البكتيريا الصديقة... والتحكم بمرض السكري

محاولات لفهم دور الألياف الغذائية في ضبط السكر بالدم

البكتيريا الصديقة... والتحكم بمرض السكري
TT

البكتيريا الصديقة... والتحكم بمرض السكري

البكتيريا الصديقة... والتحكم بمرض السكري

طرح باحثون من الولايات المتحدة والصين أسلوباً عملياً في التعامل العلاجي مع مرض السكري، وذلك بوصفه إضافة غذائية لتعزيز جدوى المعالجات الحالية لأدوية خفض السكري التي يتم تناولها عبر الفم أو حقن هرمون الإنسولين.
- ضبط سكر الدم
وقال الباحثون إنهم لاحظوا وجود علاقة مباشرة بين ضبط نسبة السكر بالدم ونشاط البكتيريا الصديقة المستوطنة في الأمعاء. ووفق ما تم نشره ضمن عدد 8 مارس (آذار) الحالي من مجلة «ساينس» Science، أفاد الباحثون من جامعة روتجرز في نيوجيرسي بالولايات المتحدة ومن جامعة جياو تونغ في شنغهاي بالصين، بأن دراستهم التطبيقية أوضحت أن ثمة مجالا عمليا للاستفادة من تلك العلاقة، عبر الحرص على تناول وجبات طعام غنية بالألياف، وهو ما يُؤدي إلى رفع مستوى ضبط نسبة السكر في الدم لدى مرضى النوع الثاني من السكري. وهو الأمر الذي قد يستفيد منه ملايين الأشخاص المُصابين إما بمرض السكري أو حالة «ما قبل السكري» Prediabetes، وحتى يمكن استفادة عموم الأصحاء من ذلك السلوك الغذائي الصحي في جهودهم لخفض وزن الجسم.
والواقع أن الأطباء والمتخصصين في التغذية يعلمون منذ فترة طويلة أن للألياف الغذائية دوراً مهماً في تحسين مستوى الصحة لدى الإنسان، وأثبت كثير من الدراسات الطبية السابقة أن الإكثار من تناول الألياف وتقليل تناول الدهون المشبعة سلوك غذائي صحي لتقليل الإصابات بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب ومرض السكري والسمنة وارتفاع الكولسترول الضار واضطرابات عمل الأمعاء كالإمساك وغيره. ولكن لا تزال تتواصل جهود الباحثين الطبيين لمعرفة آلية الجدوى الصحية المتنوعة التي يُحققها الإكثار من تناول الألياف. وفي هذا الشأن أشارت عدة تجارب علمية إلى أن الألياف تلعب دوراً محورياً مؤثراً في مكونات ونشاط مستوطنات البكتيريا الصديقة التي توجد في الأمعاء. ومعلوم أن الأمعاء تحتوي كمية هائلة من أنواع البكتيريا الصديقة وغير الضارة بالجسم، وأن كميتها يصل وزنها إلى نحو الكيلوغرامين.
- الألياف الغذائية
وكان الباحثون من فنلندا قد نشروا في العام الماضي نتائج دراستهم حول علاقة البكتيريا الصديقة بمرض السكري، وذلك ضمن نتائج «الدراسة الفنلندية للوقاية من السكري» Finnish Diabetes Prevention Study. وأظهرت نتائجها آنذاك أن الأشخاص الذين يُكثرون من تناول الألياف الغذائية لديهم نسبة أعلى من مركب كيميائي مضاد للالتهابات في الدم، وهو مركب «حمض إندوليبروبيونك» Indolepropionic Acid، الذي تصنعه البكتيريا الصديقة الموجودة في الأمعاء، وأن هؤلاء الأشخاص الذين ترتفع لديهم نسبة هذا المركب في الدم أقل عُرضة للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.
