مقتل 6 فلسطينيين في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي شرق قطاع غزة

ليبرمان يتعهد ببناء 31 وحدة سكنية في قلب الخليل

فلسطينيون يحملون علم بلادهم خلال المواجهات التي عرفتها حدود غزة أمس (رويترز)
فلسطينيون يحملون علم بلادهم خلال المواجهات التي عرفتها حدود غزة أمس (رويترز)
TT

مقتل 6 فلسطينيين في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي شرق قطاع غزة

فلسطينيون يحملون علم بلادهم خلال المواجهات التي عرفتها حدود غزة أمس (رويترز)
فلسطينيون يحملون علم بلادهم خلال المواجهات التي عرفتها حدود غزة أمس (رويترز)

قتلت إسرائيل ستة فلسطينيين على الأقل، وأصابت 112 في المواجهات الدامية التي عرفتها مسيرات أمس في قطاع غزة.
وتوجه أمس آلاف الفلسطينيين إلى مخيمات العودة شرق قطاع غزة للمشاركة في فعاليات الجمعة الـ29 لـ«مسيرات العودة وكسر الحصار»، التي أطلقت تحت عنوان «انتفاضة القدس». ونجح الفلسطينيون في إشعال حرائق عدة على الجانب الإسرائيلي، لكن إسرائيل ردت بالرصاص الحي. في حين قالت الإذاعة الإسرائيلية إن عشرة حرائق شبت في النقب الغربي بفعل البالونات الحارقة التي انطلقت من القطاع.
وظهر من بين المتظاهرين أمس رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، بينما كانت مجموعة من الحراس والمتظاهرين يحاولون حمايته وإبعاده عن مناطق أطلق عليها الغاز المسيل للدموع.
ولاحقاً، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أحبط هجوماً مسلحاً كبيراً عند حدود غزة. في حين قالت مصادر، إن الجيش قتل فلسطينيين داخل المنطقة الأمنية، أي خارج حدود إسرائيل.
من جانبها، أكدت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، أمس، على استمرار المسيرات حتى تحقيق أهدافها، ودعت الجماهير للمشاركة في الجمعة الثلاثين المقبلة، التي ستحمل شعار «غزة تنتفض والضفة تلتحم». وقالت، إن المسيرات ستستمر «أداةً وطنيةً كفاحيةً بيد شعبنا في مواجهة مشروعات التصفية والحصار». مشددة على أنه «لا مقايضة على الحقوق والثوابت، ولا مكان لصفقة القرن، والوطن البديل، أو التنازل عن حقنا بفلسطين، رغم كل المؤامرات التي تلوح بنا، وتخلي الرسميين العرب عنا».
كما دعت الهيئة الوطنية إلى سرعة إنجاز المصالحة، وتحقيق الوحدة لتجاوز العقبات التي تعتري القضية الوطنية، وناشدت مصر في الاستمرار في جهودها، مطالبة المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية بإنهاء الحصار الظالم عن غزة، ودعم صمود الشعب الفلسطيني.
بدوره، قال فوزي برهوم، الناطق باسم حركة حماس «إن المشاركة الجماهيرية الحاشدة في جمعة انتفاضة القدس، وحجم التضحيات التي قدمها شباب غزة الثائر، والتحامهم المباشر مع جنود العدو، سيشكل مساراً جديداً لمسيرات العودة وكسر الحصار، وسيكون له ما بعده».
كما شهدت الضفة الغربية، أمس، موجة اعتداءات من قوات الاحتلال والمستوطنين، بدأت بإغلاق مدينة نابلس والاعتداء على مسيرة سلمية في خان الأحمر. في حين تعهد وزير الأمن أفيغدور ليبرمان بوضع خطة أمام الحكومة، غداً بغرض بناء 31 وحدة سكنية استيطانية جديدة لليهود في قلب مدينة الخليل.
وأكد ليبرمان في تغريدة نشرها عبر موقع «تويتر»، أن الخطة تمثل «خطوة إضافية نحو تأسيس البلد اليهودي في المدينة». مبرزاً أن «التخطيط الذي تمت المصادقة عليه في مؤسسات التخطيط والبناء، يتضمن بيوتاً جديدة وحدائق عامة وروضات أطفال... ونحن مستمرون في تقوية مشروع الإسكان في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) بالأفعال وليس بالأقوال».
