ظننتَ القمر ثابتاً؟ المفاجأة أنه ينكمش ببطء ويتغيَّر شكله!

أشبه بما يحدث لحبّة عنب تتجعّد في أثناء تحولها إلى زبيب

القمر يعدُّه البشر من الثوابت (أ.ب)
القمر يعدُّه البشر من الثوابت (أ.ب)
TT

ظننتَ القمر ثابتاً؟ المفاجأة أنه ينكمش ببطء ويتغيَّر شكله!

القمر يعدُّه البشر من الثوابت (أ.ب)
القمر يعدُّه البشر من الثوابت (أ.ب)

توصّل فريق مشترك، من جامعات وهيئات بحثية في الولايات المتحدة، إلى أنّ القمر، الذي يعدُّه الجنس البشري من ثوابت الحياة، يتغيَّر حجمه على الأرجح بمرور الوقت، بل وينكمش ببطء شديد.

ووفق دراسة أجراها فريق بحثي من «وكالة علوم الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)»، و«معهد سميثونيان للبحوث» وجامعتي أريزونا وميريلاند الأميركيتين، ونقلتها «وكالة الأنباء الألمانية» عن الدورية العلمية «Planetary Science Journal»، فقد انكمش القمر بأكثر من 150 قدماً عند محيطه في ظلّ البرودة التدريجية التي تعرّض لها باطنه على مدار مئات ملايين السنين، علماً بأنّ عمره يزيد على 40 مليون عام، وفق العيّنات الصخرية التي جمعها رواد فضاء المركبة «أبولو».

وتوصّل الباحثون إلى أنّ استمرار انكماش القمر أحدث تغيّرات في تضاريس المنطقة المحيطة بالقطب الجنوبي القمري، فحدث بعض هذه التغيّرات السطحية في المنطقة التي كان خبراء «ناسا» يأملون أن يُنزَل فيها روّاد فضاء بعثة المركبة «أرتيميس3». ويشبّه الخبراء عملية الانكماش بما يحدث لحبّة العنب عندما تبدأ في التجعّد خلال تحوّلها إلى حبّة زبيب، فيتجعّد سطح القمر أيضاً وهو في طريقه إلى الانكماش، مع فارق أنّ القشرة المحيطة بحبّة العنب مرنة وتتقبل إعادة التشكل من دون أن تتمزّق، بينما سطح القمر صلب، وأي تغيُّر في حجمه من الداخل يؤدّي إلى تكوّن فوالق، مع تحرُّك الطبقات العميقة لتتصادم بعضها مع بعض.

القمر يتغيَّر حجمه بمرور الوقت (إ.ب.أ)

وربط الباحثون بين صدوع رُصدت عند القطب الجنوبي للقمر بزلزال قوي سُجِّل بواسطة أجهزة قياس الهزّات، التي وضعها روّاد بعثة «أبولو» قبل أكثر من 50 عاماً. واستخدموا نماذج كومبيوترية لمحاكاة تأثير هذه الهزّات، وتوصّلوا إلى أنّ بعض المناطق على سطح القمر مهدَّدة بمخاطر الانهيارات الصخرية جراء الأنشطة الزلزالية.

ويقول الباحث توماس ووترز: «النماذج الكومبيوترية تشير إلى أنّ الزلازل التي تحدُث على أعماق قريبة من السطح تتسبّب في هزّات قوية في منطقة القطب الجنوبي للقمر، وقد تؤدّي إلى تكوُّن فوالق جديدة في قشرته». ويضيف: «هذه الصدوع أو الفوالق الجديدة قد تنشط، وربما تكون لها صلة بالانكماش، ولا بدّ من أخذها في الحسبان عند اختيار أماكن دائمة للاستقرار على سطحه».

وذكر الباحثون أنّ الزلازل التي تحدُث قرب سطحه قد تقع على أعماق لا تتجاوز 100 ميل من سطح قشرته الخارجية، وقد تكون كافية لتدمير أي منشآت أو أجهزة يتركها البشر على القمر. وبينما الزلازل على الأرض تستغرق ثوانيَ أو دقائق، فإنّ الزلازل القمرية قد تستمر ساعات أو فترة تعادل ما بعد ظهيرة كاملة. وربط الباحثون بين زلزال قمري بقوة 5 درجات رصده مقياس الهزات الزلزالية الخاص ببعثة «أبولو»، وبين صدوع رصدها المسبار المداري لاستطلاع القمر، مما يعني أنّ هذه الأنشطة الزلزالية قد تفسد أي افتراضات لإقامة مستوطنات على القمر مستقبلاً.

