أهم الإنجازات الطبية في عام 2018

تطعيم مضاد للسرطان وأجنة معدلة من أمين اثنتين وأبحاث لاستعادة البصر

أهم الإنجازات الطبية في عام 2018
TT

أهم الإنجازات الطبية في عام 2018

أهم الإنجازات الطبية في عام 2018

لا يمر يوم إلا ويتحقق الكثير من المنجزات العلمية في جميع المجالات ومنها الطبية بالطبع، وسنستعرض أهم ما توصل إليه العلم في المجال الطبي على صعيد تطور أساليب التشخيص وتقنياتها المختلفة وأحدث وسائل العلاج من أجل التمتع بحياة صحية جيدة.
- تطعيم مضاد للسرطان
> تطعيم ضد السرطان. هذا العام أعلن علماء من جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة عن تجارب لتطعيم ضد السرطان في مريض مصاب بمرض سرطان الغدد الليمفوية lymphoma في تجارب إكلينيكية على الإنسان بعد أن تم إجراء تجارب لهذا التطعيم بنجاح في الفئران.
واستطاع التطعيم القضاء على السرطان من دون أي أعراض جانبية وتقريبا تم شفاء 97 في المائة من الفئران المصابة بأنواع السرطانات المختلفة.
ويتم التطعيم عن طريق حقن مواد تحفز المناعة الذاتية immune - stimulating في السرطان نفسه. وقال العلماء إن غرضهم الأساسي حقن كميات صغيرة جدا من المواد المحفزة للمناعة في خلايا السرطان، وقد امتد أثرها لجميع خلايا الجسم في الفئران وفي النهاية تم التخلص من جميع الخلايا السرطانية في الحيوان. والأمل أن يحدث نفس التأثير في الإنسان في المستقبل القريب. والمقصود من كلمة التطعيم هو طريق التناول وإمداد جهاز المناعة، وليس منع الإصابة، حيث يكون أقرب إلى العلاج منه للتطعيم.
> علاج للسرطان على المدى القريب. لا شك أن مرض السرطان يعتبر الاهتمام الأول لجميع الدوائر الصحية في العالم على أمل التوصل إلى علاج يشفي المرضى.
وفي هذا العام نال عالم أميركي وعالم ياباني جائزة نوبل على أبحاثهما في التوصل إلى سبب عدم تمكن الجسم من مقاومة الخلايا السرطانية والانتصار عليها ووجدا أن هناك نوعا من البروتينات يثبط الجهاز المناعي ويمنعه من مهاجمة السرطان.
وفي حالة تثبيط هذه البروتينات فإن جهاز المناعة يسترد قوته ويستطيع التغلب على الخلايا السرطانية فيما يشبه وقف معطل المناعة immune checkpoint blockade. وأثبتت التجارب الإكلينيكية التي تم إجراؤها على مرضى بنوع متقدم من سرطان الجلد تحسنا في حالات المرضى. وهناك تجارب أخرى على أنواع من سرطانات الرئة. وأهمية هذا الاكتشاف أنه يمهد على المدى القريب للقضاء على المرض من خلال القضاء على البروتينات المسببة له.
> اختبار بالدم لمعرفة السرطان. أعلن العلماء هذا العام من مركز جون هوبكنز لأبحاث السرطان بالولايات المتحدة عن قرب توصلهم إلى اختبار يتم عن طريق أخذ عينة من الدم للتنبؤ باحتمالية أن يصاب الشخص السليم والذي لا يعاني من أي أعراض بمرض السرطان.
ويشمل الاختبار 8 من الأنواع الأكثر حدوثا للسرطانات مثل الرئة والكبد والقولون والبنكرياس والثدي والمعدة والمبيض والمريء.
وعند تجربة هذا الاختبار كانت النتائج تصل إلى 40 في المائة من المرضى المصابين بالسرطانات في المراحل الأولى من المرض Stage 1 cancer.
وأشار العلماء إلى أن هذه النتيجة لا تعد نتيجة سيئة وعلى النقيض تعتبر إنجازا كبيرا يتطلب بالطبع المزيد من الجهود حتى يتم تعميم هذا الاختبار ويمكن بعد ذلك أن يصبح إجراء روتينيا للوقاية من المرض في مراحله الأولى.
- ألزهايمر وباركنسون