وقد بنيت الدراسة الحديثة للباحثين الأميركيين والصينيين على تلك النتائج التي تم التوصل إليها في الدراسة الفنلندية، عبر إظهارها كيفية مساعدة الألياف للبكتيريا الصديقة في إنتاج مزيد من المركبات الكيميائية التي تعمل على ضبط مستوى الشعور بالجوع وضبط نسبة السكر في الدم. وهو ما علق عليه الدكتور فانيسا دي ميللو لاكسونين، الباحث في جامعة شرق فنلندا وغير المشارك في إعداد هذه الدراسة الحديثة، بالقول: «إجمالا، فإن ما أضافته هذه الدراسة الجديدة لما نعرفه؛ هو أهمية بكتيريا الأمعاء الصديقة في ضبط تطور الإصابات بالأمراض المزمنة كالنوع الثاني من مرض السكري».
- دور البكتيريا
وشمل البحث مجموعة لا تتجاوز 50 شخصاً من مرضى النوع الثاني من السكري ومن أصحاء ليسوا مصابين بالسكري، وتتبعوا بالمقارنة على مدى 3 أشهر تأثيرات تناول مجموعة منهم وجبات طعام ذات مكونات صحية وغنية بالألياف، أي كمية تقارب 37 غراما من الألياف، وتناول مجموعة أخرى وجبات طعام ذات مكونات صحية ولكن تحتوي كمية قليلة من الألياف، أي كمية تقارب 16 غراما من الألياف في اليوم. وتم الطلب منهم جميعاً ممارسة الرياضة البدنية بمقدار متقارب، ثم قاموا بقياس التغيرات في نسبة السكر بالدم ومستوى التغيرات لدى البكتيريا في الأمعاء خلال فترة المتابعة.
ولاحظ الباحثون في نتائجهم أن الأشخاص الذين تناولوا بشكل يومي كمية تقارب 37 غراما من الألياف، كانت لديهم نسبة السكر في الدم أكثر انضباطا من المجموعة التي تناولت كمية أقل من الألياف.
وأفاد الباحثون أن البكتيريا في الأمعاء تقوم بهضم الألياف لإنتاج عدد من أنواع «الأحماض الدهنية القصيرة» Short - Chain Fatty Acids، وهي التي تعمل وقودا لتلك البكتيريا لتقوم بدورها في تنشيط إجراء مهام أخرى في الجسم. ومن تلك المهام تحفيز خلايا الأمعاء على إنتاج بروتينات ذات مهام لها علاقة بانضباط نسبة السكر في الدم، مثل مركب GLP - 1 ومركب PYY. ومركب «جي إل بي1» هرمون يُحفز الجسم على إنتاج مزيد من الإنسولين، بينما مركب «بي واي واي» يعمل على خفض الشعور بالجوع، وكلاهما أمران أساسيان في الحفاظ على انضباط معدلات السكر في الدم وضبط مقدار وزن الجسم.
والواقع أن هناك أدوية حديثة لمعالجة السكري تعمل بشكل رئيسي على رفع مستويات مركب «جي إل بي1»، وهو ما علق عليه البروفسور ليبنغ زهاو، الباحث الرئيسي في الدراسة وبروفسور علم الميكروبات التطبيقي في جامعة روتجرز في نيوجيرسي وجامعة جياو تونغ في شنغهاي، بالقول: «هذه واحدة من فوائد تناول الألياف، وهي إحدى آليات عمل الجدوى الصحية لوجبات الطعام عالية المحتوى من الألياف». وأضاف الباحثون أن «المهم هو أن البكتيريا الجيدة والصديقة في الأمعاء بحاجة إلى الألياف، وهي البكتيريا الجيدة التي تقدم لنا فوائد صحية متعددة والتي تحتاج منا إلى أن نُمدها بمزيد من الألياف كي تستمر في العمل والنشاط ونستفيد منها».
