الكومبيوتر اللوحي أحد الأسباب الرئيسية لآلام الرقبة والكتفين

وضعية الجسم غير الصحية أهم عوامل الخطورة

الكومبيوتر اللوحي أحد الأسباب الرئيسية لآلام الرقبة والكتفين
TT

الكومبيوتر اللوحي أحد الأسباب الرئيسية لآلام الرقبة والكتفين

الكومبيوتر اللوحي أحد الأسباب الرئيسية لآلام الرقبة والكتفين

كشفت دراسة طبية حديثة لباحثين من جامعة نيفادا الأميركية في لاس فيغاس أن العامل الأهم في تسبب استخدام الكومبيوتر اللوحي Tablet Computer للآلام في الرقبة أو الكتفين ليس هو طول المدة الزمنية التي يقضيها المرء في استخدامه، بل إن السبب الرئيسي هو نوعية وضعية الجسم التي يكون المرء فيها حال ذلك الاستخدام، خصوصاً الجلوس دون دعم الظهر ومع انحناء للعنق. كما لاحظت الدراسة في نتائجها أن الإناث هن الأعلى عُرضة للإصابة بتلك الآلام، وتحديداً كانت احتمالات معاناة الإناث من آلام الرقبة أو الكتفين هي ضعف احتمالات معاناة الذكور من تلك الأعراض، حال استخدام الكومبيوتر اللوحي.
- آلام الكومبيوتر
ووفق ما تم نشره ضمن عدد 12 يونيو (حزيران) الحالي من مجلة «علوم العلاج الطبيعي» Journal of Physical Therapy Science، قال الباحثون من جامعة نيفادا إن غايتهم من إجراء الدراسة كانت «التحقيق في مدى انتشار أعراض آلام العنق والكتف في أثناء استخدام الكومبيوتر اللوحي، وتحديد عوامل الخطورة المرتبطة بهذه الأعراض».
ويعتبر ألم العنق للكومبيوتر اللوحي، أو ألم «عنق آي باد» iPad neck، أحد المصطلحات الطبية الآخذة في الانتشار لوصف أعراض تلك الآلام العضلية - العظمية الناجمة عن الانحناء والتحدّب في أثناء استخدام أجهزة الكومبيوتر اللوحية المحمولة أو الهواتف الجوالة. ووفقاً لما قاله الباحثون، فإن هذا الأمر أصبح اليوم مشكلة صحية شائعة.
وتفيد الرابطة البريطانية لعلاج وتقويم العمود الفقري British Chiropractic Association بأن أعداد الشباب الذين يشكون من آلام الرقبة والظهر ارتفعت خلال السنوات الماضية بنسبة 60 في المائة، وربعهم يشكو من ذلك بشكل يومي، وأن نسبة من الناس يقضون في غالبية الأيام نحو ساعتين في النظر إلى شاشة الهاتف المحمول، ونحو 3 ساعات ونصف الساعة باستخدام الكومبيوتر، ونحو 3 ساعات في مشاهدة التلفزيون.
وأضاف الباحثون أنه «تم إجراء مسحٍ شمل 412 شخصاً من بيئة جامعية، أي طلاب وموظفين وأعضاء هيئة التدريس وخريجين، وذلك لدراسة مدى استخدامهم للكومبيوتر اللوحي بشاشة اللمس، ونوعية وضعية الجسم في أثناء الاستخدام، ومدى الشكوى والمعاناة من أعراض آلام الرقبة والكتف. ومن هذا، تم تحديد عوامل خطورة رئيسية للمعاناة من أي أعراض عضلية عظمية Musculoskeletal Symptoms في أثناء استخدام الكومبيوتر اللوحي».
وقال الباحثون في نتائجهم إن «معدل انتشار الأعراض العضلية العظمية في أثناء استخدام الكومبيوتر اللوحي لدى شريحة المشمولين بالدراسة بلغت 78 في المائة. وكانت أعراض الرقبة والأطراف العلوية، بما يشمل الكتفين، هي الأعلى، وتحديداً بلغت نسبة الشعور بأعراض الرقبة 85 في المائة، وأعراض الكتف والطرف العلوي 66 في المائة».
وأضاف الباحثون في نتائجهم: «كانت أهم عوامل الخطورة ذات الصلة بتلك الأعراض الناجمة عن استخدام الكومبيوتر اللوحي هي: وجود أعراض عضلية - عظمية بالأصل لدى المرء، ونوع الجنس، ونوعية وضعية الجسم في أثناء ذلك». وأوضح الباحثون أن نوعية وضعية الجسم السيئة شملت: «الجلوس دون دعم للظهر، والجلوس مع الجهاز في الحضن أو الحِجْر، والاستلقاء على الجانب وعلى الظهر في أثناء استخدام الكومبيوتر اللوحي».
- عوامل الخطورة
ولخص الباحثون نتائجهم بالقول: «كشفت النتائج أن جنس الإناث، وعوامل وضعية الجسم، كانت مرتبطة بشكل كبير بالشعور بأعراض عضلية عظمية في أثناء استخدام الكومبيوتر اللوحي. ومن بين جميع العوامل الوضعية، تم تحديد الجلوس دون دعم الظهر على أنه أهم عامل خطورة لوجود أعراض العضلات والعظام».
وبشيء من التفصيل، لاحظت الدراسة في نتائجها أن:
• ألم «الرقبة اللوحية» هو عادة ما يكون مرتبطاً بالجلوس من دون دعم خلفي، مثل أن يكون على مقعد أو على الأرض، أو الانزلاق على الكومبيوتر اللوحي في أثناء وجوده في حضن المستخدم. وشملت المواقف الأخرى المرتبطة بشكل كبير مع الألم استخدام الكومبيوتر اللوحي حال الرقود على الجانب أو الظهر.
• الحالة أكثر انتشاراً بين الشباب مقارنة بكبار السن.
• كانت النساء أعلى عرضة بنسبة مرتين لأعراض الجهاز العضلي العظمي في أثناء استخدام الكومبيوتر اللوحي، وذلك مقارنة بالرجال.
• أولئك الذين لديهم تاريخ سابق للشعور والشكوى من آلام الرقبة والكتف يعانون من زيادة أعراض العنق والكتف في أثناء استخدام الكومبيوتر اللوحي.
وقال البروفسور زو - بينج لي، أستاذ العلاج الطبيعي في جامعة نيفادا، الباحث الرئيسي في الدراسة، إنه قلق من هذه النتائج، خصوصاً بالنظر إلى تزايد انتشار استخدام أجهزة الكومبيوتر اللوحية وقارئات الكتب الإلكترونية E - Book Readers، وغيرها من أجهزة الاتصالات المستخدمة لأغراض شخصية أو مدرسية أو تعليمية أو تجارية.
وأضاف أن «مثل هذا الانتشار المرتفع لأعراض العنق والكتف، خصوصاً بين فئة الشباب، يمثل عبئاً صحياً كبيراً على المجتمع»، وتابع: «لقد تمكنا من تحديد مدى انتشار تلك المشكلة، وما هي العوامل المشتركة التي تساهم فيها». وكان عامل الخطورة الأعلى إثارة للدهشة هو ما علق عليه بالقول: «نظرياً، يُفترض أنه كلما زاد عدد الساعات التي يقضيها المرء في استخدام جهاز الكومبيوتر اللوحي، زادت آلام الرقبة والكتف التي يتعرض لها، ولكن ما وجدناه هو أن الوقت ليس هو عامل الخطر الأكثر أهمية، وإنما هو نوع الجنس ووضعيات معينة للجسم».
- وضعيات الجسم السيئة
وكانت الأعراض الأكثر شيوعاً هي صلابة التيبس، أو الألم العضلي، أو الألم المزمن في الرقبة، أو في أعلى الظهر ما بين الكتفين، أو في الذراعين واليدين، أو في الرأس. وأفاد 55 في المائة منهم أن غالب شكواهم هو درجة متوسطة من عدم الشعور بالراحة، لكن أفاد 10 في المائة منهم أن الأعراض لديهم كانت شديدة، وقال 15 في المائة إنها تؤثر على نومهم.
ووضعيات الجسم التي أدت إلى الألم شملت تلك التي تتسبب في هبوط وتراجع جسم المستخدم اللوحي مع التحديق، وذلك في حالات:
•الجلوس دون دعم الظهر، وهو ما يؤدي إلى زيادة احتمالات الألم بنسبة الضعف.
• الجلوس مع وضع الجهاز اللوحي في الحضن.
• الجلوس على كرسي مع وضع الجهاز اللوحي على سطح مكتب مسطح، بما يؤدي إلى ثني العنق إلى الأمام لفترات طويلة، والضغط في الوقت نفسه على العمود الفقري، مما يؤدي إلى إجهاد الرقبة والكتف.
وتفيد المصادر الطبية بأن مجرد النظر إلى الأمام، وزاوية انحناء الرقبة صفر، يضع عبئاً على العمود الفقري في الرقبة، بما يُوازي 5 كيلوغرامات. وعندما ينحني المرء بزاوية 15 درجة فقط ليشاهد شاشة الكومبيوتر اللوحي، فإن ذلك العبء يرتفع إلى 12 كيلوغراماً. ومع انحناء الرقبة للنظر إلى الهاتف المحمول بزاوية 30 درجة فقط، فإن العبء يرتفع إلى ما يُعادل 18 كيلوغراماً من الضغط على العمود الفقري. ومع بلوغ درجة زاوية الانحناء إلى 60 درجة، فإن العبء يصل إلى حد 27 كيلوغراماً.
ولاحظ الباحثون أن 46 نفس فقط ذكروا أنهم كانوا يتوقفون عن استخدام الجهاز اللوحي عند الشعور بالألم أو عدم الراحة، بينما البقية كانوا يستمرون على الرغم من ذلك.
- نصائح لدرء المعاناة من آلام العنق
قدم البروفسور لي هذه النصائح لمنع المعاناة من ألم العنق للكومبيوتر اللوحي:
• اجلس على كرسي مع دعم الظهر. وقال البروفسور لي: «وربما هذا شيء يجدر التفكير فيه: تركيب المقاعد أو الكراسي من دون دعم للظهر تدفع الإنسان إلى وضعية الانقضاض على أجهزة الآيباد في حضنه، مما يسهم في مشكلات الألم المرتبطة بوضعية الجسم».
• استخدام «جهاز تذكير الوضعية» Posture Reminder Device، وهي أجهزة صغيرة قابلة للارتداء مباشرة على الجلد، أو تثبّت على الملابس وتُصدر صوتاً لتخبر مرتديها عندما يرتخي في وضعية جسمه، وهي التي تُعرف أيضاً باسم «مدرب الوضعية» Posture Coache.
• اتخذ وضعية الوقوف، وضع الكومبيوتر اللوحي على منصة بدلاً من الطاولة ذات السطح المستوى.
• مارس تمارين لتقوية عضلات العنق والكتف، هذا مهم بشكل خاص للنساء اللواتي يعانين من آلام الرقبة والكتف، كما قال البروفسور لي.
وأضاف: «إن استخدام هذه الأجهزة الإلكترونية أصبح جزءاً من حياتنا العصرية. ومن أجل تقليل مخاطر نشوء مشكلات طويلة الأمد في الرقبة والكتف، نحتاج إلى التفكير في كيفية تأثير التكنولوجيا، مثل الكومبيوتر اللوحي، على وضعية الجسم».

- استشارية في الباطنية


مقالات ذات صلة

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال
TT

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص. وأوضحت أن قضاء وقت من دون حركة كافية لفترة أكثر من 6 ساعات يومياً، يمكن أن يسبب زيادة في ضغط الدم الانقباضي (الخارج من البطين الأيسر- systolic blood pressure) بمقدار 4 ملِّيمترات زئبقية، وذلك في الفترة العمرية من الطفولة، وحتى بداية مرحلة البلوغ.

الخمول ومؤشرات الأمراض

أجريت الدراسة بالتعاون بين جامعتي «بريستول» و«إكستر» في المملكة المتحدة، وجامعة «شرق فنلندا»، ونُشرت في مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي، في مجلة «الهزال وضمور العضلات» (Journal of Cachexia, Sarcopenia and Muscle). وأكدت أن النشاط والخمول يلعبان دوراً رئيسياً في تنظيم الضغط؛ حيث يساهم الخمول وعدم الحركة في رفع ضغط الدم، بينما يساهم النشاط البدني الخفيف بشكل يومي في خفض الضغط. وفي الماضي وقبل التقدم التكنولوجي المعاصر، ولأن الأطفال كانوا في نشاط مستمر، كان ارتفاع ضغط الدم من الأمور شديدة الندرة في الأطفال.

قام الباحثون بمتابعة 2513 طفلاً من دراسة خاصة بجامعة «بريستول» على أطفال التسعينات من القرن الماضي، وتمت المتابعة من سن 11 إلى 24 عاماً. وركَّز الباحثون على الأطفال الذين قضوا تقريباً 6 ساعات يومياً من دون أي نشاط يذكر، ثم 6 ساعات يومياً في ممارسة تمارين خفيفة (LPA)، وأخيراً نحو 55 دقيقة يومياً في نشاط بدني يتدرج من متوسط إلى قوي (MVPA)، وبعد ذلك في بداية مرحلة المراهقة والشباب قضوا 9 ساعات يومياً في حالة خمول، ثم 3 ساعات يومياً في التمارين الخفيفة، ونحو 50 دقيقة يومياً في تمارين متوسطة إلى قوية.

تم أخذ عينات دم بعد فترة صيام لعدة ساعات للأطفال بشكل متكرر، لتثبيت العوامل التي يمكن أن تلعب دوراً مهماً في ارتفاع ضغط الدم، مثل قياس مستويات الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL)، والكوليسترول عالي الكثافة (HDL)، والدهون الثلاثية (TG)، وأيضاً تم قياس منحنى الغلوكوز لكل 3 شهور (hba1c) في الدم، وكذلك هرمون الإنسولين، ودلالات الالتهاب مثل البروتين التفاعلي سي (C-reactive protein)، وقاموا بقياس معدل ضربات القلب.