> معرفة سبب مرض ألزهايمر. تمكن علماء أميركيون في هذا العام من استخراج خلايا جذعية من مرضى ألزهايمر ومن متطوعين أصحاء واستغلال هذه الخلايا في دراستها وتكوين خلايا مخ عصبية (brain cells). وتبين أن جميع مرضى ألزهايمر لديهم نسختان من جين معين apoE4 يزيد من فرص الإصابة بالمرض. ويقوم هذا الجين بإفراز بروتين معين من شأنه أن يقوم بتدمير الخلية العصبية.
وقام العلماء بالتوصل إلى طريقة معينة لتغيير تركيبة هذا البروتين، وعند تغيير التركيب تم ما يشبه المسح لكل أثر للمرض من الخلية العصبية التالفة وأصبحت الخلية أكثر صحة وعاشت فترة أطول. وأوضح العلماء أن أهمية هذا الكشف في أنه يمهد للتوصل إلى علاج للمرض في المستقبل القريب كما أنه يوضح آلية الإصابة وعند إمكانية التغيير في المريض نفسه يمكن أن يحدث الشفاء.
> علاج جديد لمرض الشلل الرعاش. بدأت هذا العام التجارب الإكلينيكية على علاج جديد لمرض الشلل الرعاش Parkinson والذي يعاني فيه المريض من حركة لا إرادية في أطرافه. وقد قام بهذه التجارب علماء من جامعة أريزونا بالولايات المتحدة.
ومن المعروف أن العلاج الحالي والأساسي للمرض وهو الليفي دوبا levodopa يعالج المرض بكفاءة ويقلل من حدة الحركة التي تشبه الرعشة. ولكن على الرغم من كفاءة العلاج إلا أن هناك نسبة تبلغ نحو 40 في المائة من المرضى يعانون من أعراض جانبية صعبة من العلاج مثل حركات لا إرادية يصعب التحكم فيها uncontrollable movements والتجارب أشارت إلى أن هؤلاء المرضى الذين يعانون من الأعراض تحسنوا بشكل كبير ولم يعانوا من الحركات اللاإرادية مجددا.
- أبحاث طبية
> أجنة معدلة جينيا، ولدت من والدتين من نفس الجنس. نجح العلماء في الصين من خلال التعديل الجيني Gene - Editingأو ما يمكن أن يطلق عليه الهندسة الوراثية وباستخدام الخلايا الجذعية في التوصل إلى إنجاب جنين لوالدتين من نفس الجنس. وأجريت هذه التجربة على الفئران وقد لاحظ العلماء أن الأجنة المولودة لأنثيين من الفئران كانت بصحة جيدة واستطاعت الحركة بنشاط والبقاء على قيد الحياة بينما الأجنة المولودة من الفئران الوالدين الذكور لم يتمكن إلا اثنان فقط من أصل 12 مولودا من البقاء على قيد الحياة لمدة 48 ساعة فقط.
وعلى الرغم من أن العلماء أوضحوا أن هذه التجارب مستبعدة الحدوث أو النجاح على الإنسان في المدى القريب خاصة للكثير من العوامل الأخلاقية والاجتماعية المختلفة إلا أن هذه النتائج تعتبر تطورا كبيرا جدا في مجال التعديلات الجينية وتفتح الباب إلى مزيد من المحاولات في المستقبل وقد قام العلماء بنشر نتائج هذه التجارب في مجلة الخلايا الجذعية journal Cell Stem Cell.
> إعادة البصر لمكفوفين. في هذا العام نجح العلماء في إعادة البصر لاثنين من المرضى فقدا بصرهما على أثر التقدم في العمر (يعد تقدم السن أشهر سبب للإصابة بفقدان البصر نتيجة ضمور مقلة العين age - related macular degeneration) بعد علاجهما بالخلايا الجذعية وكانا فقدا بصرهما بشكل تدريجي ولم يتمكنا من القراءة. وقد تم زرع ما يشبه الشريحة خلف المقلة التالفة عن طريق جراحة بسيطة.
ونجحت هذه العملية في استعادة قدرة المرضى ليس على القراءة فحسب بل على مستوى الرؤية القريبة. وأوضح العلماء أن إجراء العملية يعتبر إنجازا علميا كبيرا جدا وأنه على المدى القريب يمكن أن تصبح هذه العملية مألوفة مثل عمليات إزالة المياه البيضاء (الكتاركت) على سبيل المثال وهو الأمر الذي سوف يحمل الأمل لملايين من المرضى سنويا على مستوى العالم.
- مبتكرات علاجية وتشخيصية
