المتحف الوطني السعودي... 27 عاماً وجهة للسياحة والثقافة

يحتفي بدور المتاحف في تنمية المجتمع خلال يومها العالمي

تحتوي جنبات المتحف على نحو 4413 قطعة أثرية وتاريخية شاهدة على العصور (واس)
تحتوي جنبات المتحف على نحو 4413 قطعة أثرية وتاريخية شاهدة على العصور (واس)
TT

المتحف الوطني السعودي... 27 عاماً وجهة للسياحة والثقافة

تحتوي جنبات المتحف على نحو 4413 قطعة أثرية وتاريخية شاهدة على العصور (واس)
تحتوي جنبات المتحف على نحو 4413 قطعة أثرية وتاريخية شاهدة على العصور (واس)

بالتزامن مع اليوم العالمي للمتاحف، الذي يصادف 18 مايو (أيار) كل عام؛ لزيادة الوعي العام بدورها الرائد في تنمية المجتمع، فتح المتحف الوطني السعودي، السبت، أبوابه لسلسلة حوارات عن دور المتاحف في استيعاب التحولات المجتمعية المتسارعة، ومواجهة التغيير في وظيفتها وجمهورها.

المتحف الذي انطلق منذ 27 عاماً، يحتفي بهذا اليوم في لحظة يشهد فيها القطاع الثقافي السعودي تحولاً كبيراً على مستوى حيويته وأدائه، ومن ذلك مجال المتاحف والرؤية المستقبلية لدورها، والمتمحورة حول الابتكار والتجديد.

27 عاماً وجهة للسياحة والثقافة

من الأرض إلى القمر، وعصور ما قبل التاريخ إلى العصر الحديث، يأخذنا المتحف الزائر في رحلة شيقة عبر أروقته، تتجاوز فيها الزمان والمكان، وتقف على شواهد فنية وتاريخية بقلب مدينة الرياض، منذ افتتاحه عام 1999، على مساحة قدرها 17 ألف متر مربع، تنتشر فيها حكايات آلاف القطع التراثية من تماثيل، ومخطوطات، ومنحوتات لا مثيل لها.

وتعود نواة تأسيس المتحف عام 1964 بهدف حفظ الآثار والمآثر الإنسانية والمادية وتجليات من التراث الثقافي السعودي، والتعريف بها للأجيال القادمة، لتكون بذلك حاضنة للقطع التراثية الناتجة عن المسوحات والتنقيبات الأثرية. وخلال 1977، افتتح في إدارة المتاحف، وقد حظي باهتمام من الملك سلمان عبد العزيز حينما كان أميراً لمنطقة الرياض آنذاك.

وتوالت العناية بالمتحف حتى شهد الافتتاح الكبير في عهد الملك فهد بن عبد العزيز، وجرى تطويره وإعادة افتتاحه، بالتزامن مع ذكرى مرور 100 عام على تأسيس السعودية، عندما استرد الملك عبد العزيز مدينة الرياض.

ومن موقعه، على الجانب الشرقي من الميدان الرئيسي لمركز الملك عبد العزيز التاريخي، وبجوار قصر المربع، قصر الملك المؤسس عبد العزيز، وجامع الملك عبد العزيز، ودارة الملك عبد العزيز، ومكتبة الملك عبد العزيز العامة في المربع، وقاعة الملك عبد العزيز للمحاضرات، يطلّ المتحف الوطني، الذي يعدّ وجهةً سياحية وثقافية وسط العاصمة الرياض، ويقدم تصوراً تاريخيّاً وفق التسلسل الزمني للوجود البشري في شبه الجزيرة العربية.

يتكون المتحف من ثماني قاعات عرض مقسمة بحسب موضوعات تطور شبه الجزيرة العربية الطبيعي (واس)

ويتكون المتحف من ثماني قاعات عرض، مقسمة بحسب موضوعات تطور شبه الجزيرة العربية الطبيعي، والإنساني، والثقافي، والسياسي، والديني حسب سيناريو العرض المتحفي، وصولاً إلى تطور السعودية بأطوارها الثلاثة.

وتحتوي جنبات المتحف الوطني السعودي على نحو 4413 قطعة أثرية وتاريخية، شاهدة على العصور والحضارات والممالك والدول التي مرت أو استقرت في أرض السعودية.

متحف آسان المرتقب في الدرعية أحدث متاحف السعودية (واس)

رؤية جديدة للمتاحف

ترعى هيئة المتاحف، بصفتها الجهة المسؤولة عن القطاع في السعودية، رحلة من الالتزام بالحفاظ على التراث ودعم المشهد الإبداعي، وتطوير المتاحف وفق أفضل الممارسات الدولية لتقديم تجارب ملهمة، واستقطاب الزوار المحليين والدوليين، مع السعي إلى جعل الثقافة والمعرفة متاحتين للجميع.

وتتمحور الرؤية المستقبلية للهيئة حول الابتكار والتجديد؛ لتعزيز دور المتاحف في تقديم تجربة تعليمية وتثقيفية تساهم في تشكيل فهمٍ أعمق للتاريخ والتراث، في حين تعزز الإبداع والابتكار لدى الأجيال القادمة.

وتشرف الهيئة على متاحف عامة ومراكز ثقافية، ومنها المتحف الوطني، ومتحف قصر المصمك، والمتحف السعودي للفن المعاصر، ومركز الدرعية لفنون المستقبل في الرياض، ومتحف طارق عبد الحكيم في جدة، إضافة إلى المشاريع المستقبلية التي ستثري المشهد الثقافي في السعودية، لا سيّما متحف الذهب الأسود في الرياض، ومتحف البحر الأحمر في جدة.

وفي إطار جهودها لحفظ التراث السعودي وتسليط الضوء على تنوّعه، أعلنت الهيئة عن تطوير متاحف إقليمية في 11 منطقة بالمملكة، وهي: القصيم، والجوف، وعسير، وتبوك، وحائل، ونجران، وعرعر، والدمّام، ومكّة المكرّمة، وجازان، والباحة.

وتحت شعار «روايتنا السعودية»، ستعرض هذه المتاحف العناصر المختلفة التي تشكّل التاريخ والتراث والهوية الوطنية، لِتَنسج لوحة التنوع والثراء الثقافي للبلاد، بالإضافة إلى عرض المقتنيات في مجموعة دائمة. كما ستنظّم هذه الصروح معارض فنية مؤقتة وبرامج تعليمية وفعاليات ثقافية؛ ممّا سيجعل منها مراكز مجتمعية حيويّة تقدّم تجربة ملهمة للجميع.


مقالات ذات صلة

في ذروة التوتر مع فرنسا... الجزائر تُعِدّ لاحتفالات الاستقلال في باريس

شمال افريقيا الرئيسان الجزائري عبد المجيد تبون والفرنسي إيمانويل ماكرون في أغسطس 2022 (الرئاسة الجزائرية)

في ذروة التوتر مع فرنسا... الجزائر تُعِدّ لاحتفالات الاستقلال في باريس

بينما تدخل الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا عامها الأول قريباً، تنظم قنصلية جزائرية في باريس أسبوعاً من النشاطات الثقافية والرياضية في ذكرى الاستقلال.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
يوميات الشرق تصميم سعودي في منزل الرئيس الأميركي الأسبق وودرو ويلسون (الشرق الأوسط)

أزياء سعودية في منزل الرئيس الأميركي الأسبق ويلسون

تألقت المصممة السعودية علياء السالمي في «معرض الأزياء الدبلوماسي» الذي أقيم داخل منزل الرئيس الأميركي الأسبق وودرو ويلسون بالعاصمة الأميركية واشنطن.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق جاءت مشاركة السعودية عبر عرض «ثوب النشل» (واس)

الهوية السعودية في معرض ثقافي بمنزل ويلسون

شاركت الملحقية الثقافية السعودية بالولايات المتحدة في معرض استضافه منزل الرئيس الأميركي الأسبق وودرو ويلسون، إلى جانب أكثر من 50 دولة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق تحتضن قصور الثقافة عروضاً مسرحية عديدة (الهيئة العامة لقصور الثقافة)

مصر: «تردي» أوضاع بيوت الثقافة يشعل سجالاً بين الوزير ونقاد

أشعل تردي أوضاع بيوت الثقافة في مصر سجالاً بين وزير الثقافة، أحمد فؤاد هنو، وعدد من النقاد.

أحمد عدلي (القاهرة)
مذاقات أكد المجتمعون أن الطعام هو أسمى أشكال التراث الثقافي غير المادي (الشرق الأوسط)

طقوس الطعام عناصر أساسية في بناء الهوية الثقافية للشعوب

تشكل الطقوس والرموز والمعرفة المرتبطة بإنتاج الطعام عناصر أساسية في بناء الهوية الثقافية للشعوب، وتحافظ على التقاليد العريقة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

حفل «هولوغرامي» كامل العدد لـ«العندليب» بالمغرب رغم الأزمات

الفنان الراحل عبد الحليم حافظ (فيسبوك)
الفنان الراحل عبد الحليم حافظ (فيسبوك)
TT

حفل «هولوغرامي» كامل العدد لـ«العندليب» بالمغرب رغم الأزمات

الفنان الراحل عبد الحليم حافظ (فيسبوك)
الفنان الراحل عبد الحليم حافظ (فيسبوك)

استعان مهرجان «موازين»، في دورته الـ 20 والتي تقام فعالياتها حالياً في العاصمة المغربية الرباط، بشخص شبيه للفنان الراحل عبد الحليم حافظ، ليجسد صورته «الهولوغرامية»، مع الاستعانة بصوته الأصلي لتقديم عدد من أغنياته، التي تعود ملكيتها للمنتج محسن جابر، وذلك لتجاوز الأزمة التي نشبت قبل الحفل بين ورثة العندليب وإدارة المهرجان.

وخرج الحفل «الهولوغرامي»، الذي أقيم على خشبة «المسرح الوطني... محمد الخامس» للنور، ورفع شعار «كامل العدد»، حسب إدارة المهرجان، بعد أزمة كبيرة دارت خلال الأيام الماضية بين ورثة العندليب، وإدارة مهرجان «موازين»، التي استعانت بشركة أخرى غير التي تتعاون مع الورثة، نظراً لأنها ليست شركة مغربية خالصة، وفق بيان للمهرجان.

جانب من حفل العندليب الهولوغرامي في «موازين» (إدارة المهرجان)

الحفل الذي رفع شعار «كامل العدد»، حضره نخبة من الشخصيات الرسمية، وفق بيان المهرجان، الذي أكد أن كل ما نشر عن إلغائه أو منعه لا يمت للحقيقة بصلة، وكان الغرض منه إثارة الجدل فقط، وأنه أُقيم بشكل قانوني، بعد حصولهم والشركة المنظمة على جميع التصريحات الرسمية من المنتج محسن جابر، صاحب الحقوق الحصرية لأرشيف عبد الحليم.

وتعليقاً على الحضور اللافت للحفل، «الهولوغرامي»، من جميع المراحل العمرية، حسب البيان، وبعيداً عن أزمة «الملكية الفكرية»، يرى نقاد أن الحنين للكلمة واللحن، وحضور أحد نجوم «الزمن الجميل»، مجدداً هو أساس جماهيرية هذه الحفلات.

الناقد الموسيقي المصري محمد شميس يرى أن هذا النوع من الحفلات الغنائية ينعش الحنين لمطرب تابعه جمهوره، وارتبطوا بأعماله وأغنياته على الشاشة، لافتاً في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن رؤيته مجدداً على المسرح عن طريق هذه التقنية والتفاعل معه، أمر رائع وشعور جيد، لذلك تحظى هذه الحفلات غالباً بحضور، خصوصاً إذا كانت لمطرب له جماهيرية طاغية.

الملصق الترويجي للحفل الهولوغرامي للعندليب عبد الحليم حافظ (حساب المهرجان بـ فيسبوك)

وافتتح الحفل، بأغنية «الماء والخضرة والوجه الحسن»، التي قدمها عبد الحليم خصيصاً للمملكة المغربية، كما استمع الجمهور خلال الحفل لباقة من أغنيات «العندليب» الشهيرة من بينها، «أول مرة تحب يا قلبي»، و«بلاش عتاب»، و«أسمر يا أسمراني»، و«جبار»، و«بتلوموني ليه»، و«جانا الهوا»، و«حبك نار»، و«سواح».

ورغم شعار «كامل العدد»، الذي رفعه الحفل، وفق إدارة المهرجان، لكن حساب «عبد الحليم»، بـ«فيسبوك»، وصفه بأنه «مهزلة وفضيحة كبري، ومثير للاشمئزاز»، حيث ظهر حليم بشكل كارتوني مضحك، حسبما كتبت الصفحة، واستكمل الحساب الذي يدار بمعرفة «ورثة» العندليب، بأن «الحفل سيكون سقطة في حق المهرجان».

وبدأت أزمة الحفل التي أثيرت خلال الأيام الماضية، عقب إعلان صفحات المهرجان «السوشيالية»، عن إقامته، الأمر الذي أثار حفيظة أسرة العندليب، والتي أعلنت عبر بيان صحافي، أنها ستقوم بمقاضاة القائمين على المهرجان، والشركة المنفذة للحفل، لعدم التواصل أو الاتفاق معهم بشأن استخدام اسم أو صورة عبد الحليم.

جانب من حفل العندليب الهولوغرامي في «موازين» (إدارة المهرجان)

ويقول الناقد الموسيقي المصري أمجد مصطفى: «إن هذا النوع من الحفلات يحظى بحضور كبير، نظراً للحنين الجارف لهؤلاء النجوم، وأعمالهم التي أثرت الساحة الفنية»، وأوضح مصطفى لـ«الشرق الأوسط»، أن إقامة هذه الحفلات في إطار منظم وعدم الإساءة لاسم النجم وشكله، أمر رائع ومتاح لتوثيق حضورهم مجدداً، كي تتعرف عليهم الأجيال الحالية.

وأكد مصطفى أن من حق «ورثة»، عبد الحليم، الاعتراض على إقامة الحفل إذا كان يسيء له، لكن خلاف ذلك فوجود اسمه، وغيره من النجوم بأعمالهم في حفلات وأعمال درامية أيضاً، أمر مهم للتوثيق الفني.

لم يكن حفل «العندليب»، الهولوغرامي، الأول من نوعه خلال مهرجان «موازين»، فقد تم استخدام التقنية نفسها، العام الماضي، في حفلين سابقين لـ«أم كلثوم»، وفق إدارة المهرجان.

الناقد الفني المصري محمد شوقي أكد أن نجاح هذه الحفلات يعود لكون الأغنيات التي تقدم بها تحمل مشاعر وأحاسيس ومعاني افتقدناها بشكل كبير في الإنتاجات الفنية الحالية، موضحاً لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه الحفلات تعد فرصة جيدة للتحليق في سماء الفن، وظاهرة صحية نتيجة الظروف القاسية التي نعيشها».

وقدم عبد الحليم حافظ عدداً كبيراً من الأفلام العربية، التي اتسمت بالطابع الغنائي من بينها، «لحن الوفاء»، و«أيامنا الحلوة»، و«موعد غرام»، و«دليلة»، و«الوسادة الخالية»، و«شارع الحب»، و«يوم من عمري»، و«الخطايا»، «أبي فوق الشجرة»... وغيرها.