«الموسم الجميل»... تحية فنية من فرنسا إلى لبنان

في نسخته الخامسة يطل على السينما العربية والمطبخ المحلي

مهرجان «الموسم الجميل» يتنقل في مختلف المناطق اللبنانية
مهرجان «الموسم الجميل» يتنقل في مختلف المناطق اللبنانية
TT

«الموسم الجميل»... تحية فنية من فرنسا إلى لبنان

مهرجان «الموسم الجميل» يتنقل في مختلف المناطق اللبنانية
مهرجان «الموسم الجميل» يتنقل في مختلف المناطق اللبنانية

يستأثر النشاط الفني «الموسم الجميل» الذي ينظمه المركز الثقافي الفرنسي في لبنان في موعده كل عام، باهتمام اللبنانيين. فهو يعزز العلاقة التاريخية الوطيدة بين البلدين من خلال نشاطات ثقافية وفنية موجهة للأطفال والشباب معاً. فهذا المهرجان الموسمي الذي يستمر حتى 4 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، يجذب تلامذة المدارس في مختلف المناطق اللبنانية. ويتنقل في ربوعها ليلونها بأعمال مسرحية وسينمائية وورش عمل ومعارض، فيزود أفراد العائلة الواحدة بخلفية ثقافية وفنية تمزج ما بين نشاطات فرنسية وأخرى لبنانية تحت سقف واحد.
وتتضمن النسخة الخامسة من هذا المهرجان برمجة لستة عروض فنية، تتنقل ما بين مدن بيروت وبعلبك وطرابلس وصور وزحلة وذوق مكايل وجونية وصيدا، وغيرها.
وتشارك في المهرجان أربع مؤسسات فرنسية أخذت على عاتقها نقل فنون بلدها إلى لبنان، من مسرحية وسينمائية، إضافة إلى مساحة أخرى مخصصة للطهي.
«هو بالفعل نشاط يلون لبنان بمشهدية (قوس قزح) ثقافية وفنية» يقول ألبان دي تارليه المكلَّف بالمهمة الثقافية والفنية في المركز الثقافي الفرنسي في بيروت. ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «كما أنه يركز على هذا الانصهار الثقافي بين البلدين، ويعزز وسائل التواصل الفنية بينهما، ليغمر مختلف المناطق اللبنانية من دون استثناء».
وعن الجديد الذي تحمله النسخة الخامسة من هذا المهرجان، يقول: «سنحاول تعريف جيل الشباب على تاريخ السينما اللبنانية والعربية، من خلال معرض ملصقات وبوسترات سينمائية تعود إلى مجموعة عبودي أبو جودة، أحد أكبر هواتها في لبنان. فالصناعة السينمائية لا تقتصر على الأفلام الغربية والأميركية كما يخيل لجيل الشباب الحديث؛ بل إنها تشمل تاريخاً طويلاً لها في العالم العربي، ولا سيما بين مصر ولبنان». ويتابع المسؤول الثقافي في المركز الفرنسي في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «كما سنطل هذا العام على التراث الغذائي اللبناني، والذي تختلط فيه ثقافات مطابخ بلدان مجاورة له، كالسوري والفلسطيني والتركي، وغيرها. فيكتشف الشباب والأطفال معاً أهمية هذا المطبخ على الصعيدين العالمي والمحلي، من خلال ورشة عمل يتفاعلون معها مباشرة على الأرض».
ومن العروض البصرية التي يتضمنها «الموسم الجميل» واحد بعنوان «الشعاع الصغير»، فيكتشف معه الكبار والصغار أسرار ظاهرة الضوء والعروض البصرية، وكيفية تحولها إلى استعراض ضخم.
أما في مسرحية «سانغات إيبولا» فسيعيش مشاهدها مجريات عمل خيالي تدور أحداثه في عام 2029، وهي من إخراج نبيل داغسن الذي يشارك في بطولتها إلى جانب عدد من الممثلين الفرنسيين، أمثال جوزفين تيلوي، وليا ميسيلي.
وفي معرض الملصقات السينمائية «نظرات متشابكة حول السينما» يتعرف الزائر على تاريخ السينما العربية، من خلال «أفيشات» سينمائية قديمة لأبطال من لبنان والعالم العربي، أمثال صباح وأسمهان ومحمد عبد الوهاب، وغيرهم. كما ينشر بعض الملصقات لأفلام غربية طبعت بموضوعاتها أعمالاً سينمائية عربية وأثرت فيها.
ومن الأعمال المسرحية المنتظرة في هذا الموسم «الجدار الرابع» للفرنسي جوليان بوفييه. وتحكي عن مجموعة شباب من أديان مختلفة يعيدون قراءات خاصة للأسطورة الفرنسية «أنتيغون» انطلاقاً من نظرتهم الخاصة للصراع اللبناني الذي تسبب في الحرب الأهلية.
أما في «إنديس غون» فسنتابع مسرحية تحكي عن الغموض الذي يلف مقتل أحد الأمراء الفرنسيين (هنري)، والدور الذي تلعبه والدته (الملكة ريجين) في كشف خيوط المؤامرة التي حيكت حول ابنها.
ويتضمن معرض وورشة عمل «أورسينو» كل ما يمكن أن يخطر على بال زواره من قصص ومذاقات المطبخ اللبناني. وهذه الرحلة ترتكز على 7 شبان جاءوا من بلدان عربية مختلفة بحثاً عن جذورهم في عالم المطبخ اللبناني، ليبرهنوا أمام الجميع على أن عالم المطبخ هو وسيلة اتصال من نوع آخر، اجتمعت بفضله شعوب عربية عدة، بعد أن تبادلت ثقافات مطبخها بعضها مع بعض.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الحدث يقام في الإطار نفسه في باريس طيلة أيام السنة، بهدف تلوين إيقاع الحياة اليومية للأهل وأولادهم بفنون الرقص والغناء.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.