احتفاء مصري وعربي بفوز رامي مالك «ابن المنيا» بالأوسكار

أفضل ممثل عن دوره في فيلم «الملحمة البوهيمية»

رامي مالك يفوز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل (أ.ف.ب)
رامي مالك يفوز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل (أ.ف.ب)
TT

احتفاء مصري وعربي بفوز رامي مالك «ابن المنيا» بالأوسكار

رامي مالك يفوز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل (أ.ف.ب)
رامي مالك يفوز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل (أ.ف.ب)

أعرب المصريون عن فرحتهم بعد فوز الشاب ذي الأصول المصرية، رامي مالك، بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل، عن دوره في فيلم «بوهيميان رابسودي»، «الملحمة البوهيمية» الذي جسد فيه شخصية فريدي ميركوري، المغني الرئيسي في فرقة الروك البريطانية (كوين). وقال مالك وهو أول ممثل من أصول مصرية يفوز بالأوسكار، في أثناء فعاليات النسخة الحادية والتسعين من حفل توزيع جوائز أكاديمية فنون وعلوم السينما، والذي أقيم بمدينة لوس أنجليس الأميركية: «أنا ابن مهاجرين من مصر». وأضاف مالك، 37 عاماً، في أثناء الحفل، الذي يقام من دون مقدم رئيسي للمرة الأولى منذ عقود: «أنا أميركي من الجيل الأول، وتتم كتابة جزء من قصتي الآن».
ويشار إلى أن مالك الذي كان قلقاً في البداية من تجسيد شخصية المغني فريدي ميركوري ولكنه أكد في ما بعد أنه استمتع بها كثيراً، كان قد فاز في يناير (كانون الثاني) الماضي، بجائزة «غولدن غلوب» لأفضل ممثل، عن دوره في «بوهيميان رابسودي»، بالإضافة إلى فوزه بجائزة «بافتا» البريطانية عن نفس الفيلم.
وانطلق مالك إلى النجومية بعد تجسيده لشخصية إليوت ألديرسون، في المسلسل التلفزيوني الشهير «مستر روبوت»، حيث حصل على «جائزة إيمي» عام 2016 عن دوره في المسلسل.
وقد تفوق مالك على الممثل الأميركي برادلي كوبر، 44 عاماً، الذي رُشح أيضاً لنيل جائزة «غولدن غلوب» في نفس الفئة عن دوره في فيلم «إيه ستار إيز بورن» (مولد نجم)، الذي تشاركه البطولة فيه نجمة البوب الشهيرة ليدي غاغا 32 عاماً، وهو نسخة جديدة من فيلم كلاسيكي يحمل نفس الاسم.
وقال مالك المرتبط حالياً بالممثلة الحسناء لوسي بوينتون، 25 عاماً، التي شاركته في تمثيل فيلم «بوهيميان رابسودي» والتي وُلدت في الولايات المتحدة ونشأت في بريطانيا، إنه يفكر حالياً في الانتقال للعيش في العاصمة البريطانية، لندن، التي «سقط في هواها» في أثناء تصوير مشاهد الفيلم هناك. وجسدت بوينتون في الفيلم دور صديقة ميركوري ماري أوستين. ووصف رامي مشاركته في الفيلم بأنها «أكبر تحدٍّ واجهتُه على الإطلاق». وقد اضطر مالك إلى الخضوع لتدريب شاق لأداء هذا الدور، حيث قال في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية إنه درس فيديوهات ميركوري حتى يتمكن من تجسيد الشخصية على نحو متطابق، وأضاف: «لم أرَ نفسي كمغنٍّ مطلقاً. أنا لم ألمس البيانو مطلقاً من قبل... لقد كان طريقاً وعراً بالنسبة إليَّ، واضطررت لأخذ دروس وتعلم كل شيء».
إلى ذلك، احتفت الأوساط الرسمية والشعبية والفنية في مصر، بفوز رامي مالك بجائزة الأوسكار (أفضل ممثل) وتفاعل مئات الآلاف من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بفوز مالك بالجائزة الرفيعة باعتباره أول ممثل مصري أميركي يفوز بالأوسكار.
وهنّأت السفارة المصرية في واشنطن، مالك، وقالت عبر حسابها الرسمي على موقعي «فيسبوك» و«تويتر»: «إن رامي مالك جعل المصريين سعداء وفخورين كأول أميركي مصري يفوز بجائزة الأوسكار، مبروك رامي، المصريون فخورون بك».
وه‍نأت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، النجم العالمي رامي مالك؛ لفوزه بجائزة الأوسكار، وأشادت وزيرة الهجرة بتصريحات مالك، التي افتخر فيها بأنه من أصول مصرية، وأنه من الجيل الأول من المصريين المهاجرين إلى الولايات المتحدة الأميركية.
وأكدت وزيرة الهجرة في بيان لها، أمس، «قدرة المصريين بالخارج على تحقيق الإنجازات في أيٍّ من المجالات المختلفة، ودائماً ما يمثلون مصدر فخر وعزة لكل ما هو مصري».
من جهته، قال عصام مخالي ابن عم رامي مالك، والمقيم بمسقط رأس والد الممثل العالمي بعزبة فلتاؤوس التابعة لقرية الطيبة بمركز سمالوط، بمحافظة المنيا (جنوبي القاهرة) لـ«الشرق الأوسط»: «استقبلنا خبر فوز ابن عمنا بالزغاريد والتهاني الحارة، رغم تأخر وقت بث الحفل لساعات الصباح الأولى في مصر أول من أمس». ولفت إلى أنه تابع حفل توزيع الجوائز مع بعض أفراد عائلته.
وعن بيت والد الممثل العالمي في المنيا قال مخالي: «كان عمي يعيش في بيت العائلة قبل إقامته الدائمة بميدان الجامع بحي مصر الجديدة (شرق القاهرة)، وهجرته إلى أميركا قبل نهاية سبعينات القرن الماضي. وبيت العائلة يوجد في عزبة فلتاؤوس، وهي عزبة صغيرة يبلغ عدد سكانها نحو 500 نسمة فقط، وتتبع قرية الطيبة التي تبعد عنها بنحو 500 متر فقط. وسكانها بسطاء وفخورون جداً بأن الممثل العالمي رامي مالك تعود جذوره لهذه العزبة البسيطة، فهو الآن يمثلنا وسفير لنا في أميركا والعالم، حتى ولو لم يزر مسقط رأس أبيه».
وثمّن مخالي «اعتزاز مالك بمصريته في كل لقاءاته الإعلامية وحواراته الصحافية»، وقال: «نتمنى أن تكرمه الحكومة المصرية بعد حصوله على هذه الجائزة الرفيعة فهو الآن هرم مصري جديد».
وقال أيوب إسكندر، 54 عاماً، أحد أهالي عزبة فلتاؤوس، في تصريحات صحافية سابقة إن «أكثر من 6 أطفال وُلدوا وسُمُّوا باسم رامي مالك بعد هذه الشهرة تيمناً بنجاحه».
إلى ذلك عبّر عدد من نجوم الفن المصريين والعرب عن سعادتهم البالغة بفوز مالك بجائزة أفضل ممثل، حيث قالت الفنانة اللبنانية نانسي عجرم في تغريدة عبر حسابها على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «رامي مالك بعد فوزه بجائزة (أفضل ممثل) في حفل الأوسكار (أنا ابن لمصريين مهاجرين)، مبروك لمصر والعرب، فرحة مصر وفرحتنا بنجاحك كبيرة».
ونشرت الفنانة المصرية ندى بسيوني عبر حسابها على «إنستغرام»، فيديو للحظة تتويج رامي مالك بالجائزة، وكتبت قائلة: «مبروك رامي الأمير المصري الجديد منذ 10 سنوات، لم نكن نتخيل أننا سنقترب وننافس على الأقل في جوائز عالمية».
ووجّه الإعلامي اللبناني نيشان، رسالة تهنئة إلى مالك قائلاً: «الأصول، الجنسية، العرق، اللون، الهوية، اللغة، الدين، المُعتقَد جميعها لا تعيق النجاح، أنت من تحمل النجاح في جيناتك وتجتهد وتصنع من حلمك حقيقة ثم تحتفل بشكر وحمد وامتنان، مبروك مصر». وقال المخرج المصري عمرو سلامة: «أكثر مرة في حياتي أشعر بالفخر وأنا أشاهد حفل جوائز الأوسكار مبروك لرامي مالك».


