السمنة لدى الأطفال واليافعين

توصيات واستراتيجيات علمية للوقاية والعلاج

السمنة لدى الأطفال واليافعين
TT

السمنة لدى الأطفال واليافعين

السمنة لدى الأطفال واليافعين

تمثّل السمنة لدى الأطفال واليافعين إحدى أخطر المشكلات الصحية في القرن الحادي والعشرين. وتتخذ هذه المشكلة أبعاداً صحية عالمية، فهي تصيب بشكل مطرد كثيراً من البلدان منخفضة الدخل والبلدان متوسطة الدخل، لا سيما المناطق الحضرية منها. وقد شهدت معدلات انتشار الظاهرة زيادة مخيفة وألقت بتبعاتها السلبية على أفراد المجتمع.
تحدث إلى «صحتك» البروفسور عبد المعين عيد الأغا، أستاذ طب الأطفال والغدد الصماء والسكري بكلية الطب في جامعة الملك عبد العزيز، وأوضح أن السمنة مشكلة عالمية؛ «حيث تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنّ عدد الأطفال الذين يعانون من فرط الوزن تجاوز 42 مليون نسمة على الصعيد العالمي، وأنّ نحو 35 مليوناً منهم يعيشون في البلدان النامية، وأن طفلاً من كل 4 أطفال أميركيين يعاني من السمنة. وفي السعودية، تشكل نسبة زيادة الوزن 23.1 في المائة، والسمنة 9 في المائة، والسمنة المفرطة اثنين في المائة، وفقاً لمسح شامل قام به مجموعة من الأطباء من جامعة الملك سعود لـ19 ألفاً و317 طفلاً وشاباً يافعاً صحيحاً تتراوح أعمارهم بين 5 و18 سنة.
مشاكل السمنة
لماذا الاهتمام بالسمنة؟ يقول البروفسور أغا إن المجتمعات العربية مرت بمراحل عدة، تطورت خلالها الحياة الاجتماعية والاقتصادية بسرعة هائلة، وتوفرت فيها المواد الغذائية بصور وأشكال ونوعيات مختلفة، وواكب هذا التطور غياب وقصور للتوعية الصحية والغذائية وعدم اتباع الطرق الصحيحة لتحديد واختيار الصالح والمفيد منها، فكانت النتيجة ظهور طفرة في الوزن لعدم ممارسة الحركة والمشي والخلود للراحة والاسترخاء والنوم بعد تناول وجبات دسمة. وصاحب ذلك ظهور مضاعفات السمنة وفرط السمنة ومنها: أمراض الجهاز الهضمي، وأمراض الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري من النوع الثاني غير المعتمد على الإنسولين، واضطرابات الدورة الشهرية، وزيادة احتمال الإصابة ببعض أنواع السرطان، إضافة إلى التأثيرات النفسية، كالاكتئاب النفسي، والإحساس بالنقص، والوحدة، مما قد يؤدي إلى العداء والتصرفات غير السليمة.
وقد أثبتت الدراسات أن الأطفال المولودين لأحد أبوين لديه سمنة تكون لديهم فرصة للبدانة مستقبلاً بنسبة 30 في المائة، وإذا كان كلا الأبوين بديناً فترتفع النسبة إلى 90 في المائة، مما يستوجب تجنب السمنة لدى الوالدين.
كما كشفت دراسات طبية عن أنّ الرضاعة الطبيعية تلعب دوراً أساسياً في حماية الأطفال ضد خطر السمنة خلال السنوات الخمس الأولى من أعمارهم بنسبة بين 16 و20 في المائة، مقارنة بأطفال الرضاعة الصناعية، وأنه كلما كانت فترة الرضاعة الطبيعية أطول تراجع خطر الإصابة بالسمنة خلال فترة المراهقة.
ونؤكد على دور العادات الغذائية ونوعية الطعام في حدوث السمنة المفرطة، ومن ذلك تناول كميات كبيرة من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية بدلاً من الصحية، والأكل أثناء مشاهدة التلفزيون، إضافة إلى توفر خدمة توصيل الأكلات السريعة للمنازل، الذي جعل الأمر أسوأ، وانتشار استخدام مسحوق الحليب بديلاً للرضاعة الطبيعية من ثديي الأم في العام الأول من عمر الطفل، وإلغاء عادة الفطور يومياً بسبب ضيق الوقت قبل المدرسة، والأكل غير المنتظم كمّاً ونوعاً؛ أي الاستبدال بالوجبات الثلاث وجبات كثيرة متفرقة تفتقر للمكونات المغذية بقدر احتوائها على الدهون والسكريات.
