الممثل الإقليمي لـ«الفاو»: أزمات الشرق الأوسط أدت لتغير جذري في معادلة الأمن الغذائي

ولد أحمد قال إن المنظمة تحاول تلافي أخطاء الماضي في وضع سياسات دعم إعادة الإعمار

عبد السلام ولد أحمد
عبد السلام ولد أحمد
TT

الممثل الإقليمي لـ«الفاو»: أزمات الشرق الأوسط أدت لتغير جذري في معادلة الأمن الغذائي

عبد السلام ولد أحمد
عبد السلام ولد أحمد

مع تفاقم نسب الجوع في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، وبلوغ أعداد الجوعى أكثر من 40 مليون شخص في المنطقة، يتركز أغلبهم في دول النزاع، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة، نداء تحذير من مغبّة تفاقم الأوضاع في المنطقة، داعيةً إلى بذل مزيد من الجهود للتعاون والتضامن من أجل القضاء على الجوع، وكذلك تكثيف العمل لإنهاء النزاعات والعودة إلى تحقيق التنمية، وذلك بعد بلوغ معدلات الخلل الغذائي في دول النزاع 6 أضعاف معدلاتها في الدول الأكثر استقراراً في المنطقة.
وعلى هامش إطلاق المنظمة تقريرها بعنوان «نظرة إقليمية عامة حول حالة الأمن الغذائي والتغذية في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا لعام 2017»، التقت «الشرق الأوسط» الدكتور عبد السلام ولد أحمد، مساعد المدير العام لـ«الفاو» والممثل الإقليمي في مكتب المنظمة الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والذي أكد أن النزاعات التي يشهدها بعض دول المنطقة هي السبب الرئيس وراء تدهور حالة الأمن الغذائي، خصوصاً مع ارتفاع معدلات الجوع بين سكان هذه الدول إلى مستوى 27.2%.
وأكد ولد أحمد أن منطقة الشرق الأوسط مرت بأزمات وظروف كبرى أدت إلى تغير جذري في معادلة الأمن الغذائي، مؤكداً أن الحكومات حاولت وضع استراتيجيات لدعم استمرار حصول المواطن على قوت يومه بأقل كلفة، وذلك نابع من إيمانها بأن الأمن الغذائي هو أولوية دائماً... لكنه أشار إلى أن تلك الاستراتيجيات أسفرت أحياناً عن بعض السلبيات السلوكية، حيث أصبح بعض المواطنين لا يدري قيمة الغذاء الحقيقية، ما أدى إلى اتساع فجوة الهدر.
وأشار مساعد مدير «الفاو» إلى أن المنظمة تعمل بكل جد في مناطق النزاع من خلال تنسيق كامل مع الحكومات الشرعية، وعبر عدد من المحاور لدعم الحالة الغذائية، موضحاً كذلك أن الاستراتيجيات المستقبلية في هذه المناطق تتضمن وضع سياسات تكاملية لا تعيد أخطاء الماضي، التي أدت تراكماتها إلى تنامي نسب الخلل الغذائي.
وإلى نص الحوار...
* حسب رؤية «الفاو»، تنقسم منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا إلى منطقتين فرعيتين، الأولى تخص مجموعة الدول التي تشهد نزاعات، والأخرى لباقي الدول الأكثر استقراراً... ما أبرز نقاط الاختلاف في خطط المنظمة لكلتا المجموعتين؟
- هذا التقسيم يهدف بالأساس إلى ضرورة إبراز دور النزاعات وأثرها في المنطقة... وبالطبع مرجعية «الفاو» الأساسية هي الأهداف الأممية التي اتفقت عليها جميع الدول، والتي تتضمن القضاء على الفقر والجوع وبلوغ 17 هدفاً تنموياً تمت المصادقة عليها من الجمعية العامة العمومية للأمم المتحدة، لكن طبيعة العمل في البلدان التي تعاني من النزاعات يختلف، لأن هناك الحاجة الملحة أولاً إلى المساعدات الإنسانية، وذلك يعني بالنسبة إلى «الفاو» دعم المزارعين والمجموعات الريفية على الصمود أمام الانعكاسات السلبية للأزمات والحروب والعنف، ويتطلب كذلك مساعدة الدول على التحضير لما بعد الحرب، والتحضير والتخطيط لمرحلة إعادة الأعمار. والمقاربة التي تتبعها «الفاو» لدعم البلدان التي تعاني من الأزمات مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا وحتى فلسطين هي دائماً مقاربة مبنية على 3 مسارات، حيث نحاول أولاً أن نقدم الدعم لصغار المزارعين عبر توفير البذور والأسمدة، لأنه في تلك الظروف عادةً أول ما يحتاج إليه المزارع هو المدخلات الزراعية، حيث لم تعد الأسواق تعمل كما كانت، وبالتالي توفير المدخلات أصبح هو الحاجة الأساسية، ليبقى مكانه ويظل ينتج.
والمسار الثاني، هو دعمه على الصمود عبر المشروعات، مثل تقديم بعض المساعدات المالية مقابل العمل، أو الدعم النقدي لمساعدته على صيانة التجهيزات وعلى قيام بعض البنى التحتية الزراعية الخفيفة، مثل شبكات الري على الحقل، إلى جانب حماية وزيادة الأصول الحيوانية، من حيث توفير الأعلاف، وحملات ومدخلات تلقيح وعلاج الماشية، وتحسين القدرات البيطرية، وإعادة توزيع الحيوانات؛ وغيرها.
أما المسار الثالث، فهو التحضير لإعادة الإعمار ووضع أسس للتنمية المستدامة عن طريق السياسات والخطط التي نتناقش فيها مع الدول.
* فيما يخص المجموعة الأولى، كيف تتعامل المنظمة مع الموقف على الأرض في ظل غياب جهة واحدة يمكن التعامل معها، على سبيل المثال في ليبيا يوجد تنازع على السلطات وكذلك في سوريا؟
- نحن نتعامل مع كل الحكومات المعترف بها شرعياً في كل الدول، هذا هو مبدأ «الفاو»... طبعاً هناك أمور يفرضها الواقع، على سبيل المثال في سوريا وفي اليمن هناك أمور مفروضة في الواقع، وبالتالي نتعامل في ظل هذه الأمور، والحكومات تتفهم عادةً ذلك لأنهم يدركون جيداً أن «الفاو» تعمل من منطلق حُسن النية، والهدف لـ«الفاو» هو مساعدة المزارعين ومساعدة المواطنين أينما كانوا، وذلك متقبَّل من طرف الحكومات... وبالتالي نحن نعمل أساساً مع الحكومات الشرعية ونتناقش معها حول السياسات والخطط بما فيها الخطط المستقبلية، وفي الميدان نعمل مع المزارعين أينما كانوا، وأظن أن الكل يتفهم ذلك.
* وهذا يتم على مستوى الدعم أم على مستوى جمع البيانات المطلوبة للتقارير؟
- هذا يتم على جميع المستويات في كل المناطق، في سوريا وفي اليمن نعمل على دعم المزارعين وتوفير المدخلات الزراعية ودعم القدرات كما قلت... ونعمل كذلك على رصد البيانات حول حالة الأمن الغذائي، فنحن في منظمة «الفاو» وشركاؤنا من الأمم المتحدة، خصوصاً برنامج الأغذية العالمي، و«يونيسيف»، نعمل معاً لرصد حالة الأمن الغذائي في اليمن كل 3 أشهر، وهذا لا يمكن أن يتم دون أن نعمل في جميع أماكن اليمن وجميع الأماكن التي تعاني من النزاع.
* في مناطق النزاع، هل ضمن الخطط المطروحة لـ«الفاو» العمل على إنشاء مجتمع غذائي متكامل فيما بعد الإعمار وإعادة التأهيل ما يوفر للمنطقة مستقبلاً مستداماً بشكل أكبر؟
- «الفاو» مثل أي منظمة تابعة للأمم المتحدة هي منظمة دول، أي أن أهميتها بالأساس تكمن في قدرتها على مساعدة الدول لتلبية الحاجات التي تم تأسيس «الفاو» من أجلها، وبالتالي نعمل فعلاً في كل البلدان التي تعاني من هذه الأزمات... حين نتكلم عن إعادة الإعمار نتكلم كذلك عن إعادة رسم سياسات تكاملية جديدة، ونحاول أن نقنع البلدان ألا نعود إلى نقاط الضعف التي قد تكون تسببت أصلاً في بعض المشكلات التي حصلت لاحقاً، وهذا أمر جوهري.
على سبيل المثال في سوريا، وبينما نعمل على دعم المسار لإعادة الإعمار، سنشارك في عملية مراجعة شاملة للقطاع الزراعي، وكذلك في بلدان أخرى... والهدف الأساسي وراء هذه التشاورات هو وضع سياسات تكاملية لا تعيد أخطاء الماضي، بل تساعد على إعادة التوازن للقطاع الزراعي، وتساعد على أن يكون القطاع داعماً أساسياً لعملية التنمية الاقتصادية والقضاء على الفقر والجوع وأن تكون عملية التنمية الزراعية قابلة للاستدامة اجتماعياً واقتصادياً وبيئياً.
* بالنسبة إلى مجموعة الدول الأكثر استقراراً، ما الأسباب الأساسية التي أدت إلى تراجع الأمن الغذائي في هذه الدول، خصوصاً مع عامل تضاعف النمو السكاني؟
- في الحقيقة وضعية الأمن الغذائي في هذه الدول ظلت مستقرة، لم تشهد تحسناً ولم تشهد تدهوراً، ولكن لا بد من التذكير بأن منطقة الشرق الأوسط ككل تتأثر بالنزاعات ومرّت بصدمات كثيرة ومتتالية، الصدمة الأولى كانت صدمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية سنوات 2007 و2008 و2009، خصوصاً أن أغلبية بلدان المنطقة مستورِدة للحبوب... وهذا انعكس مباشرة على قدرات المواطن على الحصول على الغذاء، وعوضت الدول ذلك ببرامج دعم ضخمة حتى تضمن لسكانها أمنهم الغذائي، ولكن ذلك شكّل عبئاً على ميزانية غالبية الدول خصوصاً تلك التي لا تصدِّر النفط، كما أن هذا الدعم قلل من حجم الاستثمارات المخصصة للتنمية الزراعية والتي هي الدعامة الأساسية لعملية النمو الاقتصادي على المدى البعيد.
وبعد ذلك أتى ما سُمى «الربيع العربي» وموجات عدم الاستقرار، وهذه أثرت كثيراً على الاستثمارات والثقة بعملية الاستثمار في العالم العربي ككل، ومن ثم جاءت الأزمات العميقة التي مرت بها سوريا والعراق واليمن وليبيا وانعكست على جميع بلدان الجوار، بدءاً من لبنان حيث كانت التجارة مع سوريا مصدراً أساسياً للتنمية، ونفس الشيء صار مع الأردن، وتأثرت أيضاً بطريقة مباشرة المناطق المجاورة التي قامت باستيعاب اللاجئين. وأدى المناخ العام إلى تراجع الاستثمار الخارجي في غالبية بلدان المنطقة بسبب زيادة الصراعات والنزاعات.
ثم جاءت موجة نقص أسعار النفط، والتي أثرت كذلك على كل المنطقة، أثرت على البلدان المصدرة للنفط، وأثرت على قدرة هذه البلدان على أن تساعد البلدان الأخرى.
وسلسلة الصدمات هذه أدت فعلا إلى تراجع معدلات النمو في الفترة ما بين سنة 2010 و2014، أو مقارنةً بالوتيرة التي كانت عليها قبل ذلك، مما أثر مباشرة على نسبة من يعانون من الفقر ومن يعانون من الجوع.
طبعاً الزيادة السكانية عامل أساسي في معادلة الأمن الغذائي في المنطقة، لأنها تساهم في خلق حالة عدم توازن ما بين القدرة على الإنتاج المحلي نظراً إلى محدودية الموارد المائية والأراضي الصالحة للزراعة، مقابل الطلب المتزايد على الغذاء... إذا نظرنا مثلا إلى مصر، فقد كان عندها اكتفاء ذاتي؛ بل إذا عدنا إلى الماضي فسنجد أن مصر كانت مصدرة، وكانت الأساطيل المصرية تجول في البحر المتوسط وتصدر القمح لروما ومدن أخرى.
* وكل هذه الأسباب مجتمعة دفعت المنطقة إلى سلة «العوز الغذائي»؟
- كلها مجتمعة صحيح... فقد أدت إلى تغير جذري في ظروف معادلة الأمن الغذائي... تغير جذري في عدد السكان الذي تضاعف 3 أو 4 مرات أحياناً منذ عام 1950، وطبعاً كميات المياه لن تزيد؛ بل تتناقص أحياناً بسبب موجات التصحر وموجات الجفاف المتكررة وتلوث المياه، وبالتالي هذا الخلل معالجته في منتهى الصعوبة، وهناك حلول لكن قد لا ترقى إلى مستوى التحدي نفسه، ومن ضمنها طبعاً تحلية المياه وهو مسار متَّبَع منذ زمن بعيد في دول الخليج، وهناك إعادة تدوير المياه المستخدمة، التي يمكن أن تزيد من وفرة المياه بنسبة ما بين 10 و20%. والمسار الثالث هو ترشيد المياه خصوصاً المياه للزراعة، وهذا مصدر أساسي لأن الزراعة في المنطقة تستخدم تقريباً 80% من المتوفر من المياه. ويجدر الذكر أن هناك تجارب كثيرة لاستخدام الري الحديث، مثل الري بالرش والري بالتنقيط في مصر والمغرب والأردن، وغالبية دول المنطقة بما فيها دول الخليج تخطط للانتقال إلى هذه التقنيات الحديثة وتطبيقها على نطاق واسع.
لكن لا بد من النظر إلى حلول إضافية، بما فيها حلول خارج إطار قطاع المياه، مثل الحد من الفاقد والمهدر من الغذاء، وهو كما تعلمون كبير جداً خصوصاً في البلدان العربية، وهذا لا يجوز... فكل حبة يتم إهدارها توجد كمية مياه وراءها، وهو عمل شخص ضاع ولم يعوض عنه، وهذه الأمور تتطلب عمل الحكومات والمجتمعات على حد سواء... ويجب على الكل أن يقوم بدوره.
والمياه كانت ترشَّد حتى في عهود قديمة في العالم العربي، لكنها لم تعد ترشَّد اليوم، حيث أصبح المواطن يستهلك بكثرة، والمزارع يظن أن المياه لا تنضب كونها أبدية... ولذلك يجب إعادة النظر في هذا. وعلى سبيل المثال، يتم ترشيد المياه في ولاية كاليفورنيا وحجمها يضعها في موازاة سادس أو سابع اقتصاد عالمي، مع ذلك يرشِّدون المياه حين دعت الضرورة، وبطريقة صارمة جداً أحياناً.
* هل من ضمن الاستراتيجيات الحالية على الأرض مواجهة الهدر الغذائي؟ وماذا عن إعادة تدوير هذا الهدر؟
- نحن قمنا بعملية نشر للتقارير السابقة عن الهدر من المياه والمواد الغذائية، وقمنا بعدة ورشات تحسسية وتشاورية في الإقليم، وعرضنا إطاراً استراتيجياً للحد من الهدر الغذائي على وزراء الزراعة، في روما عام 2014، وأطلقنا 3 مشروعات يتم تنفيذها الآن في مصر وتونس لدعم القدرات للحد من الهدر في الإنتاج... ولكن هذا الموضوع، كما ذكرت من قبل، يتطلب عملاً جماعياً، فالمهدر والفاقد من الغذاء كبير جداً؛ إذ يشير بعض التقييمات إلى أن الفاقد والمهدر من الغذاء يصل أحياناً إلى 30% من المتوفر من الغذاء، ولذا فإن للإعلام دوراً أساسياً للتوعية من أجل تغير سلوكيات الإنتاج والاستهلاك وتعديل وتحسين الثقافة.
والمشاريع التي تدعمها «الفاو» الآن تركز على الفاقد في مراحل سلسلة الإنتاج، وليس هدر الغذاء في مرحلة الاستهلاك. وتحاول هذه المشاريع أن ترصد أين يحصل بالضبط الفاقد، وفي أي مرحلة من الإنتاج، حتى تتم توعية المزارعين بذلك، وإدخال تقنيات وأساليب يمكن أن تحدّ من حجمه.
* في ظل هذه التحديات التي تواجه سلسلة الغذاء، هل يمكن أن نسأل عن «الفرصة الضائعة» أو «الفرصة البديلة»؟
- هناك فرص بديلة، وهناك استراتيجيات... في هذه المنطقة حتى أكون موضوعياً، مسألة الأمن الغذائي كانت دائماً أولوية أولى بالنسبة إلى الحكومات، لأنها تدرك قبل أي أحد آخر أن إشكالية الأمن الغذائي في المنطقة صعبة، وبالتالي وضعت استراتيجيات لدعم القطاع الزراعي، وضخت استثمارات هائلة لدعم قطاع المياه، ودعم أسعار المواد الغذائية الأساسية حتى يتمكن المواطن من الحصول على قوت يومه بأقل تكلفة... لكن هذه السياسات كذلك بها سلبيات تظهر -كما ذكرت- في الهدر الذي يحصل في عملية استهلاك الغذاء... خصوصاً إذا لم يشعر المواطن في مرحلة ما بالتكلفة الحقيقية للغذاء، ولم يشعر المزارع والمواطن بالتكلفة الحقيقية للمياه، هذا أولاً.
