من أجل حج صحي نظيف

خطوات وقائية للمصابين بأمراض مزمنة

من أجل حج صحي نظيف
TT

من أجل حج صحي نظيف

من أجل حج صحي نظيف

الحج رحلة شاقة، مدتها أيام معدودات، يجب أن يتحلى خلالها الحاج بالصبر على ما قد يواجهه من عقبات وبالحكمة في التعايش والاندماج مع الآخرين بطريقة صحيحة تبعده عن المشاكل المألوفة في مثل هذه التجمعات البشرية الكبيرة.
ولا شك أن الصحة الجيدة واللياقة العالية مطلوبتان لأداء هذه الفريضة الشاقة بيسر وسلام. وهذا يتأتى بتطبيق الاشتراطات الصحية التي تضعها وزارة الصحة السعودية ضمانا لتمتع الحاج بالمقدرة الجسمية الصحية لأداء مناسك الحج.
ويكون بدايتها بأخذ الحاج التطعيمات الخاصة بالحج، وهي:
- التطعيم ضد مرض الحمى الشوكية: يجب أن يتم قبل 10 أيام من الحج لأن مفعول اللقاح لا يبدأ إلا بعد هذه المدة. ويبقى أثر التطعيم على الأقل ثلاث سنوات لا بد بعدها من أخذ التطعيم مرة أخرى.
- التطعيم ضد الأنفلونزا: وهو ضروري للحجاج كافة خصوصا فئة كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة التي تضعف مناعتهم لمقاومة الأمراض.
- التطعيمات الأساسية ضد أمراض الطفولة الرئيسية: فيجب التأكد من استكمال الأطفال لها، مثل الحصبة وشلل الأطفال، إضافة إلى التطعيمات الخاصة بالحج.
ثم يأتي دور بناء الجسم ورفع لياقته وتهيئته لبذل المجهود المطلوب لأداء مناسك الحج، وهذا يتم قبل الحج بفترة كافية بتناول الغذاء الصحي المتوازن، خاصة المحتوي على الفيتامينات والمعادن.
- الأمراض المزمنة والحج
يشكل المصابون بالأمراض المزمنة نسبة كبيرة من الحجاج، وأهمها داء السكري وأمراض القلب والربو وأمراض الكلى... الخ. ومن المفترض أن يكون كل مريض قد عمل الإجراءات كافة التي تضمن استقرار حالته الصحية قبل توجهه للحج. وسوف نركز هنا على أكثر الأمراض المزمنة شيوعا.
- مرض السكري. إن أكثر ما نخشاه على مريض السكري أن يتعرض لمضاعفات المرض وأشدها ارتفاع أو انخفاض السكر في الدم.
وأهم أعراض ارتفاع نسبة السكر في الدم: هي كثرة التبول - كثرة العطش - كثرة الحكة - عدم التئام الجرح - نقص الوزن - الإجهاد والتعب - تنميل بالأطراف. أما أعراض انخفاض السكر بالدم فهي: التعرق بكثرة - شعور بالجوع - الارتعاش - شحوب اللون - دوخة وعدم تركيز - خفقان القلب - إغماء وتشنجات. ويعتمد التحكم في مستوى السكر بالدم على مدى اعتناء المريض بنفسه، بالانتظام على الحمية والتمارين الرياضية وأخذ العلاج بانتظام سواء كان أقراصا أو حقن الأنسولين. ومن أهم ما نلفت إليه أنظار مرضى السكري في الحج ما يلي:
- الحرص على تناول الوجبات الغذائية الصحية المقررة من الطبيب المعالج، وأن يتم توزيع السعرات الحرارية اليومية على ثلاث وجبات رئيسة ووجبة أخرى خفيفة.
- يجب الاعتناء بالقدمين، ليس فقط بنظافتهما بل المطلوب العمل على وقايتهما من أي إصابة أو جروح، وذلك بارتداء الجوارب القطنية والحذاء الجلدي المريح. وكذلك مراقبة أي تغيرات تطرأ عليهما، والإسراع بمراجعة الطبيب عند ملاحظة أي جرح أو تقرح أو تورم.
- تنظيم النوم بحيث لا تقل ساعات النوم عن 8 ساعات يومياً لأن قلة النوم تؤثر على مناعة الجسم فيحدث اضطراب في مستوى سكر الدم، وتضعف مقاومة الجسم للجراثيم فيتأخر التئام الجروح.
- الإكثار من شرب الماء فهو ضروري جداً في الطقس الحار وبالأخص لمريض السكري الذي يكون أكثر عرضة للجفاف.
- العناية بالأسنان واللثة، فإن استخدام الفرشاة والمعجون يجنب تقرحات الفم والتهاب ونزيف اللثة.
- العناية بالجلد أمر مهم أيضا، فمريض السكري أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات الجلدية.
- الحرص أن يظل مستوى سكر الدم عند 70 - 140 ملغم - ديسيلتر، وإلا فيجب مراجعة الطبيب في أسرع وقت ممكن عند الشعور بأعراض انخفاض أو ارتفاع السكر أو الإصابة بأي مرض آخر عرضي مثل ارتفاع درجة الحرارة أو الإسهال أو التبول الشديد؛ فتلك من علامات ارتفاع نسبة السكر في الدم.
- أمراض القلب
بإمكان مريض القلب أداء فريضة الحج بشرط أن تكون حالته الصحية مستقرة وألا يوجد لديه ألم في منطقة الصدر أو ضيق في التنفس، وأن لا يكون مصابا بأزمة قلبية حديثة العهد استدعت التنويم في المستشفى أو الخضوع لعملية القسطرة القلبية أو توصيلات الشرايين الجراحية. كما يستحسن أخذ استشارة الطبيب المختص ووضع الترتيبات اللازمة قبل التوجه لأداء فريضة الحج.
ومن أهم النصائح التي نوجهها لمرضى القلب الراغبين في أداء مناسك الحج، ما يلي:
- يجب أخذ اللقاحات اللازمة قبل الحج، حيث يعاني مرضى المرضى عادة من ضعف في عضلة القلب مما يجعل إصابتهم بالأنفلونزا أشد خطورة من إصابة غيرهم.
- ضرورة أخذ كمية كافية من الأدوية الموصوفة لهم تكفي فترة الحج، وتناولها بانتظام.
- على مرضى تصلب الشرايين التاجية أن يحملوا معهم أقراصا أو بخاخات النيتروغليسرين التي توضع تحت اللسان لاستخدامها في حال حدوث ألم في منطقة الصدر.