وفي قرية الخان الأحمر شرق مدينة القدس المحتلة، اعتدت قوات من جنود وشرطة الاحتلال الإسرائيلي على المشاركين في مسيرة سلمية انطلقت عقب صلاة الجمعة، بمشاركة عشرات المتضامنين، ورئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف، رفضاً لقرار الاحتلال بهدمها وترحيل سكانها. ورفع المشاركون في المسيرة العلم الفلسطيني، مرددين الهتافات الغاضبة والمنددة بقرار الاحتلال، والداعية إلى التصدي لمحاولاته ومخططاته في سرقة أراضي المواطنين والتوسع الاستيطاني.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال منعت المشاركين من التقدم نحو الشارع الرئيسي المحاذي للقرية، وهددتهم بالاعتقال، وقامت بمحاصرتهم عن طريق نشر قوات كبيرة منذ ساعات الصباح، ووضع حواجز عسكرية عند الطرق المؤدية للخان الأحمر، كما قامت بإيقاف سيارات المواطنين، والتدقيق في بطاقاتهم الشخصية لعرقلة وصولهم إلى القرية.
أما في بلعين فقد أصيب ناشط إسرائيلي بشظايا قنبلة صوتية في ذراعه، وآخرون بالاختناق خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرة القرية الأسبوعية، غرب مدينة رام الله عقب صلاة الجمعة.
وشارك في المسيرة التي دعت إليها اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين، أهالي القرية ونشطاء سلام إسرائيليون ووفد فرنسي، ومتضامنون أجانب، وفاءً للقدس وتنديداً بما تسمى صفقة القرن، وقرار الاحتلال هدم وترحيل قرية الخان الأحمر.
وفي قرية نعلين أصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسيرة الأسبوعية السلمية، المناهضة للاستيطان وجدار الضم والتوسع العنصري. وأطلق جنود الاحتلال المتمركزون عند بوابة الجدار الشرقية الرصاص المعدني، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع صوب المشاركين؛ ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق.
وأكدت مصادر محلية، أن المسيرة انطلقت في الذكرى الـ24 لرحيل المناضل والمفكر الفلسطيني خالد الحسن، وفي الذكرى الـ37 لاستشهاد ماجد أبو شرار، الأديب والمفكر الفلسطيني، وعضو اللجنة المركزية لحركة «فتح». ورفع المشاركون في المسيرة العلم الفلسطيني، وصور الحسن وأبو شرار، ورددوا الهتافات والشعارات المنددة بجرائم الاحتلال، والداعية لاستمرار المقاومة الشعبية.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، أربعة مواطنين من قرية الولجة شمال غربي بيت لحم، ووزعت منشورات تهدد المواطنين بتنغيص حياتهم اليومية. وفي هذا السياق، قال الناشط إبراهيم عوض الله، إن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت القرية، وتمركزت في محيط مسجد الهدى، واعتقلت المواطن كمال محمد رضوان (46 عاماً)، بعد توقيفه والتدقيق في هويته، ونقلته إلى جهة غير معلومة، كما اعتقلت ثلاثة مواطنين آخرين دون تحديد هوياتهم، واعتدت أيضاً على شاب آخر خلال احتجازه، قبل أن تفرج عنه لاحقاً.
وأضاف عوض الله، أن قوات الاحتلال وزعت منشورات، تم إلصاق قسم منها على واجهات المحال التجارية، تهدد أهالي القرية باتخاذ إجراءات أمنية صارمة في حال المشاركة في فعاليات وطنية.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.