ثانياً، تم توجيه المواطنين -بطريقة غير مباشرة عن طريق الدعم والتسهيلات الكثيرة- إلى استهلاك كبير للحبوب، وأصبحت هي المصدر الأساسي لتناول السعرات الحرارية التي تعتمد عليها سلة الغذاء في منطقتنا، وتم إهمال –أو على الأقل تخفيف- المصادر الأخرى، خصوصاً استهلاك الفواكه والخضراوات واللحوم البيضاء، رغم أن لها دوراً أساسياً في توفير المغذيات الأساسية، وأيضاً تستهلك تكلفة مياه أقل ولديها قدرة وعائد أكبر لتصديرها، حين نقارنها بزراعة القمح على سبيل المثال.
وعلى الرغم من حسن النية من وراء السياسات الزراعية؛ فإنها كان لها أحياناً بعض الانعكاسات السلبية، وهو ما يتطلب المراجعة في المرحلة القادمة من أجل إحداث توازن أكبر على مستوى الإنتاج والاستهلاك والموارد المائية.
* هل هناك مساعٍ من المنظمة لجذب استثمارات في مجالات غذائية وزراعية للدول الأكثر استقراراً؟
- «الفاو» منظمة فنية بالأساس وليست منظمة تمويلية، ولكن لدينا شراكة قوية مع هيئات تمويلية كبيرة في العالم، ولنا دور مهم في وضع السياسات وصياغة البرامج الاستثمارية في القطاع الزراعي. على سبيل المثال، في بداية شهر ديسمبر (كانون الأول) دعمنا وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي المصرية في تنظيم منتدى الاستثمار الزراعي في مصر، حيث ساهمت «الفاو» بقيام دراسات سلاسل الإنتاج الواعدة بمصر، والتي شملت 4 سلاسل هي: القمح والفواكه والسكر والدواجن، وكان موضوع التشاور واسعاً ما بين جميع المشاركين من الحكومة والقطاع الخاص والهيئات التمويلية والمستثمرين الداخليين والخارجيين، مع العلم أن المستثمرين المصريين هم الأهم في عملية الإنتاج الزراعي في مصر.
وهذه السلاسل الأربع فيما بينها تقدَّر بنحو 60% من الناتج الزراعي لمصر، وهذا المنتدى كان مرحلة مهمة لتشجيع وتسليط الضوء على الاستثمار الزراعي، وساهم فيه البنك الدولي والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير وهيئات أخرى. وعلى المستوى الإقليمي، بدأنا العمل بطلب من مجموعة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا في روما للتحضير لمؤتمر كبير للاستثمار الزراعي قد يتم تنظيمه بنهاية عام 2018 أو بداية عام 2019.
* كيف يتم تنسيق التعاون بين دول المنطقة للتكامل الغذائي؟ وما الأولويات المشتركة؟
- دول الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تتقاسم عوامل مشتركة، من ضمنها ندرة المياه والتغيرات المناخية ومشكلات التغذية... و«الفاو» تعمل على المستوى الإقليمي مع الدول على مواجهة المشكلات والتحديات التي يمكن أن يحصل فيها تكامل أو تعاون أكبر وتبادل الخبرات، وغيرها.
وهناك الكثير من التجارب الجيدة التي تحدث في بلدان عديدة من المنطقة، ومنها خبرات مبنية على مئات السنين من ممارسات زراعية على سبيل المثال في مصر والعراق وسوريا، ويمكن للمزارع في دولة أخرى الاستفادة من هذه القدرات والمعرفة المبيتة والمتراكمة على مدى العقود.
والأولويات والموضوعات الإقليمية الجوهرية التي تعمل عليها «الفاو» يتم اعتمادها في مشاورات مع وزراء زراعة المنطقة خلال المؤتمر الإقليمي الذي ينعقد كل سنتين، والدورة المقبلة ستعقد ما بين 23 و27 أبريل (نيسان) المقبل. وعلى سبيل المثال، «الفاو» أطلقت مبادرة ندرة المياه، وهي مبادرة إقليمية تم اعتمادها من طرف جامعة الدول العربية، ويتم في إطارها الكثير من الاجتماعات التشاورية، والعمل الميداني على موضوعات أساسية، مثل الحسابات المائية وإنتاجية المياه الزراعية، والتحضير لمواجهة الجفاف وتغيرات المناخ. ونعمل الآن على بناء منصة لتبادل المعارف والتجارب لندرة المياه.
* وضعت الأمم المتحدة «أجندة 2030»... ما الإنجازات التي تم تحقيقها حتى الآن منها؟
- الأجندة انطلقت عام 2016، و«الفاو» تركز على متابعة حالة الأمن الغذائي... وبالتالي نحن في بداية العملية، ولا يمكن الآن في الحقيقة الكلام عن إنجازات في هذا الإطار.
لكن كما ذكرت من قبل، هذه المنطقة شهدت تطورات إيجابية على مدى سنين عديدة، لكنها دخلت بعدها في دوامة الصدمات والأزمات، وبالتالي هي اليوم للأسف أسوأ مما كانت عليه بالمقارنة مع بداية هذا القرن، وما نوصي به ونعمل عليه الآن مع دول المنطقة هي محاولة إعادة الأمور إلى مسار التنمية الصحيح، لأن «أجندة 2030» تتطلب مقاربات شمولية، وتعترف بأنه لا يمكن تحقيق الأمن الغذائي من دون سلام؛ ولا يمكن تحقيق الهدف الأول، وهو القضاء على الجوع، دون أن تحقق كذلك الهدف الخاص بالتعليم والهدف الخاص بالصحة والهدف الخاص بالأنماط الاستهلاكية والإنتاجية المستدامة؛ وهذا هدف جديد أُدخل على الأجندة، ويشير بوضوح إلى ما تكلمنا عنه من قبل فيما يخص الفاقد والمهدر من الغذاء والمياه.
* المتغيرات السياسية والاقتصادية التي تحدث في أركان العالم حالياً، كيف ترى أنها تؤثر على المنطقة من حيث الأمن الغذائي؟
- هذه المنطقة تتأثر بكل ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار الغذائية العالمية أو تذبذب تلك الأسعار أو اضطرابها، كل ذلك يمكن أن يؤثر على الأمن الغذائي للمنطقة لأننا نستورد نحو 50% من استهلاكنا من المواد الغذائية، ونتأثر بقرارات الدول المنتجة الكبرى للمواد الغذائية وحتى بالصدمات التي تتعرض لها زراعات تلك الدول... لكن دول المنطقة ليست لديها دائماً مواقف موحدة على الأمور الأساسية التي تؤثر على وفرة وأسعار المواد الغذائية المستوردة. وكل دولة على حدة لديها استراتيجيتها للأمن الغذائي، وهناك مبادرات على مستوى الجامعة العربية للأمن الغذائي؛ ولكن ما زلنا بحاجة إلى التطبيق والتنسيق الأقوى.
* ختاماً... كيف ترى ملخص الوضع في المنطقة؟
- أولاً، رسالتي الأساسية أن النزاعات هي السبب الرئيس وراء تدهور حالة الأمن الغذائي بالأساس... ثلاثة أرباع من يعانون من الجوع يعيشون في مناطق النزاع؛ وانعكاسات النزاع ليست فقط على الأمن الغذائي، فهناك أيضاً انعكاسات بشرية تتمثل في عدد ومأساة المهجّرين داخلياً واللاجئين، هذه المشكلات قد تتطلب وقتاً طويلاً لحلها.
ثانياً، الأزمات جعلت دول المنطقة تنفق أموالاً طائلة على محاربة الإرهاب والنزاعات والعنف، وهذه الأموال من المفترض أن تكون مخصصة أصلاً للتنمية والتحضير للمستقبل، مما يخيم على درجة النمو المستقبلي.
ثالثاً، فإن الأنظار اليوم والعقول والأذهان والموارد كلها مصوبة نحو هذه الحروب والنزاعات والعنف؛ بدلاً من أن تكون إلى أمور جوهرية مصيرية مثل: الأمن المائي، والتغيرات المناخية، والتنمية الريفية، وبطالة الشباب، ومستويات التعليم والصحة... وفي الحقيقة هذه هي الفرصة الضائعة الكبيرة.
وأخيراً، العمل الجماعي ضرورة ملحّة؛ حيث لا يمكن لأي بلد من المنطقة أن يخرج ناجحاً بمفرده من الواقع الحالي، وهذا ما يوصي به التقرير.


