جامعة «نيو هيفن» الأميركية تنشئ مقراً لها في الرياض

تُقدِّم برامج رائدة ومبتكرة تجمع بين المعارف والمهارات

توقيع اتفاقية تأسيس فرع لجامعة «نيو هيفن» الأميركية في الرياض أبريل الماضي (وزارة الاستثمار السعودية)
توقيع اتفاقية تأسيس فرع لجامعة «نيو هيفن» الأميركية في الرياض أبريل الماضي (وزارة الاستثمار السعودية)
TT

جامعة «نيو هيفن» الأميركية تنشئ مقراً لها في الرياض

توقيع اتفاقية تأسيس فرع لجامعة «نيو هيفن» الأميركية في الرياض أبريل الماضي (وزارة الاستثمار السعودية)
توقيع اتفاقية تأسيس فرع لجامعة «نيو هيفن» الأميركية في الرياض أبريل الماضي (وزارة الاستثمار السعودية)

وافق مجلس الوزراء السعودي خلال جلسته برئاسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الثلاثاء، على إنشاء فرع لجامعة «نيو هيفن» بمدينة الرياض، في خطوة استراتيجية طموحة تهدف إلى تمكين الكفاءات ونقل المعرفة وتطوير المهارات في عدة تخصصات نوعية، بما يدعم أهداف «رؤية السعودية 2030».

وتسعى الهيئة الملكية لمدينة الرياض بالشراكة مع وزارتَي «التعليم» و«الاستثمار» إلى جذب المؤسسات التعليمية الرائدة من جميع أنحاء العالم؛ بما يتماشى مع أهداف «رؤية ‏2030»، لتعزيز قطاع التعليم، وتحسين جودة الحياة، وبما يواكب الرؤى التطويرية للعاصمة السعودية في طريقها لتكون واحدة من أكبر اقتصادات المدن في العالم.

كانت الجامعة، التي تأسست عام 1920، قد وقَّعت بتاريخ 13 أبريل (نيسان) الماضي، اتفاقية رباعية مع وزارتيْ «الاستثمار» و«التعليم» والهيئة؛ لتأسيس فرعها في الرياض، وذلك على هامش «مؤتمر مبادرة القدرات البشرية 2025»، بحضور خالد الفالح وزير الاستثمار، ويوسف البنيان وزير التعليم.

وذكرت «نيو هيفن» في تصريح عبر موقعها الإلكتروني، أنها ستسعى من خلال حرمها الجامعي المخطط له في الرياض إلى تحقيق نتائج تحوّلية للطلاب، وتعزيز العائد على الاستثمار للخريجين، ودعم أهداف «رؤية 2030».

شراكة مستمرة بين الجامعة وقطاع التعليم العالي السعودي لأكثر من عشرين عاماً (نيو هيفن)

وأعرب ينس فريدريكسن، رئيس «نيو هيفن»، عن سعادتهم بـ«تحقيق هذا الإنجاز المهم، وتلقينا الدعم الكبير، في جهودنا لافتتاح فرع جامعي في السعودية»، مُبدياً حماسهم للمساعدة في بناء مستقبل مشرق لأجيال من الطلاب.

وأشار فريدريكسن إلى الشراكة المستمرة بين الجامعة وقطاع التعليم العالي السعودي لأكثر من عشرين عاماً، سواءً داخل المملكة أو في حرم «نيو هيفن» بولاية كونيتيكت الأميركية، مؤكداً تركيزهم في الخطوة المقبلة ينصب على تأهيل قوة عاملة عالمية.

وأبان أن ركائز برنامج «تطوير القدرات البشرية» في التعليم العالي والتعلم مدى الحياة تتماشى بشكل وثيق مع رؤية «نيو هيفن» الساعية للريادة الدولية في إعداد الجيل القادم من المواهب المتميزة في سوق العمل المستقبلي؛ عبر برامجها الرائدة والمبتكرة التي تجمع بين المعارف والمهارات وفق أفضل الممارسات العالمية.

وسيضم حرم «نيو هيفن» الجامعي في الرياض ثلاث كليات، هي «الأعمال والابتكار الرقمي، والهندسة والتصنيع المتقدّم، والآداب والعلوم التطبيقية». وسيُقدم درجات البكالوريوس والدراسات العليا، كذلك التعليم التنفيذي، والشهادات المصغّرة لدعم التعلم مدى الحياة، كما سيتاح للطلبة الموارد التعليمية والمهنية المتاحة لزملائهم بمقر الجامعة الرئيسي.