بعيداً عن التحاليل الطبية، قام الباحثون برصد بقية العوامل المؤثرة في ارتفاع ضغط الدم، وتم سؤال الأطفال عن التاريخ العائلي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بجانب الحالة الاقتصادية والاجتماعية للعائلة، وحالة الطفل النفسية، وتعامل العائلة معه، وأيضاً نوعية الغذاء، وهل تحتوي على دهون أم لا، واستخدام ملح الطعام باعتدال. وبالنسبة للمراهقين والبالغين تم سؤالهم عن حالة التدخين، بالإضافة إلى قياس كتلة الدهون في الجسم، وكذلك الكتلة العضلية.

ضغط الدم في الأطفال

قال العلماء إن الدراسة الحالية تُعد أكبر وأطول دراسة متابعة في العالم، لرصد العلاقة بين حجم النشاط البدني ومستوى ضغط الدم في الأطفال والمراهقين، وصولاً لمرحلة البلوغ. وحتى تكون الدراسة معبرة عن التغيرات الطبيعية التي تحدث للضغط في المراحل العمرية المختلفة، قام الباحثون بقياس ضغط الدم بعد فترات الخمول والتمرينات الخفيفة ومتوسطة الشدة، في عمر الحادية عشرة (نهاية فترة الطفولة) وفي عمر الخامسة عشر (فترة المراهقة والتغيرات الهرمونية) وأخيراً في عمر الرابعة والعشرين (مرحلة البلوغ).

وجد الباحثون أن متوسط ضغط الدم في مرحلة الطفولة كان 106/ 56 ملِّيمتراً زئبقياً، وبعد ذلك ارتفع إلى 117/ 67 ملِّيمتراً زئبقياً في مرحلة الشباب. ويرجع ذلك جزئياً -في الأغلب- إلى النمو الفسيولوجي الطبيعي المرتبط بالسن، وأيضاً ارتبطت الزيادة المستمرة في وقت الخمول من سن 11 إلى 24 عاماً بزيادة ضغط الدم الانقباضي في المتوسط بمقدار 4 ملِّيمترات زئبقية.

لاحظ الباحثون أن المشاركة في التمرينات الخفيفة بانتظام من الطفولة وحتى البلوغ، ساهمت في خفض مستوى الضغط الانقباضي بمقدار 3 ملِّيمترات زئبقية تقريباً. وفي المقابل تبين أن ممارسة التمرينات الشاقة والقوية لم تساهم في خفض الضغط بعكس المتوقع، وذلك لأن زيادة حجم الكتلة العضلية ارتبط بزيادة الدم المتدفق إليها، مما سبب زيادة طفيفة في ضغط الدم، ما يوضح الأهمية الكبرى للنشاط البدني الخفيف بانتظام؛ لأنه يُعد بمثابة وقاية من خطر ارتفاع ضغط الدم.

النشاط البدني الخفيف المنتظم يقي من خطره

أكد الباحثون أن أي فترة صغيرة في ممارسة النشاط الحركي تنعكس بالإيجاب على الطفل. وعلى سبيل المثال عندما استُبدلت بعشر دقائق فقط من كل ساعة تم قضاؤها في حالة خمول، فترة من التمرينات الخفيفة (LPA) في جميع مراحل النمو من الطفولة إلى مرحلة الشباب، انخفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 3 ملِّيمترات زئبقية، وضغط الدم الانبساطي بمقدار ملِّيمترين زئبقيين، وهو الأمر الذي يُعد نوعاً من الحماية من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية؛ لأن خفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 5 ملِّيمترات زئبقية فقط يقلل بنسبة 10 في المائة من الذبحة الصدرية وجلطة المخ.

من المعروف أن منظمة الصحة العالمية (WHO) أصدرت تقارير تفيد باحتمالية حدوث 500 مليون حالة مرضية جديدة من الأمراض غير المعدية المرتبطة بالخمول البدني بحلول عام 2030، ونصف عدد هذه الحالات بسبب ارتفاع ضغط الدم. ونصحت المنظمة بضرورة ممارسة النشاط البدني الخفيف لمدة 3 ساعات على الأقل يومياً، للحماية من الإصابة بضغط الدم، وأيضاً لأن هذه التمرينات بمثابة علاج للضغط العالي للمرضى المصابين بالفعل. وأكدت أن النشاط البدني لا يشترط وقتاً أو مكاناً معيناً، مثل المشي لمسافات طويلة، وركوب الدراجات، وحتى القيام بالأعمال المنزلية البسيطة.

* استشاري طب الأطفال