مقالات ذات صلة

موقع في غزة يتعرض لإطلاق نار أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة

العالم العربي موقع الرصيف البحري ومنطقة انطلاق عمليات المساعدات البحرية (أ.ب)

موقع في غزة يتعرض لإطلاق نار أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة

قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، اليوم، إن فريقاً تابعاً للمنظمة الدولية في قطاع غزة كان يتفقد موقع الرصيف البحري ومنطقة انطلاق عمليات المساعدات.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسن (أرشيفية - رويترز)

بيدرسن: سوريا صارت ساحة تصفية حسابات

رأى المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، أن هذا البلد «تحول ساحة لتصفية الحسابات».

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسون (رويترز)

المبعوث الأممي: لا مؤشرات على الهدوء في أي مكان في سوريا

اعتبر المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسون، اليوم الخميس، أنّه لا مؤشرات على الهدوء في أي مكان في سوريا.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي عاملون بالقطاع المدني الفلسطيني يحملون جثامين استُخرجت من مقابر جماعية يوم الأحد في «مجمع ناصر الطبي» بغزة (د.ب.أ)

ذعر أممي من «المقابر الجماعية» في غزة... ومطالبات بتحقيق

كثفت إسرائيل ضرباتها في أنحاء عدة بقطاع غزة، فيما أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان عن «الذعر» من التقارير عن «مقابر جماعية» في مستشفيات غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة) «الشرق الأوسط» (الرياض)
أوروبا أشخاص يُعتقد أنهم مهاجرون ينزلون من زورق إنقاذ في ميناء دوفر الثلاثاء (رويترز)

حكومة سوناك تمرر «خطة رواندا» وتصرّ على تنفيذها رغم التنديدات

بدأت بريطانيا الثلاثاء تعدّ العدّة لاحتجاز لاجئين خلال أيّام قبل ترحيلهم إلى رواندا بموجب خطّة مثيرة للجدل اعتمدها البرلمان ليل الاثنين - الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أزعور لـ«الشرق الأوسط»: تطورات السياسة تضغط على اقتصادات المنطقة

أزعور لـ«الشرق الأوسط»: تطورات السياسة تضغط على اقتصادات المنطقة
TT

أزعور لـ«الشرق الأوسط»: تطورات السياسة تضغط على اقتصادات المنطقة

أزعور لـ«الشرق الأوسط»: تطورات السياسة تضغط على اقتصادات المنطقة

أكد مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في «صندوق النقد الدولي»، الدكتور جهاد أزعور، أمس (الخميس)، أن التطورات الجيوسياسية تضغط على اقتصادات دول المنطقة، حيث إنها تمر بحالة من عدم اليقين، تعد الأصعب اقتصادياً، مؤكداً أن معظمها تمكّن من معالجة التضخم، وهو ما يعزز الاستقرار ويخفف من الأعباء الاجتماعية.

وأوضح أزعور، في حديث إلى «الشرق الأوسط»، بعد يوم على إعلان الصندوق الافتتاح الرسمي لمكتبه الإقليمي في الرياض، أن العالم يمرّ بمرحلة تحوّلات كبرى، لكنه قال إن الوضع الاقتصادي هذا العام كان أفضل من المتوقع، في ظل القدرة على معالجة مشكلة التضخم من غير المساس بمستويات النهوض الاقتصادي.

وحثّ أزعور دول المنطقة على الاستمرار في اعتماد السياسات التي انتهجتها خلال السنوات الماضية، والتي أسهمت في المحافظة على مستويات منخفضة من التضخم.

وبالنسبة إلى دول الخليج، لفت إلى أن الإجراءات التي تمّت على صعيد تنويع الاقتصاد ساهمت في إبقاء مستويات نمو القطاع غير النفطي مرتفعة، بين 4 في المائة و5 في المائة كمعدل وسطي، و«هو معدل جيد، إذا قارنّاه مع مستويات النمو العالمية». لكن أزعور حذّر في الوقت نفسه من العنصر الإقليمي الضاغط جداً، وتأثير الأوضاع الجيوسياسية والحرب في غزة على جميع اقتصادات المنطقة.


«رؤية السعودية 2030» في عامها الثامن تحقق تحولاً تاريخياً

حققت «رؤية 2030» في منتصف رحلتها اليوم مستهدفاتها بسرعة أكبر (الشرق الأوسط)
حققت «رؤية 2030» في منتصف رحلتها اليوم مستهدفاتها بسرعة أكبر (الشرق الأوسط)
TT

«رؤية السعودية 2030» في عامها الثامن تحقق تحولاً تاريخياً

حققت «رؤية 2030» في منتصف رحلتها اليوم مستهدفاتها بسرعة أكبر (الشرق الأوسط)
حققت «رؤية 2030» في منتصف رحلتها اليوم مستهدفاتها بسرعة أكبر (الشرق الأوسط)

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أن السعودية تشهد حراكاً تنموياً شاملاً ومستداماً، وهي تسير في المرحلة الثانية من «رؤية 2030» مستهدِفة تطوير قطاعات واعدة، وجديدة، ودعم المحتوى المحلي، وتسهيل بيئة الأعمال، وتمكين المواطن، وإشراك القطاع الخاص، وزيادة فاعلية التنفيذ، وذلك بهدف تحقيق المزيد من النجاح، والتقدم، وتلبية لتطلعات وطموحات البلاد.

وجاءت كلمة خادم الحرمين في مستهل التقرير السنوي لرؤية المملكة في عامها الثامن، والصادر في ذكرى إطلاق الرؤية في 25 أبريل (نيسان) 2016.

كما شدد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في كلمته ضمن التقرير نفسه، على التطلع لتحقيق مزيد من الإنجازات التنموية الضخمة على مختلف الأصعدة، التي تحققت خلال العام الماضي بشكل خاص، والعقود الماضية بشكل عام، مشيراً إلى ضرورة المحافظة على تلك المكتسبات من أجل الجيل الحالي، والأجيال المقبلة.

ويبيّن التقرير أن السعودية تشهد تحولاً تاريخياً، وأن «رؤية 2030» حققت في منتصف رحلتها مستهدفاتها بسرعة أكبر، حيث إن 87 في المائة من مبادراتها مكتملة، أو تسير على المسار الصحيح، فيما 81 في المائة من مؤشرات الأداء الرئيسية للبرامج حققت مستهدفاتها السنوية. ووفق التقرير، بلغت مساهمة الأنشطة غير النفطية 50 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في 2023 في أعلى مستوى تاريخي له.

كما سجلت السعودية أدنى مستوى من البطالة بين السعوديين، لتصل إلى 7.7 في المائة. أما معدل التضخم فسجل 1.6 في المائة، وكان ضمن الأدنى بين اقتصادات دول مجموعة العشرين. واحتلت المملكة المرتبة الـ17 عالمياً بين 64 دولة الأكثر تنافسية في العالم.

واستطاع «صندوق الاستثمارات العامة»، الذي يعد المحرك الأهم لتنويع اقتصاد المملكة، رفع قدراته الاستثمارية سريعاً، ما مكنه من أن يصبح رائداً لاقتناص الفرص الاقتصادية محلياً، وعالمياً.


«أرامكو» و«فيفا» يعلنان عن شراكة عالمية لـ4 أعوام

أرامكو ستعمل على المواءمة بين الشعبية العالمية المتميّزة لكرة القدم، وتاريخها العريق (أرامكو)
أرامكو ستعمل على المواءمة بين الشعبية العالمية المتميّزة لكرة القدم، وتاريخها العريق (أرامكو)
TT

«أرامكو» و«فيفا» يعلنان عن شراكة عالمية لـ4 أعوام

أرامكو ستعمل على المواءمة بين الشعبية العالمية المتميّزة لكرة القدم، وتاريخها العريق (أرامكو)
أرامكو ستعمل على المواءمة بين الشعبية العالمية المتميّزة لكرة القدم، وتاريخها العريق (أرامكو)

أعلنت «أرامكو السعودية»، إحدى الشركات المتكاملة والرائدة عالمياً في مجال الطاقة والكيميائيات، توقيعها مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على اتفاقية شراكة عالمية، مدتها 4 أعوام.

وأصبحت «أرامكو السعودية» الشريك العالمي الرئيسي لـ«فيفا»، وشريكها الحصري لفئة الطاقة، مع حقوق رعاية لكثير من الفعاليات، بما في ذلك كأس العالم لكرة القدم 2026، وكأس العالم لكرة القدم للسيدات 2027.

وتستند الاتفاقية، التي تستمر حتى نهاية عام 2027، إلى الالتزام المشترك بالابتكار والتطوير، كما ستعمل على المواءمة بين الشعبية العالمية المتميّزة لكرة القدم، وتاريخ «أرامكو السعودية» العريق في دعم الابتكار، وتعزيز المشاركة المجتمعية.

ويعتزم الجانبان الاستفادة من قوة كرة القدم لإنشاء مبادرات اجتماعية مؤثرة في جميع أنحاء العالم.

وعبّر أمين الناصر، رئيس «أرامكو السعودية» وكبير إدارييها التنفيذيين، عن فخرهم ببدء رحلة رائعة مع «فيفا»، تسهم في تطور كرة القدم، والاستفادة من قوة الرياضة وتأثيرها الإيجابي على حياة الناس حول العالم.

كما أعرب جياني إنفانتينو، رئيس «فيفا»، عن سعادته بانضمام «أرامكو السعودية» إلى عائلة شركاء «فيفا» العالميين، مؤكداً أن الشراكة ستسهم في مساعدة الاتحاد الدولي على تنظيم بطولاته الرئيسية بنجاح على مدى السنوات الأربع المقبلة، «وستمكن من تقديم دعم معزز وشامل لاتحاداتنا الأعضاء، البالغ عددها 211 في جميع أنحاء العالم».