- الألياف الغذائية... أنواع ومصادر مختلفة
> تُعد الألياف الغذائية أحد المكونات الرئيسية في التغذية الصحية، وبشكل رئيسي توجد الألياف في الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات، وتمتاز بأنها لا يمكن للجهاز الهضمي هضمها أو تفتيتها أو امتصاصها، بل تبقى ضمن مكونات الطعام في الجهاز الهضمي، وتمر من خلال المعدة والأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة ثم تخرج مع فضلات الطعام دون أن يطرأ عليها أي تغيير إلا بالبكتيريا الصديقة التي تستوطن في داخل الأمعاء.
ورغم أن الألياف هي في الأصل أحد «أشكال» سكريات الكربوهيدرات، فإنها تختلف من ناحية تعامل الجهاز الهضمي معها عن بقية العناصر المكونة للطعام اليومي، كالسكريات البسيطة حلوة الطعم أو السكريات النشوية المعقدة أو البروتينات أو الدهون.
- وتُصنف الألياف إلى نوعين رئيسيين:
> الأول: «الألياف الذائبة» التي تذوب في الماء لتكوين مزيج غروي. وهذه النوعية من الألياف لها فوائد صحية في خفض نسبة الكولسترول والسكر في الدم. ومن أمثلة المصادر الغذائية الغنية بها: العدس والفاصوليا والحمص والفول والتفاح والحمضيات وبذور الكتان.
> الثاني: «الألياف غير الذائبة» التي لا تذوب في الماء لتبقى على هيئة أشبه ما تكون بنشارة الخشب، ويستفيد الجسم منها بهذه الصفة، إذا ما تم تناولها لتسهيل خروج الفضلات ومعالجة حالة الإمساك، ومن أمثلة المنتجات الغذائية المحتوية عليها بنسب مختلفة: نخالة القمح؛ أي طبقة القشرة الخارجية لحبوب القمح، والمكسرات، وكثير من أنواع الخضراوات والفواكه.
ويوجد بشكل طبيعي، في المنتج الغذائي النباتي نفسه، كل من الألياف الذائبة والألياف غير الذائبة، وذلك بنسب متفاوتة. كما تتفاوت المنتجات الغذائية في نسبة محتواها من كل نوع من تلك الألياف. وهناك منتجات عالية المحتوى من الألياف، وأخرى منخفضة المحتوى منها.
والحاجة اليومية من الألياف للرجال ما دون سن الخمسين من العمر، هي تناول نحو 38 غراماً من الألياف. وتقل الكمية بعد تجاوز ذلك السن إلى 30 غراماً في اليوم. أما بالنسبة إلى النساء ما دون سن الخمسين، فهن بحاجة إلى تناول 25 غراماً من الألياف يومياً. ومَنْ هن فوق ذلك العمر، يحتجن إلى تناول 21 غراماً يومياً من تلك الألياف النباتية.
- والفوائد الصحية للألياف الغذائية تشتمل على:
> المحافظة على حركة طبيعية للأمعاء وحفظ صحة جيدة للأمعاء.
> المساهمة في ضبط نسبة سكر الدم.
> خفض نسبة الكولسترول.
> خفض الرغبة في تناول الطعام.
> المساهمة في خفض الوزن.