تُقدِّم الجامعة برامج رائدة ومبتكرة تجمع بين المعارف والمهارات وفق أفضل الممارسات العالمية (نيو هيفن)

من جانبه، قال مايكل إتش أمبروز، رئيس مجلس أمناء الجامعة: «نيو هيفن مجتمع دولي نابض، ولها تأثير متزايد في جميع أنحاء العالم»، واصفاً هذه الفرصة بـ«العظيمة لتوسيع نطاق برامجنا التعليمية الشاملة والاحترافية»، ومضيفاً: «سنطوِّر تعليماً وتدريباً مبتكرين متخصصين في قطاعات محددة، تدعم المسارات المهنية اللازمة لتحقيق (رؤية 2030)».

بدورها، عدَّت أليسون ديلوورث، القائمة بأعمال البعثة الأميركية لدى السعودية، هذه المرحلة «واعدة» للتعاون بين البلدين في قطاع التعليم العالي، وقالت عقب توقيع الاتفاقية: «نشهد تزايداً في الأبحاث المشتركة، وتبادل الطلاب، والتعاون الجامعي».

وأضافت ديلوورث: «إن خبر افتتاح جامعة نيو هيفن فرعاً لها في الرياض العام المقبل يُعدّ حدثاً بالغ الأهمية لكل من الولايات المتحدة والسعودية»، متطلعةً لـ«رؤية تقدم هذا المشروع».

ويأتي استقطاب المؤسسات الأكاديمية العالمية ضمن برنامج «جذب المقرات الإقليمية للشركات العالمية»، الذي يُسهم في إضافة نحو 67 مليار ريال للاقتصاد المحلي، ويوفر نحو 30 ألف فرصة عمل جديدة بحلول عام 2030، ويهدف في الوقت نفسه إلى تحفيز الشركات على افتتاح مقرات في السعودية.


مقالات ذات صلة

المخرج العالمي ماركو بيلوتشيو: الذكاء الاصطناعي يُمثّل تحدّياً أمام مستقبل السينما

خاص ماركو مُشاركاً في «المؤتمر الدولي للنقد السينمائي» بالرياض (تصوير: تركي العقيلي)

المخرج العالمي ماركو بيلوتشيو: الذكاء الاصطناعي يُمثّل تحدّياً أمام مستقبل السينما

شارك ماركو بيلوتشيو في جلسة حوارية ضمن «مؤتمر النقد السينمائي الدولي» في نسخته الثالثة...

فاطمة القحطاني (الرياض)
العالم العربي تدخلات مركز الملك سلمان للإغاثة في اليمن ساهمت في رفع مستوى الخدمات الصحية (المركز)

مشاريع سعودية واتفاقيات حيوية لتعزيز التعافي في اليمن

كثف مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من تنفيذ برامجه الإنسانية والتنموية في عدد من المحافظات اليمنية

«الشرق الأوسط» (عدن)
يوميات الشرق تجمع منطقة «بيست لاند» بين الألعاب والمغامرات والعروض التفاعلية (موسم الرياض)

«بيست لاند» تستقبل زوار «موسم الرياض 2025» الخميس المقبل

بدأ طرح تذاكر الدخول لمنطقة «بيست لاند» ضمن فعاليات «موسم الرياض 2025»، لتستقبل زوارها ابتداءً من 13 نوفمبر، بتجربة ترفيهية مستوحاة من أجواء التحدي والإثارة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تركي اليوسف يُقدّم شخصية رجل عصابات في المسلسل (شاهد)

«الضارية»... دراما سعودية تُجسّد بشاعة العالم حين يغيب القانون

لطالما امتاز تركي اليوسف بانشغاله بالطبقات النفسية أكثر من الانفعالات، وفي «الضارية» يذهب أبعد ممّا قدّمه سابقاً...

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق يُمثِّل الملتقى منصة عالمية لالتقاء المترجمين والمهتمين في المجال (واس)

«ملتقى الترجمة الدولي 2025» ينطلق في الرياض بمشاركة 70 خبيراً

أطلقت «هيئة الأدب والنشر والترجمة» السعودية، فعاليات «ملتقى الترجمة الدولي 2025» في الرياض، بمشاركة ما يزيد على 30 جهة محلية ودولية، و70 خبيراً من 22 دولة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

قصر عابدين التاريخي بمصر لاحتضان أشهر الاحتفالات الدولية

إحدى قاعات قصر عابدين (موقع رئاسة الجمهورية)
إحدى قاعات قصر عابدين (موقع رئاسة الجمهورية)
TT

قصر عابدين التاريخي بمصر لاحتضان أشهر الاحتفالات الدولية

إحدى قاعات قصر عابدين (موقع رئاسة الجمهورية)
إحدى قاعات قصر عابدين (موقع رئاسة الجمهورية)

يشهد قصر عابدين التاريخي بوسط القاهرة استضافة حفل «ذا جراند بول» (The Grand Ball)، بحضور أمراء وأميرات من الأسر النبيلة والحاكمة حول العالم، وفق بيان للمركز الإعلامي بمجلس الوزراء المصري، السبت.

ويستعد قصر عابدين الذي يتمتع بطابعه التراثي المميز، لاستضافة حفل «ذا جراند بول» للمرة الأولى في مصر، ويقام الحدث بتنظيم Noble Monte-Carlo ليجمع بين الأناقة والفخامة والتاريخ العريق في قلب القاهرة.

ووفق بيان مجلس الوزراء، من المتوقع أن يضع هذا الحدث مصر على خريطة أشهر الاحتفالات الأرستقراطية الدولية، مؤكداً مكانتها بوصفها وجهة عالمية للثقافة والفن والتراث، ولتصبح ثاني دولة عربية تستضيف هذا المحفل الفريد. وفق البيان.

ويشارك في الحدث التاريخي الذي يقام احتفاء بحملة مانحي الأمل، وفق تقارير متلفزة، عدد من أصحاب السمو الملكي والنبلاء من أشهر البيوت الملكية في أوروبا، ومن بينهم الأميرة بياتريس دي بوربون، والأمير جواتشيم موراه. ويحضر الحدث ممثلون للأمير ألبير الثاني أمير موناكو، بالإضافة إلى شخصيات حكومية رفيعة المستوى من فرنسا وعدد من الدول الأوروبية.

ووفق الهيئة العامة المصرية للاستعلامات، تعد مراسم «الجراند بول» أحد أفخم وأهم الاحتفالات الخيرية الملكية بالعالم، وتقام فى القاهرة للمرة الأولى بالتاريخ ضمن فعاليات ختام حملة مانحي الأمل العالمية، ومدتها ثلاثة أيام متتالية تحت رعاية وتنسيق رسمي من وزارات الخارجية والشباب والرياضة والسياحة والآثار بمصر بالإضافة إلى مؤسسات محلية ودولية ومنظمات أممية.

ومن المقرر أن يقام الحفل تحت رعاية الأمير ألبرت الثاني أمير موناكو، وبحضور كبار العائلات الملكية في أوروبا، ونجوم هوليوود، وشخصيات بارزة في الفنون والسياسة والعمل الإنساني من مختلف دول العالم.​

مشهد لحديقة بقصر عابدين (موقع رئاسة الجمهورية)

ويعد قصر عابدين من القصور الرئاسية ذات الطابع التاريخي، وتصفه التقارير الرسمية بأنه «جوهرة القرن التاسع عشر»، وقد شهد الكثير من الأحداث التي أسهمت في قيام مصر بوصفها دولةً مستقلة. وكان القصر منذ إنشائه عام 1863 حتى ثورة 1952 شاهداً على العديد من الأحداث الاجتماعية والسياسية التي مرت بمصر، وفق الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية.

وتم إنشاء القصر ضمن مخطط الخديوي إسماعيل لإعادة تخطيط القاهرة، التي تعرف الآن بالقاهرة الخديوية، وأقيم على أطلال منزل قديم كان يملكه «عابدين» بك أحد أمراء الأتراك، وعند البدء في بناء قصر عابدين تم ردم عدة برك كانت موجودة، ودأب الخديوي إسماعيل لعدة سنوات على شراء الأملاك المجاورة حتى وصلت مساحة الأرض إلى نحو 25 فداناً.

وتقام احتفالية «ذا جراند بول» الملكية في قصر عابدين، السبت، وسط أجواء ملكية تجمع بين الفخامة الأوروبية وعراقة التاريخ المصري، مع عروض موسيقية كلاسيكية، فيما تم تنظيم بعض مراسم حملة مانحي الأمل العالمية يوم الجمعة في متحف الحضارة المصرية في الفسطاط، ويقام اليوم الأخير في مدينة الفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة، يشارك في الحدث نحو 100 شخصية مرموقة، بينهم أكثر من 80 من أكبر أثرياء العالم، إضافة إلى ممثلين رسميين عن قصور العائلات الحاكمة الأوروبية، وفق هيئة الاستعلامات المصرية.