الأعلى تاريخياً... رقم قياسي للصناديق الاستثمارية في السوق المالية السعودية

ارتفع عدد الشركات المدرجة بنسبة 3.6 % إلى 231 شركة نهاية 2023 (الشرق الأوسط)
ارتفع عدد الشركات المدرجة بنسبة 3.6 % إلى 231 شركة نهاية 2023 (الشرق الأوسط)
TT

الأعلى تاريخياً... رقم قياسي للصناديق الاستثمارية في السوق المالية السعودية

ارتفع عدد الشركات المدرجة بنسبة 3.6 % إلى 231 شركة نهاية 2023 (الشرق الأوسط)
ارتفع عدد الشركات المدرجة بنسبة 3.6 % إلى 231 شركة نهاية 2023 (الشرق الأوسط)

سجلت الصناديق الاستثمارية رقماً قياسياً جديداً يُعد الأعلى تاريخياً في سوق الأسهم الرئيسية في السعودية، بوصولها إلى 1285 صندوقاً استثمارياً بنهاية الربع الرابع من عام 2023، كما زاد عدد الشركات المدرجة إلى 231 شركة مدرجة بنهاية الربع الرابع 2023، بارتفاع نسبته 3.6 في المائة.

أصدرت هيئة السوق المالية يوم الخميس النشرة الإحصائية للربع الرابع لعام 2023، من منطلق إتاحة المعلومات الإحصائية وبيانات السوق للمتعاملين والمحللين في السوق المالية السعودية والباحثين من طلاب وأكاديميين؛ بهدف رفع مستوى الشفافية والإفصاح وتحفيز وتنمية الاستثمارات في السوق المالية.

وأظهرت بيانات النشرة زيادة عدد الشركات المدرجة في سوق الأسهم الرئيسية إلى 231 شركة مدرجة بنهاية الربع الرابع 2023، بارتفاع نسبته 3.6 في المائة، مقارنة بـ223 شركة في الربع المماثل من عام 2022، فيما ارتفع عدد الشركات المدرجة في السوق الموازية (نمو) بنسبة 71.74 في المائة على أساس سنوي، ليصل عددها إلى 79 شركة مدرجة بنهاية الربع الرابع من عام 2023، مقارنة بـ46 شركة بنهاية 2022.

ووافقت هيئة السوق المالية خلال الربع الرابع من عام 2023، على طرح 4 شركات في السوق الرئيسية، و8 شركات في السوق الموازية «نمو»، فيما لا يزال 12 طلباً للطرح والإدراج في السوق الرئيسية و43 طلباً في السوق الموازية قيد الدراسة خلال الفترة نفسها.

وفيما يخص قيم الملكية في سوق الأسهم الرئيسية، سجلت قيمة الاستثمارات الأجنبية مستويات تاريخية جديدة، تخطت 400.6 مليار ريال بنهاية عام 2023م بنسبة ارتفاع 15.6 في المائة على أساس سنوي، لتكون قد تضاعفت 5.6 مرة منذ فتح السوق المالية السعودية للمستثمرين الأجانب بشكلٍ مباشر في عام 2015م، وهو العام الذي انتهى ببلوغ ملكية المستثمرين الأجانب نحو 72.15 مليار ريال.

وشكلت نسبة ملكية المستثمرين الأجانب المؤهلين 80 في المائة من الاستثمارات الأجنبية خلال عام 2023م بواقع 320.38 مليار ريال، حيث زادت بنحو 50 مليار ريال على الربع المماثل من عام 2022 بنسبة ارتفاع بلغت 18.24 في المائة.

وسجلت الصناديق الاستثمارية رقماً قياسياً جديداً يُعد الأعلى تاريخياً، بوصولها إلى 1285 صندوقاً استثمارياً بنهاية الربع الرابع من عام 2023، مقارنة بـ941 صندوقاً بنهاية الربع المماثل من عام 2022، مُرتفعة بنسبة 36.55 في المائة على أساس سنوي، حيث بلغ عدد الصناديق العامة 291 صندوقاً، وعدد الصناديق الخاصة 994 صندوقاً، مقارنة بـ255 و686 صندوقاً على التوالي بنهاية الربع الرابع من عام 2022.

وقفزت أعداد المشتركين في صناديق الاستثمار العامة والخاصة إلى أكثر من 1.17 مليون مشترك بنهاية الربع الرابع من عام 2023م مقابل 677.2 ألف مشترك بنهاية الربع الرابع من عام 2022م وبنسبة نمو بلغت 73.19 في المائة، مسجلة بذلك رقماً قياسياً جديداً هو الأعلى تاريخياً.

وتركز العدد الأكبر من المشتركين في كل من الصناديق العامة والخاصة العاملة بالقطاع العقاري، حيث استحوذ المشتركون في صناديق الاستثمار العقاري المتداولة على نحو 51 في المائة من إجمالي عدد المشتركين في الصناديق العامة، بينما استحوذ المشتركون في الصناديق العقارية الخاصة على ما نسبته 66 في المائة من إجمالي عدد المشتركين في الصناديق الخاصة.​


وزراء: السعودية تواصل رحلتها التحولية بخطى متسارعة

أظهر التقرير السنوي لـ«2030» تحقيق منجزات هائلة في جميع البرامج والمبادرات (الشرق الأوسط)
أظهر التقرير السنوي لـ«2030» تحقيق منجزات هائلة في جميع البرامج والمبادرات (الشرق الأوسط)
TT

وزراء: السعودية تواصل رحلتها التحولية بخطى متسارعة

أظهر التقرير السنوي لـ«2030» تحقيق منجزات هائلة في جميع البرامج والمبادرات (الشرق الأوسط)
أظهر التقرير السنوي لـ«2030» تحقيق منجزات هائلة في جميع البرامج والمبادرات (الشرق الأوسط)

أكد وزراء ومسؤولون في الحكومة السعودية أن البلاد تواصل رحلتها التحولية الشاملة بخطى متسارعة منذ إطلاق «رؤية 2030»، التي وضعت قاعدة أساسية نحو مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر، كاشفين عن أثر الرؤية الملموس للنهوض بالقطاعات التي تندرج تحت وزاراتهم.

وعلق عدد من المسؤولين في الحكومة على التقرير السنوي لـ«رؤية 2030»، الصادر بمناسبة مرور العام الثامن منذ انطلاقها، على منصة «إكس»، مؤكدين أن المنجزات المحققة جاءت بعزم وإصرار بعد تنفيذ الإصلاحات الشاملة من أجل الوصول إلى المستهدفات المرسومة.

وقال وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل الإبراهيم إن اقتصاد المملكة في عام 2023 حظي بإنجازات توضح متانته ومرونته، وسجلت الأنشطة غير النفطية أعلى مساهمة لها في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 50 في المائة، وهو أعلى مستوى تاريخي لها.

أما وزير المالية محمد الجدعان، فقد أوضح أنه في ضوء التقرير السنوي لـ«رؤية 2030» نحصد نتاج الإصلاحات الاقتصادية، وأن السعودية واصلت تسريع وتيرة العمل على تنويع الاقتصاد، وتعزيز كفاءة الأداء المالي، وغيرها من المنجزات التي ترسي دعائم اقتصاد متين ومتنوع.

وتطرق وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أحمد الراجحي، إلى بعض المنجزات المحققة خلال العام الفائت بالوصول إلى 2.3 مليون مواطن يعملون في القطاع الخاص مقارنة بـ1.7 مليون في 2019، وكذلك تحقيق مستهدف «2030» لمشاركة المرأة العاملة بنسبة 30 في المائة، لتسجل ما نسبته 35.5 في المائة، وأن الجهود مستمرة مع جميع الشركاء لتوطين المهن النوعية، وخلق بيئة محفزة للعمل في القطاعات الواعدة.

من ناحيته، أوضح وزير الصحة، فهد الجلاجل، ‏أن «رؤية السعودية 2030‬» تمضي بخطى متسارعة في تحقيق مستهدفاتها، «حيث نعيش اليوم ثمار رحلتها بالعديد من الإنجازات التي تدعم تقديم رعاية صحية متميزة للفرد والمجتمع وتحقيق تنمية صحية مستدامة».

من جانبه، صرح وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة، تعليقاً على التقرير: «8 أعوام من النجاحات والتحوّل، لتنمية ومستقبل أفضل، عبر «رؤية السعودية 2030‬»، وهو ما تؤكده إنجازات التقرير السنوي».

من جهته، أبان وزير النقل والخدمات اللوجيستية المهندس صالح الجاسر، أنه تتوالى إنجازات «رؤية السعودية 2030‬» التي يقودها ولي العهد‬ رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، لتمضي بخطى ثابتة نحو تحقيق مستهدفاتها الطموحة، «حيث نحصد اليوم ثمار المنجزات الوطنية الواسعة، في قطاعات النقل والخدمات اللوجيستية، لتعزيز النمو الاقتصادي ودعم التنمية المستدامة».

