خلافات تعطل 5.3 مليار دولار للشركات العائلية في السعودية

استثمارات القطاع تتجاوز 66 مليار دولار وتمثل 12 % من الدخل القومي

جانب من ندوة الشركات العائلية مساء أول من أمس بغرفة الرياض («الشرق الأوسط»)
جانب من ندوة الشركات العائلية مساء أول من أمس بغرفة الرياض («الشرق الأوسط»)
TT

خلافات تعطل 5.3 مليار دولار للشركات العائلية في السعودية

جانب من ندوة الشركات العائلية مساء أول من أمس بغرفة الرياض («الشرق الأوسط»)
جانب من ندوة الشركات العائلية مساء أول من أمس بغرفة الرياض («الشرق الأوسط»)

يصل حجم استثمارات الشركات العائلية بالسعودية إلى 250 مليار ريال (66.6 مليار دولار)، وتتراوح حصتها في الناتج المحلي الإجمالي بين 22 و30 في المائة، فيما لا تزال 5.3 مليار دولار معطلة بسبب نزاعات في المحاكم، بحسب مسؤولين شاركوا في ندوة نظمتها الغرفة التجارية الصناعية بالرياض مساء أول من أمس، عن التحديات والاستراتيجيات التي تواجه الشركات العائلية.
وأوضح سعد السيتي، عضو الغرفة التجارية رئيس لجنة الشركات العائلية، أن قطاع الشركات العائلية يمثل 91 في المائة من إجمالي عدد الشركات السعودية، ومن المؤشرات على نجاحها توسعها في نشاطاتها، مشيراً إلى أهمية توجيه المزيد من الاهتمام للعمل على حل ما تواجه من تحديات وتحسين بيئات العمل الخاصة بها بما يضمن تحقيق نجاحها وتعاقب الأجيال فيها.
إلى ذلك، قال الدكتور علاء ناجي، عضو لجنة الشركات العائلية إن الكيان العائلي يحتاج للمزيد من الفهم والتقصي لتجاوز التحديات، لافتاً إلى أن نحو 20 مليار ريال (5.3 مليار دولار) لا تزال تدور في أروقة المحاكم بسبب نزاعات على الملكية والحصص المالية للشركاء من قبل أفراد عائلات.
ولفت إلى أن الشركات العائلية تمثل النسبة الكبرى من الشركات بالمملكة بدخل يبلغ 300 مليار ريال (80 مليار دولار)، مضيفاً أن حصة الشركات العائلية تمثل 12 في المائة من الدخل القومي ونحو 85 في المائة من الدخل غير النفطي، في حين أن 45 شركة عائلية تصنف ضمن أكبر 100 شركة بالمملكة، يعمل معظمها في المقاولات والتجزئة والشؤون المصرفية، منوهاً إلى أن 3 من هذه الشركات بالمملكة من ضمن أكبر 500 شركة حول العالم.
من جهته، أكد أكرم العقيلي المختص في الحوكمة وإدارة الثروة للشركات العائلية، أهمية دور الحوكمة والهيكلة في إضفاء الاستقرار لدى القطاع، مبيناً أن أكثر ما يؤثر في الشركات العائلية نظام الشركات وهيئة سوق المال والأنظمة القضائية وأنظمة الحوكمة.
وذكر أن الأنظمة الجديدة التي طرأت على الحوكمة ستعزز استقرار هذه الشركات وتقلل النزاعات، مشيراً إلى بعض أفضل الممارسات التي قامت بها شركات عائلية حول العالم وهيكلها القانوني والمبادرات التي قامت بها.
وفي هذا السياق، قال الدكتور عبد الرحمن باعشن رئيس مركز الشروق للدراسات الاقتصادية لـ«الشرق الأوسط»، إن الشركات العائلية، تحتاج إلى هيئة خاصة بها، تعالج التحديات التي تواجهها من حيث الحوكمة والشفافية والتقنية، مع أفراد قسم قضائي خاص بها لفض النزاعات الواقعة والمحتملة حتى لا ينهار هذا القطاع.
وشدد على أن هذا القطاع على أهميته في الاقتصاد الوطني وتعزيز برامج التحول والتوطين، يحتاج أيضاً إلى توفير الدعم المالي له أيضاً بشكل ميسّر لتعزيز الصادرات غير النفطية التي نمت بنسبة 63 في المائة، وبالتالي الإسهام في تحجيم التحديات التي يفرزها عدم استقرار الطاقة في السوق العالمية.


مقالات ذات صلة

بـ2.4 مليار دولار... السعودية تعلن عن أكبر مدينة للثروة الحيوانية بالشرق الأوسط

الاقتصاد أكبر مدينة للثروة الحيوانية في منطقة الشرق الأوسط (واس)

بـ2.4 مليار دولار... السعودية تعلن عن أكبر مدينة للثروة الحيوانية بالشرق الأوسط

أعلنت السعودية، الأربعاء، عن أكبر مدينة للثروة الحيوانية في منطقة الشرق الأوسط بقيمة 9 مليارات ريال (2.4 مليار دولار)، لتعزيز أمنها الغذائي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
«كاتريون» للتموين بالسعودية توقع عقداً مع «طيران الرياض» بـ612.7 مليون دولار

«كاتريون» للتموين بالسعودية توقع عقداً مع «طيران الرياض» بـ612.7 مليون دولار

وقّعت شركة «كاتريون» للتموين القابضة السعودية عقداً استراتيجياً مع «طيران الرياض» تقوم بموجبه بتزويد رحلات الشركة الداخلية والدولية بالوجبات الغذائية والمشروبات

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الطاقة السعودي في مؤتمر البترول العالمي في كالغاري (رويترز)

