اللبن الزبادي... مادة غذائية متميزة

غني بكائنات حيوية مفيدة تماثل الموجودة داخل المعدة

اللبن الزبادي... مادة غذائية متميزة
TT

اللبن الزبادي... مادة غذائية متميزة

اللبن الزبادي... مادة غذائية متميزة

اللبن الزبادي... أنواع مختلفة منها عادية ومحلاة وغيرها، تسوق وتحير الناس. والسؤال الذي يمثل جوهر هذه الإشكالية هو: هل الزبادي طعام صحي أم حلوى؟ الحقيقة أن الزبادي اليوم قد يكون أحد الاثنين وذلك حسب النوع الذي تختاره كما تخبرنا دكتورة فاطمة كودي ستانفورد، أستاذة الطب وطب الأطفال في كلية الطب بجامعة «هارفارد». ويعني هذا أن عليك التحري والتحقق جيدا لاكتشاف الأمر.
قبل الانتقال إلى الحديث عن التفاصيل الخاصة بكيفية التمييز بين الزبادي الجيد وبين الزبادي السيئ، فلنتحدث قليلا عما يدفعك إلى تناول الزبادي في المقام الأول.
- الزبادي والصحة
الزبادي طعام غني بالمواد المغذية حيث إنه يمدّ جسمك بالبروتين، والكالسيوم، والمغنيسيوم، وفيتامين بي 12، وبعض الأحماض الدهنية الأساسية، التي يحتاجها الجسم ليحافظ على صحته على حد قول الدكتورة فاطمة.
أوضحت الدراسات الفوائد الصحية التي تعود على من يتناول الزبادي بانتظام. أولا، إن من يتناول الزبادي يكون أكثر رشاقة من الذين لا يتناول الزبادي على حد قول الدكتورة فاطمة. مع ذلك في الحقيقة لا يزال من غير الواضح ما إذا كان تناول الزبادي يساعد على التخلص من دهون منطقة الخصر أم لا، فقد يكون الأشخاص الذين يتناولون الزبادي أكثر نحافة بفضل اتباعهم عادات غذائية أفضل بشكل عام. مع ذلك ما يمكن للزبادي، خاصة الزبادي الذي يحتوي على نسبة كبيرة من البروتين فعله، هو مساعدتك في الحد من كمية الطعام التي تتناولها، وفقدان الوزن.
- عناصر غذائية حيوية
الزبادي هو طعام غني بعناصر البروبيوتيك probiotics وهي كائنات حية دقيقة تشبه تلك التي توجد في الأمعاء. الزبادي مصنوع من اللبن، وبه بعض البكتريا التي تعمل على بدء عملية التخمر.
ولكي يتحول الحليب إلى لبن زبادي يجب أن يحتوي على أحد نوعين من البكتريا؛ إما المكورة العقدية المقيحة Streptococcus thermophilus أو العصية اللبنية الحمضية Lactobacillus bulgaricus.
تشير الأبحاث اليوم إلى وجود صلة بين أنواع البكتريا التي تعيش داخل جسمك وحالتك الصحية بوجه عام. كذلك أشارت بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين تلك البكتريا، وحالات مرضية مختلفة تتنوع بين الاضطرابات المزاجية والعدوى.
وتوضح بعض الدراسات أن وجود أنواع محددة من البكتريا الجيدة قد يساعد في الوقاية من المتاعب والمشكلات الصحية. كذلك تشير بعض الأدلة إلى أن الكائنات الحيوية، مثل تلك التي توجد في الزبادي، تساعد في الوقاية من أو علاج بعض مشكلات الهضم مثل متلازمة القولون المتهيج أو العصبي، وأنواع من الإسهال، حسب المركز القومي للطب التكميلي والتكاملي الأميركي.
هناك مجال بحثي آخر واعد يركز على النظر في علاقة ميكروبات الأمعاء بالبدانة. وقد اكتشفت بعض الأبحاث وجود أنواع مختلفة من البكتريا لدى الأشخاص النحيفين والأشخاص البدناء كما تشير دكتورة فاطمة. ويثير هذا سؤال هو: هل يمكن للمرء فقدان الوزن إذا تغيرت نوع البكتريا في جسده؟ يسعى الباحثون في الوقت الحالي إلى معرفة الإجابة عن هذا السؤال على حد قول دكتورة فاطمة.
- بكتريا الأمعاء وفقدان الوزن
هل هذا يعني أنه إذا اختار المرء نوعا محددا من الزبادي يحتوي على أنواع بعينها من البكتريا النشطة، قد ينجح في فقدان الوزن، أو علاج مشكلة صحية؟ لم يتم العثور على إجابة عن هذا السؤال بعد بحسب قول الدكتورة فاطمة.
من جانب آخر، لم تمنع عدم موافقة إدارة الغذاء والدواء حتى هذه اللحظة على أي من أنواع الكائنات الحيوية كعلاج لمشكلات صحية محددة، بعض شركات تصنيع الزبادي من الترويج للفوائد الصحية التي يمكن التمتع بها بفضل ما تحتوي عليه منتجاتهم منها، بحسب المركز القومي للطب التكميلي والتكاملي. لذا يمكن النظر إلى تلك المزاعم حاليا بتحفظ وشك، حيث تقول الدكتورة فاطمة: «ليس لدينا ما يكفي من المعلومات تدعم التوصية بتناول الزبادي في هذا السياق».
يعكف العلماء حاليا على دراسة الأمر، وقد يتمكن الأطباء ذات يوم من إخبارنا بأنواع الزبادي أو كائنات البروبيوتيك التي ينبغي تناولها لحل مشكلات المعدة، أو فقدان الوزن على سبيل المثال. تقول الدكتورة فاطمة: «أشعر بالحماسة تجاه ما يمكن أن تسفر عنه تلك الأبحاث.
أتمنى أن أقدم إلى مرضاي توصيات أكثر تحديدا بشأن أنواع المعينات الحيوية المفيدة لهم». ما نعلمه جيدا حتى هذه اللحظة هو أن نوع الزبادي المناسب الذي يحتوي على جرعة جيدة من البروبيوتيك مفيد لصحة جسمك.
- دليلك لاختيار أنواع الزبادي التي تلبي احتياجاتك
> هل تشعر بالحيرة والارتباك عند مرورك بمنتجات الزبادي؟ إليك بعض المعلومات التي ستساعدك في التعرف على الخيارات الصحيحة.
لطالما كان الزبادي منتجا واضحا وبسيطا، حيث يكون موضوعا في وعاء صغير بسيط يوجد في قاعه بعض الفواكه في أفضل الأحوال. لكن لم يعد الحال كذلك؛ فهناك اليوم زبادي يوناني، وهو عبارة عن أكواب تبدو لذيذة منثورا عليها مسحوق الكعك الحلو. كما يتم مزج الزبادي بالسموثي (عصير فواكه مع لبها)، وضخّه في عبوات أنبوبية الشكل، وأكياس. وفي أماكن عرض المنتجات المثلجة (الآيس كريم)، هناك عدد أكبر من الخيارات تشمل مجموعة متنوعة من الزبادي المثلج في علب وفي أشكال أخرى. قد يمنحك هذا الوضع الكثير من الخيارات، لكنه في الوقت ذاته يجعلك في حيرة من أمرك.
- قائمة بأنواع الزبادي
بعد مناقشة الفوائد المحتملة للزبادي، فلنتحدث عن كيفية اختيار النوع المناسب من بين الأنواع المتاحة. لجعل هذه العملية بسيطة في خضم هذا البحر المتسع من الخيارات، تنصح الدكتورة فاطمة بالتركيز على خمسة مكونات.
> السكر: ينبغي أن يحتوي الزبادي على أقل من 10 غرامات من السكر للحصة الواحدة. صحيح أن الزبادي الذي يحتوي على مسحوق من الكعك الحلو، ورقائق زبدة الفول السوداني لذيذ، لكنه يعد في هذه الحالة حلوى لا طعاما صحيا، لذا ينبغي تناوله باعتدال.
> البروتين: يمكن للزبادي الذي يحتوي على نسبة كبيرة من البروتين أن يزيد من الشعور بالشبع، وهو ما يساعد في السيطرة على زيادة الوزن التي تعاني منها السيدات خاصة بعد انقطاع الطمث كما توضح الدكتورة فاطمة.
ينبغي البحث عن الزبادي الذي يحتوي على 5 غرامات أو أكثر من البروتين للحصة الواحدة. عادة ما يحتوي «الزبادي اليوناني» (وهو نوع مماثل للزبادي في منطقة البحر الأبيض المتوسط والمنطقة العربية - المحرر) على نسبة أكبر من البروتين مقارنة بأنواع الزبادي الأخرى، حيث قد تصل تلك النسبة إلى 16 غراما.
> بكتريا حية ونشطة: كما ذكرنا آنفا، لا يكون الزبادي أصليا بحسب معايير إدارة الغذاء والدواء دون البكتريا المكورة العقدية المقيحة، أو العصية اللبنية الحمضية. لذا ينبغي البحث عنهما على الملصق الغذائي.
كذلك يوجد على بعض العلامات التجارية للزبادي ختم «بكتريا حية ونشطة» من الاتحاد القومي للزبادي. وتضيف بعض العلامات التجارية أنواعا متعددة من البكتريا الحية النشطة إلى المنتج الخاص بها، وهو أمر جيد، لكن كما ذكرنا من قبل، ينبغي النظر بتحفظ وشك إلى الفوائد الصحية المزعومة لعناصر البرويبيوتيك الحيوية المختلفة.
> المذاق: إذا لم يعجبك مذاق الزبادي، لا تأكله. لذا ابحث عن نوع الزبادي المفيد والمناسب لك، ولكن أيضا الذي يحفزك على تناوله.
> مكونات بسيطة: حاول اختيار الزبادي الذي لا يحتوي على مكونات كثيرة، فكلما كانت المكونات أقل، كان ذلك أفضل.
قد يتطلب كل ذلك بذل بعض الجهد، لكن العثور على الزبادي المناسب لك قد يضيف بعض البكتريا الجيدة إلى نظامك الغذائي وهو ما سيعود بالنفع على صحتك.

* رسالة هارفارد
«مراقبة صحة المرأة»، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

يوميات الشرق سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

حذّرت دراسة أميركية من أن الإفراط في تناول الدهون والسكريات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، وذلك من خلال تدمير الحمض النووي في خلايا الكبد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق شاي الكركديه يحتوي على نسبة عالية من مادة «البوليفينول» (غيتي)

مواد طبيعية قد تمنحك خصراً نحيفاً وقلباً صحياً وضغط دم منخفضاً

ثمة كلمة جديدة رائجة في مجال الصحة هي «البوليفينولات»، فبينما ظل العلماء يدرسون المركبات النباتية لسنوات، فقد جذب المصطلح الآن خيال الجمهور لسبب وجيه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

مع بداية العام الجديد، انتشر تحدٍّ جديد عبر تطبيق «تيك توك» باسم «هارد 75».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ليست جميع المشروبات قادرة بالفعل على علاجك من نزلات البرد والإنفلونزا (رويترز)

مشروب منزلي يساعد في التخلص من نزلات البرد

تحدثت اختصاصية التغذية كيلي كونيك لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية عن المشروب المنزلي الأمثل لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)

تناول الفواكه والخضراوات يقلل خطر إصابتك بالاكتئاب

أكدت دراسة جديدة أن زيادة كمية الفواكه والخضراوات في نظامك الغذائي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بمرور الوقت.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

باحثون يكتشفون «نقطة ساخنة» للشيخوخة في الدماغ

تصوير مقطعي لمخ مريض مصاب بألزهايمر (أرشيفية - رويترز)
تصوير مقطعي لمخ مريض مصاب بألزهايمر (أرشيفية - رويترز)
TT

باحثون يكتشفون «نقطة ساخنة» للشيخوخة في الدماغ

تصوير مقطعي لمخ مريض مصاب بألزهايمر (أرشيفية - رويترز)
تصوير مقطعي لمخ مريض مصاب بألزهايمر (أرشيفية - رويترز)

يلعب الدماغ دوراً كبيراً في عملية الشيخوخة، ويعتقد العلماء أنهم حددوا الخلايا التي تتحكم فيها. في دراسة أجريت على الفئران، حدد الباحثون في معهد ألين خلايا معينة أظهرت «تغيرات كبيرة» مع تقدم العمر، وخاصة في «نقطة ساخنة» محددة، وفقاً لبيان صحافي أوردته شبكة «فوكس نيوز» الأميركية.

وتم اختيار الفئران لأن أدمغتها تشترك في «العديد من أوجه التشابه» مع أدمغة البشر. كما تشير الدراسة إلى أن الأصدقاء والعائلة قد يحمون من النوبات القلبية والسكتات الدماغية ومرض السكري من النوع الثاني.

وفي هذا الصدد، قال هونغكوي زينغ، المؤلف المشارك في الدراسة ومدير معهد ألين لعلوم الدماغ في سياتل، لشبكة «فوكس نيوز»: «يتكون دماغنا من آلاف الأنواع من الخلايا، والتي تؤدي وظائف مختلفة. تُظهر دراستنا أن أنواع الخلايا المختلفة معرضة بشكل مختلف لعملية الشيخوخة». وتم نشر البحث، الممول من المعاهد الوطنية للصحة، في مجلة «ناتشر».

واستخدم الباحثون أدوات تسلسل الحمض النووي الريبي ورسم خرائط الدماغ لتحليل أكثر من 1.2 مليون خلية دماغية من الفئران الصغيرة (يبلغ عمرها شهرين) والفئران الأكبر سناً (18 شهراً).

وأشار الباحثون إلى أن الفئران التي يبلغ عمرها 18 شهراً تعادل تقريباً «إنساناً في منتصف العمر المتأخر». وقال زينغ إن الباحثين قاموا بتقسيم الخلايا إلى 847 نوعاً مختلفاً وحددوا أيضاً ما يقرب من 2500 جين تغيرت مع تقدم العمر.

وأظهرت الخلايا المرتبطة بالشيخوخة زيادة في الالتهاب وانخفاضاً في «الوظيفة العصبية». وأوضح زينغ بالتفصيل: «تشير التغييرات في هذه الجينات إلى تدهور البنية العصبية ووظيفتها في العديد من أنواع الخلايا العصبية والدبقية، فضلاً عن زيادة الاستجابة المناعية والالتهاب في أنواع الخلايا المناعية والأوعية الدموية في الدماغ».

وأشار الباحثون إلى أن الخلايا التي شهدت أكبر التغيرات كانت تلك الموجودة في منطقة ما تحت المهاد، وهو الجزء من الدماغ المرتبط بتناول الطعام وتوازن الطاقة والتمثيل الغذائي. وأضاف زينغ إلى أن هذا يشير إلى أن هذه المنطقة هي «نقطة ساخنة للشيخوخة»، وأنه قد يكون هناك ارتباط بين النظام الغذائي وعوامل نمط الحياة وشيخوخة الدماغ وخطر الاضطرابات المعرفية المرتبطة بالعمر.

وأضاف أن «نتائج الدراسة تعزز فكرة أن الحفاظ على نمط حياة صحي، وتعزيز حالة التمثيل الغذائي الصحي، وتقليل الالتهاب في الجسم والدماغ يمكن أن يبطئ أو يؤخر عملية الشيخوخة ويقلل من مخاطر الإصابة بأمراض الدماغ المرتبطة بالشيخوخة».

ويأمل الباحثون أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى علاجات جديدة مرتبطة بالعمر لتحسين وظيفة هذه الخلايا والمساعدة في منع الأمراض العصبية التنكسية.

وأشار زينغ إلى أن «الشيخوخة هي عامل الخطر الأكثر أهمية للعديد من أمراض الدماغ». وتابع: «تقدم دراستنا خريطة جينية مفصلة للغاية لأنواع خلايا الدماغ التي قد تتأثر بالشيخوخة بشكل أكبر، وتقترح أهدافاً جديدة للجينات والخلايا لتطوير علاجات جديدة لأمراض الدماغ المرتبطة بالشيخوخة».