«الائتلاف المغربي لحقوق الإنسان» ينتقد «تراجع» الحريات في المملكة

TT

«الائتلاف المغربي لحقوق الإنسان» ينتقد «تراجع» الحريات في المملكة

عبّر الائتلاف المغربي لحقوق الإنسان، الذي يضمّ 22 جمعيّة محلّية، أمس، عن قلقه حيال «تراجع» حقوق الإنسان في المغرب، متحدّثاً عن «إساءة استخدام للسلطة»، و«قمع» ناشطين و«محاكمات غير عادلة».
وقال الائتلاف في بيان تمّت تلاوته أمام وسائل الإعلام في الرباط، وتلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه، إنّ المغرب يشهد «تراجعاً على مستوى الحقوق والحرّيات»، مبرزاً أن هناك ناشطين تعرّضوا لحالات «تعذيب وسوء معاملة» وللمحاكمة، وأن هناك جمعيات تتعرض «لضغط السلطات».
واعتبر الائتلاف أنّ القضاء بات «جهازاً يُستعمل لتصفية الحسابات السياسيّة مع النشطاء والمعارضين»، مشيراً إلى أنّ هناك نشطاء تتم محاكمتهم «بسبب مواقفهم»، وأحياناً «فقط بسب تعليقات بسيطة على مواقع التواصل الاجتماعي».
كما أشار بيان الائتلاف أيضاً إلى «سجن متظاهرين سلميين»، على غرار نشطاء في حراك الريف، «وصلت الأحكام ضدّهم على سبيل المثال، لا الحصر، إلى 20 سنة سجناً نافذاً».
وحمل «حراك الريف» مطالب اجتماعية واقتصادية طوال أشهر بين خريف 2016 وصيف 2017. بينما اتهمته السلطات بخدمة أجندة انفصالية والتآمر للمسّ بأمن الدولة. وقد خرجت أولى مظاهراته احتجاجاً على حادث أودى ببائع السمك محسن فكري.
كما دان الائتلاف «أشكالاً جديدة» من القمع من خلال «حملات تشهير أطلقت في وسائل إعلام». وبحسب رأيه، فإن الهدف من ذلك هو «الإضرار بسمعة أولئك الذين ينتقدون الخط الرسمي للدولة».
كما تطرّق بيان الائتلاف إلى اعتقال الصحافيّة هاجر الريسوني، التي تُحاكم بتهمة «الإجهاض غير القانوني»، و«ممارسة الجنس قبل الزواج».
والريسوني، وهي صحافية تشتغل في جريدة «أخبار اليوم» الناطقة بالعربية، أوقفت في 31 أغسطس (آب) الماضي لدى خروجها من عيادة في الرباط. ووضعت الريسوني، التي أكدت أنها كانت تتلقى علاجاً من نزيف داخلي، قيد التوقيف في انتظار محاكمتها، ونفت كل التهم الموجهة إليها، وتعتزم التقدم بشكوى حول «تعرضها للتعذيب»، لكونها «أخضعت لفحوص طبية من دون إذن قضائي ومن دون إرادتها»، كما نقلت عنها عائلتها.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.