عبد العزيز بن سلمان: «نظام المواد البترولية» يضمن تنافسية عادلة للمستثمرين

قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن «نظام المواد البترولية والبتروكيماوية» يدعم جهود استقطاب الاستثمارات ويضمن بيئة تنافسية عادلة للمستثمرين

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ناطحات سحاب في مركز الملك عبد الله المالي بالعاصمة السعودية الرياض (رويترز)

السعودية تجمع 12 مليار دولار من سندات دولية وسط طلب قوي

جمعت السعودية 12 مليار دولار من أسواق الدين العالمية بأول طرح لها لسندات دولية هذا العام استقطب طلبات بنحو 37 مليار دولار وهو ما يظهر مدى شهية المستثمرين.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

ارتفاع موافقات التركز الاقتصادي في السعودية إلى أعلى مستوياتها

حققت الهيئة العامة للمنافسة في السعودية رقماً قياسياً في قرارات عدم الممانعة خلال عام 2024 لعدد 202 طلب تركز اقتصادي، وهو الأعلى تاريخياً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

انخفاض غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية الأميركية

يصطف الناس خارج مركز التوظيف في لويسفيل بكنتاكي (رويترز)
يصطف الناس خارج مركز التوظيف في لويسفيل بكنتاكي (رويترز)
TT

انخفاض غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية الأميركية

يصطف الناس خارج مركز التوظيف في لويسفيل بكنتاكي (رويترز)
يصطف الناس خارج مركز التوظيف في لويسفيل بكنتاكي (رويترز)

انخفض عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع في الأسبوع الماضي، مما يشير إلى استقرار سوق العمل في بداية العام، رغم أن بعض العمال المسرحين لا يزالون يواجهون صعوبات في العثور على وظائف جديدة.

وقالت وزارة العمل الأميركية، الأربعاء، إن طلبات الحصول على إعانات البطالة الأولية في الولايات انخفضت بمقدار عشرة آلاف، لتصل إلى 201 ألف طلب معدلة موسمياً في الأسبوع المنتهي في الرابع من يناير (كانون الثاني). وكان خبراء اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا 218 ألف طلب في الأسبوع الأخير. وقد تم نشر التقرير قبل يوم واحد من الموعد المقرر، حيث تغلق مكاتب الحكومة الفيدرالية، الخميس، تكريماً للرئيس السابق جيمي كارتر الذي توفي في 29 ديسمبر (كانون الأول) عن عمر ناهز 100 عام.

وعلى الرغم من أن طلبات الحصول على الإعانات تميل إلى التقلب في بداية العام، فإنها تتأرجح حول مستويات تدل على انخفاض حالات تسريح العمال، ما يعكس استقراراً في سوق العمل، ويدعم الاقتصاد الأوسع. وقد أكدت البيانات الحكومية التي نشرت، الثلاثاء، استقرار سوق العمل، حيث أظهرت زيادة في فرص العمل في نوفمبر (تشرين الثاني)، مع وجود 1.13 وظيفة شاغرة لكل شخص عاطل عن العمل، مقارنة بـ1.12 في أكتوبر (تشرين الأول).

وتُعد حالة سوق العمل الحالية دعماً لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي قد يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير في يناير، وسط عدم اليقين بشأن تأثير السياسات الاقتصادية المقترحة من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب. وكان ترمب قد تعهد بتخفيض الضرائب، وزيادة التعريفات الجمركية على الواردات، فضلاً عن ترحيل ملايين المهاجرين غير المسجلين، وهي خطط حذر خبراء الاقتصاد من أنها قد تؤدي إلى تأجيج التضخم.

وفي ديسمبر، خفض البنك المركزي الأميركي سعر الفائدة القياسي بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق 4.25 في المائة - 4.50 في المائة. ورغم ذلك، توقع بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة مرتين فقط هذا العام، مقارنةً بأربعة تخفيضات كان قد توقعها في سبتمبر (أيلول)، عندما بداية دورة تخفيف السياسة. جدير بالذكر أن سعر الفائدة قد تم رفعه بمقدار 5.25 نقطة مئوية في عامي 2022 و2023 بهدف مكافحة التضخم.

ورغم أن عمليات التسريح لا تزال منخفضة مقارنة بالمعايير التاريخية، فإن عمليات التوظيف شهدت تباطؤاً، مما ترك بعض الأشخاص المسرحين يواجهون فترات طويلة من البطالة. وأظهر تقرير المطالبات أن عدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات بعد الأسبوع الأول من المساعدة، وهو مؤشر على التوظيف، قد زاد بمقدار 33 ألف شخص ليصل إلى 1.867 مليون شخص معدلة موسمياً خلال الأسبوع المنتهي في 28 ديسمبر.

ويرتبط جزء من الارتفاع فيما يسمى «المطالبات المستمرة» بالصعوبات التي تتجاوز التقلبات الموسمية في البيانات. ومع اقتراب متوسط مدة البطالة من أعلى مستوى له في ثلاث سنوات في نوفمبر، يأمل الخبراء الاقتصاديون في تحسن الأوضاع مع نشر تقرير التوظيف المرتقب لشهر ديسمبر يوم الجمعة المقبل.

وأظهرت توقعات مسح أجرته «رويترز» أن الوظائف غير الزراعية قد زادت على الأرجح بحوالي 160 ألف وظيفة في ديسمبر، مع تلاشي الدعم الناتج عن نهاية الاضطرابات الناجمة عن الأعاصير والإضرابات التي قام بها عمال المصانع في «بوينغ»، وشركات طيران أخرى. وفي حين أضاف الاقتصاد 227 ألف وظيفة في نوفمبر، فإنه من المتوقع أن يظل معدل البطالة دون تغيير عند 4.2 في المائة.