بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

استخدامات أخرى لمضادات الاكتئاب

من الأخطاء التي تلاحظ بشكل متكرر، رفض بعض المرضى تناول نوعيات محددة من الأدوية بحجة الخوف من التعرض لآثارها الجانبية أو لمعرفتهم بأنها أدوية خاصة بمرض معين، كالاكتئاب مثلا وتوصف لعلاج مرض آخر كالصداع النصفي مثلاً، فتبدأ الشكوك في كفاءة الطبيب الذي وصفها!
يقول الدكتور أيمن بدر كريم، استشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بجدة، إن هناك بالفعل معاناة عند كثيـر من الـمصابيـن بالاكتئاب؛ من اضطرابات في النوم؛ خصوصاً الأرق المزمن، مع رداءة طبيعة النوم، فكان من أهم فوائد علاجات الاكتئاب، تـحسين طبيعة النوم والتغلب على الأرق واختفاء أعراض الـخمول والكسل وفرط النوم التـي تلاحق المريض خلال النهار. وتبعا لأعراض الاكتئاب، يعانـي نحو 70 في المائة من الـمصابين به من انخفاض الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمة، وهي أعراض تتحسن بشكل كبيـر مع علاج الاكتئاب، نتيجة استعادة المشاعر الإيجابية وتحسن المزاج.
ويمكن لعلاجات الاكتئاب أن تساعد على تحمل وعلاج الآلام العضوية المزمنة نتيجة الصداع النصفي والتهابات المفاصل والعضلات وما تسببه من ازدياد الإعاقة النفسية، كما يمكن لعلاج الاكتئاب تقليص خطر الإصابة بأمراض القلب والشراييـن كالسكتة القلبية القاتلة المفاجئة خصوصاً لدى النساء. وإضافة إلى ذلك، تساعد مضادات الاكتئاب على الحماية من التعرض المتكرر لنوبات الاكتئاب الحادة مستقبلاً، كما تخفف من أعراضها وآثارها حالَ حدوثها.
ومن الـمنطقي أن يكون أحد أهداف علاج الاكتئاب، استعادة الثقة في النفس، وتحسين المزاج والذاكرة، مما ينعكس على الأداء الوظيفي وتجنب الأخطاء الإدارية والمهنية، إضافة إلى اتخاذ قرارات صحيحة خاصة بالعمل، والمساعدة على تحسين العلاقات العائلية والاجتماعية، وإنقاذ الحياة الزوجية من التفكك والانهيار نتيجة الإهمال واضطراب المزاج. كما يظهر تحسن جودة الـحياة والـمساعدة على تبني نمط حياة صحي يتضمن تناول المفيد من الغذاء وتفادي الضار منه، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مما يساعد على تجنب زيادة الوزن، الذي قد يشجع عليه بعض مضادات الاكتئاب.
القولون العصبي والإسهال

ما زالت متلازمة القولون العصبي تعد من الأمراض التي تقلق الطبيب المعالج أكثر من المريض نفسه، فكيف يكون الوضع عندما يصبح الإسهال عرضا رئيسيا في هذه المتلازمة المرضية Irritable Bowl Syndrome with Diarrhea، IBS - D. لا شك في أن الأمر صعب للغاية، ويعدّ تحديا كبيرا في إدارة علاج هذا المرض.
تشير نتائج دراسة جديدة إلى أن الأطباء عموما يجدون بالفعل أن علاج متلازمة القولون العصبي مع الإسهال (IBS - D) يعدّ «تحدياً» في إدارة علاج هذا المرض، حيث إن نحو ثلث الأطباء الذين شملهم استطلاع الدراسة قد أعربوا عن رغبتهم في الحصول على إرشادات واضحة، وفقا للموقع الطبي «يونيفاديس». وقام مجموعة من الباحثين (تورنبلوم إتش، وغووزي آر Goosey R، ووايزمان جي، وبيكر إس، وإيمانويل إيه) بعمل مسح هدفه تحديد التعامل مع حالات متلازمة القولون العصبي مع الإسهال IBS - D.
أجريت الدراسة على مرحلتين؛ تضمنت المرحلة الأولى إجراء مسح طبي شمل 673 طبيبا؛ منهم 366 طبيبا من أطباء الرعاية الأولية، و313 اختصاصيا في أمراض الجهاز الهضمي. تم في الدراسة تقييم موقف اختصاصيي الرعاية الصحية. ووجد في نتائج الدراسة أنه في حين أن اختصاصيي الرعاية الصحية عموما يتفهمون العبء الواقع على المرضى والذي تفرضه عليهم هذه المتلازمة، فإنهم يجدون أن الحالة من الصعب التحكم فيها. وأفاد 11 في المائة فقط من أطباء الرعاية الأولية و14 في المائة من اختصاصيي أمراض المعدة والأمعاء بأنهم، على الدوام، يتبعون المبادئ التوجيهية الدولية والمحلية، مع نسبة مماثلة من هؤلاء الأطباء يقومون بالإبلاغ عن استخدام تجاربهم الخاصة.
وتضمنت المرحلة الثانية من الدراسة عمل مسح لأكثر من 500 مريض في جزء من الدراسة نفسها، للمساعدة في تقييم عبء مريض متلازمة القولون العصبي مع الإسهال (IBS - D). وعموما، فإن معظم المرضى قد استخدموا العلاجات المتعددة وأبلغوا عن عدم رضاهم بدرجة كبيرة عن العلاجات الحالية لمرضهم. وأعربوا أيضا عن رغباتهم القوية لتحسين إدارة الأعراض، وأن على اختصاصيي الرعاية الصحية أخذها على محمل الجد رغم أنهم، بشكل عام، يتعرفون على الأعراض الإكلينيكية الكبيرة ويحددون الأعباء النفسية للمرضى. وعلق الباحثون على تلك النتائج بأنها قد تشير إلى الحاجة غير الملبّاة لتحسين التواصل بين الطبيب والمريض، وأيضا العلاجات الدوائية المقنعة والعلاجات الداعمة. هذه الدراسة نشرت، في يوليو (تموز) 2018، في «المجلة الأوروبية المتحدة لأمراض الجهاز الهضمي» the United European Gastroenerology Journal.


مقالات ذات صلة

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».