> حقنة للصداع النصفي. حمل هذا العام أخبارا سارة لمرضى الصداع النصفي الذي يعاني منه الملايين من البشر (39 مليون شخص في الولايات المتحدة فقط) حيث تمت الموافقة من قبل الإدارة الأميركية للغذاء والدواء FDA على علاج جديد للمرض عن طريق الحقن والعلاج الجديد يقوم بوظيفته عن طريق تثبيط مستقبلات الألم CGRP receptor وبذلك تقل نوبات الألم الشديدة التي تحدث والتي يمكن أن تمتد في بعض الأحيان لعدة أيام.
ومن المعروف أن الصداع النصفي لا يستجيب لمسكنات الصداع العادي وفي الأغلب تكون الآلام مصحوبة بنوبات غثيان وقيء ويكون هناك ألم في العين. والعلاج الجديد يمكن للمريض أن يقوم بحقن نفسه بشكل ذاتي بشكل أقرب لحقن الأنسولين.
وأظهرت التجارب الإكلينيكية تحسنا كبيرا للمرضى الذين تم اختبار العلاج عليهم مقابل العقار الوهمي (قرص يشبه العلاج تماما ولكن من دون مادة فعالة) والعلاج الجديد تم طرحه في الأسواق بالفعل تحت الاسم التجاري Aimovig.
> عدسات لاصقة لمرضى السكري. بالنسبة للمرضى الذين يعانون من البول السكري من الضروري معرفة مستوى الغلوكوز بالدم حتى يتم التحكم في العلاج وزيادة الجرعة أو إنقاصها وكذلك تعطي فكرة عن إمكانية أن يتعرض المريض لغيبوبة بسبب نقص مستوى السكر بالجسم hypoglycemia، وفي بعض الأحيان غيبوبة نتيجة لزيادة مستوى الغلوكوز hyperglycemia أيضا ولكنها أقل حدوثا.
دائما كانت الطريقة المتبعة لمعرفة مستوى الغلوكوز بالدم عن طريق الوخز إما عن طريق أخذ عينة من الوريد وتحليلها في المختبر، وإما عن طريق الوخز في الإصبع وتحليلها في الجهاز الموجود بالمنازل. وفي هذا العام توصلت إحدى الشركات الكورية إلى إنتاج عدسات لاصقة ذكية قادرة على قياس مستوى السكر بالدم عن طريق الدموع وتم نشر التفصيلات العلمية في مجلة journal Science Advances. وأوضح المصنعون أن هذه العدسات تعتبر تطورا كبيرا حيث إنها تعطي صورة دقيقة ومستمرة وسريعة لمستوى الغلوكوز في الدم ومن دون الأم الوخز.
> حبوب منع الحمل للرجال أيضا. في هذا العام تمكن علماء أميركيون من جامعتي واشنطن وسياتل من التوصل إلى عمل حبوب لتنظيم النسل خاصة بالرجال Male Birth Control على غرار الحبوب التي تتناولها السيدات. وأوضحوا أن هذه الحبوب أثبتت كفاءة عالية في منع الحمل بالفعل. وهي عبارة عن خليط من الهرمونات المختلفة التي تمنع تكوين الحيوانات المنوية ويتم تناول هذه الحبوب بواقع قرص يوميا وأثبتت التجارب الإكلينيكية والتحاليل المختبرية، وأن أعراضها الجانبية طفيفة. وأشار الباحثون إلى أن الأمر بالتأكيد يتطلب المزيد من الدراسات المستقبلية لرصد أي أعراض جانبية يمكن أن تطرأ على صحة الرجال إلا أن النتائج مبشرة جدا.
> قطع غيار لأعضاء الجسم. ربما يبدو الخبر أقرب إلى أفلام الخيال العلمي ولكن ربما في غضون سنوات قليلة سوف يتمكن العلماء من استبدال أعضاء بشرية بالكامل وإنتاجها بشكل صناعي (تختلف عن عمليات نقل الأعضاء التي يقوم فيها العلماء باستخدام أعضاء متبرع آخر)، حيث تمكن العلماء في هذا العام من خلق طرف كامل لضفدعة كانت قد فقد طرفها فيما يشبه عملية البتر في الإنسان. وأوضح العلماء أنهم بصدد إجراء التجارب على الإنسان وليس هناك ما يمنع من ذلك وأن نجاح هذه العمليات سوف يساعد في علاج الكثير من المشكلات الصحية ابتداء من العيوب الخلقية والتشوهات مرورا بعمليات التجميل وانتهاء بإمكانية علاج السرطان حيث يمكن إعادة العضو المفقود والآن أصبح هناك الكثير من الأبحاث في مجال الطب التجديدي Regenerative Medicine حيث تتجدد الخلايا فيما يشبه الإطار للعضو المراد إعادة خلقه وباستخدام هرمون الأنوثة progesterone ساعد في نمو الرجل المفقودة للضفدعة من جديد.

