«الفلانتين المصري» يبرز «سوشيالياً» ويغيب في الشارع

فكرته تعود لمصطفى أمين

منشورات لعيد الحب المصري على «السوشيال ميديا» (صفحة «في حب مصر» على «إكس»)
منشورات لعيد الحب المصري على «السوشيال ميديا» (صفحة «في حب مصر» على «إكس»)
TT
20

«الفلانتين المصري» يبرز «سوشيالياً» ويغيب في الشارع

منشورات لعيد الحب المصري على «السوشيال ميديا» (صفحة «في حب مصر» على «إكس»)
منشورات لعيد الحب المصري على «السوشيال ميديا» (صفحة «في حب مصر» على «إكس»)

برز «الفلانتين المصري»، أو عيد الحب، على «السوشيال ميديا»، وتصدّر «الترند» على «غوغل» بمصر، الاثنين، بينما اختفت مظاهره في الشارع، ولم تظهر فعالياته سوى في خبر متواتر على وسائل الإعلام المحلية حول احتفالات بعيد الحب المصري على شواطئ إحدى المدن السياحية.

ويحتفل العالم بعيد الحب في 14 فبراير (شباط) من كل عام، وبينما يرجع البعض أصل هذا الاحتفال إلى ارتباط شهر فبراير بالخصب والحب منذ العصرين اليوناني والروماني، يُحيله آخرون إلى إحياء ذكرى القديس فلانتين الذي كان يدعو للمحبة، وتعرّض للاضطهاد على يد الرومان، وتوفي عام 307 ميلادية.

أما عيد الحب المصري الذي يوافق 4 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، فقد اقترحه الكاتب الراحل مصطفى أمين عام 1974، رغبةً منه في أن يحتفل الجميع بالحب بمعناه الواسع الشامل، متضمّناً حب الأصدقاء والأسرة والوطن.

وغابت عن الشارع المصري مظاهر احتفالية بعيد الحب المحلي، وهو ما أرجعَته أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس، الدكتورة سامية خضر، إلى «غياب الكثير من القيم الإيجابية عن الشارع المصري».

وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «دون الحب لا تكون هناك حياة، لا يستطيع الناس أن يعيشوا، لن يستطيع أحد أن يتولى مسؤولية أسرة أو طلبة أو مصنع دون حب... الحب يبدأ من الأسرة؛ الأب والأم والأبناء، وهي غريزة أساسية، تستوجب الرعاية والحماية والاحتواء، والشعور بالرضا، والسعي لخدمة الآخر»، وفق الدكتورة سامية.

البعض أحال الاحتفال بعيد الحب المصري إلى التاريخ القديم (صفحة «كيميت» على «إكس»)
البعض أحال الاحتفال بعيد الحب المصري إلى التاريخ القديم (صفحة «كيميت» على «إكس»)

وأشارت أستاذة علم الاجتماع إلى أن «مصطفى أمين حين طالب أو اقترح تخصيص يوم لعيد الحب، في صميم علم الاجتماع يعني أنه يريد أن يشيع الحب في العلاقات الإنسانية بين البشر، ليس فقط في إطار الأسرة، ولكن أيضاً في كل العلاقات الاجتماعية، لكننا للأسف أصبحنا كسالى في نشر القيم الجميلة، كسالى في نشر المحبة، لذلك لا نجد صدى في الشارع لهذا العيد».

كما لفتت إلى وجود الكثير من الظواهر السلبية التي تَحُول دون حضور الحب في السياق الاجتماعي، من بينها: «زيادة نِسب الطلاق، وانتشار حالات العنف، وأحدَثُها الشاب الذي طعن زميله في إحدى مدارس بورسعيد».

واقتصرت باقات المحبة المتبادلة على مجموعات مغلقة بتطبيق «واتس آب»، بينما لم تنتشر مظاهر عيد الحب المعروف بازدهار محلات بيع الورود أو الدمى الحمراء في عيد الفلانتين.

وشهد تطبيق «فيسبوك» تعليقات كثيرة حول عيد الحب، وكتبت ماري رمسيس (استشارية نفسية) دعوةً لإحياء قيمة الحب والتصالح والتسامح بين الأصدقاء والمعارف، من خلال إرسال رسائل قصيرة، أو كتابة كلمات مميزة تُخبِر الآخرين أنهم على البال.

بينما كتب رفعت فكري على صفحته بـ«فيسبوك» منشوراً يوضح سر اختيار عيد الحب المصري في 4 نوفمبر، جاء فيه أن الكاتب مصطفى أمين حين خرج من السجن عام 1974 شاهد جنازة في حي السيدة زينب يسير فيها 3 أفراد، وحين سأل عن السبب، خصوصاً أن هذا الحي الشعبي معروف بالتآخي والمودة بين الناس، عرف أنها جنازة عجوز في السبعين لم يكن يحب أحداً، ولم يكن أحد يحبه، ومن هنا قرّر إطلاق دعوة لتخصيص يوم يكون عيداً للحب بين الناس.

