بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

- سرطان القولون والمستقيم بين الشباب
> يعتبر سرطان القولون والمستقيم colorectal cancer (CRC) أحد الأورام الخبيثة التي تنشأ في أجزاء من الأمعاء الغليظة (القولون والمستقيم) نتيجة حدوث نمو غير طبيعي للخلايا المبطنة للقولون التي لديها القدرة على المهاجمة والانتشار إلى الأعضاء الأخرى في الجسم. وقد ينشأ هذا السرطان من النتوءات أو اللحميات التي تعرف باسم الأورام الغددية. وأحياناً تكون الأسباب مجهولة أو تعود إلى تغيرات في الجينات. وتعزى الإصابة إلى عوامل الخطورة المعروفة، وهي زيادة الدهون في الطعام وقلة الألياف وتقدم العمر.
وتشير الدلائل العلمية في دراسة حديثة إلى ارتفاع معدل الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بين الشباب في أوروبا. نشرت هذه الدراسة في مجلة غات (Gut) في 16 مايو (أيار) 2019. وتم فيها جمع بيانات عن حالات مرضى توفوا بسرطان القولون والمستقيم المرتبط بالعمر بين عامي 1990 و2016 من سجلات السرطان الوطنية والإقليمية لـ143.7 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 20 و49 عاماً من 20 دولة أوروبية.
وكشف تحليل تلك البيانات أن 0.13 في المائة من مجموعة المرضى المتوفين تم تشخيص حالاتهم بسرطان القولون والمستقيم. وقد وُجد أن معدل الإصابة بسرطان القولون بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و29 عاماً، قد ارتفع بشكل ملحوظ (2.7 في المائة في السنة للفترة من 1990 إلى 2005 و9.3 في المائة في السنة للفترة من 2005 إلى 2016) مقارنة بسرطان المستقيم (3.5 في المائة خلال الفترة الزمنية نفسها). وبالنسبة لكلا الجنسين مجتمعين، وُجد أن معدل الإصابة بسرطان القولون والمستقيم قد ارتفع بشكل حاد بين الشباب من الفئة العمرية بين 20 و29 عاماً مقارنة بالفئات العمرية من 30 إلى 39 ومن 40 إلى 49.
أما بالنسبة لمعدل وفيات هذه السرطانات فلم تتغير بشكل كبير في الفئة العمرية بين 20 و29 عاماً، لكنه انخفض بنسبة 1.1 في المائة سنوياً بين عامي 1990 و2016 بين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و39 عاماً. وبالنسبة للفئة العمرية بين 40 و49 عاماً، فقد انخفض معدل الوفيات بنسبة 2.4 في المائة سنوياً بين عامي 1990 و2009 ثم ارتفع بنسبة 1.1 في المائة سنوياً بين عامي 2009 و2016.
هذه النتائج، التي أظهرت ارتفاعاً في نسبة الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وشملت عينة بحثية قدرت بالملايين من الشباب في أوروبا خلال الـ25 عاماً الماضية، دعت القائمين على الدراسة لإصدار توصية بضرورة إعادة النظر في الدليل الحالي لإرشادات فحص سرطان القولون والمستقيم.

- فقدان السمع والاعتلال العصبي السكري
> يعاني 4 من كل 5 مرضى بالغين مصابين بمرض السكري من النوع الثاني من ضعف في السمع بسبب الاعتلال العصبي السكري (diabetic neuropathy)، وفقاً لبحث جديد تم تقديمه في المؤتمر الأوروبي الحادي والعشرين للغدد الصماء (ECE 2019) الذي عقد في مدينة ليون بفرنسا في شهر مايو (أيار) 2019. ونشر في الموقع الطبي «يونيفاديس».
وقام الباحثون، في هذه الدراسة، بتجنيد 200 مريض بالسكري من النوع الثاني، تتراوح أعمارهم بين 30 و60 سنة لهذه الدراسة. وتم تقسيم المرضى إلى مجموعتين: المجموعة الأولى (وعددهم 151) شملت الأشخاص الذين يعانون من الاعتلال العصبي الحركي من الدرجة المعتدلة إلى الشديدة، وكان مؤشر الاعتلال العصبي السكري لديهم أعلى من 12 درجة. والمجموعة الثانية (وعددهم 49) شملت الأشخاص الذين ليس لديهم اعتلال عصبي، وكان المؤشر لديهم أقل من 6 درجات. وتم تقييم مستوى فقدان السمع بواسطة مقياس السمع النقي (PTA) لمختلف الترددات التي تراوحت ما بين 250 هرتز إلى 8000 هرتز.
وعموماً، كان معدل انتشار جميع أنواع فقدان السمع (AHL) 81 في المائة، ومعدل انتشار فقدان السمع بين المصابين بالاعتلال العصبي 85.5 في المائة، وبين غير المصابين بالاعتلال العصبي 66.6 في المائة. كما وُجد أن معدل انتشار فقدان السمع الإكلينيكي الكبير من المستوى المعتدل وما فوق 28.5 في المائة بشكل عام، و30.5 في المائة مع الاعتلال العصبي و22.8 في المائة من دون الاعتلال العصبي.
ومن خلال التحليل الإحصائي لجميع أنواع فقدان السمع وفي أي أذن من الاثنتين، وجد المؤلفون ارتباطاً مهماً لفقدان السمع مع التقدم في العمر، والجنس، ومع التناول المنتظم لأدوية مثبطات (ACE)، ومستوى مؤشر الاعتلال العصبي السكري.
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]


مقالات ذات صلة

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».