علاجات واختبارات

> استبدال الصمام الميترالي من دون عملية قلب مفتوح. نجح العلماء في هذا العام في إجراء عملية استبدال للصمامين الميترالي والثلاثي mitral and tricuspid valves من دون اللجوء إلى فتح القفص الصدري بشكل كامل فيما يعرف بعملية القلب المفتوح، وذلك عن طريق جرح صغير في الجلد percutaneously يتم من خلاله إدخال القسطرة وعمل العملية بسهولة، فضلا عن أنها تستغرق فترة أقصر ولا يضطر المريض إلى الإقامة في المستشفى لفترات طويلة تحت رعاية مركزة بعكس العمليات التي تتطلب فتح القفص الصدري ويعتبر ذلك تطورا كبيرا يساعد ملايين من المرضى الذين يعانون من مشاكل في الصمامات. ويأمل العلماء في إمكانية استبدال وتعديل صمام الشريان الأورطي في المستقبل القريب.
> اختبار بسيط لتشخيص بطانة الرحم المهاجرة. تعتبر بطانة الرحم المهاجرة Endometriosis من الأمور المؤلمة لأي سيدة وربما يكون الاسم باللغة العربية بالغ الدلالة في وصف الحالة المرضية وهي نمو الطبقة المبطنة لجدار الرحم endometrium خارج الرحم، وهي من الأمور الطبية صعبة التشخيص ولا يتم اكتشافها إلا بعد إجراء منظار جراحي laparoscopy ويحتاج إلى الحجز في المستشفى وإجراء عملية جراحية.
وفي هذا العام أعلنت إحدى الشركات عن تصميم اختبار للتشخيص عن طريق أخذ عينة من الدم أو اللعاب ويتم قياس مؤشرات حيوية معينة في الدم تأكد التشخيص. وعلى الرغم من أن إعلان الفكرة حدث في العام الماضي إلا أنها لم تدخل حيز التنفيذ الفعلي إلا هذا العام ومن المتوقع أن تكون موجودة في الأسواق ويبدأ العمل بها بحلول عام 2020.
> علاج جديد للسكتة الدماغية. تمكن العلماء في عيادة كليفلاند بالولايات المتحدة هذا العام من التوصل إلى علاج حاسم للسكتة الدماغية عن طريق إثارة المخ بشكل مباشر deep brain stimulation. واستعادت المريضة البالغة من العمر 59 عاما والتي تم تجربة هذا الإجراء عليها، الكثير من الوظائف الحركية التي كانت قد توقفت بفعل جلطة المخ. وتعتمد فكرة الجهاز على تحفيز الخلايا العصبية في المخ من خلال توجيه موجات ذات تردد منخفض للقشرة المخية مما يساعدها على استعادة عملها والوظائف الحيوية التي تسيطر عليها ومنها الحركة في الأطراف وعلى الرغم من أن فكرة العلاج منذ العام الماضي إلا أن النتائج الإكلينيكية التي تم إجراؤها هذا العام تعتبر أول نتائج على البشر تحقق نجاحا كبيرا وتستعيد الحركة بالفعل وهو الأمر الذي يفتح الباب مستقبلا لتلافي حالات الشلل الدائم التي تحدث نتيجة تلف خلايا المخ.
- روبوت لمساعدة الأمهات
> تعتبر الفترة التي تلي الولادة من الفترات الصعبة في حياة معظم الأمهات خاصة في العناية بالطفل الوليد newborn الذي يكون في حالة دائمة من البكاء حيث إنها الوسيلة الوحيدة للتعبير عن مطالبه. ومن ضغوط هذه الفترة هناك أمهات يصبن بالاكتئاب بالفعل فيما يعرف باكتئاب ما بعد الولادة postpartum depression.
وقد حمل هذا العام أخبارا سارة لهؤلاء الأمهات حيث طورت إحدى الشركات روبوتا بمساعدة استشاريين من أطباء النوم من جامعة كنتاكي بالولايات المتحدة يقوم بتهدئة الطفل أثناء بكائه ويقوم بتحريكه في حركات أشبه ما تكون بالحركات التي تقوم بها الأم وهي تحتضن الطفل وبالتالي يساعد الطفل على النوم كما لو كان بمثابة ممرضة أو مسؤولة رعاية طبية.
- ساعة لرسم تخطيط القلب
> عرضت العام الحالي ساعة يد ذكية من «آبل» يتم لبسها حول المعصم قادرة على رسم قلب بدقة A wearable ECG يحاكي رسم القلب العادي الذي يتم إجراؤه في المستشفيات. وأوضح مصنعو الساعة أن الأسلاك التقليدية التي تكون موجودة في جهاز رسم القلب العادي والتي تتصل بما يشبه أجهزة استشعار يتم لصقها على الجلد في مناطق معينة تغطي القلب سوف يتم استبدالها وتصبح موجودة في الساعة وتتصل بالقلب لاسلكيا وتكون قادرة على رصد أي تغيرات تحدث في القلب على مستوى الضربات ومدى انتظامها irregular heart rhythm من عدمه، وتقوم الساعة بتخزين هذه البيانات لحين الذهاب إلى الطبيب المعالج، كما أن الساعة مجهزة بجهاز يستشعر تسارع ضربات القلب ورصد السقوط في حالات الإغماء.