وكتب حساب باسم «أحمد أبو حجي» على «إكس»: «في يوم عيد الحب نحتفل بكل لحظة جميلة نعيشها مع من نحبهم، سواءً كانوا أهلاً، أصحاباً، أو شريك حياة».

بينما تلفت الدكتور خضر إلى أن «هذا العيد يدخل في صميم خصوصية الشعب المصري المُحب للحياة، لكن المجتمع المصري يعاني من جفاف، ويحتاج إلى إعلاء قيم المحبة والعطاء، وأن نستعيد قدوتنا في المحبة عبر منظومة الأسرة في البداية، وعبر الإعلام والتعليم والتوعية والتنوير بهذه القيمة المهمة التي تبني وترسّخ وتضمن الصحة النفسية لأي مجتمع».

ونشر حساب باسم «شيرين هلال» على «إكس» صورةً من الفن المصري القديم، وكتبت إن المصريين القدماء أول من احتفلوا بعيد الحب في شهر أبيب (الشهر الحادي عشر في التقويم المصري)، وأسموه «عيد العناق الجميل»، احتفالاً بزفاف حتحور وعريسها الشجاع حورس.


مقالات ذات صلة

موسيقى فبراير... النصف الأول حبّ والثاني تترات مسلسلات

يوميات الشرق موسيقى فبراير... النصف الأول حبّ والثاني تترات مسلسلات

موسيقى فبراير... النصف الأول حبّ والثاني تترات مسلسلات

تنوّعت إصدارات الشهر ما بين أغانٍ عاطفية احتفت بعيد الحب، وتترات مسلسلات واكبت انطلاقة دراما رمضان 2025.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق لوحات الفنانة فاطمة حسن مشحونة بالمشاعر (الشرق الأوسط)

«إيكادولي»... معرض مصري يستلهم الحبّ في النوبة

الاهتمام بالتفاصيل والقدرة على نقل المشاعر، من خلال الإيماءات والسرد البصري، يجعلان أعمال المصرية فاطمة حسن تعبيرات متنوّعة عن العاطفة والمودّة.

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق الأمير البريطاني ويليام وزوجته كيت ميدلتون (رويترز) play-circle

للمرة الأولى... ويليام وكيت ينشران صورة احتفالاً بـ«عيد الحب»

نشر الأمير البريطاني ويليام وزوجته كيت ميدلتون صورة لهما في غابة للاحتفال بعيد الحب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رجل إندونيسي وشريكته التايلاندية يحضران حفلاً بمناسبة عيد الحب (إ.ب.أ)

«مفجر الحب»... خبيرة تكشف أكثر أنواع الشركاء المحتملين سمية

هل سبق لك أن قابلت شخصاً بدا معجباً بك للغاية؟ شعرت بالسعادة معه، ولكن بدا الأمر جيداً لدرجة يصعب تصديقها؟

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق بالونات عيد الحب تُعرض داخل أحد المتاجر بأميركا (أ.ب)

العالم يتحضر لـ«عيد الحب»... كيف بدأ؟ وما أبرز التقاليد؟ (صور)

يتحضَّر الكثير من الأشخاص حول العالم للاحتفال بـ«عيد الفالنتاين» أو ما يُعرف بعيد الحب، الذي يصادف يوم 14 فبراير (شباط).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

لماذا يفضل الآباء أحد أبنائهم على إخوته؟

بعض الخبراء يرون أننا نتوافق بشكل أفضل مع أطفالنا الأكثر تشابهاً بنا (رويترز)
بعض الخبراء يرون أننا نتوافق بشكل أفضل مع أطفالنا الأكثر تشابهاً بنا (رويترز)
TT
20

لماذا يفضل الآباء أحد أبنائهم على إخوته؟

بعض الخبراء يرون أننا نتوافق بشكل أفضل مع أطفالنا الأكثر تشابهاً بنا (رويترز)
بعض الخبراء يرون أننا نتوافق بشكل أفضل مع أطفالنا الأكثر تشابهاً بنا (رويترز)

لدى كثير من الآباء أطفال مفضَّلون، ويشكو آخرون من أن شريكهم لديه طفل مفضَّل بطريقة بارزة. يشرح الأطفال من جميع الأعمار، والبالغون أيضاً، تصورهم لديناميكيات الأسرة، وغالباً ما يشعرون بالإحباط لأن والديهم يفضلان أحد أشقائهم مهما بذلوا من جهد.

