«مهرجانات بيروت الدولية»... نافذة أمل وتألق ثقافي رغم الأزمات

ميشال ضاهر لـ«الشرق الأوسط»: أسَّستُها لأن التقدير غائب عن كثير من مستحقِّيه

الدكتور ميشال ضاهر مؤسس «مهرجانات بيروت الدولية» (بياف)
الدكتور ميشال ضاهر مؤسس «مهرجانات بيروت الدولية» (بياف)
TT

«مهرجانات بيروت الدولية»... نافذة أمل وتألق ثقافي رغم الأزمات

الدكتور ميشال ضاهر مؤسس «مهرجانات بيروت الدولية» (بياف)
الدكتور ميشال ضاهر مؤسس «مهرجانات بيروت الدولية» (بياف)

في موعده السنوي المعتاد، تترقّب العاصمة اللبنانية «مهرجانات بيروت الدولية» (بياف)، فتستعيد من خلالها شيئاً من ألقها وثقتها بنفسها، متجاوزة جراحها وأزماتها. تطلّ بيروت على العالم مزدانة بتكريم شخصيات مرموقة حققت إنجازات في مجالات متعددة، مستقطبة وجوهاً معروفة في الفن والطب والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، لتشكّل بذلك محطة مميزة على خريطة لبنان الثقافية.

يقف وراء تأسيس هذه المهرجانات طبيب الأسنان الدكتور ميشال ضاهر، ويعاونه في تنظيمها فريق كبير يحرص على تقديم الحدث بأبهى صورة. وتُشرف لجنة تحكيم تضم إعلاميين، وفنانين تشكيليين، وأطباء على ترشيح الأسماء والتصويت عليها، لتكتمل بذلك حكاية المهرجان.

بالنسبة للطبيب اللبناني، فإن فكرة تكريم شخصيات من لبنان وخارجه وُلدت من رحم تقديره للآخر، فهو معجب بقصص نجاحاتهم ورغب في إيفائهم حقهم على طريقته. فأسّس «مهرجانات بيروت الدولية» عام 2010 لتشكّل جسر تواصل بينه وبينهم. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «هناك كثيرون لا يلقون التقدير اللازم رغم إنجازاتهم. يتصدر الفنانون قائمة المكرّمين في بلدنا، ورغبت في توسيع الفكرة لتشمل أشخاصاً من جميع القطاعات».

استعار ضاهر من بيروت ريادتها الثقافية ليتوّج من خلالها فكرته، فأطلق عليها اسم «مهرجانات بيروت الدولية» (بياف)، لتشهد على مبادرته بأمّ العين. لذلك، يختار في كل عام واحدة من ساحاتها لإقامة المهرجان.

وعن سبب اختيار بيروت، يجيب: «هي قطعة من روحي. تمثّل لنا الأمل في غد وقصة جميلة عن الأمس».

لم يكتفِ الطبيب اللبناني بإبراز صورة بيروت الثقافية في عقر دارها، بل حمل فكرته إلى العالم العربي، وتحديداً إلى دبي في الإمارات العربية، حيث أطلق مهرجان «ضيافة». ويوضح: «من أهدافي أن أحلّق بحلمي وأوصله إلى بلدان أخرى».

ومن بين النشاطات الثقافية الأخرى التي قدّمها في الإمارات أيضاً «إيمي غالا»، وهو حدث فني يُعنى بتصميم الأزياء وأربابه من لبنان والعالم العربي.

يؤمن ضاهر بأن على كل لبناني مسؤولية المشاركة في تطوير بلده دون الاستخفاف بقدراته، ويقول: «كلٌّ منا يمكنه التأثير في صورة لبنان الجميلة، ولذلك علينا التوحّد لدفعه دائماً إلى الأمام».

يرى ضاهر أن تقدير الآخر وتكريمه هما تربية اجتماعية. ويشرح: «ورثت حسّ تقدير الآخر من والدي، الذي كان يقول لنا دائماً إن العطاء يجلب الفرح لصاحبه. وكان يردّد: حين تقدّرون الآخر، أنتم من تربحون. هذا العطاء يشكّل انعكاساً إيجابياً على حياتنا. كان والدي يعمل في التجارة وكان أيضاً رئيساً للبلدية، والعطاء كان قاعدة أساسية في حياته».