بدوره، أفاد وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، بأن «رؤية السعودية 2030‬»، ساهمت بتحويل القطاع الصناعي إلى بيئة استثمارية جاذبة، وتطوير القدرات البشرية بما يتماشى مع متطلبات القطاع الصناعي الحديث، إضافة إلى إطلاق القدرات الكبيرة والواعدة لقطاع التعدين.

وأشار وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان ماجد الحقيل، إلى ما شهده عام 2023 من تحول في قطاع الإسكان تحفزه «رؤية 2030»، من خلال تنظيم سوق العقار وتطوير لوائحه التنظيمية، وزيادة المعروض، «ونواصل جهودنا لرفع جودة المساكن وتمكين المواطنين من تملكها».

في حين كشف وزير السياحة أحمد الخطيب، عن تحقيق المملكة مستهدف «رؤية السعودية 2030‬» في عام 2023 بالترحيب بـ100 مليون سائح، ورفع سقف الطموح إلى استقبال 150 مليون سائح، والالتزام بتمكين القطاع.

وزير الرياضة الأمير عبد العزيز الفيصل، تحدث أيضاً عن التقرير قائلاً: «في ظلِ قيادة وطننا العظيم... وبدعمها اللامحدود... تتحقق مستهدفات (رؤية السعودية 2030)». ‬


المديفر: «رؤية 2030» تستهدف تحول السعودية إلى قوة صناعية كبيرة

نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين (حساب الوزارة على «إكس»)
نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين (حساب الوزارة على «إكس»)
TT

المديفر: «رؤية 2030» تستهدف تحول السعودية إلى قوة صناعية كبيرة

نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين (حساب الوزارة على «إكس»)
نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين (حساب الوزارة على «إكس»)

أكد نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين المهندس خالد المديفر أن «رؤية 2030» تستهدف تحول السعودية إلى قوة صناعية كبيرة، «حيث نتطلع من خلال الاستراتيجية الوطنية للصناعة إلى زيادة تنافسية القطاع، وقيادة التكامل الإقليمي والدولي الصناعي لسلاسل التصنيع المختلفة»، بهدف الوصول إلى اقتصاد صناعي جاذب للاستثمار يسهم في تحقيق التنوع الاقتصادي، وتنمية الناتج المحلي والصادرات غير النفطية.

جاء ذلك خلال مشاركة المديفر في مؤتمر «السياسات الصناعية لتعزيز التنويع الاقتصادي» الذي نظمه صندوق النقد الدولي بالتعاون مع وزارة المالية، تزامناً مع الإطلاق الرسمي لأعمال المكتب الإقليمي للصندوق في الرياض، كأول مكتب في الشرق الأوسط.

ولفت المديفر إلى أن تدشين مكتب صندوق النقد الدولي في الرياض يعزز من مكانة السعودية كلاعب رئيسي، ومركز للحوار الاقتصادي العالمي، الأمر الذي يتماشى مع «رؤية 2030»، بقيادة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، التي تعمل على تسخير إمكانات المملكة الكبيرة وموقعها وقدرتها الاستثمارية لتحقيق التنوع الاقتصادي.

وقال المديفر إن وزارة الصناعة والثروة المعدنية عملت على تطوير السياسات الصناعية، وإطلاق العديد من المبادرات والممكنات في القطاع في البلاد، مشيراً إلى أن «برنامج مصانع المستقبل» الذي أطلقته الوزارة بهدف رفع إنتاجية وكفاءة التشغيل لـ4 آلاف مصنع، يُعد نموذجاً لتعزيز تنافسية الإنتاج الصناعي، وإيجاد فرص وظيفية نوعية للكوادر الوطنية.

وفي حديثه عن برنامج «تنافسية» القطاع الصناعي في المملكة، أفاد بأن هذا البرنامج يهدف إلى تقديم حلول تسهم في تمكين المنشآت الصناعية للتحول إلى مصادر طاقة ذات كفاءة أعلى؛ مما يشجع على التحول المستدام، ويُمكن القطاع الصناعي من الحصول على الممكنات اللازمة لتحسين تكاليف الإنتاج، من خلال تقديم مجموعة من الحلول.

يذكر أن المؤتمر الذي أقيم الأربعاء، على مدار يومين، يُسهم في تمكين دول منطقة الشرق الأوسط من تطوير السياسات التي تسهم في تحقيق نموذج نمو مستدام ومتنوع، والاستفادة من التجارب السابقة في المناطق الأخرى، ومناقشة سبل تطوير السياسات الصناعية لتعزيز التنويع الاقتصادي، وتحقيق الازدهار.


أزعور لـ«الشرق الأوسط»: نمرُّ بحالة من عدم اليقين تعدُّ من الأصعب اقتصادياً

TT

أزعور لـ«الشرق الأوسط»: نمرُّ بحالة من عدم اليقين تعدُّ من الأصعب اقتصادياً

أزعور خلال حديثه إلى «الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي)
أزعور خلال حديثه إلى «الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي)

أعلن مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، الدكتور جهاد أزعور، أن التطورات الجيوسياسية تضغط على اقتصادات دول المنطقة، حيث إنها تمر بحالة من عدم اليقين تعدُّ من الأصعب اقتصادياً، منوهاً في المقابل بأن معظمها تمكّن من معالجة التضخم، وهو ما يعزز الاستقرار ويخفف من الأعباء الاجتماعية.

وحضَّ دول المنطقة على الاستمرار في اعتماد السياسات التي انتهجتها خلال السنوات الماضية، والتي أسهمت في المحافظة على مستويات منخفضة من التضخم.

كان صندوق النقد الدولي أصدر، على هامش اجتماعات الربيع التي نظمها مع مجموعة البنك الدولي في واشنطن، تقريراً حول آخر مستجدات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، توقع فيه حدوث انتعاش متفاوت بين اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى في ظل ارتفاع حالة عدم اليقين، التي دفعت الصندوق إلى خفض توقعاته لنمو المنطقة إلى 2.7 في المائة، أي بنسبة 0.7 في المائة عن توقعاته في يناير (كانون الثاني).

وأوضح أزعور في حديث إلى «الشرق الأوسط» بعد يوم على إعلان الصندوق الافتتاح الرسمي لمكتبه الإقليمي في الرياض، أن العالم يمر بمرحلة تحولات كبرى، ففي الوقت الذي يشهد تحسناً في مسألة معدلات التضخم التي سجلت تراجعات لافتة هذا العام ما انعكس على استقرار أسعار الفوائد، نشهد تحولات بين التكتلات الاقتصادية الكبرى، حيث تطرح العديد من التساؤلات حول قدرة الاقتصاد الصيني على النهوض، وتوقعات حول قدرة الاقتصاد الأوروبي على استعادة عافيته.

لكنه أردف قائلاً: «في الإجمال، الوضع الاقتصادي في هذا العام كان أفضل مما كان متوقعاً، في ظل القدرة على معالجة مشكلة التضخم من غير المس بمستويات النهوض أو الانتعاش الاقتصادي».

ولكن كيف انعكس ذلك على المنطقة؟ يجيب: «هناك عامل داخلي لمنطقتنا، وهي الأوضاع الجيوسياسية التي عقدّت الأمور... وتبقي مسألة الفوائد المرتفعة، الدول التي تستفيد من الأسواق المالية العالمية في حاجة إلى مداخيل إضافية، لأن مستوى أو عبء الدين بات أكبر».

أزعور خلال حديثه إلى «الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي)

وأضاف: «في الحقيقة نحن في حالة من عدم اليقين التي تعدُّ من الأصعب اقتصادياً... مما لا شك فيه أن ما لديه تكلفته الكبيرة على الاقتصاد الفلسطيني، وعلى الاقتصادات المجاورة كلبنان والأردن ومصر والعراق. وهناك تأثير على القطاع التجاري مع التراجع الكبير بمستويات النقل البحري مع ارتفاع التكلفة مع تحويل جميع النقل إلى معابر أخرى. إنما على صعيد قطاع النفط، كان التأثير محدوداً، حيث إن التذبذبات في أسواق النفط لم تستمر فترة طويلة ولا تزال السوق قادرة على الاستجابة إلى الطلب».

وبالنسبة إلى دول الخليج، فإن تحسن الطلب العالمي يعزز القدرة على الاستمرار في توسيع حجم الاستثمار والاقتصاد. كما أن الإجراءات التي تمت بتنويع الاقتصاد ساهمت بإبقاء مستويات نمو القطاع غير النفطي مرتفعة، مع تحذير أزعور في الوقت نفسه من «العنصر الإقليمي الضاغط جداً، وتأثير الأوضاع الجيوسياسية والحرب في غزة على جميع اقتصادات المنطقة».