«جلباب المتحف الكبير» يفجر سجالاً بشأن الزي الشعبي المصري

المصريون من فئات مختلفة زاروا المتحف الكبير وعبروا عن فخرهم به (إ.ب.أ)
المصريون من فئات مختلفة زاروا المتحف الكبير وعبروا عن فخرهم به (إ.ب.أ)
TT

«جلباب المتحف الكبير» يفجر سجالاً بشأن الزي الشعبي المصري

المصريون من فئات مختلفة زاروا المتحف الكبير وعبروا عن فخرهم به (إ.ب.أ)
المصريون من فئات مختلفة زاروا المتحف الكبير وعبروا عن فخرهم به (إ.ب.أ)

تفجّر سجال حول «الزي الشعبي المصري» المتمثل في «الجلباب البلدي»، عقب تعليق من الإعلامية سمر فرج فودة (ابنة الكاتب الراحل فرج فودة) على صورة انتشرت بوسائل «السوشيال ميديا» خلال الأيام الماضية، لرجل وزوجته في زيارة للمتحف المصري الكبير وهما يرتديان الزي الشعبي الشهير في مصر.

وتصدر اسم سمر فودة «الترند» على «غوغل» و«إكس» في مصر، السبت، عقب تدوينة كتبتها معلقة على الصورة التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر فيها زوجان بالجلباب البلدي البسيط يمسكان يد بعضهما، ويسيران في مدخل المتحف المصري، ويتأمل الزوج الآثار والمبنى المحيط بنظرة إعجاب وفخر، وهي الصورة التي حظيت بانتشار واسع واحتفاء من مستخدمي وسائل التواصل عدوها تعبر عن «الأزياء المصرية الأصيلة».

وكتبت سمر مؤكدة أن هذا الزي لا يمثل مصر، وأن مصر معروفة باعتدادها بالأزياء الأنيقة على أحدث الصيحات، وتمثلها أزياء السيدات في الأربعينات والخمسينات التي كانت تنافس أزياء الباريسيات والإنجليزيات في ذلك الوقت. منتقدة الملابس التي تعطي انطباعاً دينياً للسيدة الموجودة في الصورة.

لتعود بعد ساعات وتعتذر عن التعليق مدونة: «أعتذر عن أي شيء قد مس قلوب المصريين بالسلب، أعتذر للزوجين، فهما بالتأكيد فخر لنا جميعاً»، وأكدت أنها حذفت المنشور لأن المتابعين لم يفهموا وجهة نظرها، مؤكدة أن أهلها من الفلاحين، وأنها لم تتطرق لـ«الجلابية الفلاحي» للرجال.

وتوالت التعليقات على منشور سمر فودة، بل وظهر ما يمكن اعتباره «ترند» يدعو الجميع لارتداء الجلباب الصعيدي والفلاحي كدليل على الأصالة والزي الشعبي للمصريين، وتفاعلت سمر فودة نفسها مع هذا «الترند»، ونشرت تعليقاً على صفحتها بـ«فيسبوك» على سبيل المزاح والفخر لشخص كتب: «وسيشهد التاريخ أن سمر فودة لبّست مصر كلها جلاليب في 6 ساعات».

المتحف المصري شهد حضوراً متنوعاً منذ افتتاحه (إ.ب.أ)

وتوالت التعليقات التي استنكرت ما اعتبروه تهكماً من سمر فودة على الجلباب، وتعرضت لانتقادات حادة، في حين أوضحت هي في اعتذارها أنها تعتز بالجلباب البلدي ولم تقصد التطرق إليه، وإنما كانت تنتقد أزياء لها دلالات دينية، تراها دخيلة على المجتمع المصري.

وعدت المتخصصة في التراث الشعبي، الدكتورة فاتن صلاح سليمان: «الجلباب البلدي المصري مميز منذ المصريين القدماء»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الصورة التي انتشرت والتعليق عليها بأنها لا تمثل المصريين أخذا منحى غريباً، وهناك أمثلة كثيرة تؤكد ارتباط هذا الزي بالمصريين منذ القدم، فهو قريب جداً من أزياء الكهنة المصريين المعروضة في بعض متاحف العالم»، وأكدت فاتن أن «الجلباب المصري لا مثيل له في العالم، ويختلف عن الجلباب السوداني أو العربي أو المغربي، وهذا الزي انتشر في الفترة القبطية، وكان يصنع من القماش القباطي المصري، وهو خليط من القطن والكتان، وله شكل مميز للغاية».