بيروت على موعد مع «بياف» في 2 و3 أغسطس المقبل (بياف)

يرفض ضاهر مقولة «لو أستطيع». ويقول: «أعرف قدراتي، وعلى الإنسان ألا يتجاوزها حتى لا يفشل. أعمل باستمرار على تطويرها وتنميتها. أنا شغوف بتطوير نفسي. ولا أتابع المهرجانات الأخرى، لكنني أعيد حساباتي دائماً. بعد كل نسخة من (مهرجانات بيروت الدولية)، أعود إلى المنزل لمشاهدة التسجيل الكامل للحفل. أقيّم الأخطاء وأطّلع على النجاحات، فيما يشبه النقد الذاتي. يجب على شباب اليوم وكل شخص أن يتحلّى بهذه الصفة، ولو في أبسط الأمور. فالأخطاء هي مدرستنا الأولى. ولا أذيع سرّاً إذا قلت إن قسماً كبيراً من نجاحاتي سببه أخطاء تعلّمت منها، وكلّما أعدنا حساباتنا باكراً، نجحنا بشكل أفضل».

وعن مدى تدخّله في التكريمات ضمن المهرجان، يوضح: «لست من يقرّر الأسماء، بل أكون مجرّد شاهد عيان. أترك الأمر للإعلاميين في لجنة التحكيم، فهم الأقدر على متابعة المستجدات واتخاذ القرار المناسب. لا أتدخّل في التصويت، ولا أسوّق لأحد على حساب آخر، بل أفضل الاعتماد على رأيهم لأنهم يشكّلون حلقة تفاعلية حقيقية على الأرض. لذلك، يتمتع المهرجان بالمصداقية والشفافية».

العاصمة ستكون على موعد قريب مع النسخة الـ12 من المهرجان، المقرّرة إقامته على مدى يومين متتاليين في 2 و3 أغسطس (آب) المقبل.


مقالات ذات صلة

أنغام تُضيء ليالي العلمين... ورسائل محبّة للجمهور ومحمد منير

يوميات الشرق أنغام تشكر الجمهور خلال الحفل (الشركة المتحدة)

أنغام تُضيء ليالي العلمين... ورسائل محبّة للجمهور ومحمد منير

لم تتردَّد أنغام في تقديم مجموعة من الأغنيات الطربية المؤثرة التي أثارت مشاعر الجمهور، مثل: «دلوقتي أحسن»، و«مهزومة»، و«أنا مش حبيبتك»، وغيرها.

محمود إبراهيم (القاهرة)
يوميات الشرق محمود التهامي ينشد على وَقْع موسيقى فتحي سلامة (دار الأوبرا المصرية)

الإنشاد الديني وموسيقى الجاز يتعانقان في «صيف الأوبرا» بمصر

تعانقت الموسيقى الحديثة مع الأشعار الصوفية والإنشاد الديني، وتحت عنوان «الصوفية والحداثة» قدَّم فتحي سلامة موسيقاه، وأنشد الشيخ محمود التهامي أشعار الصوفية.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق استقبله في «أعياد بيروت» جمهور غفير (الشرق الأوسط)

الشامي يُحيي «أعياد بيروت» ويزفُّ العاصمة عروس الصيف

لوَّن الشامي الحفل بأنغام أعماله المختلفة وتفاعل معها رقصاً أحياناً، كما في «خدني» المصرية، وليشكّل حماسة الجمهور خلفية تُلازمه مثل ظلّه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق أنغام تفتتح مهرجان العلمين بحفل غنائي (موقع تذكرتي)

مهرجان «العلمين الجديدة» يراهن على حفلات «نجوم الغناء»

يراهن مهرجان العلمين الجديدة، في نسخته الثالثة بالساحل الشمالي المصري، على حفلات «نجوم الغناء»، وتنطلق أولى فعالياته، الجمعة، بحفل للمطربة أنغام.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الغناء أحياناً شفاء (أعياد بيروت)

«أدونيس» في «أعياد بيروت»... مرآة جيل يتلمَّس صوته

مَن غنّوا مع أنطوني وصفّقوا لنيكولا وجوي وجيو، شكَّلوا جزءاً من الحكاية ومن الأغنية والصدى الذي يعود إليهم من فوق المسرح، كأنّ الفرقة مرآتهم وهم امتداد لوجودها.