التضخم

ينوه أزعور، من جهة أخرى، بأن هناك عنصراً إيجابياً يُفترض الإشارة إليه، وهو أن معظم دول المنطقة تمكنت من معالجة التضخم، باستثناء دول مثل مصر والسودان. وقال: «أكثرية دول المنطقة رجعت إلى المستويات التاريخية للتضخم، أي أقل من 8 في المائة. ومن المتوقع أن تستمر مستويات التضخم بالتراجع في 2024 و2025، وهذا عنصر اقتصادي مهم جداً يعزز الاستقرار، ويخفف الأعباء الاجتماعية».

باستثناء مصر والسودان، يتوقع صندوق النقد الدولي أن يبلغ متوسط التضخم 8.8 في المائة في عام 2024، و7.8 في المائة في العام المقبل.

ونبه أزعور لـ«أننا نمر اليوم بمرحلة ترقب عالمية في موضوع أسعار الفائدة، وعلى المنطقة أن تستمر في اعتماد السياسات التي انتهجتها خلال السنوات الماضية، والتي كان لها انعكاس إيجابي في المحافظة على مستويات منخفضة من التضخم، والعمل على إبقاء توقعات التضخم إيجابية، والعمل تدريجياً على مواكبة تحرك مستويات الفوائد عالمياً».

وقال: «ستكون هناك حاجة أولى هذا العام للمحافظة على ما تم اكتسابه من استقرار بمستويات التضخم قبل العمل على خفض مستويات الفوائد».

أزعور خلال مشاركته في مؤتمر عن السياسات الصناعية في الرياض (تصوير: تركي العقيلي)

دول الخليج

ويرى أزعور أن دول الخليج تمكنت خلال الأعوام الماضية من تنويع اقتصاداتها، بمعنى أنها بقيت على مستويات من النمو للقطاع غير النفطي بين 4 في المائة و5 في المائة كمعدل وسطي، و«هو معدل جيد إذا قارنّاه مع مستويات النمو العالمية».

لكنه أضاف: «مما لا شك فيه أيضاً هناك تحدي التحولات الاقتصادية العالمية، بمعنى أن هذا التحول الجيو-اقتصادي مع التشنجات له تأثير على كثير من الدول... وهذه الدول تعمل على أن تكون نقاط التقاء معابر اقتصادية، ولهذا السبب يجب التكيف مع هذا الأمر».

الاقتصاد السعودي

وعن أسباب رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لاقتصاد السعودية في عام 2025، والعوامل التي استند إليها ليتوقع نمواً بنسبة 6 في المائة العام المقبل من 5.5 في المائة في توقعاته السابقة، شرح أزعور أن التوقعات مبنيةٌ على عنصرين؛ الأول القطاع النفطي المستمر في التحسن وتوقعات نموه في 2024 أفضل مما كانت عليه في 2023، ويتوقع أن يتحسن في 2025، والثاني معدلات نمو القطاع غير النفطي، التي هي في حدود الـ4 إلى 5 في المائة، وهو معدل جيد مقارنة مع اقتصادات المنطقة والاقتصاد العالمي.

أسعار النفط

عن أسباب التأثر المحدود لأسعار النفط بالتوترات الجيوسياسية الراهنة، أوضح أزعور أنه توجد عناصر عدة لذلك، أولها مستوى الاحتياطات الموجودة ما يساهم برفع القدرة على الإنتاج في حال كان هناك طلب غير مؤمن، وثانياً وجود تنويع في مصادر النقل.

وقال عن هذه النقطة: «صحيح أنه ما زال هناك جزء أساسي يمر بمضيق هرمز إنما أصبحت هناك أدوات أخرى... حرب روسيا وأوكرانيا طوّرت أو سرّعت عملية تطوير آليات جديدة للنقل إن كان للغاز أو للنفط مما ساهم بإعطاء قدرة أكبر على المرونة بالأسواق... أخيراً وليس آخراً، طريقة مقاربة الأوضاع الجيو-سياسية في السوق النفطية تغيرت بمعنى أصبحت هناك قدرة أكبر على التكيف مع التطورات... أصبح تأثير كل حدث أقل إنما يبقى هناك على المدى القصير ارتفاع أو ذبذبات بالأسعار، وهذا لا يمكن أن تستطيعي ضبطه».


«تاسي» يتراجع لأدنى مستوى منذ أكثر من شهرين عند 12254.53

هبط سهم شركة «إسمنت السعودية» إلى أدنى إغلاق منذ مايو لعام 2020 (الشرق الأوسط)
هبط سهم شركة «إسمنت السعودية» إلى أدنى إغلاق منذ مايو لعام 2020 (الشرق الأوسط)
TT

«تاسي» يتراجع لأدنى مستوى منذ أكثر من شهرين عند 12254.53

هبط سهم شركة «إسمنت السعودية» إلى أدنى إغلاق منذ مايو لعام 2020 (الشرق الأوسط)
هبط سهم شركة «إسمنت السعودية» إلى أدنى إغلاق منذ مايو لعام 2020 (الشرق الأوسط)

أغلق «مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية (تاسي)»، جلسة اليوم (الخميس)، متراجعاً 101.16 نقطة، بنسبة 0.82 في المائة، إلى أدنى مستوى منذ أكثر من شهرين عند 12254.53 نقطة، بسيولة بلغت قيمتها 7 مليارات ريال (ملياري دولار)، مدفوعاً بانخفاض المرافق العامة والإعلام والترفيه.

وسجلت أسهم 80 شركة ارتفاعاً في قيمتها، بينما أغلقت أسهم 147 شركة على تراجع، وكانت «سينومي ريتيل» الأكثر ربحية بنسبة 6 في المائة، عند 11.32 ريال، تليها «عذيب للاتصالات» بنسبة 5 في المائة، عند 125.00.

بينما كانت أسهم شركات «الصقر للتأمين» و«أكوا باور» من بين الأكثر خسارة في التعاملات بنسبة 7 في المائة، عند 33.30 و420.00 ريال، على التوالي.

وهبط سهم شركة «إسمنت السعودية» إلى أدنى إغلاق منذ مايو (أيار) لعام 2020، بنسبة 3 في المائة، مسجلاً 45.55 ريال. أما أسهم شركات «شمس»، و«أسواق عبد الله العثيم»، و«أنعام القابضة»، و«باتك»، و«أرامكو السعودية» فكانت الأكثر نشاطاً بالكمية، وأسهم شركات «عذيب للاتصالات»، و«أكوا باور»، و«الراجحي»، و«أسواق عبد الله العثيم»، و«أرامكو السعودية» الأكثر نشاطاً في القيمة.

وأغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية (نمو)، اليوم، مرتفعاً 362.13 نقطة بنسبة 1.38 في المائة، ليقفل عند مستوى 26688.25 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها 34.6 مليون ريال (9.2 مليون دولار)، وبلغت كمية الأسهم المتداولة 3 ملايين سهم.


أميركا تحث الصين على بيع «تيك توك»

شعار تطبيق «تيك توك» على مقر الشركة في مدينة لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا الأميركية (إ.ب.أ)
شعار تطبيق «تيك توك» على مقر الشركة في مدينة لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا الأميركية (إ.ب.أ)
TT

أميركا تحث الصين على بيع «تيك توك»

شعار تطبيق «تيك توك» على مقر الشركة في مدينة لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا الأميركية (إ.ب.أ)
شعار تطبيق «تيك توك» على مقر الشركة في مدينة لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا الأميركية (إ.ب.أ)

قالت كارين جان بيير المتحدثة باسم البيت الأبيض إنه يجب على الصين السماح ببيع تطبيق «تيك توك» للمقاطع المصورة القصيرة. كما قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن الولايات المتحدة تركز على العمل من خلال سحب استثمارات «تيك توك» من مالكها الصيني بطريقة تتسق مع مخاوف الأمن القومي.

وذكر مسؤول في الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي جو بايدن يوم الأربعاء أن الحملة تعتزم مواصلة استخدام تطبيق «تيك توك»، بعد مصادقة بايدن على قانون قد يحظر التطبيق في الولايات المتحدة إذا لم تقم شركة «بايت دانس» المالكة له ببيعه. ويمنح القانون الجديد الشركة، ومقرها بكين، تسعة أشهر لبيع التطبيق أو مواجهة الحظر في الولايات المتحدة. ويمكن للرئيس أن يمدد المهلة لمرة واحدة لمدة 90 يوماً.

وبالتزامن مع أزمتها في الولايات المتحدة، أعلنت منصة «تيك توك» الأربعاء أنها علقت ميزة في تطبيقها الجديد «تيك توك لايت» توفّر مكافأة للمستخدمين استناداً إلى الوقت الذي يمضونه في مشاهدة مقاطع الفيديو، وهو ما يثير قلق الاتحاد الأوروبي من أن يكون محفزاً للسلوك الإدماني لدى الشباب.