وقالت إن «هذا الزي يمثل الهوية المصرية ومشرّف لأي شخص يرتديه، ويعبر عن الأصالة والثقافة المصرية الخالصة، والمفروض أن نعتز بهؤلاء الناس لأنهم يعبرون عن جزء مهم من موروثنا الثقافي الشعبي المصري».

ووصفت الدكتورة نهلة إمام، مستشارة وزير الثقافة المصري لشؤون التراث غير المادي، التعليق الذي نشرته سمر فودة، بشأن عدم تمثيل هذا الزي لهوية المصريين، بأنه «مؤلم بالنسبة لها»، وقالت في تصريحات متلفزة إن «الجلابية هي زي الفلاح المصري التقليدي، وتُعد جزءاً من هوية الشعب المصري وتاريخه، وعلينا أن نقدر هذا التراث ونفخر به».

وأشار الباحث في التراث الشعبي بأكاديمية الفنون المصرية، الدكتور عبد الكريم الحجراوي، إلى أن «الحديث عن الجلباب بأنه لا يعبر عن المصريين ولا يعبر عن وضعهم الحضاري، ويجب عدم الالتفات إليه لأنه يحمل قصوراً في الفكر»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «لا يصح بشكل من الأشكال أن نهين رمزاً يمثل الغالبية من سكان مصر، وأن نعتبر زياً لا يعبر عنا ولا يناسب المصريين حضارياً»، وأوضح أن «هذا الكلام حظي بتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لأنه يمس كل المصريين تقريباً، ففي كل منطقة بمصر هناك نمط معين من الجلباب، ومن ثم يجب الاعتداد به واحترامه كزي شعبي ممتد منذ سنوات طويلة، ويجب عدم التعرض له بالإهانة أو التقليل من شأنه».

وقال الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، مؤسسة حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، إن «معظم شعوب العالم لها زي قومي مميز تفتخر به وترتديه على المستويين: القومي والشعبي، ويعد جزءاً لا يتجزأ من هويتها»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «يوجد زي له احترامه مرتبط بثقافة مناطق معينة وهوية مصر بشكل عام، مثل الجلباب والعمامة في الصعيد، والجلباب والطاقية بوجه بحري»، لافتاً إلى التنوع الثقافي في مصر والذي يعكسه الزي والفنون المرتبطة، مطالباً بـ«السعي لتسجيل هذه المفردات تراثاً عالمياً ثقافياً ضمن التراث اللامادي بـ(اليونيسكو)».


«النقد السينمائي الدولي» يناقش صناعة الأفلام في المهجر

جانب من مؤتمر النقد السينمائي بالرياض (الشرق الأوسط)
جانب من مؤتمر النقد السينمائي بالرياض (الشرق الأوسط)
TT

«النقد السينمائي الدولي» يناقش صناعة الأفلام في المهجر

جانب من مؤتمر النقد السينمائي بالرياض (الشرق الأوسط)
جانب من مؤتمر النقد السينمائي بالرياض (الشرق الأوسط)

خلصت النقاشات التي جرت ضمن فعاليات النسخة الثالثة من «مؤتمر النقد السينمائي الدولي» في الرياض حول «السينما خارج الحدود» إلى تأكيد أن السينما العربية خارج الحدود أصبحت مساحة للتعبير المتعدد، تجمع بين الذاكرة الأصلية والتجربة الجديدة، وتؤكد أن المخرج، أينما كان، يظل ابن بيئته الأولى، يحملها في رؤيته ولغته وأفكاره، حتى وهو يصنع أفلامه في المنفى.

الجلسة التي أدارها الناقد حسين الضو، وشارك فيها المخرج العراقي محمد الدراجي، ومؤسس مهرجان «مالمو» للسينما العربية، محمد قبلاوي، والمخرجة التونسية لمياء قيقة، تضمنت أحاديث موسعة حول علاقة السينما بالهوية، وتأثير الاغتراب واللغة والثقافة على التجارب الإبداعية للمخرجين العرب الذين يعملون خارج أوطانهم.