- استشارية في الأمراض الباطنية


مقالات ذات صلة

أطعمة غنية بالبروبيوتيك أكثر من الزبادي

صحتك تناول الزبادي يومياً قد يكون مفتاحنا لعيش حياة طويلة وصحية (أ.ف.ب)

أطعمة غنية بالبروبيوتيك أكثر من الزبادي

قال موقع «فيري ويل هيلث» إن الزبادي يُعرف باحتوائه على البروبيوتيك الذي يُساعد على الهضم وصحة الأمعاء، ولكنه ليس الخيار الوحيد. فهناك عديد من الأطعمة الأخرى…

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الكولاجين هو بروتين يعزز بنية الجلد والعظام والعضلات وأوتار الجسم (أرشيفية - الشرق الأوسط)

6 مشروبات لتعزيز الكولاجين لنضارة البشرة ودعم صحة الشعر والمفاصل

يعتبر الكولاجين بروتيناً أساسياً في الحفاظ على صحة بشرتك وشعرك ومفاصلك، لكن جسمك ينتج كمية أقل منه مع تقدمك في العمر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك قوارير تحتوي على زيت الزيتون (بيكسلز)

زيت الزيتون أم الزيوت النباتية: أيهما أفضل لصحة قلبك؟

عندما يتعلق الأمر بالزيوت الصحية للقلب، فإن زيت الزيتون ومعظم الزيوت النباتية قد يتشابهان في التأثيرات والفوائد، وذلك لأنهما يحتويان على الدهون غير المشبعة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك رجل في المكسيك يتلقى لقاحاً (رويترز)

3 أمور عليك تجنبها بعد الحصول على لقاح الإنفلونزا

يمكن لمعظم الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 6 أشهر أو أكثر الحصول على لقاح الإنفلونزا سنوياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك لحوم معروضة للبيع داخل متجر في سانت بطرسبرغ بروسيا (إ.ب.أ)

ما أسوأ الأطعمة للمصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟

يُعدُّ تناول الطعام وتأثيره على اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) مجالاً بحثياً متنامياً ومثيراً للاهتمام.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أطعمة غنية بالبروبيوتيك أكثر من الزبادي

تناول الزبادي يومياً قد يكون مفتاحنا لعيش حياة طويلة وصحية (أ.ف.ب)
تناول الزبادي يومياً قد يكون مفتاحنا لعيش حياة طويلة وصحية (أ.ف.ب)
TT

أطعمة غنية بالبروبيوتيك أكثر من الزبادي

تناول الزبادي يومياً قد يكون مفتاحنا لعيش حياة طويلة وصحية (أ.ف.ب)
تناول الزبادي يومياً قد يكون مفتاحنا لعيش حياة طويلة وصحية (أ.ف.ب)

قال موقع «فيري ويل هيلث» إن الزبادي يُعرف باحتوائه على البروبيوتيك الذي يُساعد على الهضم وصحة الأمعاء، ولكنه ليس الخيار الوحيد.

فهناك عديد من الأطعمة الأخرى الغنية بالبروبيوتيك، والتي قد تكون بنفس الفائدة، أو حتى أفضل، لأمعائك.

الكفير

الكفير هو مشروب حليب مُخمّر يُصنع بإضافة حبوب الكفير -مزيج من البكتيريا والخميرة- إلى الحليب.

وتُحوّل عملية التخمير السكريات الطبيعية إلى مشروب لاذع، صالح للشرب، يُشبه الزبادي.

ويُعتقد أن الكفير يحتوي على بروبيوتيك أكثر من الزبادي، مما قد يجعله أفضل لأمعائك.

إلى جانب فوائده الصحية للأمعاء، قد يُساعد أيضاً على تقليل الالتهابات، ودعم جهاز المناعة، وخفض مستوى الكوليسترول.

ما أسباب انخفاض حمض المعدة؟

الكيمتشي

الكيمتشي طبق كوري حارّ ولاذع، يُحضّر بتخمير الخضراوات، مثل الملفوف أو الفجل، مع الملح والتوابل.

ويُخمّر الكيمتشي باستخدام البكتيريا الطبيعية الموجودة في الخضراوات، مما يُنتج البروبيوتيك الذي يُقدّم العديد من الفوائد الصحية.

قد يُساعد الكيمتشي على دعم الهضم، ووظائف المناعة، وربما حتى صحة القلب عند تناوله بانتظام.

الكومبوتشا

شاي يُحضّر بإضافة مزيج من البكتيريا النافعة والخميرة إلى الشاي الأسود أو الأخضر المُحلّى.

قد يدعم صحة الأمعاء من خلال تشجيع نمو البكتيريا النافعة، وتحسين الهضم، وتخفيف آلام المعدة.

بحثت بعض الدراسات في التأثيرات المحتملة لشاي الكومبوتشا كمضاد للأكسدة، ومضاد للالتهابات، وداعم للكبد، على الرغم من أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث.

خبز العجين المخمر

يُصنع العجين المخمر عن طريق تخمير الدقيق والماء باستخدام بكتيريا حمض اللاكتيك والخميرة.

على الرغم من أن الخبز قد يقتل بعض البكتيريا الحية، فإن العجين المخمر لا يزال يحتفظ بمركبات مفيدة قد تساعد على مكافحة الالتهاب وحماية خلايا الجسم. قد تكون هذه المواد مفيدة في الحالات المرتبطة بالالتهاب، ويمكنها أيضاً دعم صحة الأمعاء.

مخلل الملفوف

مخلل الملفوف هو ملفوف مفروم ومخمر مصنوع من الملح وبكتيريا طبيعية يُستخدم غالباً كتوابل تُضاف إلى أطباق مثل الحساء والساندويتشات.

يحتوي مخلل الملفوف على بكتيريا مفيدة قد تساعد على دعم وظائف الجهاز المناعي وتقليل الالتهابات، كما يُظهر تأثيرات محتملة مضادة للأكسدة ومضادة للسرطان.

ميسو

يُصنع عن طريق تخمير فول الصويا بالملح وخميرة تُسمى كوجي، التي تُحوّل الخليط إلى معجون غني ولذيذ يُستخدم غالباً في الحساء والتتبيلات اليابانية.

قد يُقدّم ميسو بعض الفوائد الصحية المتعلقة بصحة الأمعاء، والالتهابات، وربما حتى خفض ضغط الدم أو الوقاية من السرطان.

علاج أمراض المعدة مهم في مراحلها المبكرة (بابليك دومين)

لاسي

مشروب هندي تقليدي مصنوع من الزبادي، ويُصنع عادةً من الحليب المُخمّر، وأحياناً من الفواكه أو التوابل، على عكس الكفير، يحتوي على خميرة فقط، ولكنه لا يحتوي على خميرة.

قد يُساعد اللاسي على الهضم، ويُخفف أعراض متلازمة القولون العصبي (IBS)، وقد يكون أسهل على الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز.

يربطه بعض الأبحاث أيضاً بتحسين صحة القلب، وإدارة سكر الدم، ووظائف الجهاز المناعي.

كفاس

مشروب مُخمّر مصنوع من خبز الجاودار. يتميز بطعم لاذع وفوار، يُشبه مشروب الكومبوتشا، ويُصنع باستخدام بكتيريا طبيعية وخميرة.

قد تُساعد البكتيريا النافعة في الكفاس على تحسين صحة الأمعاء من خلال دعم الهضم، ومساعدة الطعام على الحركة عبر الأمعاء، وتعزيز الهرمونات التي تُساعد على الهضم.

تمبيه

طعام إندونيسي تقليدي يُصنع من فول الصويا. يُصنع عن طريق تخمير فول الصويا المطبوخ مع بادئات تخمر، مما يُكوّن عجينة متماسكة.

يُعد التيمبيه مصدراً جيداً للبروتين النباتي، وقد تكون له فوائد مثل تقليل الالتهابات، ودعم صحة الأمعاء، وتوفير مضادات الأكسدة التي تساعد على حماية خلايا الجسم من التلف.

أمراض المعدة شائعة (بابليك دومين)

ناتو

يُعد الناتو منتجاً آخر من فول الصويا المُخمّر، ويُعرف بقوامه اللزج والليفي الفريد، ويُصنع عن طريق تبخير فول الصويا ثم تخميره بالبكتيريا النافعة.

بالإضافة إلى دعم صحة الأمعاء، قد يُقدم الناتو فوائد أخرى، مثل تعزيز صحة القلب والعظام وتحسين استجابة الجسم للإنسولين.


6 مشروبات لتعزيز الكولاجين لنضارة البشرة ودعم صحة الشعر والمفاصل

الكولاجين هو بروتين يعزز بنية الجلد والعظام والعضلات وأوتار الجسم (أرشيفية - الشرق الأوسط)
الكولاجين هو بروتين يعزز بنية الجلد والعظام والعضلات وأوتار الجسم (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

6 مشروبات لتعزيز الكولاجين لنضارة البشرة ودعم صحة الشعر والمفاصل

الكولاجين هو بروتين يعزز بنية الجلد والعظام والعضلات وأوتار الجسم (أرشيفية - الشرق الأوسط)
الكولاجين هو بروتين يعزز بنية الجلد والعظام والعضلات وأوتار الجسم (أرشيفية - الشرق الأوسط)

يعتبر الكولاجين بروتيناً أساسياً في الحفاظ على صحة بشرتك وشعرك ومفاصلك، لكن جسمك ينتج كمية أقل منه مع تقدمك في العمر. قد تساعد المشروبات مثل مرق العظام وعصير الحمضيات والحليب في دعم إنتاج الكولاجين الطبيعي والحد من الشيخوخة المبكرة.

مرق العظام

يُعد مرق العظام مصدراً غنياً بالكولاجين؛ وذلك لأن الكولاجين يوجد طبيعياً في المنتجات الحيوانية مثل لحم البقر والدجاج والأسماك. سواء اشتريته من المتجر أو صنعته في المنزل، فإن احتساء كوب من مرق العظام يمكن أن يزودك بنحو 4 غرامات من الكولاجين.

ومع ذلك، لاحظت الدراسات أن هذا قد يختلف بناء على نوع مرق العظام (لحم البقر، الدجاج، الديك الرومي، أو الأسماك) وطريقة التحضير، وفقاً لموقع «فيري ويل هيلث».

الحليب

لا تحتوي منتجات الألبان، بما في ذلك الحليب، على الكولاجين بمفرده، ولكن لأنها تعتبر بروتينات كاملة، يمكن لجسمك استخدام هذه الأحماض الأمينية لإنتاج الكولاجين.

أظهرت الدراسات أن البرولين والجلايسين في الحليب يساعدان في تعزيز إنتاج الكولاجين، وتحسين مرونة الجلد، ودعم المفاصل.

حليب الصويا

يعد حليب الصويا خياراً آخر لتعزيز إنتاج الكولاجين للأشخاص الذين لا يتناولون منتجات الألبان. يوفر الصويا بروتيناً كاملاً ويحتوي على الأيسوفلافون، التي تشير بعض الأبحاث إلى أنها قد تدعم إنتاج الكولاجين.

أظهرت بعض الدراسات أن حليب الصويا، نظراً لمحتواه من الأيسوفلافون، يعزز الكولاجين ويحسن شيخوخة الجلد الضوئية (شيخوخة الجلد الناتجة عن أضرار الشمس) وترطيب البشرة لدى السيدات في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.

العصير الأخضر

نظراً لأن الخضراوات الورقية مليئة بالعناصر الغذائية وفيتامين «ج» والأحماض الأمينية والبروتين، فإنها يمكن أن تساعد جسمك في إنتاج الكولاجين. لتعزيز إنتاج الكولاجين بشكل عام، جرب عصر الخضراوات الورقية مثل السبانخ والكرنب والسلق واللفت، لكن ضع في اعتبارك أن عملية العصر قد تقلل من بعض العناصر الغذائية في المشروب.

تشير الأبحاث إلى أن الخضراوات الخضراء مفيدة في تأخير شيخوخة الجلد وتعزيز تجديد الأنسجة في الجسم، مما يجعلها جزءاً أساسياً من نظام غذائي مغذٍّ لمكافحة الشيخوخة.

عصائر الحمضيات

يمكن لمحتوى فواكه الحمضيات الغنية بفيتامين «ج» ومضادات الأكسدة أن تساعد في تعزيز إنتاج الكولاجين. الدور الذي يلعبه هذا الفيتامين في تكوين الكولاجين هو السبب في أن الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين «ج» قد يواجهون مشاكل في التئام جروح الجلد.

وجدت بعض الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن العصائر القائمة على الحمضيات عززت النشاط المضاد للشيخوخة في الجسم، بما في ذلك تقليل التجاعيد وزيادة محتوى الكولاجين. ومع ذلك، هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث على البشر لتأكيد هذا الارتباط.