مقالات ذات صلة

3 مراحل بالحياة يتقدم فيها الدماغ في السن

صحتك الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة (رويترز)

3 مراحل بالحياة يتقدم فيها الدماغ في السن

كشفت دراسة جديدة أن الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك فوائد الرياضة قد ترجع إلى زيادة تدفق الدم للدماغ وتحفيز المواد الكيميائية المعروفة باسم الناقلات العصبية (رويترز)

دراسة: ممارسة الرياضة لنصف ساعة تساهم في تحسين الذاكرة

يعتقد العلماء الآن أن النشاط البدني ليس مجرد فكرة جيدة لتحسين اليوم القادم؛ بل يمكن أن يرتبط بزيادة طفيفة في درجات عمل الذاكرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم «البنزول» مادة مسرطنة تنتشر في منتجات العناية الشخصية

«البنزول» مادة مسرطنة تنتشر في منتجات العناية الشخصية

​يبدو أن مركب «البنزول» المسمَّى أيضاً «البنزول الحلقي» ظهر في كل مكان خلال السنوات الأخيرة. معقِّمات بمواد مسرطنة أولاً، كانت معقمات اليدين التي تحتوي على …

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أواني الطهي البلاستيكية السوداء قد تكون ضارة بالصحة (رويترز)

أدوات المطبخ البلاستيكية السوداء قد تصيبك بالسرطان

أصبحت أواني الطهي البلاستيكية السوداء عنصراً أساسياً في كثير من المطابخ، لكنها قد تكون ضارة؛ إذ أثبتت دراسة جديدة أنها قد تتسبب في أمراض مثل السرطان.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
الولايات المتحدة​ روبرت كينيدي جونيور مع الرئيس المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب: روبرت كينيدي سيبحث في الصلة المحتملة بين اللقاحات و«التوحد»

قال الرئيس المنتخب دونالد ترمب إن روبرت كينيدي جونيور، مرشحه لمنصب وزير الصحة، قد يحقّق في وجود صلة مفترضة بين اللقاحات ومرض التوحّد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

22 عالماً وباحثاً يحصدون جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي «الثالثة»

جانب من الحضور
جانب من الحضور
TT

22 عالماً وباحثاً يحصدون جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي «الثالثة»

جانب من الحضور
جانب من الحضور

تُختتم في العاصمة الإماراتية، أبوظبي، مساء الخميس 12 ديسمبر (كانون الأول)، أعمال مؤتمر جائزة الشيخ زايد العالمية بعنوان «المؤتمر الدولي للطب التقليدي والتكميلي ودوره في مستقبل الرعاية الصحية»، بالإعلان عن الفائزين بالجائزة في دورتها الثالثة، وذلك بعد 3 أيام حافلة بالمناقشات العلمية العميقة وعروض الدراسات المبتكرة، التي تركزت جميعها على دور الطب التقليدي والتكميلي في تعزيز الرعاية الصحية الشاملة والمستدامة.