استراتيجيات العلاج
- أولاً: العلاج الغذائي: تجب استشارة اختصاصي التغذية الذي يحدد حاجة الطفل الغذائية وفقاً للهرم الغذائي. وينصح الطفل ووالداه بمعرفة كمية السعرات الحرارية التي يقدمها كل غذاء قبل تناوله، وتناول الطعام بقطع صغيرة مع المضغ مطولاً وتجنب الأكل السريع.
- من الطرق الخطيرة اللجوء للحمية الغذائية القاسية طمعاً في إنزال الوزن سريعاً دون الأخذ في الاعتبار احتياجات الشخص من العناصر المغذية مثل: الزنك والبوتاسيوم والحديد والفيتامينات.
- فقد الوزن نتيجة فقد سوائل الجسم بالعرق أو استخدام كريمات تمتص الماء والسوائل من بين الخلايا يعطي إيحاء ظاهرياً مؤقتاً بفقد الوزن الذي يعود خلال فترة قصيرة بعد تناول السوائل. كما أن الفقد المستمر لهذه السوائل ولفترة طويلة يؤثر سلباً على عملية الضغط الاسموزي المسؤول عن تبادل المغذيات بين الخلايا والأوعية الدموية واللمفاوية، وهذا يسبب أعراضاً خطيرة.
إن البرنامج الغذائي الصحي والمتكامل هو الذي يعتمد على ضمان الحصول على جميع الاحتياجات الغذائية المهمة من جميع المجموعات الغذائية (الحبوب والفاكهة والخضراوات واللحوم والحليب) في وجبات اليوم الكامل، واستخدام جداول البدائل الغذائية للتغيير في النوعيات في حدود السعرات الحرارية المحسوبة لكل شخص حسب عمره ووزنه المثالي وطوله ونوعية النشاط الذي يقوم به.
- ثانياً: التمارين الرياضية: تعدّ دواء لكل داء، لأنها من أهم الطرق وأبسطها لحرق السعرات الحرارية، خصوصاً عند الأشخاص البدينين. ومن النصائح إجراء الرياضة الجماعية لمدة 30 دقيقة يومياً، وتوفير أماكن عامة للمشي وساحات آمنة لممارسة الرياضة، والتشجيع على ترك المصاعد واستخدام الدرج في إطار المحاولة للحفاظ على الطاقة وخفض مخاطر الإصابة بالسمنة وتقليل تأثير الأمراض المرتبطة بها.
- ثالثاً: العلاج السلوكي: يتضمن تغييرات في كل من النظام الغذائي والنشاط البدني، وهو من أهم العادات الصحية التي تخفض الوزن. وبعض الاستراتيجيات العلاجية السلوكية للأطفال واليافعين يجب أن تضمن مشاركة الوالدين والأسرة، مثل انخراط الطفل في بيئة اجتماعية تشجعه على تخفيض الوزن من قبل الأصدقاء أو الأقارب أو مجموعة من اليافعين ممن يسعون لتخفيض الوزن. كما يجب تجنب التوبيخ والعقاب فهما لا يفيدان بل سيزيدان حجم المشكلة.
- رابعاً: المكملات الغذائية: يتميز الجهاز الهضمي، ومنه الأمعاء، بالاحتواء على ميكروبات معوية مفيدة، تدافع وتحمي الإنسان من كثير من الأمراض. وقد أثبتت الدراسات الحديثة تغير هذه الميكروبات النافعة إلى ضارة عندما يتناول الإنسان أكلاً غير صحي مليئاً بالسكريات والنشويات والمواد الدهنية، فتؤدي إلى كثير من الأمراض المزمنة بما فيها السمنة والسكري من النمط الثاني؟ وفي المقابل، فإن تناول الوجبات الصحية المحتوية على الألياف والمعادن والبقوليات وكذلك المكملات الغذائية المحتوية على البريبيوتيك والبروبيوتيك، له دور إيجابي في تعزيز صحة الميكروبات النافعة مما يقلل خطر الإصابة بالسمنة، ناهيك بأن هذه المأكولات ذات سعرات حرارية أقل من المأكولات غير الصحية.
علاجات طبية
- خامساً: العلاج بالعقاقير: يؤكد البروفسور أغا على ألا تكون الأدوية هي الاستراتيجية الأولى لعلاج السمنة، وإنما يأتي دورها بعد تغيير نمط الحياة، فإن تعثر ذلك وكان مؤشر كتلة الجسم أكثر من 30 كلغم/ متر مربع، من دون مضاعفات، أو مؤشر كتلة الجسم أكثر من 27 كلغم/ متر مربع، بوجود أحد المضاعفات الخاصة بالسمنة (كارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الدهون الثلاثية أو السكري من النوع الثاني أو اختناق التنفس أثناء النوم) تتم الاستعانة بالعلاج بالعقاقير الطبية. وتتم متابعة مؤشر كتلة الجسم والوزن كل شهر لتقييم فعالية هذه العقاقير، فإذا فقد الشخص خلال الأشهر الـ3 الأولى من العلاج أكثر من 5 في المائة من وزنه، فهذا دليل على استجابته ويكمل على العلاج، وإن لم يتحقق ذلك فلا فائدة من العقاقير الطبية.
ومن أهم العقاقير الطبية المعتمدة ما يلي:
- عقار Orlistat (زينيكال): وقد تمت الموافقة عليه منذ سنوات عدة للأعمار من 12 سنة فما فوق، وهو يقلل من امتصاص الدهون في الأمعاء الدقيقة من الجهاز الهضمي، ويكون فعالاً عندما يتناول الشخص الوجبات الغنية بالدهون فيمنع امتصاصها. ومن سلبياته أن الشخص لا يمكنه السيطرة على نفسه في الإخراج إضافة لفقدان الفيتامينات النافعة في الإخراج مع الدهون، وعليه يجب تناول الفيتامينات يومياً عند استخدام هذا العقار.
- عقار Metformin (غلوكوفاج): ويسمح باستخدامه للأطفال فوق 10 سنوات. وهذا العقار ليس من أدوية السمنة، ولكنه من أدوية السكري النمط الثاني أو المقاوم للإنسولين المرتبط بالسمنة، وقد وُجد في الدراسات أن استخدام هذا العقار علاجاً لارتفاع السكر ومقاومة الإنسولين يقلل من رغبة الشخص في تناول الوجبات بسبب أعراضه الجانبية مثل المغص والغثيان والاستفراغ.
- عقار Topiramate (توباماكس): وهو دواء مصرح باستخدامه لعلاج الصرع، وقد أثبتت الدراسات أن له تأثيراً في تقليل الشهية للأكل.
- الأدوية المضادة للاكتئاب، وقد صرح باستخدامها فوق عمر الـ16 سنة لليافعين، ولها تأثير في التقليل من شهية الشخص، ولا نحبذ استخدامها وسيلة لإنقاص الوزن لأنها تؤدي إلى القلق والتوتر وارتفاع ضغط الدم.
- وحديثاً، عقارات المركبات «مستقبلات الببتيد» الشبيهة بالـ«غلوكاجون1»، هذه المجموعة من العقاقير أثبتت جدارتها في تقليل الشهية، وتوجد منها إبر تؤخذ عن طريق الوخز يومياً مثل عقار «ساكسندا» أو أسبوعياً مثل «ترولسيتي». ولهذه المجموعة من العقاقير أدوار وفوائد كثيرة وواسعة في جسم الإنسان، فهي تؤثر في مركز شهية الطعام فتقلل من الإحساس بالجوع، وأيضا تقلل من حركة المعدة فيشعر المريض دائماً بالشبع، وتزيد من نشاط البنكرياس فتزيد من إنتاج الإنسولين (تستخدم هذه العقاقير للسكري من النمط الثاني وليس النمط الأول)، وتقلل من تجمع الدهون في الكبد، فأصبحت تستخدم أيضاً لمن يعاني من التشحم في الكبد. هذه العقاقير باتت متوفرة حالياً في المملكة العربية السعودية وهي معترف بها من منظمة الغذاء والدواء.
- سادساً: التدخل الجراحي: وهو يعدّ آخر الحلول، عندما يكون مؤشر كتلة الجسم أكثر من 35 كلغم/ متر مربع مع وجود أحد مضاعفات السمنة مثل السكري من النوع الثاني أو ارتفاع ضغط الدم، أو مؤشر كتلة الجسم أكثر من 40 كلغم/ متر مربع لمن لا يعاني من مضاعفات السكري. ويسمح باستخدام الحل الجراحي للأطفال بعد اكتمال فترة النمو والبلوغ والتي تقدر بعمر 14 عاماً عند الفتيات، و15 عاماً عند الذكور، على الأغلب.