مقالات ذات صلة

الوثائقي «ملفات بيبي» في مهرجان تورونتو يثير غضب نتنياهو

شؤون إقليمية الوثائقي «ملفات بيبي» في مهرجان تورونتو يثير غضب نتنياهو

الوثائقي «ملفات بيبي» في مهرجان تورونتو يثير غضب نتنياهو

يتناول الفيلم تأثير فساد نتنياهو على قراراته السياسية والاستراتيجية، بما في ذلك من تخريب عملية السلام، والمساس بحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
يوميات الشرق المخرج الإيراني أصغر فرهادي الحائز جائزتَي أوسكار عامَي 2012 و2017 (إدارة مهرجان عمّان السينمائي الدولي)

أصغر فرهادي... عن أسرار المهنة ومجد الأوسكار من تحت سماء عمّان

المخرج الإيراني الحائز جائزتَي أوسكار، أصغر فرهادي، يحلّ ضيفاً على مهرجان عمّان السينمائي، ويبوح بتفاصيل كثيرة عن رحلته السينمائية الحافلة.

كريستين حبيب (عمّان)
يوميات الشرق تمثال «الأوسكار» يظهر خارج مسرح في لوس أنجليس (أرشيفية - أ.ب)

«الأوسكار» تهدف لجمع تبرعات بقيمة 500 مليون دولار

أطلقت أكاديمية فنون السينما وعلومها الجمعة حملة واسعة لجمع تبرعات بقيمة 500 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (لوس انجليس)
يوميات الشرق الممثل الشهير ويل سميث وزوجته جادا (رويترز)

«صفعة الأوسكار» تلاحقهما... مؤسسة «ويل وجادا سميث» الخيرية تُغلق أبوابها

من المقرر إغلاق مؤسسة «ويل وجادا سميث» الخيرية بعدما شهدت انخفاضاً في التبرعات فيما يظهر أنه أحدث تداعيات «صفعة الأوسكار» الشهيرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق أبطال المنصات (مارتن سكورسيزي وبرادلي كوبر) يغادران «أوسكار» 2024 بوفاضٍ خالٍ

هل تخلّت «الأوسكار» عن أفلام «نتفليكس» وأخواتها؟

مع أنها حظيت بـ32 ترشيحاً إلى «أوسكار» 2024 فإن أفلام منصات البث العالمية مثل «نتفليكس» و«أبل» عادت أدراجها من دون جوائز... فما هي الأسباب؟

كريستين حبيب (بيروت)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».