جائزة الشيخ زايد العالمية

في حفل بهيج ومتميز وبمشاركة نخبة من العلماء والباحثين والخبراء من مختلف أنحاء العالم، تم توزيع جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي (TCAM)، التي جاءت كإشادة بالجهود العالمية المتميزة في هذا المجال، مسلطة الضوء على إنجازات الأفراد والمؤسسات التي ساهمت في تطوير الطب التقليدي والتكميلي ودمجه مع الممارسات الصحية الحديثة.

تُعد هذه الجائزة منصة عالمية تهدف إلى تعزيز أهمية الطب التقليدي والتكميلي ودوره المستقبلي في النظم الصحية. تم توزيع الجوائز على الفائزين في 5 فئات رئيسية، وهي:

- الباحثون: تكريم للأبحاث التي أحدثت فرقاً ملموساً في تطوير العلاجات التقليدية والتكميلية.

- الأكاديميون: الذين ساهموا في تعليم وتطوير الطب التقليدي والتكميلي عبر برامج تدريبية مبتكرة.

- الممارسون المرخصون: تقديراً لجهودهم في تقديم رعاية طبية آمنة وفعّالة.

- الشركات المصنعة: التي ساهمت في تطوير منتجات عشبية ومكملات غذائية مستدامة وآمنة.

- الهيئات الإعلامية: التي ساهمت في نشر الوعي الصحي بأسلوب فعال ملهم ومؤثر.

أكدت الجائزة على أهمية الابتكار والبحث العلمي في تعزيز التكامل بين الطب التقليدي والحديث، مما يعكس رؤية القيادة في تحقيق مستقبل صحي أكثر استدامة.

جانب من الحضور

أبرز الدراسات في المؤتمر

في إطار التطور العالمي المتسارع في الطب التقليدي والتكميلي، تبرز الدراسات العلمية كأداة رئيسية لفهم أثر هذا المجال في تحسين الرعاية الصحية. يعكس هذا الاهتمام الدولي أهمية الطب التقليدي والتكميلي كجزء من النظم الصحية المتكاملة.

فيما يلي، نستعرض مجموعة من الدراسات العلمية المتنوعة التي نوقشت في المؤتمر والتي تقدم رؤى عميقة حول التطبيقات السريرية والفوائد الصحية للطب التقليدي والتكميلي:

* تقنية النانو في تحسين الأدوية الطبيعية. استعرض الأستاذ الدكتور شاكر موسى، وهو زميل الكلية الأميركية لأمراض القلب والكيمياء الحيوية وزميل الأكاديمية الوطنية للمخترعين، في دراسته التي قدمها في المؤتمر، الدور الرائد لتقنية النانو في تحسين فاعلية الأدوية الطبيعية وتطوير المستحضرات الصيدلانية. أوضح أن خصائص تقنية النانو في الطب تتمثل في تصميم جزيئات دقيقة جداً (تتراوح بين 1-100 نانومتر)، مما يمنحها خصائص فريدة، مثل:

- القدرة على استهداف المناطق المصابة بدقة: بفضل صغر حجم الجسيمات النانوية، يمكنها التغلغل بسهولة في الخلايا والأوعية الدقيقة.

- التفاعل الحيوي العالي: تمتاز الجسيمات النانوية بقدرتها على تحسين امتصاص الأدوية الطبيعية في الجسم، مما يزيد من فاعليتها.

- التخصيص الدقيق: تتيح هذه التقنية تصميم مستحضرات طبية يمكنها التفاعل مع مستقبلات محددة على سطح الخلايا المريضة فقط.

أوضح الدكتور موسى كيف يمكن لتقنية النانو تعزيز كفاءة الأدوية الطبيعية من خلال:

- زيادة الامتصاص الحيوي: تعمل الجسيمات النانوية على تحسين امتصاص المركبات الطبيعية مثل الكركمين والبوليفينول، والتي عادةً ما يتم امتصاصها بصعوبة في الجهاز الهضمي.

- تقليل الجرعات العلاجية: من خلال إيصال الدواء مباشرة إلى الأنسجة المستهدفة، يمكن تقليل الجرعات المستخدمة، وبالتالي تقليل السمية والآثار الجانبية.

- تعزيز فاعلية الأدوية المضادة للأمراض المزمنة: أظهرت الدراسة أن تقنية النانو قادرة على تحسين العلاجات الطبيعية المستخدمة لمكافحة السرطان وأمراض القلب، مما يتيح تأثيراً أكبر بجرعات أقل.