توصيات علمية للوقاية من السمنة
> قدم الأستاذ الدكتور عبد المعين أغا ورقة عمل خاصة بالتوصيات العلمية للوقاية وعلاج السمنة عند الأطفال في «مؤتمر المستجدات في طب الأطفال» الذي أقامته «الجمعية السعودية لطب الأطفال» بالتعاون مع «مستشفى الأمير محمد بن عبد العزيز» بالحرس الوطني بالمدينة المنورة في أوائل شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. تتلخص في الآتي:
- عدم السماح بجلوس الأطفال دون السنتين أمام شاشات التلفزيون أو الفيديو أو الكومبيوتر أو الجوال.
- يسمح لمن تجاوز عمرهم السنتين بقضاء ساعتين، حداً أقصى، أمام هذه الشاشات.
- تناول بعض المكملات الغذائية التي تسمى «بري بايوتيك» و«برو بايوتك»، فلها دور وقائي وعلاجي من السمنة حيث تعيد الحيوية والنشاط للميكروبات المعوية.
- الاستعانة ببعض الأدوية الحديثة التي تتبع فئة من الأدوية تشتمل على مستقبلات الجلوكاجون، وذلك عند الفشل في إنقاص الوزن بالوسائل السابقة، ويمكن لهذه الأدوية التأثير في تقليل الشهية للطعام وإنقاص الوزن، وسوف نتحدث عنها بالتفصيل لاحقاً.
- الحل الجراحي، ويعدّ حلاً لمن أكملوا فترة البلوغ والتي تقدر بعمر 14 - 15 سنة فما فوق، وسوف نفصل ذلك لاحقاً.