- ضرورة الاهتمام بنوعية الغذاء وتقليل كمية الملح في الطعام والإكثار من السوائل.
- الابتعاد قدر الإمكان عن التزاحم الشديد خلال أداء المناسك.
- الراحة التامة عند الشعور بألم في منطقة الصدر وعدم الحركة، وطلب المساعدة الطبية فورا.
- وأخيرا، تجنب الإجهاد الذهني والبدني والانفعالات النفسية، وعدم القيام بجهد بدني ليس من واجبات فريضة الحج بقدر الإمكان.
- مرض الربو
يتأثر مريض الربو بعوامل مختلفة، منها الانفعالات النفسية والتعب والإرهاق والأتربة والغبار وعادم السيارات مما قد يؤدي إلى إثارة نوبة الربو أو إلى تدهور أعرض المرض أثناء الحج. وللوقاية من مضاعفات أعراض ونوبات مرض الربو نأمل مراعاة ما يلي:
- مراجعة الطبيب للتأكد من استقرار الحالة قبل السفر.
- اصطحاب الأدوية اللازمة مثل البخاخات، والانتظام في تناول العلاج.
- استخدام البخاخ قبل القيام بأي مجهود بدني مثل الطواف أو السعي أو رمي الجمرات.
- تأدية مناسك الحج أثناء الأوقات التي يتوخى فيها عدم وجود ازدحام كالساعات المتأخرة من الليل.
- الحرص على تجنب الأماكن المزدحمة وعديمة التهوية قدر الإمكان.
- مراجعة العيادة الطبية عند حدوث أول بوادر الأزمة الربوية الحادة.
- كبار السن في الحج
يشكل كبار السن النسبة الكبرى من الحجاج، ومن المتوقع أن يكون معظمهم ممن يعانون من مرض أو عجز أو عاهة، مما يستوجب إعطاءهم رعاية خاصة خلال وجودهم في الأراضي المقدسة، وتقديم التوجيهات بعدم الحضور في الأماكن المزدحمة، حتى لا يتعرضوا للإصابة بالأمراض المعدية أو الحوادث مثل السقوط الذي يعرضهم للكسور والرضوض والارتجاج المخي.
وهناك سلوكيات شائعة يرتكبها الحجاج جهلا وخاصة المسنين منهم تتسبب في تعرضهم لكثير من المشكلات الصحية أثناء أداء مناسك الحج، ومنها:
- تعمد البعض الخوض داخل المناطق المزدحمة سواء في المشاعر أو في أماكن أداء العبادة كالطواف والسعي، ورمي الجمرات وغيرها، مما يعرضهم للعدوى والإصابات.
- التزاحم والتدافع بالمناكب والأيدي إبان الطواف والسعي ورمي الجمرات مما يؤذيهم ويؤذي الآخرين.
- تسلق المرتفعات والأماكن الخطرة، والتعرض لحوادث السقوط والكسور.
- عدم المحافظة على النظافة الشخصية ونظافة المأكل والمشرب مما يعرضهم لمشاكل الجهاز الهضمي كالتسمم الغذائي.
- الإجهاد والتعب المتواصل مما يؤثر على استقرار الأمراض المزمنة التي يعانون منها مسبقا، والمشي من دون داعٍ في الحر الشديد وخاصة نهارا تحت أشعة الشمس دون اتخاذ وسائل السلامة والوقاية كاستخدام الشمسية والإكثار من شرب السوائل، ما يعرضهم لأمراض الحرارة وضربة الشمس.
- ضربة الشمس... خطوات الإسعاف
تعد ضربة الشمس حالة مرضية طارئة قد تؤدي إلى وفاة المصاب إذا لم يتم إسعافه فورا، ويتوجب معها تقديم العناية الطبية له بأسرع ما يمكن. وليس شرطا للإصابة بضربة الشمس أن يتعرض الشخص لأشعة الشمس مباشرة، وإنما يكفي للإصابة أن يتحرك الشخص أو يبقى لفترات طويلة تحت ظروف غير ملائمة من ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة فيفقد كمية كبيرة من سوائل الجسم وأملاحه دون تعويض. ويكون أكثرَ عرضة للإصابة بضربة الشمس الأشخاصُ غيرُ المعتادين على الجو الحار كالحجاج القادمين من المناطق الباردة من العالم.
وفي حالة الإصابة بضربة الشمس ترتفع درجة حرارة الجسم بسبب تأثير الحرارة المرتفعة على مراكز الدماغ الموجودة في أعلى وخلف العنق، مسببة اضطرابا في عمل التنفس، ولغطا في القلب، وخللا في ميكانيكية التعرق، وارتفاعا في ضغط السائل المحيط بالدماغ، واحتقانا في خلاياه ثم تلفها وانتهاء بالوفاة في معظم الحالات.
ولإسعاف المصاب بضربة الشمس ريثما يتم نقله إلى أقرب مستشفى، يمكن عمل الآتي: يقوم أحد المرافقين للمصاب بخلع كامل ملابسه ما عدا الداخلية منها. وتستعمل قطعة من الإسفنج أو فوطة رطبة ومبللة بالماء البارد لتبريد المصاب خصوصا على الرأس والأطراف. وبعدها يلف المصاب بقماش قطني مبلل بالماء البارد، يستمر رش بالماء البارد على جسمه. ونحذر من استخدام الثلج على جسم المصاب، خشية أن يسبب ذلك تقلصا في الأوعية الدموية يحول دون تبريد جلد المصاب.
أما في الحالات التي تسبق ضربة الشمس كالتعرض لمصدر حراري وفقدان عرق كثير فلا بد أن يعوض هذا العرق بأخذ كميات كبيرة من السوائل، مع زيادة كمية الملح في الطعام، أو تعاطي أقراص ملح في بعض الحالات. وهنا يتم إجلاس المصاب في مكان بارد، ورفع قدميه، ورجليه، وإعطاؤه ماءً مملحاً للشرب (ملعقة صغيرة من الملح مضافة إلى لتر من الماء المغلي)، ولا يعطى شيئا عن طريق الفم إذا كان غائباً عن الوعي. وفي الحالات الشديدة يحتاج المصاب إلى دخول المستشفى لإعطائه محلول الملح في الوريد، إلى أن يستعيد قواه، ويرتفع ضغط الدم إلى مستواه الطبيعي، ويعود البول إلى حالته الطبيعية، وترتفع حرارة الجسم إلى المستوى الطبيعي.

- استشاري في طب المجتمع


مقالات ذات صلة

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

تكريم د. عبد الحفيظ خوجة بـ«جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي»

تكريم د. عبد الحفيظ خوجة بـ«جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي»
TT

تكريم د. عبد الحفيظ خوجة بـ«جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي»

تكريم د. عبد الحفيظ خوجة بـ«جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي»

في احتفال متميز أُقيم مساء يوم أمس (الخميس)، بمدينة أبوظبي، جرى تكريم الدكتور عبد الحفيظ يحيى خوجة بـ«جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي»، في دورتها الثالثة لعام 2024، في مجال الإعلام والتثقيف الصحي.

تكريم إعلامي طبي

وسلَّم التكريم راعي الحفل، الدكتور طارق الهيدان وكيل وزير الخارجية الأسبق بدولة الإمارات، وسعادة الأستاذ سلطان العنقري، السفير السعودي لدى دولة الإمارات ضيف شرف الاحتفال، وبحضور عدد من منسوبي السفارة ووفد من المركز الوطني للطب التكميلي والبديل بالمملكة وصفوة من العلماء والباحثين المتميزين في الطب التقليدي والتكميلي والطب النبوي من جميع أنحاء العالم.

جهود التوعية الصحية

الجدير ذكره أن هذا التكريم يُعدّ اعترافاً مستحقاً بجهود الدكتور عبد الحفيظ خوجة المستمرة في توعية المجتمع وتعزيز الصحة العامة، عبر الإعلام الصحي الهادف، لأكثر من 40 عاماً، دمج خلالها الطب بالإعلام مستخدماً الوسائل المرئية والمسموعة والمكتوبة لتوصيل المعلومة الصحية بكل دقة وأمانة وبأسلوب يتناسب مع مختلف شرائح المجتمع.

ويساهم الدكتور عبد الحفيظ خوجة في ملحق «صحتك» بـ«الشرق الأوسط»، منذ نحو 20 عاماً.