وأشارت الدراسة إلى أن أحد أهم فوائد تقنية النانو، الحد من الأضرار التي تلحق بالخلايا السليمة أثناء العلاج. على سبيل المثال:

- في العلاج الكيميائي التقليدي، يعاني المرضى عادة من تأثير الأدوية على الخلايا السليمة.

- باستخدام تقنية النانو، يمكن تصميم جزيئات تستهدف فقط الخلايا السرطانية، مما يقلل من الآثار الجانبية ويزيد من راحة المرضى.

واختتم الدكتور موسى محاضرته بتوصيات هامة:

- زيادة الاستثمار: دعا إلى تعزيز الاستثمار في أبحاث تقنية النانو وتطوير مختبرات متخصصة.

- التعاون الدولي: أشار إلى أهمية تعزيز التعاون بين الجامعات ومراكز الأبحاث لتسريع تطوير العلاجات الطبيعية المعتمدة على تقنية النانو.

- التنظيم والتشريعات: شدد على ضرورة وضع لوائح تنظيمية واضحة لضمان سلامة وفاعلية الأدوية المعتمدة على تقنية النانو.

علاج الغرغرينا السكرية بالأعشاب

* علاج الغرغرينا السكرية بالأدوية العشبية وباستخدام العلق الطبي. استعرض البروفيسور س. م. عارف زيدي تجربة سريرية مبتكرة لعلاج الغرغرينا السكرية، وهي حالة شائعة لدى مرضى السكري تتطلب في كثير من الأحيان بتر الأطراف. ركزت الدراسة على استخدام مستخلصات عشبية مثل النيم، المعروفة بخصائصها المضادة للميكروبات، مع العلاج بالعلق الطبي، وهو أسلوب يستخدم العلق لتحسين الدورة الدموية بفضل اللعاب الخاص الذي يحتوي على مضادات تخثر وإنزيمات تساعد في تنظيف الجروح وتحفيز الشفاء. أظهرت النتائج شفاءً كاملاً لمريضة خلال 3 أشهر، مع تحسن ملحوظ في الحالة الصحية العامة وتقليل الألم والالتهابات. وخلصت الدراسة إلى أن هذا النهج يمكن أن يكون بديلاً فعالاً للعمليات الجراحية، ويوفر حلاً منخفض التكلفة مقارنة بالإجراءات التقليدية.

الرياضة والتدليك

* تمارين رياضية لتقوية عضلات قاع الحوض لعلاج سلس البول. استعرضت الدكتورة عائشة بروين فاعلية تمارين تقوية عضلات قاع الحوض كعلاج طبيعي لسلس البول لدى النساء. ركزت الدراسة على مجموعة من التمارين المستهدفة التي تهدف إلى تحسين مرونة وقوة العضلات الداعمة للمثانة. أظهرت الدراسة أن النساء اللواتي التزمن بالتمارين سجلن تحسناً ملحوظاً في تقليل تسرُّب البول وتحسين جودة حياتهن. كما أكدت أن هذه التمارين تعد خياراً آمناً وغير جراحي، يناسب النساء من مختلف الأعمار. وأوصت الدراسة بتطوير برامج تدريبية على مستوى المراكز الصحية لتوعية النساء بفاعلية هذه التمارين، مع توفير الإرشادات اللازمة لضمان تطبيقها بطريقة صحيحة.

* تقنيات العلاج التدبيري للاضطرابات العضلية الهيكلية. قدم الدكتور محمد أنور دراسة حول استخدام الحجامة والتدليك في علاج الاضطرابات العضلية الهيكلية، مثل التهاب المفاصل وآلام أسفل الظهر. تضمنت الدراسة تحليلاً لنتائج المرضى الذين تلقوا العلاج بالحجامة والتدليك إلى جانب العلاج الطبيعي الحديث. أظهرت النتائج انخفاضاً كبيراً في مستويات الألم وتحسناً في حركة المفاصل، مما أدى إلى تقليل الاعتماد على الأدوية المسكنة التي قد تسبب آثاراً جانبية طويلة الأمد. وأوصى الدكتور أنور بدمج هذه العلاجات التقليدية مع الأساليب الحديثة، مشيراً إلى أن مثل هذا التكامل يمكن أن يحقق فوائد علاجية أكبر ويعزز من راحة المرضى ويقلل من تكلفة الرعاية الصحية.

