير فرج، وعصام فريد، ومحمود عبد السميع». ويوضح علم الدين: «الجمعية الجديدة ستعيد كل هؤلاء إلى المشهد السينمائي مرة أخرى بالوضع الذي يليق بهم كسينمائيين كبار رفضوا الانخراط في السينما التجارية التي أصدرت أفلاماً سطحية أساءت إلى المجتمع المصري وعمدت إلى تشويهه».
وتعد قضية تمويل الأفلام من أبرز المشكلات التي تواجه صناع السينما والممثلين في مصر، وللتغلب على هذه الإشكالية ستعمل الجماعة الجديدة على توفير النفقات عبر خفض أعداد المنفّذين والأمور غير الضرورية في العمل السينمائي، وفق علم الدين، الذي قال: «حتى وقت قريب كنا نصور أفلامنا بنحو 25 فرداً، وقد وجدنا ترحيباً من ممثلين كبار وشباب بتخفيض أجورهم، كما أننا سنتعاون مع أكثر من شركة إنتاجية، ولن نقدم أفلاماً منخفضة التكلفة بل أفلاماً حقيقية تستعيد مكانة السينما المصرية بتاريخها العريق، ونقدم نوعيات من الأفلام الاجتماعية والرومانسية تتضمن الفن والمتعة وتحقق إيرادات أيضاً».
ويشير محسن علم الدين إلى أن «الزمن الجميل» تضم بين أعضائها نقيب السينمائيين مسعد فودة، ورئيس اتحاد النقابات الفنية المخرج عمر عبد العزيز، ورئيس غرفة صناعة السينما المنتج والكاتب فاروق صبري، إلى جانب د.خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة للسينما.
وعن مدى التعاون المرتقب مع وزارة الثقافة يقول المنتج المصري: «نسعى للحصول على دعم لوجيستي من وزارة الثقافة بما تملكه من استديوهات تصوير بأسعار مخفضة وصالات مونتاج وميكساج وغيرها، لا سيما مع قرب إطلاق الشركة القابضة للسينما».
من جهته، يقول الفنان محمود قابيل، أحد أبطال فيلم «2 طلعت حرب» لـ«الشرق الأوسط»: «تحمست كثيراً لفكرة عودة كبار المخرجين والكتاب إلى الساحة الفنية، وهي فكرة وجدت تجاوباً من صناع السينما كافة، لأن غيابهم أحدث خللاً واضحاً في حجم ونوعية الإنتاج السينمائي، وجميعهم لديهم مشاريع جيدة وطاقات معطلة ولديهم القدرة والخبرة التي تجعلهم يُحدثون فارقاً حقيقياً ويُعيدون السينما المصرية إلى سابق عهدها». مشيراً إلى أنه لا «يفكر بشكل شخصي في أجره المادي، لكن يعتزم تقديم أفلام هادفة وجادة تعبّر بصدق عن قضايا المجتمع».


مقالات ذات صلة

وفاة الممثل البريطاني راي ستيفنسون نجم «ثور» و«ستار وورز»

يوميات الشرق الممثل البريطاني راي ستيفنسون (أ.ب)

وفاة الممثل البريطاني راي ستيفنسون نجم «ثور» و«ستار وورز»

توفي الممثل البريطاني راي ستيفنسون الذي شارك في أفلام كبرى  مثل «ثور» و«ستار وورز» عن عمر يناهز 58 عامًا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «إسماعيلية رايح جاي» يشعل «الغيرة الفنية» بين محمد فؤاد وهنيدي

«إسماعيلية رايح جاي» يشعل «الغيرة الفنية» بين محمد فؤاد وهنيدي

أثارت تصريحات الفنان المصري محمد فؤاد في برنامج «العرافة» الذي تقدمه الإعلامية بسمة وهبة، اهتمام الجمهور المصري، خلال الساعات الماضية، وتصدرت التصريحات محرك البحث «غوغل» بسبب رده على زميله الفنان محمد هنيدي الذي قدم رفقته منذ أكثر من 25 عاماً فيلم «إسماعيلية رايح جاي». كشف فؤاد خلال الحلقة أنه كان يكتب إفيهات محمد هنيدي لكي يضحك المشاهدين، قائلاً: «أنا كنت بكتب الإفيهات الخاصة بمحمد هنيدي بإيدي عشان يضحّك الناس، أنا مش بغير من حد، ولا يوجد ما أغير منه، واللي يغير من صحابه عنده نقص، والموضوع كرهني في (إسماعيلية رايح جاي) لأنه خلق حالة من الكراهية». واستكمل فؤاد هجومه قائلاً: «كنت أوقظه من النوم

محمود الرفاعي (القاهرة)
سينما جاك ليمون (يسار) ومارشيللو ماستروياني في «ماكاروني»

سنوات السينما

Macaroni ضحك رقيق وحزن عميق جيد ★★★ هذا الفيلم الذي حققه الإيطالي إيتوري سكولا سنة 1985 نموذج من الكوميديات الناضجة التي اشتهرت بها السينما الإيطالية طويلاً. سكولا كان واحداً من أهم مخرجي الأفلام الكوميدية ذات المواضيع الإنسانية، لجانب أمثال بيترو جيرمي وستينو وألبرتو لاتوادا. يبدأ الفيلم بكاميرا تتبع شخصاً وصل إلى مطار نابولي صباح أحد الأيام. تبدو المدينة بليدة والسماء فوقها ملبّدة. لا شيء يغري، ولا روبرت القادم من الولايات المتحدة (جاك ليمون في واحد من أفضل أدواره) من النوع الذي يكترث للأماكن التي تطأها قدماه.

يوميات الشرق الممثل أليك بالدوين يظهر بعد الحادثة في نيو مكسيكو (أ.ف.ب)

توجيه تهمة القتل غير العمد لبالدوين ومسؤولة الأسلحة بفيلم «راست»

أفادت وثائق قضائية بأن الممثل أليك بالدوين والمسؤولة عن الأسلحة في فيلم «راست» هانا جوتيريز ريد اتُهما، أمس (الثلاثاء)، بالقتل غير العمد، على خلفية إطلاق الرصاص الذي راحت ضحيته المصورة السينمائية هالينا هتشينز، أثناء تصوير الفيلم بنيو مكسيكو في 2021، وفقاً لوكالة «رويترز». كانت ماري كارماك ألتوايز قد وجهت التهم بعد شهور من التكهنات حول ما إن كانت ستجد دليلاً على أن بالدوين أبدى تجاهلاً جنائياً للسلامة عندما أطلق من مسدس كان يتدرب عليه رصاصة حية قتلت هتشينز. واتهم كل من بالدوين وجوتيريز ريد بتهمتين بالقتل غير العمد. والتهمة الأخطر، التي قد تصل عقوبتها إلى السجن خمس سنوات، تتطلب من المدعين إقناع

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
سينما سينما رغم الأزمة‬

سينما رغم الأزمة‬

> أن يُقام مهرجان سينمائي في بيروت رغم الوضع الصعب الذي نعرفه جميعاً، فهذا دليل على رفض الإذعان للظروف الاقتصادية القاسية التي يمر بها البلد. هو أيضاً فعل ثقافي يقوم به جزء من المجتمع غير الراضخ للأحوال السياسية التي تعصف بالبلد. > المهرجان هو «اللقاء الثاني»، الذي يختص بعرض أفلام كلاسيكية قديمة يجمعها من سينمات العالم العربي من دون تحديد تواريخ معيّنة.


«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.