الناجون من «باب الحارة» ينزحون إلى «باب الصالحية» مع مخرج جديد

السيناريست مروان قاووق يقصف حارتي الضبع وأبو النار ويقتل معظم الأبطال

مسلسل «باب الصالحية» (باب الحارة) سابقاً (من صفحة المسلسل للكاتب مروان قاووق على حسابه بموقع «فيسبوك»)
مسلسل «باب الصالحية» (باب الحارة) سابقاً (من صفحة المسلسل للكاتب مروان قاووق على حسابه بموقع «فيسبوك»)
TT

الناجون من «باب الحارة» ينزحون إلى «باب الصالحية» مع مخرج جديد

مسلسل «باب الصالحية» (باب الحارة) سابقاً (من صفحة المسلسل للكاتب مروان قاووق على حسابه بموقع «فيسبوك»)
مسلسل «باب الصالحية» (باب الحارة) سابقاً (من صفحة المسلسل للكاتب مروان قاووق على حسابه بموقع «فيسبوك»)

أدت الخلافات بين شركتي الإنتاج الفني السوريتين «ميلسون» و«قبنض» حول ملكية مسلسل «باب الحارة» إلى قيام كاتب السيناريو مروان قاووق بقصف حارتي «الضبع» و«أبو النار» ودفع الناجين من أبطال العمل إلى «باب الصالحية» والذي سيصبح اسم المسلسل في موسم رمضان 2019. وجاء قصف حارتي «الضبع» و«أبو النار» ومقتل معظم سكانهما، مخرجاً درامياً يستغل الحدث السوري، الراهن على أحداث العمل الذي يزعم أن زمنه يعود إلى فترة الانتداب الفرنسي على سوريا في النصف الأول من القرن العشرين، حيث وجد الكاتب في ذلك تبريراً لانسحاب عدد كبير من أبطال العمل كالممثلة صباح جزائري (سعاد زوجة أبو عصام) وميلاد يوسف بدور (عصام) وزهير رمضان بدور (أبو جودت) وخير الدين الجراح بدور (أبو بدر) وشكران مرتجى (فوزية زوجة أبو بدر).
الخلافات بين الشركتين المنتجتين والتي دخلت المحاكم أفضت إلى فوز شركة قبنض بحقوق التصوير، لكنها لم تفز بملكية اسم «باب الحارة» التي ظلت مع شركة «ميسلون» للمخرج بسام الملا، علماً بأن مروان قاووق هو صاحب فكرة المسلسل وكاتب أجزائه الأولى التي لاقت رواجاً عربياً واسعاً. وقد تصدى لكتابة النسخة الجاري تصويرها الآن في حي ساروجة بدمشق من إنتاج «قبنض».
وقد تم تغيير معظم عناصر العمل ما عدا ثابت وحيد في كل الأجزاء، المتمثل بشخصية الشيخ عبد العليم شيخ الحارة الذي التصق بالممثل عادل علي، فلم يتغير ولم يتبدل ولم يتطور. وأحداث «باب الصالحية»، الذي يتولى إخراجه محمد زهير رجب تبدأ إثر قصف الانتداب الفرنسي لحارتي الضبع وأبو النار، وموت معظم أهالي الحارتين، عدا بوران الابنة الكبرى لأبو عصام، والداية أم زكي وأبو قاسم (أيمن بهنسي) والشيخ عبد العليم (عادل علي) وأبو مرزوق (محمد الشماط) وأبو النار (الممثل علي كريم) وفايزة زوجة عصام. وفي المسلسل الجديد ينزح الناجون من النص القديم إلى حي الصالحية في النص الجديد، ليقيموا تحت رعاية المختار أبو رسمي (الممثل صالح الحايك)، ورئيس الكراكون الذي أصبح أبو مشغل (الممثل قاسم ملحو) بدل أبو جودت الذي قام بدوره في السابق الممثل زهير رمضان.
ويشار إلى أن الرواج الذي حققه مسلسل «باب الحارة» لم يمنع تصنيفه لدى الجمهور السوري كعمل رديء لما فيه من تزوير لتاريخ مدينة دمشق ومجتمعها وترويج قيم متخلفة، فكان عبر أجزائه العشر محط انتقادات شديدة تمثلت حيناً بمقالات نقدية قاسية، وأحياناً كثيرة بنكات ساخرة، ليس آخرها أن «أبطال باب الحارة منهم من نجا من القصف ومنهم من نجا من المخرج بسام الملا»، في إشارة إلى ما أشيع عن المخرج بسام الملا أنه كان كلما أراد استبعاد ممثل بدور بطولة من الجزء التالي يقوم بتدبير موت شخصيته في المسلسل، كما فعل بدور العقيد أبو شهاب الذي قام به سامر المصري. وفي حال جرت مصالحة بين الممثل والمخرج يمكن إعادته للحياة بعد وفاته في الجزء سابق كما فعل بدور أبو عصام، الذي غاب عن بعض الأجزاء ليعود في الجزء التالي.
مسلسل «باب الصالحية» الذي قالت الشركة المنتجة إنه سيكون من أضخم أعمال البيئة الشامية يشارك فيه عدد من الممثلين الشباب منهم فاتح سليما ورشا حاضري ويامن حجلي إلى جانب فاديا خطاب ومرح جبر وتولين بكري ونظلي الرواسي وسلمى المصري ومحمد عمر وجلال شموط وطارق مرعشلي وغيرهم.


مقالات ذات صلة

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».