كشفت مصادر دبلوماسية عن أن أنقرة تراقب عن كثب موقف إيران من اتفاق سوتشي الخاص بالمنطقة منزوعة السلاح في إدلب، الذي تم التوصل إليه بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان، والروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما في سوتشي في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي.
ولفتت المصادر إلى التحركات التي قامت بها الميليشيات الإيرانية الموالية للنظام في محيط إدلب والانتهاكات التي يقوم بها النظام مدعوماً بهذه الميليشيات هناك، إضافة إلى المقاربة الروسية في إدلب وضغوطها بين الحين والآخر على أنقرة من أجل تنفيذ الشق المتعلق بخروج الجماعات المتشددة وفي مقدمتها «جبهة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) من إدلب.
واعتبرت المصادر، كما نقلت وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية، أمس، أن موسكو تستخدم اتفاق سوتشي كورقة ضغط على أنقرة كلما اقتربت الأخيرة من ترميم علاقاتها مع واشنطن، لافتةً إلى أن ذلك اتضح جلياً بعد إطلاق تركيا سراح القس الأميركي أندرو برانسون، الذي كان يحاكَم في تركيا بتهمة دعم الإرهاب، في 12 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ما أدى إلى تحسن ملموس في العلاقات التركية الأميركية.
وكان الرئيسان إردوغان وبوتين قد بحثا خلال لقائهما في إسطنبول في وقت سابق من الشهر الجاري تطورات تنفيذ اتفاق سوتشي وإنهاء وجود الجماعات المتشددة في إدلب، وبعدها زار وزير الدفاع ورئيس المخابرات التركيان، في اليوم التالي للقاء الرئيسين، موسكو لمزيد من المباحثات.
وقالت المصادر إنه رغم الضغوط الإيرانية الكبيرة على روسيا، فإن موسكو لن تخاطر بنقض اتفاق سوتشي، ليس من أجل حماية مصالحها الاقتصادية وعلاقاتها الاستراتيجية مع تركيا، فحسب، إنما لوجود الفيتو الأميركي أيضاً.
ورأت المصادر أن الاتفاق لم يكن مُرضياً للطرفين السوري والإيراني، ولهذا بدأ الجانبان تحركات خفية لإفشاله، على الرغم من الترحيب الإيراني ظاهراً باتفاق سوتشي.
وأشارت وكالة «الأناضول» إلى وجود 22 مجموعة من الميليشيات الإيرانية المنتشرة على 232 نقطة في سوريا، تضم نحو 120 ألف مقاتل، في مقابل جماعات مسلحة أخرى تدعمها تركيا بشكل مباشر.
وقالت المصادر إن روسيا من جانبها تدرك جيداً أبعاد الصراع الخفي التركي الإيراني على الساحة السورية، وهي ليست في معرض الاصطفاف مع أيٍّ منهما، لكنّ الطرف التركي يراقب عن كثب مساعي الإيرانيين ومعهم نظام الأسد وهم يحاولون خرق الاتفاق، سواء من خلال الخروقات المتكررة لبنوده، أو من خلال سعيهم المستمر لجهة إقناع موسكو بنقضه والتملص منه.
في سياق متصل، أكدت تركيا أن «الإرهاب» الموجود شرق نهر الفرات بسوريا هو التهديد الأكبر للحل السياسي في هذا البلد.
وذكر مجلس الأمن القومي التركي، في بيان صدر مساء أول من أمس، عقب اجتماع مطوّل استغرق نحو 5 ساعات برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان، أن تركيا لن تتجاهل ممارسات الجماعات الكردية المسلحة ضد سكان المناطق الواقعة تحت سيطرتها وإجبارها السكان المحليين على الهجرة في إطار محاولاتها إحداث تغيير ديموغرافي.
وأضاف البيان أن أنقرة لن تتغاضى عن محاولات فرض أمر واقع في سوريا وتؤكد حقها في استخدام الدفاع المشروع. وشدد البيان على أهمية تطبيق خريطة الطريق المتفق عليها لإيجاد حل للأزمة السورية عبر تشكيل لجنة صياغة الدستور بإشراف الأمم المتحدة في أسرع وقت.
ودعا مجلس الأمن القومي التركي الأطراف في سوريا إلى التحرك بشكل معقول وسريع من أجل تشكيل لجنة صياغة الدستور لإيجاد حل للأزمة السورية.
وأكد المجلس أهمية نتائج قمة إسطنبول الرباعية التي جرت الشهر الماضي بين زعماء تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا، بالنسبة إلى السلام في سوريا والمنطقة، وأشار إلى أهمية إقامة المنطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب، ودور هذه الخطوة في تطبيق وقف إطلاق نار دائم في تلك المنطقة.
وقال البيان إن «تركيا دعمت منذ البداية وحدة الأراضي السورية، وبذلت جهوداً مضاعفة لإحلال السلام في هذا البلد». وأكد البيان مواصلة تركيا بحزم، الكفاح ضد بؤر الإرهاب في سوريا والعراق لضمان أمن وسلامة مواطنيها وممتلكاتهم.
تركيا تراقب الموقف الإيراني من اتفاق سوتشي بشأن إدلب
أنقرة {لن تتغاضى} عن محاولات فرض أمر واقع في سوريا
تركيا تراقب الموقف الإيراني من اتفاق سوتشي بشأن إدلب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة