الأسواق العالمية تنزف متأثرة بارتفاع عائدات السندات الأميركية

الخبراء ينصحون بالتروي في البيع وتجنب الذعر

الأسواق العالمية تنزف متأثرة بارتفاع عائدات السندات الأميركية
TT

الأسواق العالمية تنزف متأثرة بارتفاع عائدات السندات الأميركية

الأسواق العالمية تنزف متأثرة بارتفاع عائدات السندات الأميركية

افتتحت أسواق الأسهم العالمية تداولات أول أيام الأسبوع أمس، بـ«نزيف حاد» من خلال عمليات بيعية مكثفة مع مواصلة المستثمرين القلق بسبب ارتفاع عائدات السندات الأميركية، إذ انخفض مؤشر فايننشيال تايمز 100 البريطاني بنحو 1.4 في المائة ليصل إلى مستوى 7343 نقطة، كما انخفض مؤشر كاك 40 الفرنسي بالنسبة نفسها ليصل إلى مستوى 5288 نقطة، وتراجع مؤشر داكس الألماني بنسبة واحد في المائة ليبلغ مستوى 12654 نقطة، وتراجع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنحو 1.3 في المائة، الأمر الذي يعني أن الأسواق الأوروبية انخفضت بشكل مطرد على مدار الأسبوع الماضي لتفتتح هذا الأسبوع باستكمال سلسلة الهبوط.
وافتتحت وول ستريت مع انخفاض ستاندر آند بورز 500 بنحو 1 في المائة، وتراجعت العقود الآجلة في وول ستريت إلى أسوأ مستوياتها مع تراجع داو جونز الصناعي بمقدار 153 نقطة.
وساد القلق في أوساط المستثمرين بعد أداء الأسبوع الماضي للبورصات الأميركية التي تحملت أسوأ أسبوع منذ عامين وسط مخاوف بشأن ارتفاع عائدات السندات، وارتفعت المخاوف بشكل حاد بعد الأداء القوي للاقتصاد الأميركي لعام 2017 الذي أعلن في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وزادت المضاربات بعد تقرير الوظائف القوي والمتفائل الذي أظهر ارتفاع الأجور أكثر من المتوقع، والحاجة الآن إلى أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بشكل أسرع من المتوقع لمواجهة التضخم.
وينعكس ارتفاع عائدات السندات على ارتفاع تكلفة اقتراض الشركات، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض معدلات نمو الاقتصاد الأميركي والأرباح، كما أنها تجعل السندات أكثر جاذبية للمستثمرين على عكس الأسهم. وبعد الزيادة الحادة في عائدات السندات الأميركية خلال الأسبوع الماضي، فضلاً عن بيان الاحتياطي الفيدرالي «الأكثر صرامة من المتوقع»، إلى جانب قرار السياسة النقدية وبيانات الوظائف الكبيرة، أصبح أكثر من 50 في المائة من الخبراء والمتعاملين بالسوق الأميركية يتوقعون «زيادة رابعة» للفائدة خلال العام الحالي، وهو أمر غير مسبوق لتوقعات زيادة الفائدة الأميركية، وكان من المتوقع أن يزيد الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة بمعدل 3 مرات خلال 2018.
وقال مارتن هيفنيل، محلل أسواق المال في «إف إكس البريطانية»: «لا داعي للذعر»، وأكد في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن «على المستثمرين التروي بدلاً من بيع أسهمهم والتخلي عنها»، مضيفاً أن الارتفاع في عوائد السندات لا يزال معتدلاً، ومتوقعاً أن تبقى ظروف السوق مستقرة. وشهدت الأسواق العالمية ارتفاعات جماعية العام الماضي، وقال خبراء إن التراجع الذي شهدته المؤشرات بداية التداول هو نهاية للارتفاع الملحوظ العام الماضي عندما ارتفع كثير من الأسواق الرئيسية بأكثر من 25 في المائة وحتى 40 في المائة.
ووصفت «بلومبيرغ» المشهد العالمي بأنه «أكبر موجة بيعية للأسهم العالمية منذ عامين»، مرجحة بحسب محلليها أن يستمر التراجع، لكنها رجحت أن يكون ما يحدث هو «مجرد حركة تصحيح للأسواق، طال انتظارها... وليست انهياراً للأسواق». وانخفضت الأسواق الآسيوية مع انخفاض مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 2.7 في المائة، قبل أن يشهد انتعاشاً طفيفاً وفقدت أسواق اليابان أيضًا زخمها السابق مع هبوط مؤشر نكي 225 بنحو 2.6 في المائة، في حين سجل مؤشر توبكس خسارة بنسبة 2.2 في المائة.


مقالات ذات صلة

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات محبطة قد تشير إلى تباطؤ بالنمو الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)

تضخم الجملة يقاوم الانخفاض في الولايات المتحدة

ارتفعت تكاليف الجملة في الولايات المتحدة بشكل حاد خلال الشهر الماضي، ما يشير إلى أن ضغوط الأسعار لا تزال قائمة في الاقتصاد حتى مع تراجع التضخم من أعلى مستوياته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد لافتة مكتوب عليها «نوظف الآن» في مغسل سيارات بأحد شوارع ميامي بفلوريدا (رويترز)

زيادة غير متوقعة في طلبات إعانات البطالة الأميركية

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

تخطط إدارة بايدن لزيادة الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية، البولي سيليكون وبعض منتجات التنغستن القادمة من الصين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أشخاص يتسوقون في متجر بقالة في روزميد - كاليفورنيا (أ.ف.ب)

التضخم الأميركي يرتفع في نوفمبر إلى 2.7 % على أساس سنوي

ارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بأكبر قدر في 7 أشهر في نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

يقع البرج في منطقة استثنائية على كورنيش جدة (شركة دار جلوبال على «تويتر»)
يقع البرج في منطقة استثنائية على كورنيش جدة (شركة دار جلوبال على «تويتر»)
TT

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

يقع البرج في منطقة استثنائية على كورنيش جدة (شركة دار جلوبال على «تويتر»)
يقع البرج في منطقة استثنائية على كورنيش جدة (شركة دار جلوبال على «تويتر»)

في حدث استثنائي شهدته مدينة جدة، جرى تدشين مشروع برج ترمب، بحضور إريك ترمب، نائب رئيس منظمة ترمب، والذي عَدَّ أن هذا المشروع سيكون إضافة نوعية لسوق العقارات الفاخرة في السعودية.

وعبّر إريك ترمب، في كلمة له، عن فخره وسعادته بإطلاق هذا المشروع، وقال: «نحن متحمسون جداً لتقديم مشروع يجسد معايير الفخامة والابتكار، ويعكس التزام منظمة ترمب بالجودة العالمية».

برج ترمب جدة هو مشروع سكني فاخر يقع في منطقة استثنائية على كورنيش جدة، ويتميز بإطلالات مباشرة على البحر الأحمر، مع قربه من أبرز معالم المدينة مثل النافورة الملكية، والمارينا، وحلبة سباق الـ«فورمولا 1».

ويضم البرج، وهو بارتفاع يصل إلى 200 متر على 47 طابقاً، 350 وحدة سكنية تتنوع بين شقق فاخرة من غرفة إلى أربع غرف نوم، إضافة إلى بنتهاوس فاخر بثلاث وأربع غرف نوم.

وجرى تصميمه بلمسات تجمع بين الأناقة العصرية والرقيّ الكلاسيكي، حيث جرت مراعاة أدق التفاصيل لتوفير تجربة سكنية فاخرة بإطلالات ساحرة على البحر الأحمر، مما يجعله أحد أبرز معالم جدة المستقبلية.

تبدأ أسعار الوحدات السكنية في برج ترمب جدة من مليونيْ ريال، وتصل إلى 15 مليوناً. وقد بِيعت جميع الوحدات التي بلغت قيمتها 15 مليون ريال، مع بقاء عدد محدود من الوحدات بأسعار تبدأ من 12 مليوناً.

إريك ترمب ابن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

ومن بين أبرز مبيعات البرج، جرى بيع وحدة سكنية مميزة تحتل مساحة كامل الدور، بسعر قياسي بلغ 50 مليون ريال، ما يعكس الطلب الكبير على العقارات الفاخرة في السوق السعودية وجاذبيتها للمستثمرين المحليين والدوليين.

جرى تنفيذ هذا المشروع بالشراكة بين منظمة ترمب وشركة «دار غلوبال» للتطوير العقاري، المُدرجة في بورصة لندن.

تُعد «دار غلوبال» من الشركات الرائدة عالمياً في مجال العقارات الفاخرة، حيث تدير مشاريع بقيمة إجمالية تتجاوز 5.9 مليار دولار في 6 بلدان تشمل الإمارات، وعمان، وقطر، وبريطانيا، وإسبانيا، والبوسنة.

يأتي هذا المشروع ضمن طفرة عقارية تشهدها المملكة، حيث جرى الإعلان عن مشاريع بقيمة 1.3 تريليون دولار في السنوات الثماني الماضية.

ويُعدّ برج ترمب جدة جزءاً من «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز قطاع السياحة والترفيه، وجذب الاستثمارات الأجنبية.