قتلت إسرائيل ستة فلسطينيين على الأقل، وأصابت 112 في المواجهات الدامية التي عرفتها مسيرات أمس في قطاع غزة.
وتوجه أمس آلاف الفلسطينيين إلى مخيمات العودة شرق قطاع غزة للمشاركة في فعاليات الجمعة الـ29 لـ«مسيرات العودة وكسر الحصار»، التي أطلقت تحت عنوان «انتفاضة القدس». ونجح الفلسطينيون في إشعال حرائق عدة على الجانب الإسرائيلي، لكن إسرائيل ردت بالرصاص الحي. في حين قالت الإذاعة الإسرائيلية إن عشرة حرائق شبت في النقب الغربي بفعل البالونات الحارقة التي انطلقت من القطاع.
وظهر من بين المتظاهرين أمس رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، بينما كانت مجموعة من الحراس والمتظاهرين يحاولون حمايته وإبعاده عن مناطق أطلق عليها الغاز المسيل للدموع.
ولاحقاً، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أحبط هجوماً مسلحاً كبيراً عند حدود غزة. في حين قالت مصادر، إن الجيش قتل فلسطينيين داخل المنطقة الأمنية، أي خارج حدود إسرائيل.
من جانبها، أكدت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، أمس، على استمرار المسيرات حتى تحقيق أهدافها، ودعت الجماهير للمشاركة في الجمعة الثلاثين المقبلة، التي ستحمل شعار «غزة تنتفض والضفة تلتحم». وقالت، إن المسيرات ستستمر «أداةً وطنيةً كفاحيةً بيد شعبنا في مواجهة مشروعات التصفية والحصار». مشددة على أنه «لا مقايضة على الحقوق والثوابت، ولا مكان لصفقة القرن، والوطن البديل، أو التنازل عن حقنا بفلسطين، رغم كل المؤامرات التي تلوح بنا، وتخلي الرسميين العرب عنا».
كما دعت الهيئة الوطنية إلى سرعة إنجاز المصالحة، وتحقيق الوحدة لتجاوز العقبات التي تعتري القضية الوطنية، وناشدت مصر في الاستمرار في جهودها، مطالبة المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية بإنهاء الحصار الظالم عن غزة، ودعم صمود الشعب الفلسطيني.
بدوره، قال فوزي برهوم، الناطق باسم حركة حماس «إن المشاركة الجماهيرية الحاشدة في جمعة انتفاضة القدس، وحجم التضحيات التي قدمها شباب غزة الثائر، والتحامهم المباشر مع جنود العدو، سيشكل مساراً جديداً لمسيرات العودة وكسر الحصار، وسيكون له ما بعده».
كما شهدت الضفة الغربية، أمس، موجة اعتداءات من قوات الاحتلال والمستوطنين، بدأت بإغلاق مدينة نابلس والاعتداء على مسيرة سلمية في خان الأحمر. في حين تعهد وزير الأمن أفيغدور ليبرمان بوضع خطة أمام الحكومة، غداً بغرض بناء 31 وحدة سكنية استيطانية جديدة لليهود في قلب مدينة الخليل.
وأكد ليبرمان في تغريدة نشرها عبر موقع «تويتر»، أن الخطة تمثل «خطوة إضافية نحو تأسيس البلد اليهودي في المدينة». مبرزاً أن «التخطيط الذي تمت المصادقة عليه في مؤسسات التخطيط والبناء، يتضمن بيوتاً جديدة وحدائق عامة وروضات أطفال... ونحن مستمرون في تقوية مشروع الإسكان في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) بالأفعال وليس بالأقوال».
وفي قرية الخان الأحمر شرق مدينة القدس المحتلة، اعتدت قوات من جنود وشرطة الاحتلال الإسرائيلي على المشاركين في مسيرة سلمية انطلقت عقب صلاة الجمعة، بمشاركة عشرات المتضامنين، ورئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف، رفضاً لقرار الاحتلال بهدمها وترحيل سكانها. ورفع المشاركون في المسيرة العلم الفلسطيني، مرددين الهتافات الغاضبة والمنددة بقرار الاحتلال، والداعية إلى التصدي لمحاولاته ومخططاته في سرقة أراضي المواطنين والتوسع الاستيطاني.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال منعت المشاركين من التقدم نحو الشارع الرئيسي المحاذي للقرية، وهددتهم بالاعتقال، وقامت بمحاصرتهم عن طريق نشر قوات كبيرة منذ ساعات الصباح، ووضع حواجز عسكرية عند الطرق المؤدية للخان الأحمر، كما قامت بإيقاف سيارات المواطنين، والتدقيق في بطاقاتهم الشخصية لعرقلة وصولهم إلى القرية.
أما في بلعين فقد أصيب ناشط إسرائيلي بشظايا قنبلة صوتية في ذراعه، وآخرون بالاختناق خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرة القرية الأسبوعية، غرب مدينة رام الله عقب صلاة الجمعة.
وشارك في المسيرة التي دعت إليها اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين، أهالي القرية ونشطاء سلام إسرائيليون ووفد فرنسي، ومتضامنون أجانب، وفاءً للقدس وتنديداً بما تسمى صفقة القرن، وقرار الاحتلال هدم وترحيل قرية الخان الأحمر.
وفي قرية نعلين أصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسيرة الأسبوعية السلمية، المناهضة للاستيطان وجدار الضم والتوسع العنصري. وأطلق جنود الاحتلال المتمركزون عند بوابة الجدار الشرقية الرصاص المعدني، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع صوب المشاركين؛ ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق.
وأكدت مصادر محلية، أن المسيرة انطلقت في الذكرى الـ24 لرحيل المناضل والمفكر الفلسطيني خالد الحسن، وفي الذكرى الـ37 لاستشهاد ماجد أبو شرار، الأديب والمفكر الفلسطيني، وعضو اللجنة المركزية لحركة «فتح». ورفع المشاركون في المسيرة العلم الفلسطيني، وصور الحسن وأبو شرار، ورددوا الهتافات والشعارات المنددة بجرائم الاحتلال، والداعية لاستمرار المقاومة الشعبية.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، أربعة مواطنين من قرية الولجة شمال غربي بيت لحم، ووزعت منشورات تهدد المواطنين بتنغيص حياتهم اليومية. وفي هذا السياق، قال الناشط إبراهيم عوض الله، إن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت القرية، وتمركزت في محيط مسجد الهدى، واعتقلت المواطن كمال محمد رضوان (46 عاماً)، بعد توقيفه والتدقيق في هويته، ونقلته إلى جهة غير معلومة، كما اعتقلت ثلاثة مواطنين آخرين دون تحديد هوياتهم، واعتدت أيضاً على شاب آخر خلال احتجازه، قبل أن تفرج عنه لاحقاً.
وأضاف عوض الله، أن قوات الاحتلال وزعت منشورات، تم إلصاق قسم منها على واجهات المحال التجارية، تهدد أهالي القرية باتخاذ إجراءات أمنية صارمة في حال المشاركة في فعاليات وطنية.
مقتل 6 فلسطينيين في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي شرق قطاع غزة
ليبرمان يتعهد ببناء 31 وحدة سكنية في قلب الخليل
مقتل 6 فلسطينيين في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي شرق قطاع غزة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة