العثور على أثر لمتسلّق بريطاني بعد قرن على صعوده قمة إيفرست

اختفى في سنّ 22 مع زميله المتسلّق الأسطوري جورج مالوري

اكتشاف بمرتبة عزاء (أ.ب)
اكتشاف بمرتبة عزاء (أ.ب)
TT

العثور على أثر لمتسلّق بريطاني بعد قرن على صعوده قمة إيفرست

اكتشاف بمرتبة عزاء (أ.ب)
اكتشاف بمرتبة عزاء (أ.ب)

يعتقد متسلّقون أنهم عثروا على بقايا لأحد متسلّقي الجبال البريطانيين الذي ربما كان أحد أول شخصين صعدا جبل إيفرست، وذلك بعد قرن من محاولتهما الوصول إلى أعلى قمة في العالم، وفقاً لبعثة قادتها «ناشيونال جيوغرافيك». وقبل إصدار فيلم وثائقي، قالت القناة إنّ البعثة وجدت قدماً مغطاة بجورب مطرز بكلمة «إيه سي إيرفين»، وحذاء يمكن أن يكون حذاء أندرو ساندي إيرفين، الذي اختفى في سنّ 22 مع زميله في تسلُّق الجبال، المتسلّق الأسطوري جورج مالوري، قرب قمة إيفرست في 8 يونيو (حزيران) 1924.

وذكرت «أسوشييتد برس» أنّ المرّة الأخيرة التي شوهد فيها الرجلان في سعيهما إلى أن يصبحا أول شخصين يتسلّقان إيفرست، كانت على بُعد نحو 800 قدم (245 متراً) من القمة. وقد ناقش المتسلّقون والمؤرّخون مصيرهما، وافترض البعض أنهما وقفا على القمة قبل أن يختفيا في طريقهما إلى الأسفل. في رسالته الأخيرة إلى زوجته روث، قبل اختفائه على جبل إيفرست قبل قرن، حاول مالوري (37 عاماً) الذي قال مرّة إنه يريد غزو إيفرست؛ «لأنّ نجاحه يكمن هناك»، أن يُهدّئ مخاوفها حتى عندما قال إنّ فرصه في الوصول إلى أعلى قمة في العالم كانت «50 إلى 1 ضدنا».

آثارُ ما فُقد قبل قرن (أ.ب)

وعُثر على جثة مالوري عام 1999، ولكن لا دليل يشير إلى أنّ الاثنين قد بلغا قمة إيفرست على ارتفاع 29.032 قدماً (8849 متراً). وعُثر على الجورب والحذاء على ارتفاع أقل من رفات مالوري، على نهر رونغبوك الجليدي المركزي تحت الجهة الشمالية لجبل إيفرست.

من جهته، قال أحد أعضاء فريق التسلُّق، جيمي تشين: «كانت لحظة هائلة ومؤثرة، ونأمل أن يجلب ذلك في النهاية راحة البال لأقاربه ولعالم التسلُّق». ولم يوضح المكان الذي عُثر فيه على الرفات، لكنه واثق من أنّ ثمة أشياء أخرى في الجوار، بما فيها كاميرا جيب «كوداك» صغيرة أقرضها عضو البعثة هوارد سومرفيل للمتسلّقين.

وتطوّعت عائلة إيرفين لمقارنة نتائج اختبار الحمض النووي مع البقايا لتأكيد هويته. فقالت ابنة أخته الكبرى وكاتبة سيرته الذاتية، جولي سامرز، إنّ عاطفةً قويةً انتابتها عندما علمت بأمر الاكتشاف. وتابعت: «عشتُ مع هذه القصة منذ كنتُ في السابعة من عمري، عندما أطلعنا والدي على سرّ العم ساندي في إيفرست، وعندما أخبرني جيمي أنه رأى اسم (إيه سي إيرفين) على الملصق الموجود على جورب في الحذاء، انفجرتُ بالبكاء. كانت وستبقى لحظة استثنائية مؤثّرة».

وأُبلِغت الجمعية الجغرافية الملكية، ومقرّها لندن، عن الاكتشاف الذي توصّل إليه تشين مع المتسلّقين وصانعَي الأفلام إريك روبيك ومارك فيشر. وقال مديرها جو سميث: «بصفتها المنظّم المشترك لحملة إيفرست عام 1924، تُقدّر الجمعية بعمق الاحترام الذي أبداه فريق جيمي تشين لرفات ساندي إيرفين وحساسيتهم تجاه أفراد عائلته وغيرهم ممن لهم صلة بتلك الحملة». البقايا هي الآن في حوزة الجمعية الصينية لتسلُّق الجبال في التبت، المسؤولة عن الحصول عن تصاريح التسلُّق على الجانب الشمالي من إيفرست.


مقالات ذات صلة

امرأة هرَّبت 29 سلحفاة محميّة من أميركا إلى كندا

يوميات الشرق وجدت مَن ينقذها من المسار الآخر (غيتي)

امرأة هرَّبت 29 سلحفاة محميّة من أميركا إلى كندا

اعتُقلت امرأةٌ من هونغ كونغ خلال محاولتها تهريب 29 سلحفاة محميّة من الولايات المتحدة إلى كندا... فماذا في التفاصيل؟

«الشرق الأوسط» ((فيرمونت) الولايات المتحدة)
يوميات الشرق لوحة مبهرة (رويترز)

ألوان الشفق القطبي الساحرة تُضيء سماء بريطانيا

أنارت أضواء ساحرة السماء بألوان وردية ساطعة، ليلة الخميس، فالتُقطت صور لتلك الظاهرة الطبيعية الباهرة، التي تُعرف باسم «أورورا» (الشفق القطبي)، في أنحاء إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الرأفة هي ما يُنقذ (مواقع التواصل)

دبّ بنّي خضع لجراحة في الدماغ استغرقت أكثر من 5 ساعات

أفادت جمعية خيرية تُعنى بحالة دبّ بنّي خضع لجراحة في الدماغ، وهي أول عملية من نوعها في بريطانيا، بأنه يتحسّن، لكنه لا يزال تحت تأثير المعاناة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق هيلين هوهن خلال حديثها في «منتدى الأفلام السعودي»... (هيئة الأفلام)

رئيسة «غولدن غلوب»: نسعى لضم أصوات من السعودية

«منتدى الأفلام السعودي» هو الحدث الأول من نوعه الذي يجمع في المملكة الخبراء والمختصين من صانعي الأفلام، ونخبة الفنانين والمنتجين العرب والعالميين.

إيمان الخطاف (الرياض)
يوميات الشرق طموح بارتفاع الجبال وامتدادها (إ.ب.أ)

مراهق نيبالي يُحطّم الرقم القياسي بتسلُّق أعلى قمم الأرض

وقف نيما رينجي شيربا على قمة جبل شيشابانغما في التبت، ليصبح بذلك الأحدث بين عشرات فقط تمكّنوا من تسلُّق جميع الجبال البالغ ارتفاعها 8 آلاف متر في العالم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر تسترد 3 قطع أثرية من ألمانيا

يد المومياء التي استردتها مصر من ألمانيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
يد المومياء التي استردتها مصر من ألمانيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تسترد 3 قطع أثرية من ألمانيا

يد المومياء التي استردتها مصر من ألمانيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
يد المومياء التي استردتها مصر من ألمانيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

يد وجمجمة مومياء مطلية بالذهب والعلامة المصرية القديمة «عنخ»... ثلاث قطع أثرية أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن استردادها من ألمانيا بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية، إذ قام وفدٌ من قطاع الثقافة والإعلام بوزارة الخارجية الألمانية بتسليم هذه القطع للسفارة المصرية في برلين.

وأوضح مدير الإدارة العامة لاسترداد الآثار والمشرف على الإدارة المركزية للمنافذ الأثرية بمصر، شعبان عبد الجواد، أن القطع المستردة تتضمن يداً ورأساً لمومياء مطلية بالذهب، كانتا معروضتين في متحف الفن بمدينة هامبورغ منذ أكثر من 30 عاماً، وبعد الكشف عليهما تبين أن عمرهما يزيد على ألفي عام قبل الميلاد، وأنهما تعودان للحضارة المصرية القديمة، وما زالت ملابسات وصولهما إلى ألمانيا مجهولة. وأضاف في بيان للوزارة، السبت: «أما التميمة فتعود لعام 600 قبل الميلاد، وكانت سلطات مطار فرانكفورت قد قامت بمصادرتها عند محاولة إدخالها بشكل غير شرعي قادمة من بريطانيا».