وقال المفوض الأوروبي للشؤون الرقمية تييري بريتون، الذي أعلن الاثنين عن فتح تحقيق في بروكسل، وهدّد بإعلان حظر التطبيق بدءاً من الخميس إنّ «أطفالنا ليسوا حقل تجارب للشبكات الاجتماعية».

وأكد أنّ الإجراءات المتخذة ضد المنصة في ما يتعلق بـ«خطر الإدمان» ستستمر، رغم قرار «تيك توك» الجديد بتعليق ميزة المكافآت.

وقالت الشبكة الاجتماعية، في منشور عبر «إكس»، إنّ «(تيك توك) تسعى دائماً للعمل بشكل بنّاء مع المفوضية الأوروبية والجهات التنظيمية الأخرى، لذلك تعلّق طوعاً ميزة المكافآت في (تيك توك لايت)، وستعالج بالتزامن المخاوف التي أثارتها».

وأُطلق تطبيق «تيك توك لايت»، المملوك لشركة «بايت دانس» الصينية، في نهاية مارس (آذار)، وهو يكافئ المستخدمين بقطع نقدية افتراضية إذا سجلوا الدخول يومياً لمدة عشرة أيام، وإذا أمضوا وقتاً في مشاهدة مقاطع الفيديو (بحد أقصى 60 إلى 85 دقيقة يومياً)، وأيضاً إذا ما قاموا بأمور معينة، بينها مثلاً الإعجاب بمقاطع الفيديو، ومتابعة صانعي المحتوى... ويمكن بعد ذلك استبدال هذه القطع النقدية الافتراضية بواسطة بطاقات هدايا على المواقع الشريكة، مثل «أمازون».

وأثار التطبيق الجديد القلق من أن يكون المبدأ الذي يقوم عليه محفزاً للسلوك الإدماني لدى الشباب.


«تسلا» تفقد أغلب تفوقها على «تويوتا» في القيمة السوقية

مصنع «تسلا» في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)
مصنع «تسلا» في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)
TT

«تسلا» تفقد أغلب تفوقها على «تويوتا» في القيمة السوقية

مصنع «تسلا» في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)
مصنع «تسلا» في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)

منذ عامين ونصف العام كانت القيمة السوقية لشركة صناعة السيارات الكهربائية الأميركية «تسلا» تزيد على قيمة إمبراطورية صناعة السيارات اليابانية «تويوتا موتورز كورب» بنحو تريليون دولار، وكانت ثاني أكبر شركة سيارات في العالم من حيث القيمة السوقية.

لكن مؤخرا انكمش تفوق «تسلا» على «تويوتا» بسرعة هائلة ليصبح نحو 83 مليار دولار فقط حتى نهاية تعاملات يوم الاثنين الماضي، وقبل يوم واحد من إعلانها تسجيل أول تراجع في مبيعاتها منذ نحو 4 سنوات.

وذكرت الشركة أن إيراداتها الإجمالية انخفضت خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 9% سنويا إلى 21 مليار دولار، في حين كان محللون يتوقعون إيرادات بقيمة 22.15 مليار دولار.

وأصبح هذا التراجع واضحا بعد أن أعلنت الشركة في وقت سابق من الشهر الحالي فشلها في تحقيق حجم التسليمات المستهدف لسياراتها خلال الربع الأول، والذي بلغ 387 ألف سيارة، بانخفاض نسبته 8.5 في المائة عن الربع الأول من العام الماضي و20 في المائة عن الربع الأخير من عام 2023.

وأشارت وكالة «بلومبرغ» إلى أن القيمة السوقية لـ«تسلا» تفوقت على منافستها «تويوتا» في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 بنحو 939 مليار دولار، في أعقاب تلقيها طلبية ضخمة من شركة تأجير السيارات الأميركية «هيرتز غلوبال هولدنغز» ما أدى إلى ارتفاع قيمة «تسلا» السوقية لأكثر من تريليون دولار لأول مرة على الإطلاق. وبعد ذلك قررت «هيرتز» تقليص عدد السيارات التي ستشتريها من «تسلا»، في الوقت الذي اضطر فيه إيلون ماسك رئيس شركة السيارات الكهربائية لخفض أسعار البيع عدة مرات في ظل اشتداد المنافسة خاصة من جانب الشركات الصينية.

وفي السنوات الماضية تعرضت شركة «تويوتا» لانتقادات بسبب ضعف حماسها للسيارات الكهربائية كليا، ورهانها على أن المستهلكين سيكونون أكثر انفتاحاً على شراء سياراتها الهجين التي تعمل بالوقود التقليدي والكهرباء، لكن أتت استراتيجيتها بثمارها في الأشهر الأخيرة مع تباطؤ نمو مبيعات السيارات الكهربائية.

في الوقت نفسه تحتل «تويوتا» قمة قائمة شركات السيارات في العالم من حيث المبيعات للعام الرابع على التوالي، وحتى يوم الاثنين الماضي ارتفع سعر سهم «تويوتا» منذ بداية العام الحالي بنسبة 36 في المائة لتصل قيمتها السوقية إلى 57.28 تريليون ين (370 مليار دولار).

ويوم الخميس، أعلنت شركة «تويوتا موتورز» تسجيل مستويات قياسية في مبيعاتها العالمية وإنتاجها خلال العام المنتهي في 31 مارس (آذار)، بدعم من الطلب القوي وغياب قيود توريد أشباه الموصلات التي كان عليها تحملها في السنوات القليلة الماضية.

ومع ذلك، قالت صحيفة «ميد جابان إيكونومست» إن «تويوتا» تعتزم تأجيل بدء إنتاج سياراتها الكهربائية في الولايات المتحدة وتقليص الإنتاج المحلي لضمان سلامة المنتج وجودته بعد سلسلة من الفضائح في شركات تابعة للمجموعة.

وحول العام المنتهي في شهر مارس، قالت «تويوتا» إن مبيعاتها العالمية من الشركة الأم فقط ارتفعت 7.3 في المائة إلى 10.31 مليون وحدة على أساس سنوي، متجاوزة 10 ملايين وحدة لأول مرة. وسجل الإنتاج 9.97 مليون وحدة، بزيادة 9.2 في المائة على أساس سنوي.

ولكن أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم شهدت انخفاضا لمبيعاتها وإنتاجها في مارس، وسط منافسة شرسة في الصين، أكبر سوق للسيارات في العالم.

وتراجعت مبيعات «تويوتا» العالمية في مارس 2.1 في المائة عنها قبل عام إلى 897251 وحدة، وانخفض إنتاجها 10.3 في المائة إلى 807026 وحدة.

وفي إطار سوق السيارات العالمية أيضا، تعتزم مجموعة «فولكس فاغن» الألمانية أكبر منتج سيارات في أوروبا، إطلاق علامة تجارية فرعية جديدة في قطاع السيارات الكهربائية تستهدف الشباب في السوق الصينية، في محاولة من جانبها لاستعادة حصتها السوقية التي خسرتها لصالح المنافسين الصينيين مثل «بي واي دي».

كما كشفت «فولكس فاغن» عن نموذج اختباري لسيارة كهربائية من فئة السيارات متعددة الأغراض ذات التجهيز الرياضي (إس يو في)، مشيرة إلى أن هذه السيارة التي تحمل اسم «آي دي كود» ستكون بمثابة «جيل جديد تماما من سيارات (إس يو في) للسوق الصينية».

وقال توماس شافير الرئيس التنفيذي لشركة سيارات «فولكس فاغن» في الصين في بيان إن السيارة «تمثل لمحة عن مستقبل فولكس فاغن في الصين... وتستهدف آي دي كود بشكل دقيق تلبية احتياجات وآمال عملائنا في الصين».

كما أطلقت «فولكس فاغن» العلامة التجارية الفرعية الجديدة للسيارات الكهربائية باسم «آي دي يو إكس»، «وهي مصممة لاستقطاب العملاء الشباب بشكل خاص» بحسب الشركة الألمانية، التي قالت إنه سيتم طرح أول سيارة من هذه العلامة باسم «يونيكس» في وقت لاحق من العام الحالي دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

وقالت «فولكس فاغن» إن العلامة التجارية الجديدة ستتسم بتصميم خارجي «تقدمي» إلى جانب تصميم داخلي «يتركز حول احتياجات السائق» مع شاشة عرض جديدة وواجهة تعمل باللمس بهدف جذب المشترين الأصغر سناً.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي قالت «فولكس فاغن» إنها تستهدف تعزيز إنتاجها وإبداعها في مدينة خفي الصينية من خلال استثمارات بقيمة 2.5 مليار يورو. وأضافت في بيان أنه بالإضافة إلى تعزيز قطاع البحث والتطوير، تجرى تحضيرات لإنتاج طرازين من سيارات «فولكس فاغن»، حيث تتم حاليا أعمال التطوير بالشراكة مع شركة «إكس بي إي إن جي» الصينية.

ومن المقرر أن يبدأ إنتاج أول طراز، وهي سيارة رياضية متعددة الأغراض متوسطة الحجم، بحلول عام 2026.