وقالت الطبيبة النفسية باربرا غرينبيرغ، المتخصصة في علاج المراهقين وأولياء أمورهم: «أحياناً تكون المحاباة واضحة جداً، وأحياناً أخرى تكون خفية. لكن لا تنخدع، فلدى الآباء أطفال مفضلون دائماً، ومن المهم الانتباه إلى ذلك وتعديل السلوك»، وفقاً لموقع «سايكولوجي توداي».

وتابعت: «يجب أن يكون الهدف تقدير السمات المختلفة لكل طفل. المعاملة التفضيلية مشكلة. يميل الأطفال الأقل تفضيلاً إلى مواجهة أوقات أصعب في الحياة. بالطبع، الاتجاه غير واضح. ربما يتلقى الأطفال الأكثر صعوبةً معاملةً مختلفةً؛ بسبب تصرفاتهم وليس العكس».

لكل منا آراؤه الشخصية حول الأطفال المفضلين، وأوضحت غرينبيرغ «كثيراً ما أسمع الناس يقولون إن تربية الذكور أسهل من تربية البنات، مع أنني لا أرى أي دليل يدعم ذلك. يرى آخرون أن الآباء يُفضِّلون الأطفال المشهورين، خصوصاً إذا لم يكونوا هم أنفسهم مشهورين في طفولتهم أو مراهقتهم».

ويرى آخرون أننا نتوافق بشكل أفضل مع أطفالنا الأكثر تشابهاً بنا أو الذين لا يُذكروننا بشركائنا السابقين. من الصعب بالتأكيد على الآباء التفاعل بسلاسة مع أطفال يشبهون ويتصرفون كأحباء سابقين يصعب التعامل معهم. هذا ليس خطأ الطفل، ولكن في كثير من الحالات، يدفع ثمناً باهظاً لهذا التشابه.

وأشارت غرينبيرغ إلى أنه «يُذكّر الآباء أطفالهم أحياناً بهذا التشابه في خضمّ جدال - ويندمون على ذلك. من الضروري أن تتذكر أن طفلك ليس شريكك السابق على الرغم من أوجه التشابه المحتملة».

في محاولة جريئة لمعالجة التساؤلات حول المحاباة، شرع علماء في تحليل 30 مقالة ورسالة جامعية منشورة في مجلات علمية محكمة، بالإضافة إلى 14 مصدراً آخر للمعلومات. قاموا بفحص بيانات جميع هذه الدراسات في محاولة لتحديد أسباب المحاباة. شملت البيانات 19 ألفاً و469 مشاركاً. سعى الباحثون إلى دراسة الروابط بين المحاباة وعوامل أخرى، بما في ذلك ترتيب الميلاد والجنس والمزاج والشخصية.

وللتوضيح، شمل المزاج مدى صعوبة تهدئة الطفل ومستوى التأثير السلبي عليه. كان التفكير هنا أن بعض المزاجات قد تكون أسهل، وبالتالي قد تؤدي إلى المحاباة.

وشرحت الطبيبة «تخيلوا رضيعاً يبكي باستمرار رغم محاولات أحد الوالدين تهدئته. ربما يؤثر هذا على مشاعر أحد الوالدين تجاهه. من ناحية أخرى، قد يمتلك الطفل صفات إيجابية أخرى كافية تجعله مع ذلك مفضلاً».

وكان فحص العلاقة بين الشخصية والمحسوبية مثيراً للاهتمام بشكل خاص. وتحديداً، درس الباحثون العلاقة بين سمات الشخصية الكبرى: الانفتاح، والضمير الحي، والانبساط، واللطف، والعصبية، والمحسوبية.

النتائج

قد تُفاجئك نتائج هذه التحليلات: فعندما استندت المحسوبية (أو تفضيل طفل محدد) إلى منح الأطفال الاستقلالية والتحكم، مال كلٌّ من الآباء والأمهات إلى تفضيل الأشقاء الأكبر سناً. كما مال الآباء إلى تفضيل البنات. ومن المثير للدهشة عدم وجود علاقة بين المعاملة التفاضلية والمزاج. وأخيراً، من بين سمات الشخصية التي خضعت للفحص، ارتبط الضمير الحي واللطف بالمحسوبية.

وأفادت الطبيبة: «هناك كثير من الدروس المستفادة من هذه النتائج. أولاً، يجب على الآباء والأولياء إدراك وجود ميل حقيقي لتفضيل أطفال معينين. ثانياً، بمعرفة هذا، تُتاح لهم فرصة الانتباه لهذا الأمر وتعديل سلوكهم. ربما إذا عومل الأطفال الأقل حظاً بشكل مختلف، فقد يصبحون أكثر لطفاً ووعياً. يجب أن ننتبه لتأثيرات الأطفال على سلوك الوالدين، وكذلك لتأثيرات الوالدين على سلوك الطفل».