- استشاري طب المجتمع



10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)
ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)
TT

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)
ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)

لا يمكن تجاهل أعراض أزمة ارتفاع ضغط الدم، مثل ألم الصدر، وعدم وضوح الرؤية، والارتباك، وضيق التنفس. ولكن ارتفاع ضغط الدم نفسه (تكون قوة خلايا الدم التي تندفع في الشرايين مرتفعة باستمرار) يصيب واحداً من كل 4 منا.

وتقول الدكتورة سيميا عزيز، الطبيبة العامة في «هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية»، إن ارتفاع ضغط الدم «قاتل صامت»، ويمكن أن تسبب هذه الحالة كل شيء؛ من «زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، إلى الخرف الوعائي ومشكلات الكلى»، وفقاً لما ذكرته لصحيفة «تلغراف» البريطانية.

لهذا السبب ينصح الأطباء كل من تجاوز الأربعين من العمر بفحص ضغط الدم مرة واحدة على الأقل كل 5 سنوات. ولكن مع بعض العوامل، مثل زيادة الوزن السريعة أو الإجهاد، التي تزيد خطر الإصابة، من المهم معرفة العلامات التحذيرية بين الفحوصات.

وفيما يلي بعض العلامات التحذيرية التي تنذر بارتفاع ضغط الدم، وما يمكنك القيام به لتقليل المخاطر:

زيادة الوزن

لقد ثبت أن السمنة تسبب ما بين 65 و78 في المائة من جميع حالات ارتفاع ضغط الدم الأساسي، حيث يكون ضغط الدم مرتفعاً بشكل خطر دون سبب واضح، ولا يكون ناتجاً بشكل مباشر عن حالة صحية أخرى، مثل انقطاع النفس في أثناء النوم أو مشكلة الغدة الدرقية.

لحسن الحظ، تقول الدكتورة عزيز: «يختفي خطر ارتفاع ضغط الدم الناجم عن زيادة الوزن بعد أن يفقد الشخص ما يكفي من وزنه والعودة إلى نطاقه الصحي».

التدخين

يتسبب أيضاً في زيادة خطر إصابتك بارتفاع ضغط الدم، حيث يجعل الشرايين ضيقة ومتصلبة.

وتقول الدكتورة عزيز: «نعلم أن النيكوتين الموجود في السجائر يرفع ضغط الدم، ويمكن أن يتلف جدران الأوعية الدموية، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية بالتزامن مع ارتفاع ضغط الدم».

وجدت الأبحاث أن الأشخاص الذين ما زالوا يدخنون هم الأكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم.

وأشارت إلى أن «الإقلاع عن التدخين لا يزال وسيلة فعالة للحد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بشكل عام».

أنت أكبر من 60 عاماً

تتصلب الشرايين في جسمك بشكل طبيعي مع تقدم العمر، مما يتسبب في ارتفاع ضغط الدم، حتى لدى أولئك الذين عاشوا دائماً أنماط حياة صحية للغاية.

ويعاني ما يصل إلى 60 في المائة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً من ارتفاع ضغط الدم، وهو رقم يرتفع إلى 65 في المائة لدى الرجال و75 في المائة لدى النساء فوق سن 70 عاماً.

وبينما لا يوجد كثير مما يمكنك فعله لمواجهة تقدمك في السن، لكن من المهم بالطبع أن تفحص ضغط دمك بانتظام. وتحذر الدكتورة عزيز: «من الشائع أن تشعر باللياقة والصحة ومع ذلك فلا يزال لديك ضغط دم مرتفع بشكل خطر. والطريقة الوحيدة التي يمكنك عبرها معرفة ذلك هي قياسه بشكل دائم».

تتناول الأطعمة المصنعة

سواء أكنت نحيفاً أم تعاني من زيادة الوزن؛ «فإذا كنت تتناول الأطعمة المصنعة، فإنها تزيد من علامات الالتهاب لديك، مما يسبب التهاباً منخفض الدرجة يؤثر على نظامك الأيضي بالكامل؛ بما في ذلك ضغط الدم»، كما تقول الدكتورة عزيز.

ربطت دراسات متعددة بين النظام الغذائي الغني بالأطعمة فائقة المعالجة وارتفاع ضغط الدم. ووجدت إحدى الدراسات، التي شملت 10 آلاف امرأة أسترالية، أن أولئك الذين تناولوا أكبر قدر من الأطعمة فائقة المعالجة كانوا أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم بنحو 40 مرة.

ولعلاج هذا، توصي عزيز بتناول نظام غذائي «يحتوي كثيراً من البروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية، بالإضافة إلى الفاكهة والخضراوات، ويفضل أن يكون منخفض الصوديوم»، كما تقول، فالنظام الغذائي الغني بالملح يمكن أن يزيد أيضاً من خطر ارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل.

الكحول

تقول الدكتورة عزيز إن تناول الكحول «سبب معروف لارتفاع ضغط الدم».

ولحسن الحظ، يمكن خفض ارتفاع ضغط الدم الناجم عن الشرب عندما يمتنع الشخص من تناول الكحول أو يقلل منه.

تشعر بالإغماء والدوار

تقول الدكتورة عزيز: «قد يشكو بعض الأفراد الذين يعانون من ارتفاع الضغط من الشعور بالدوار أو الإغماء». وبينما قد يكون من السهل عَدُّ هذا أمراً طبيعياً.