روّاد الفضاء يأتوننا بالعجائب (أ.ب)

ويقول الباحث نيكولاس شمير، المختص في مجال الجيولوجيا: «يمكنك أن تتصوّر سطح القمر بوصفه مساحة شاسعة جافة يكسوها الحصى والرمال، وعلى مدار ملايين السنوات، تعرّضت لضربات النيازك والمذنبات، مما تسبّب في تكسُّر شظايا حادة الزوايا جراء تأثير الارتطامات المستمرة»، مشيراً إلى أنه نتيجة لهذه الظواهر الفضائية، فإنّ جميع الكتل الصخرية عليه غير متماسكة بشكل جيد، وهذا الطابع الرسوبي للتربة القمرية يزيد من احتمالات الانهيارات في حالة وقوع الزلازل».


مقالات ذات صلة

السجائر الإلكترونية تُضعف تدفق الدم

صحتك السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)

السجائر الإلكترونية تُضعف تدفق الدم

كشفت دراسة أميركية عن وجود تأثيرات فورية لاستخدام السجائر الإلكترونية على وظائف الأوعية الدموية، حتى في حالة عدم احتوائها على النيكوتين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك مرض الكلى المزمن يؤثر في واحد من كل 10 أشخاص حول العالم (جامعة مينيسوتا)

دواء للسمنة والسكري يحمي الكلى من التلف

كشفت دراسة دولية عن أن فئة من الأدوية المستخدمة لعلاج السمنة والسكري يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالفشل الكلوي وتوقف تدهور وظائف الكلى لدى مرضى الكلى المزمن.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

وجدت دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

السلوكيات التي يغلب عليها النشاط في أثناء ساعات العمل قد تكون أكثر صلة بقياسات ضغط الدم على مدار 24 ساعة، مقارنةً بالنشاط البدني الترفيهي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

قصر باكنغهام يخضع لعملية تجديد بتكلفة 369 مليون جنيه إسترليني

سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)
سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)
TT

قصر باكنغهام يخضع لعملية تجديد بتكلفة 369 مليون جنيه إسترليني

سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)
سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)

سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية لمدة ثلاث سنوات، يخضع خلالها القصر التاريخي لعملية تجديد ضخمة بتكلفة 369 مليون جنيه إسترليني. وسيجري استقبال أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في القصر عندما يزور المملكة المتحدة الشهر المقبل، لكن بعد ذلك ستجري استضافة جميع الزيارات الرسمية الأخرى في قلعة «وندسور» حتى عام 2027.

وكانت أعمال التجديد قد بدأت في عام 2017، مع التركيز على استبدال الأسلاك والأنابيب القديمة التي لم تُحدَّث منذ خمسينات القرن الماضي، والتي كانت من الممكن أن تتسبّب في «حرائق كارثية أو تدفقات شديدة للمياه».

جدير بالذكر أن الأعمال المستمرة في القصر أدّت إلى نقل المكتب الخاص بعاهل بريطانيا الملك تشارلز الثالث في الجناح الشمالي الذي تجري إعادة تجديده على نفقته الشخصية، إلى الجناح البلجيكي في الطابق الأرضي من الجناح الغربي للقصر الذي يطل على الحديقة. وكانت المساحة التي كان الملك يشغلها سابقاً في الجناح الشمالي تُستخدَم من قِبل الملكة الراحلة إليزابيث الثانية بوصفها سكناً خاصاً، أما مساحته الجديدة الآن فتشمل «غرفة أورليان» التي وُلِد فيها الملك في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 1948.

وفي تصريح لصحيفة «التايمز» البريطانية، قال أحد أصدقاء الملك: «هو دائماً مدرك لأهمية التاريخ، وقرار أن يكون مقره في (غرفة أورليان) لم يكن ليُتخذ بسهولة، لكنه سيستمتع الآن بأداء مهامه بوصفه ملكاً في الغرفة التي وُلد فيها».

كما أنه يجري قطع العشرات من أشجار الكرز والبتولا الفضية في حدائق القصر، للسماح بدخول مزيد من الضوء الطبيعي وتشجيع تجدّد نمو النباتات الأخرى.