العجوة غذاء ودواء

* القيمة الغذائية والدوائية لتمر العجوة. قدمت الأستاذة الدكتورة سعاد خليل الجاعوني دراسة متعمقة حول الخصائص الغذائية والطبية لتمر العجوة، أحد أبرز أنواع التمور في العالم الإسلامي. ركزت الدراسة على التحليل الكيميائي لمكونات العجوة التي تشمل نسباً عالية من الفيتامينات مثل B1 وB2، والمعادن كالبوتاسيوم والمغنسيوم، والألياف الغذائية التي تعزز صحة الجهاز الهضمي. أوضحت الدكتورة سعاد الجاعوني أن تمر العجوة يحتوي على مضادات أكسدة قوية مثل البوليفينولات، التي تعمل على مكافحة الجذور الحرة، مما يحمي الخلايا من التلف ويقلل من الالتهابات المرتبطة بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب. كما سلطت الدراسة الضوء على فاعلية العجوة في تعزيز صحة الكبد؛ حيث أظهرت التجارب المخبرية أن مستخلصات التمر تعمل على تخفيف التهابات الكبد وتقليل تراكم الدهون عليه. وأوصت باستخدام تمر العجوة في الصناعات الغذائية والدوائية لتطوير مكملات غذائية ومستحضرات علاجية طبيعية تهدف إلى تعزيز المناعة وتحسين الصحة العامة.

* دمج المعرفة التقليدية مع الممارسات الحديثة. قدمت الدكتورة آمي ستيل نموذجاً مبتكراً لدمج المعرفة التقليدية مع الطب الحديث. ركزت على تطوير إطار عمل يعتمد على استخدام النصوص والممارسات التقليدية كأساس لتصميم بروتوكولات علاجية حديثة. أظهرت الدراسة أن تكامل الطب التقليدي مع الطب الحديث يمكن أن يعزز فاعلية العلاجات ويقلل من الآثار الجانبية، مع التركيز على أهمية التوثيق العلمي للمعرفة التقليدية لتصبح مقبولةً في الأوساط الطبية العالمية. وأوصت الباحثة بتشجيع التعاون بين ممارسي الطب التقليدي والحديث، وإطلاق مشاريع بحثية مشتركة لاستكشاف الفوائد العلاجية لممارسات الطب التقليدي.

* مخاطر الغش في المنتجات العشبية. حذّر الأستاذ الدكتور محمد كامل من المخاطر الصحية الناجمة عن الغش في المنتجات العشبية؛ حيث يتم أحياناً إضافة مركبات دوائية غير معلن عنها مثل السيلدينافيل، المستخدم في علاج ضعف الانتصاب، والفلوكستين، المستخدم كمضاد للاكتئاب، إلى بعض المنتجات العشبية. سلطت الدراسة الضوء على الآثار الجانبية الخطيرة لهذه الإضافات، مثل ارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات الجهاز العصبي، خاصة عند تناولها دون وصفة طبية. وأوصى الدكتور كامل بضرورة تعزيز آليات الرقابة على المنتجات العشبية، وإلزام الشركات المصنعة بالإفصاح الكامل عن جميع المكونات لضمان سلامة المستهلكين، مع زيادة الوعي بين الأفراد حول شراء المنتجات من مصادر موثوقة.

تحديات وفرص الطب التقليدي والتكميلي

رغم الإنجازات الكبيرة التي حققها الطب التقليدي والتكميلي، يواجه هذا المجال تحديات كبيرة، مثل:

نقص الأدلة السريرية: الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لتوثيق الفوائد والآثار الجانبية.

التشريعات الموحدة: لضمان سلامة وجودة المنتجات العشبية.

التكامل مع الطب الحديث: تعزيز التعاون بين الممارسين والعلماء من مختلف الأنظمة الطبية.

واختتم المؤتمر الدولي للطب التقليدي والتكميلي أعماله بعد رحلة علمية مميزة أثرت النقاشات العالمية حول هذا المجال الواعد. من خلال الأبحاث والعروض التقديمية. وتم تسليط الضوء على الإمكانيات الكبيرة للطب التقليدي في تعزيز الرعاية الصحية الشاملة.

تُبرز هذه الفعالية أهمية تعزيز التعاون الدولي وتطوير التشريعات والبحوث لضمان استفادة البشرية من هذا التراث الطبي الغني، مما يمهد الطريق لمستقبل صحي أكثر استدامة.