في بعض الحالات، فإنه يمكن أن تتضرر الأوعية الدموية الضيقة في أذنيك بسبب ارتفاع ضغط الدم، مما يتسبب في انخفاض تدفق الدم عبر تلك المناطق، ثم ضعف التوازن.

ومع ذلك، يمكن أن تكون الدوخة المفاجئة أيضاً علامة على نوبة قلبية أو سكتة دماغية. إذا كانت الدوخة مفاجئة أو جاءت مع ألم في الصدر، وصعوبة في التنفس، وشعور بالقلق أو الهلاك، فمن المهم الاتصال بسيارة إسعاف على الفور.

ألم الصدر

ألم الصدر أحد أعراض ارتفاع ضغط الدم الذي قد يتداخل مع أعراض النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.

وتوضح عزيز: «يمكن أن يشير الضيق المستمر أو الضغط أو الشعور بالإجهاد في صدرك إلى ارتفاع ضغط الدم؛ لأن هذه أعراض الذبحة الصدرية، حيث يحدث انخفاض مؤقت في تدفق الدم إلى القلب، مما يسبب ألماً في الصدر».

ومع ذلك، يمكن أن يشير ألم الصدر الشديد والمفاجئ إلى نوبة قلبية تتطلب عناية طارئة.

لديك صداع مستمر

من السهل تجاهل الصداع بوصفه مرضاً بسيطاً، لكن بعض أنواع الصداع المستمر يمكن أن تشير إلى أن ضغط دمك مرتفع للغاية.

وتقول عزيز إن الصداع المتكرر، مع الألم المستمر النابض الذي يبدأ في أسفل الجمجمة، يمكن أن يشيرا إلى ارتفاع ضغط الدم.

قد يكون هذا النوع من الألم في رأسك مختلفاً تماماً عن الصداع أو الصداع النصفي.

طنين الأذن

لقد ارتبط طنين أو رنين الأذن بارتفاع ضغط الدم، خصوصاً لدى المرضى الأكبر سناً. يشير بعض الأبحاث إلى أن نحو 44 في المائة من جميع المصابين بطنين الأذن يعانون أيضاً من ارتفاع ضغط الدم.

وتقول الدكتورة عزيز إن طنين الأذن الجديد أو الذي يحتوي صوتاً نابضاً، مثل ضربات قلبك، «يمكن أن يرتبط بمستويات ضغط دم مرتفعة للغاية».

رؤيتك ضبابية

إن الاضطرابات البصرية، أو ما يسمى «اعتلال الشبكية»، مثل عدم وضوح الرؤية أو الرؤية المزدوجة، «يمكن أن تحدث بسبب تلف الأوعية الدموية في العين بسبب ارتفاع ضغط الدم».

قد تشمل التغيرات الأخرى في الرؤية الناجمة عن ارتفاع ضغط الدم «العوامات» في العين، وهي بقع صغيرة تطفو عبر رؤية الشخص، وفي بعض الحالات فقدان الرؤية، الذي قد يكون مفاجئاً.

التغيرات المفاجئة في الرؤية هي علامة أخرى على أن أعراضك وصلت إلى مستوى الطوارئ وتحتاج إلى العلاج في المستشفى.

وهناك بعض النصائح التي تقلل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو تخفضه إلى مستوى أقل؛ وهي:

- تناول نظاماً غذائياً متوازناً يحتوي كمية قليلة من الملح والصوديوم (لا تزيد على 6 غرامات من الملح يومياً).

- مارس الرياضة بانتظام لمدة ساعتين ونصف على الأقل كل أسبوع.

- فكر في إنقاص الوزن إذا كنت تعاني من زيادة الوزن.

- حد من تناول الكافيين بحيث لا يزيد على 4 أكواب من الشاي أو القهوة يومياً.

- اتخذ التدابير اللازمة لخفض مستويات التوتر لديك، مثل ممارسة تمارين التنفس، أو ممارسة تمارين التقوية، مثل اليوغا أو الـ«تاي تشي» وهو فن قتالي يعمل على تعزيز التنفس والاسترخاء والصحة عموماً.

- احصل على 7 ساعات على الأقل من النوم كل ليلة.