فاطمة عبد الله (بيروت)

«العربية» تكمل انتقال عملياتها إلى الرياض

خبر انتقال العربية إلى العاصمة الرياض (العربية)
خبر انتقال العربية إلى العاصمة الرياض (العربية)
TT

«العربية» تكمل انتقال عملياتها إلى الرياض

خبر انتقال العربية إلى العاصمة الرياض (العربية)
خبر انتقال العربية إلى العاصمة الرياض (العربية)

أعلنت شبكة «العربية»، انتقال جميع عملياتها التحريرية، والإدارية، والتشغيلية، وقنواتها ومنصاتها الرقمية، والموقع الإلكتروني إلى الرياض، بدءاً من يوم (السبت)، لتمارس بذلك عملها اليومي من مقر القناة الواقع في الحي الدبلوماسي (السفارات).

وقال المدير العام لشبكة العربية، ممدوح المهيني، على حسابه الرسمي على موقع «إكس»: «خبر نعتز به: شبكة العربية اليوم في الرياض. نبدأ اليوم فصلاً جديداً في مسيرة (العربية)، مع الانتقال الكامل لجميع قنواتنا ومنصاتنا إلى الرياض؛ العاصمة النابضة بالحياة والطموح».

وأضاف المهيني: «قبل فترة انتقلت (الحدث)، واليوم تلتحق بها بقية وحدات الشبكة. إنها لحظة كبيرة ومفصلية بالنسبة لنا».

وتابع المهيني: «هذا الانتقال ليس مجرد تغيير جغرافي، بل تحوُّل نوعي يضع (العربية) في قلب المشهدَين السياسي والاقتصادي في المنطقة، ويمنحنا الوصول إلى بنية تحتية متقدمة، وكوادر بشرية مؤهلة، وفرص أكبر للنمو والابتكار. وقد كانت تجربة قناة الحدث بعد انتقالها دليلاً واضحاً على جدوى هذا التوجه، إذ شهدت تطوراً لافتاً على مستويَى التحرير والانتشار».

وأكد المدير العام لشبكة قنوات «العربية»، أن هذه الخطوة تمثل تحولاً استراتيجياً بالغ الأهمية، وستُعزز من موقع الشبكة في قلب المشهدَين السياسي والاقتصادي إقليمياً ودولياً، كما أشار إلى أن البنية التحتية المتقدمة والمتكاملة في الرياض تمثّل رافعةً أساسيةً لنمو الشبكة وتوسّعها في المستقبل القريب.

وأضاف المهيني أن «العربية» تعمل حالياً على بناء استوديوهاتها الدائمة، التي من المتوقع اكتمالها بنهاية العام الحالي، مؤكداً أنها ستكون مجهَّزةً بأحدث التقنيات الإعلامية غير المسبوقة في المنطقة، ما سيمكِّن الشبكة من تقديم محتوى إخباري وبرامجي عالي الجودة، وبمعايير عالمية.

موقع «العربية» في العاصمة السعودية الرياض (إكس)

وأعرب ممدوح المهيني، المدير العام لشبكة «العربية»، عن سعادته باكتمال الانتقال الرسمي إلى العاصمة الرياض، عادّاً الأمر لحظةً فارقةً وتحولاً نوعياً يضع «العربية» في قلب المشهد السياسي.

وأوضحت شبكة «العربية» أن الانتقال إلى الرياض سيمنحها مزيداً من المرونة والجاهزية لتوسيع تغطيتها الإخبارية، والاستفادة من البيئة السعودية التي تشهد تحولات كبرى في إطار «رؤية المملكة 2030»، التي حولت الرياض إلى مركز جاذب للمؤسسات الإعلامية العالمية.

يذكر أن الشبكة بدأت انتقالها التدريجي من دبي في عام 2021، تلاه انتقال كامل لقناة «الحدث» الإخبارية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023. وتُعدُّ خطوة الانتقال التي جرى الإعلان عنها فرصةً لخلق نمو أسرع في السنوات المقبلة.