طرحت عالمة مصريات في «جامعة كيبيك» الكندية في مونتريال، نظرية لافتة، تشير إلى أن الملك الشاب توت عنخ آمون، جاء إلى السلطة بعد أن تولت اثنان من شقيقاتِه العرش، غير أنها قُوبلت بتشكيك من علماء آخرين.
ومنذ أكثر من نصف قرن، ذهب باحثون إلى أن ملكة تولت الحكم قبل توت عنخ آمون، الذي تم اكتشاف قبره في عام 1922. ورجح البعض حينها أنها كانت نفرتيتي، زوجة أخناتون (والد توت)، التي أعلنت نفسها «ملكاً» بعد وفاته، واعتقد آخرون أنها الابنة الكبرى الأميرة ميريتاتين، ولكن العالمة الكندية استبعدت نفرتيتي، مرجحة أن ابنتين لأخناتون استولتا على السلطة بعد وفاته، بينما كان شقيقهما توت عنخ آمون يبلغ من العمر أربع أو خمس سنوات في ذلك الوقت، وهو سن صغير لا يسمح له بالحكم.
وطرحت العالمة فاليري أنجينوت، نظريتها، خلال الاجتماع السنوي لـ«المركز الأميركي للبحوث في مصر»، الذي أقيمت فعاليته خلال الفترة من 12 إلى 14 أبريل (نيسان) الحالي، في ولاية فرجينيا الأميركية، وفي تقرير نشرته، أمس، وكالة الصحافة الفرنسية، استندت العالمة في رأيها إلى بعض الدلائل التي كشفت عن أن ابنتي إخناتون (ميرتاتين) و(نفر نفرو آتون تاشيريت)، استولتا على السلطة لصغر سن توت عنخ أمون.
وكان لإخناتون 6 بنات من زوجته نفرتيتي، وهي الزوجة الرئيسية، قبل أن يكون له ابن لاحقاً وهو توت عنخ آمون من زوجته ذات الأصول الشامية «كيا»، وكان يعاني من المرض طوال حياته.
وتقول فاليري أنجينوت: «تزوج إخناتون من ابنته ميرتاتين لإعدادها للحكم، لكن بعض النقوش تشير أيضاً إلى أنه كان يعتني بابنة أخرى تسمى نفر نفرو آتون تاشيريت، وقد نصب الاثنتين على العرش تحت اسم عنخ خبرورع».
ومن الدلائل التي اعتمدت عليها أنجينوت لتأكيد نظريتها، بعض القطع من كنز توت عنخ آمون الذي اكتشفه عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، عام 1922، والتي أظهرت أنه استولى على قطع جنائزية تعود في الأصل إلى الملكتين عنخ خبرورع.
واستندت أيضاً إلى فحص دقيق للمسلة المعروضة في المتحف المصري في برلين، التي تظهر شخصين جالسين على العرش يلامس أحدهما ذقن الآخر.
وكانت نظريات ذهبت إلى أنها تخص أخناتون مع والده، أو أخناتون مع نفرتيتي، ولكن أنجينوت أثبتت أن حركة ملامسة الذقن لم تكن تقام سوى في أوساط الأميرات في مائة في المائة من الحالات.
ومن الدلائل الأخرى التي اعتمدت عليها، قيامها بمعاينة عدة تماثيل لرؤوس ملوك لم تعرف هويتهم بالتحديد، وكانت تنسب هذه التماثيل؛ إما إلى أخناتون أو إلى نفرتيتي أو إلى توت عنخ آمون، وقامت بمقارنة هذه التماثيل مع تماثيل متعارف عليها للأميرات، وأتت النتائج تطابقاً بين هذه التماثيل وتماثيل الأميرات، وخلصت من ذلك إلى أن بعض هذه التماثيل يعود في الواقع إلى أميرتين أصبحتا من الفراعنة.
ونوهت أنجينوت بأن نظريتها قُوبلت بترحاب شديد، باستثناء زميلين «عارضاها بشدة». ولكن محمود الحلوجي، الرئيس السابق للمتحف المصري، يقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «لو كنتُ حاضراً في أثناء طرح النظرية، لكنت الشخص الثالث الذي يعارضها وبشدة».
واستند الحلوجي في معارضته للنظرية إلى سببين؛ أولهما لأن «السن لم يكن أبداً شرطاً للحكم في مصر القديمة، الذي كان ينتقل إلى الأكبر سناً من الذكور، مهما كان عمره».
وقال: «لدينا في التاريخ المصري القديم أكثر من حالة، فالملك بيبي الثاني بنهاية الأسرة السادسة، حكم وهو في سن 6 سنوات، واستمر حكمه 94 عاماً، وكان حكمه سبباً لانهيار الدولة القديمة... كما حكم الملك تحتمس الثالث في سن 6 سنوات لمدة عامين، قبل أن تقوم عمته حتشبسوت بإزاحته من الحكم، وتولت السلطة لمدة 20 عاماً، كانت خلالها ترتدي ملابس الرجال وتكنى بالملك، لأن الحكم في مصر القديمة كان للرجال، إلى أن عاد تحتمس الثالث للحكم مرة أخرى، واستمر فيه لمدة 30 عاماً، وقام بالانتقام من عمته بأنه هدم معابدها، وكل ما يمت لها بصلة، وضم فترة حكمها إلى فترة حكمه، فكانت الكتابات تشير إلى أنه حكم لمدة 52 عاماً (20 عاماً من حكم حتشبسوت وعامان من حكمه قبل أن تزيحه عمته و30 عاماً من حكمه بعد عمته)».
أما السبب الثاني الذي ذكره المدير السابق للمتحف المصري، فيتعلق بادعاء صاحبة النظرية زواج أخناتون من ابنتيه لتجهيزهما للحكم، وتساءل: «ولماذا يفعل ذلك وزوجته نفرتيتي كانت لا تزل حية؟».
وقال: «الحالة الشهيرة التي حدث فيها زواج الملك من ابنته كانت لرمسيس الثاني، حيث تزوج ابنته (ميريت آمون)، وكان لذلك مبرراً، وهو أنه زوجته الملكية توفيت، فلماذا سيفعل أخناتون ما ذهبت إليه تلك النظرية».
نظرية كندية: شقيقتان لتوت عنخ آمون سبقتاه للحكم لصغر سنه
نظرية كندية: شقيقتان لتوت عنخ آمون سبقتاه للحكم لصغر سنه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة