هجوم واسع على إعلامي مصري اقترح إلغاء تدريس «التاريخ» و«الفلسفة»

تامر أمين قلّل من أهمية تعلّم اللغات الأجنبية

الإعلامي المصري تامر أمين (حساب قناة «النهار» على «فيسبوك»)
الإعلامي المصري تامر أمين (حساب قناة «النهار» على «فيسبوك»)
TT

هجوم واسع على إعلامي مصري اقترح إلغاء تدريس «التاريخ» و«الفلسفة»

الإعلامي المصري تامر أمين (حساب قناة «النهار» على «فيسبوك»)
الإعلامي المصري تامر أمين (حساب قناة «النهار» على «فيسبوك»)

تعرّض إعلامي مصري لهجوم شديد على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد انتشار فيديو له يتحدّث خلاله عن أهمية بعض المواد الدراسية، وعدم أهمية مواد أخرى، مقترحاً إلغاء تدريس بعض المواد النظرية، والاهتمام بالمواد المؤهّلة لسوق العمل الواقعي.

وتصدّر الإعلامي المصري تامر أمين الترند على منصة «إكس»، الأربعاء، بتساؤله عن مدى أهمية تدريس مواد مثل التاريخ والفلسفة والجغرافيا في الثانوية، ومقلّلاً من أهمية تدريس اللغات لسنوات، في حين أن هناك «كورسات» تُتيح ذلك، وقال: «ما أهمية أن يدرس طالب الثانوية تاريخ 3 سنوات، دون شعارات نريد الكلام الذي يأتي بمكاسب ويؤدي للتقدم»، حسب وصفه.

وتحدّث عن أن هذه المواد ضرورية في التعليم الأساسي (المرحلتين الابتدائية والإعدادية)، لكن بدءاً من المرحلة الثانوية يتم تجهيز الطالب لسوق العمل.

وعَدّ البعض أن ما ذكره الإعلامي المصري جزء من خطة تقوم عليها وزارة التربية والتعليم المصرية، حيث أعلن الوزير، الأربعاء، إعادة هيكلة المواد الدراسية بالثانوية العامة، لتصبح مواد علم النفس والجيولوجيا و«اللغة الأجنبية الثانية» مواد نجاح ورسوب لا تُضاف للمجموع، بينما تم إلغاء تدريس الجغرافيا في الصف الأول الثانوي، لتصبح مادة تخصص في العام التالي.

وهو ما يعلّق عليه الدكتور عثمان فكري، أستاذ الإعلام المساعد بجامعة القاهرة قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «حقيقة الأمر أن الرجل كان يمهّد لما تم إعلانه في المؤتمر الصحافي الخاص بخطة إعادة هيكلة الثانوية العامة، الأربعاء».

وعَدّ فكري «هذا الهجوم في محله في حقيقة الأمر؛ لأن هذه المواد ذات أهمية كبيرة للغاية، وتبني شخصية الطالب»، وتابع: «كما أنها ليست المرة الأولى التي يخرج فيها تامر أمين بتصريحات مثيرة للرأي العام، وفيما يبدو أن هذا مقصود».

وكتب صاحب حساب باسم «أحمد مصطفى» على «إكس»، ونشر خبراً عن وزارة التعليم ونظام الثانوية الجديد، وإلغاء الجيولوجيا وعلم النفس واللغة الأجنبية الثانية، ودمج الرياضيات، كتب: «يعني تامر أمين لم يكن ينطق عن الهوى».

وعلقت صاحبة حساب باسم «فرح» على «إكس» بأن «كليات اللغات التي تخرّج تامر أمين من إحداها لن يدرّسوا لك ما تدرسه كتب تعلّم اللغة الإنجليزية في شهرين، بل كل ما يتعلق باللغة وشعبها وتراثها».

وعدّ الأكاديمي التربوي محمد حسن، أستاذ المناهج وفلسفة العلوم بالجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا «هذه التصريحات تفتقد الصواب»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن تصميم المناهج في الجامعات الغربية يركّز على شقين: الأول إلمام الطالب بالقوانين العلمية، حتى تكون لديه رؤية وتصوّر للعالم، والثاني هو بناء الإنسان، من خلال مجموعة من الأفكار والمهارات التي توفرها المواد النظرية».

وأضاف أن «تنمية المهارات الاجتماعية عبر التعليم أمر مهم جداً، والقول بالاهتمام بالمواد العلمية أو العلوم الأساسية، وإهمال مواد مثل علم النفس وعلم الاجتماع والمنطق أعتقد أن هذا ينطوي على نظرة قاصرة».

وأوضح الأكاديمي التربوي أن «النظريات العلمية المجرّدة لا تشكّل وعياً، وإنما يكون تشكيل الوعي عن طريق التاريخ، هذا مثلاً يؤهل الطالب لفهم الواقع، فمواد العلوم الاجتماعية هي التي تبني الإنسان».

وحذّر من أن إهمال هذه المعارف والعلوم الاجتماعية «من شأنها أن تؤدي لصناعة إنسان قد يكون لديه علم، لكنه مجوّف».

واستمرت التعليقات التي ترفض تصريحات تامر أمين، خصوصاً حول أهمية تعلّم اللغات.

وترى الدكتورة ليلى عبد المجيد، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أنه «يجب على الإعلاميين ألّا يتحدثوا في شيء إلا عن معرفة وفهم، ومتابعة لكافة التطورات، فالمناهج وطرق التدريس تطورت كثيراً، وأي إعلامي يخاطب الناس يجب أن يدرك ذلك، حتى لا يقول للناس أفكاراً قد تؤدي إلى كوارث على المجتمع».

وتعليقاً على تصريحات أمين قالت لـ«الشرق الأوسط»: «ما أريد قوله للزميل الإعلامي العزيز أنه حتى من يدرسون في الكليات العلمية مثل الطب والصيدلة والهندسة والزراعة وغيرها من المهم لهم أن يدرسوا الأدب والتاريخ وعلم النفس والفلسفة والمنطق، فهذه المواد تبني الوعي والوجدان، فالعلوم الإنسانية والاجتماعية مطلوبة لنهضة أي مجتمع وتطوّره وتقدّمه، وبدونها يكون المجتمع بلا ضمير، وإذا كنا نتحدث عن المواد المؤهّلة لسوق العمل فهذه السوق متغيّرة، وتحتاج دراسات من فترة إلى أخرى».


مقالات ذات صلة

شراكة سعودية – أميركية لدعم تعليم اللغتين العربية والإنجليزية بين البلدين

يوميات الشرق حظي المنتدى بجلسات علمية بين الجانبين (وزارة التعليم)

شراكة سعودية – أميركية لدعم تعليم اللغتين العربية والإنجليزية بين البلدين

السفير الأميركي مايكل راتني: المنتدى هو نتيجة عامٍ من التعاون بين سفارتنا ووزارة التّعليم السعودية.

عمر البدوي (الرياض)
الاقتصاد مسؤولو الذراع الاستثمارية لشركة «إي إف جي هيرميس» ومجموعة «جي إف إتش» المالية خلال إطلاق صندوق التعليم السعودي (إكس)

«هيرميس» تطلق صندوقاً للتعليم بـ300 مليون دولار في السعودية

أطلقت شركة «إي إف جي هيرميس» صندوقاً للتعليم السعودي (SEF) بقيمة 300 مليون دولار لبناء مشغل تعليمي عالمي المستوى في السعودية

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شؤون إقليمية جانب من اجتماع الوفدين المصري والتركي في مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالقاهرة (من حساب رئيس مجلس العليم العالي التركي في «إكس»)

مصر وتركيا تتفقان على إنشاء جامعة مشتركة في القاهرة

تم الاتفاق على إنشاء جامعة مصرية - تركية مشتركة بالقاهرة تنفيذاً لمذكرة تفاهم وُقِّعت بين الجانبين خلال زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لأنقرة في سبتمبر.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي وزير التربية والتعليم يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة القليوبية (وزارة التربية والتعليم)

مصر: مقتل طالب يثير قلقاً من انتشار «العنف» بالمدارس

تجدد الحديث عن وقائع العنف بين طلاب المدارس في مصر، مع حادثة مقتل طالب في محافظة بورسعيد طعناً على يد زميله، ما أثار مخاوف من انتشاره.

محمد عجم (القاهرة)

3 نصائح بخصوص مقابلات العمل... «لا تصل مبكراً جداً»

رجل يخضع لمقابلة عمل في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
رجل يخضع لمقابلة عمل في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
TT

3 نصائح بخصوص مقابلات العمل... «لا تصل مبكراً جداً»

رجل يخضع لمقابلة عمل في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
رجل يخضع لمقابلة عمل في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

عند إجراء مقابلة عمل، سواء كانت وجهاً لوجه أو مقابلة افتراضية، يجب أن تتبع آداب السلوك المناسبة.

تقول إميلي ليفين، نائبة الرئيس التنفيذي في شركة «كارير غروب كامبانيز»: «تأكد من أنك تتواصل بعينك بشكل جيد، وإنك تعرف متى يكون من المناسب التحدث، ومتى يكون الوقت مناسباً لطرح الأسئلة».

أجرت ليفين، وفقاً لموقع «سي إن بي سي»، آلاف المقابلات خلال مسيرتها المهنية، غالباً من أجل مشاهير من الدرجة الأولى يبحثون عن مساعدين شخصيين أو رؤساء للموظفين.

هذه مجموعة من أفضل نصائح ليفين لتجنب إثارة علامات تحذير خلال مقابلة العمل.

لا تصل مبكراً جداً

من المهم أن تتأكد من الوصول إلى المقابلة في الوقت المناسب، خصوصاً إذا كانت مقابلة شخصية وليست افتراضية.

وتتابع ليفين: «إذا وصلت متأخراً جداً، فإنك تخاطر بفقدان جزء من مقابلتك، مما يضيع وقت المحاورين ويجعل الانطباع سيئاً. ولكن إذا وصلت مبكراً جداً، فهذا سيجعلك تبدو متحمساً جداً، وقد يجعل المحاور يشعر بالضغط».

وتؤكد ليفين: «الوصول قبل موعدك بعشر دقائق هو الوقت المثالي للدخول إلى مكتب المحاور».

قدم نفسك بأكثر طريقة احترافية ممكنة

تشدد لفين على أنه سواء كانت المقابلة عبر الإنترنت أو شخصية: «لا تمضغ العلكة، ولا ترتدي نظارات شمسية» أثناء المقابلة، مضيفة: «هذه الأمور غير رسمية وغير مهنية».

وتشير: «إذا كانت المقابلة وجهاً لوجه، فتأكد أن رائحة دخان السجائر لا تفوح منك ولا تضع عطراً فواحاً»، موضحة: «الكثير من الناس حساسين للروائح النفاذة».

لا تكشف عن معلومات سرية

تشدد ليفين على ضرورة تجنب التحدث بسوء عن أصحاب العمل السابقين، أو «الكشف عن الكثير من المعلومات السرية أو الخاصة بأماكن العمل السابقة».

تؤكد ليفين أن بعض عملائها يجعلون موظفيهم يوقعون اتفاقيات عدم الإفشاء، وعندما يخبرها أحد المرشحين أنه وقَّع على هذه الاتفاقية ومع ذلك يكشف عن معلومات سرية حول صاحب عمل سابق، فإنها تعد علامة مقلقة.