واستهل حسين الضو الجلسة بالإشارة إلى سعي المخرج إلى «استكشاف التحولات التي تصيبه عندما ينتج فيلمه خارج وطنه، وكيف تنعكس تلك التجربة على اللغة البصرية والموضوعات المطروحة في أفلامه»، موضحاً أن «الهجرة والانفتاح الثقافي أفرزا ما يمكن تسميته السينما الهجينة التي تحمل سمات متعددة وتتحرك بين أكثر من هوية».

وقالت المخرجة التونسية لمياء قيقة إن العلاقة بين السينما والنقد تُشبه «خطيْن متوازييْن يسيران في الاتجاه نفسه دون أن يلتقيا تماماً»، مؤكدة أن الحديث عن الإنتاج خارج الوطن يفتح أسئلة الهوية والانتماء، خصوصاً عندما يعيش المخرج في بيئة مغايرة ثقافياً.

مؤتمر النقد السينمائي ناقش صناعة الأفلام خارج الحدود (الشرق الأوسط)

وأضافت أن «كل مخرج يحمل لغته الأم وثقافته معه أينما ذهب»، وأن هناك اليوم موجة من السينما التي يمكن وصفها بـ«الهجينة»، تجمع بين الهوية الأصلية وتأثيرات المكان الجديد الذي يعيش فيه المبدع، موضحة أن «المخرجين والمخرجات التونسيين الذين يعيشون في الخارج يواصلون صناعة أفلامهم عن واقعهم الأصلي، رغم بعدهم الجغرافي».

وتطرقت لمياء قيقة إلى إشكالية التكرار في بعض التجارب العربية، قائلة: «لا يمكن إنكار أن هناك أفلاماً قُدمت بطريقة تستنسخ ما هو مطلوب جماهيرياً أو في المهرجانات، لكن في المقابل هناك درجة من الوعي لدى المخرجين الشباب الذين يحاولون مقاومة الصورة النمطية التي يفضّلها الغرب عن المجتمعات العربية». مؤكدة أن «تمكن المخرج من لغته السينمائية وجمالياته الخاصة هو ما يمنحه القدرة على التعبير بصدق، بعيداً عن محاولات الإرضاء أو التقليد».

من جانبه، قال المخرج محمد قبلاوي إن «المخرجين من أصول عربية في أوروبا ينتمون إلى أجيال مختلفة»، موضحاً أن «الجيل الأول حمل معه ذاكرة الوطن الأولى وتاريخه، في حين يتعامل الجيل الثاني مع الواقع من موقع المراقب»، مشيراً إلى أن الفارق بين «أن تُروى قصتك من الخارج أو أن ترويها بنفسك هو ما يُحدد عمق التجربة السينمائية».

وأضاف أن هناك اليوم ما بين 32 و35 مليون ناطق بالعربية في أوروبا، وأن هذا الوجود السكاني انعكس على حضور السينما العربية في المشهد الأوروبي، مشيراً إلى أن الهوية لم تعد ثابتة، بل أصبحت «تعددية»، وفق وصفه، مضيفاً: «فكل مخرج يرى طريقه الخاص في التعامل مع قضاياه، وأن المنظور الذي يقدمه المخرج المقيم في الغرب عن القضايا العربية يختلف بطبيعة الحال عن المخرج المقيم في وطنه».

أما المخرج محمد الدراجي فتحدث عن تجربته قائلاً إنه بصفته مخرجاً عراقياً عاش سنوات طويلة خارج بلاده، لكنه «ما زال يُفكر في العراق في كل فيلم يقدمه»، موضحاً أن «موضوعات أفلامه غالباً ما تبدأ من فكرة الحنين إلى الوطن، وأن مشاهد الافتتاح في معظم أعماله تتناول السفر، والمرأة، والطفل، والجندي» بوصفها رموزاً للبحث عن الذات والانتماء وجزءاً من تجربته الذاتية.

وأضاف الدراجي: «أحياناً أفكّر في تقديم فيلم بريطاني، لكنني أتراجع لأنني لست بريطانياً. أنا عراقي، وهذه هويتي التي لا تنفصل عن عملي»، مؤكداً أن المخرج عندما يكتب أو يخرج فيلمه «لا ينطلق من اتجاه محدد، بل من إحساسه الشخصي ورؤيته الخاصة»، وأنه يحاول أن يقدّم ما يؤمن به بعيداً عن التأثيرات الغربية أو ضغوط السوق.