وأكد وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي أن «هذا الحدث يعد إنجازاً يضاف إلى سجل الإنجازات على صعيد العلاقات الثنائية المصرية الألمانية في مكافحة الاتجار غير المشروع في الممتلكات الثقافية وتهريب الآثار».

رأس المومياء المطلي بالذهب المسترد من ألمانيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وذكر الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور محمد إسماعيل خالد أن عملية استرداد هذه القطع بدأت عندما قام متحف مدينة هامبورغ بألمانيا بالتواصل مع السفارة المصرية ببرلين معلناً رغبته في تسليم يد وجمجمة مومياء أثريتين. وفي الوقت نفسه قامت سلطات الجمارك بمطار فرانكفورت بمصادرة تميمة على هيئة العلامة المصرية القديمة «عنخ»، خلال محاولة دخول البلاد بطريقة غير شرعية من بريطانيا.

ولفت إلى أنه «في ضوء الالتزام بمعاهدة اليونسكو لعام 1970 المتعلقة بمكافحة ومنع الاتجار أو نقل الممتلكات الثقافية، تمت الموافقة على تسليمها لمصر بناء على تقديم الحكومة المصرية طلباً رسمياً يفيد رغبتها فى استعادتها».

ويرى عالم الآثار المصري الدكتور حسين عبد البصير أن «استرداد مصر ثلاث قطع أثرية من ألمانيا، يمثل خطوة مهمة ضمن جهود مستمرة لاستعادة التراث الثقافي المصري المنهوب»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الإنجاز يبرز أهمية التعاون الدولي في مجال استرداد الآثار، إذ تعمل مصر بالتنسيق مع دول عدة لاستعادة القطع الأثرية التي خرجت من البلاد بطرق غير شرعية».

وثمّن جهود وزارة السياحة والآثار واللجنة القومية لاسترداد الآثار، في تعقب وملاحقة القطع الأثرية المصرية بالخارج، واصفاً رأس المومياء المسترد بأنه «يمثل أهمية تاريخية وثقافية لا تُقدر بثمن».

علامة «عنخ» المصرية تم استردادها بعد ضبطها في ألمانيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وكان المشرف العام على الإدارة المركزية للآثار المستردة قد صرح من قبل بأن مصر استعادت نحو 30 ألف قطعة آثار من الخارج خلال الخمس سنوات الأخيرة، لافتاً في تصريحات متلفزة إلى أن الإدارة ترصد حركة الآثار، سواء في المزادات، أو مواقع البيع المباشر، أو ما يتم عرضه عبر «السوشيال ميديا»، وما يتم ضبطه في المطار، وكذلك القطع التي يتم عرضها حديثاً في المتاحف العالمية.

ويوضح خبير الآثار المصري الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، أن «عودة هذه القطع تأتي في إطار المجهودات الكبرى التي تبذلها الدولة منذ عام 2014 حتى الآن، فقد تم استرداد 29 ألف قطعة أثرية من عدة دول».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «من القطع المهمة التي تم استردادها غطاءان لتابوتين على شكل آدمي استردتهما مصر من إسرائيل، كما تم استرداد 3 قطع من ألمانيا في 2014، و8 قطع من الدنمارك من منبر جامع أثري، كما تم استرداد لوحة الزيوت السبعة المقدسة من سويسرا».

ولفت إلى أن الجهود المصرية نجحت في استرداد العديد من القطع الأثرية المهمة في عام 2022، من بينها «16 قطعة من الولايات المتحدة الأميركية، كما استردت تمثالين من بلجيكا وآخر من الخشب الملون».

وأشار إلى أن «هذه القطع معظمها خرجت من مصر نتيجة الحفر خلسةً، وهذا يصعّب عملية الاسترداد إلا بالعلاقات الجيدة بين الدول».