للاستفادة من هذه الفائدة المحتملة لتعزيز الكولاجين، حاول دمج عصير البرتقال أو الجريب فروت أو الليمون أو الليمون الحامض بنسبة 100 في المائة (دون سكر مضاف أو بكمية محدودة) في نظامك الغذائي.

عصائر التوت

مثل الحمضيات، تحتوي العديد من أنواع التوت على مستويات مرتفعة من فيتامين «ج». يعد صنع عصير من الفراولة والعليق والتوت خياراً جيداً للحصول على جرعة من هذا الفيتامين وتعزيز إنتاج الكولاجين.

تشير بعض الأدلة إلى أن التوت يمكن أن يساعد في تعزيز التئام جروح الجلد وتحسين تكوين الكولاجين بشكل ملحوظ عند تناوله بانتظام.

نصائح لدعم إنتاج الكولاجين

نظراً لأن الجسم ينتج كمية أقل من الكولاجين مع تقدم العمر، فإن الحصول على العناصر الغذائية المعززة للكولاجين من خلال نظامك الغذائي يمكن أن يساعد في دعم مستويات الكولاجين في الجسم بشكل أفضل. وهذا يساهم في الحصول على بشرة وشعر ومفاصل أكثر صحة.

بالإضافة إلى ذلك، فكر في دمج النصائح التالية في نمط حياتك:

اتبع نظاماً غذائياً صحياً، مع إعطاء الأولوية للبروتين وتجنب السكر المضاف. احصل على قسط وافر من النوم الجيد. خفض مستويات التوتر. تجنب التدخين. حد من تناول الكحول. احمِ بشرتك من أشعة الشمس المباشرة.


زيت الزيتون أم الزيوت النباتية: أيهما أفضل لصحة قلبك؟

قوارير تحتوي على زيت الزيتون (بيكسلز)
قوارير تحتوي على زيت الزيتون (بيكسلز)
TT

زيت الزيتون أم الزيوت النباتية: أيهما أفضل لصحة قلبك؟

قوارير تحتوي على زيت الزيتون (بيكسلز)
قوارير تحتوي على زيت الزيتون (بيكسلز)

عندما يتعلق الأمر بالزيوت الصحية للقلب، فإن زيت الزيتون ومعظم الزيوت النباتية قد يتشابهان في التأثيرات والفوائد، وذلك لأنهما يحتويان على الدهون غير المشبعة، التي تعتبر أكثر صحيةً من الدهون المشبعة الموجودة في الزبدة والشحم وزيت جوز الهند والزيوت الأخرى التي تكون في حالة صلبة في درجة حرارة الغرفة.

الزيوت والأحماض الدهنية وصحة القلب

يحتوي زيت الزيتون والزيوت النباتية على أنواع مختلفة من الدهون غير المشبعة، التي تبقى سائلة في درجة حرارة الغرفة. هناك نوعان رئيسيان من الدهون غير المشبعة: الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة (MUFAs) والأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة (PUFAs)، وفقاً لموقع «فيري ويل هيلث».

زيت الزيتون

يعتبر زيت الزيتون غنياً بالدهون الأحادية غير المشبعة، خصوصاً «أوميغا - 9». تحتوي جميع أنواع زيت الزيتون على حوالي 75 في المائة من الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة. قد تساعد هذه الأحماض الدهنية في تحسين الصحة الأيضية وتقليل خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي (وهي مجموعة من الحالات التي تؤثر على خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية)، وخفض ضغط الدم، والحماية من الإجهاد التأكسدي.

الزيوت النباتية

تتميز العديد من الزيوت النباتية باحتوائها على الدهون المتعددة غير المشبعة، خصوصاً حمض اللينوليك (أوميغا - 6). كما توفر بعض أنواع الزيوت النباتية جرعات صحية من حمض اللينولينيك (أوميغا - 3). قد تساعد الدهون المتعددة غير المشبعة «أوميغا - 6» و«أوميغا - 3» في خفض الكوليسترول الضار (LDL)، وخفض الدهون الثلاثية في الدم، ودعم وظائف القلب والأوعية الدموية.

معالجة الزيوت وصحة القلب

معالجة زيت الزيتون

يُصنع زيت الزيتون عبر عصر ثمار الزيتون. وتشمل درجات زيت الزيتون ثلاثة أنواع: المكرر والبكر والبكر الممتاز. يُعتبر زيت الزيتون البكر الممتاز الأكثر صحة لأنه لا يستخدم الحرارة أو المواد الكيميائية في استخراج الزيت من الثمار.

ونظراً لأن زيت الزيتون البكر الممتاز يتضمن معالجة أقل، فإنه يحتفظ بأعلى مستوى من مضادات الأكسدة الطبيعية، بما في ذلك البوليفينولات، وهي مركبات نباتية تعمل كمضادات للأكسدة وتساعد في تحسين عوامل خطر أمراض القلب.

معالجة الزيت النباتي

يشير مصطلح «الزيت النباتي» عادةً إلى نوع واحد من الزيوت أو مزيج من زيوت مستخلصة من مصادر نباتية مختلفة، مثل الذرة وفول الصويا ودوار الشمس والعصفر وبذور القطن والكانولا.

غالباً ما تخضع هذه الزيوت لعمليات تكرير مكثفة. هذا المزج والتكرير الشامل يؤدي عادة إلى أن يكون للزيت النباتي نكهة محايدة ولكن مع مركبات نشطة صحية أقل مقارنة بالزيوت غير المكررة.

مركبات صحية أخرى

يحتوي زيت الزيتون، خصوصاً زيت الزيتون البكر الممتاز، على «البوليفينول» و«التوكوفيرولات» (فيتامين E) ومركبات نباتية أخرى تعمل كمضادات للأكسدة. تشير الأبحاث إلى أن هذه المركبات تساعد في حماية الجسم من أمراض القلب والأوعية الدموية والاضطرابات الأيضية.

ولدى الزيوت النباتية القدرة على تقديم فوائد مماثلة. ومع ذلك، فإن عمليات المعالجة والتكرير تزيل معظم الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة الطبيعية الموجودة في الزيت. ونتيجة لذلك، تفتقر الزيوت النباتية إلى العناصر الغذائية المفيدة التي يحتوي عليها زيت الزيتون الأقل معالجة.

تدعم نتائج الدراسات طويلة المدى فوائد استخدام زيت الزيتون والزيوت النباتية في الطهي لتعزيز صحة القلب.

فعلى سبيل المثال، في دراسة تتبعت أنظمة الغذاء لأكثر من 90 ألف أميركي على مدى 24 عاماً، أشار الباحثون إلى أن استخدام زيت الزيتون ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 18 في المائة وتحسين مستويات الكوليسترول الحميد (HDL) مقارنة بالأشخاص الذين لم يستخدموا زيت الزيتون.

وحسب أبحاث أخرى، فإن استبدال الدهون المشبعة (مثل الزبدة) بالزيوت النباتية المتعددة غير المشبعة يقلل فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنحو 30 في المائة، وهي نسبة مماثلة لتأثير أدوية الستاتين الخافضة للكوليسترول.

ووجدت دراسة مقارنة بين الاستهلاك اليومي لزيت الزيتون وزيت الكانولا لدى أشخاص يعانون من عوامل خطر أمراض القلب أن كلا الزيتين حسن المؤشرات الالتهابية والدهنية.

يوصي الخبراء باستبدال الدهون الأحادية والمتعددة غير المشبعة بالدهون المشبعة والمتحولة، مؤيدين زيت الزيتون والزيوت النباتية غير الاستوائية الأخرى (بما في ذلك زيوت الذرة والكانولا وفول الصويا ودوار الشمس والزيوت النباتية المخلوطة) كخيارات صحية للطهي.