«ألبوم فلسطين» يدعم شعب غزة الصامد من مصر

صوره التاريخية ولوحاته النادرة توثّق التراث

الدبكة الفلسطينية (معرض «ألبوم فلسطين»)
الدبكة الفلسطينية (معرض «ألبوم فلسطين»)
TT

«ألبوم فلسطين» يدعم شعب غزة الصامد من مصر

الدبكة الفلسطينية (معرض «ألبوم فلسطين»)
الدبكة الفلسطينية (معرض «ألبوم فلسطين»)

عبر رصد الأزياء، والمهن، والذكريات العائلية، والمواقف العابرة في مدن فلسطين، تواصل مبادرة «ألبوم الوطن» في مصر توثيقَ التراث الفلسطيني، من خلال معرض إلكتروني يضم أكثر من 50 صورة فوتوغرافية تتّسم بالبساطة والعفوية، وفي الوقت عينه تحتفظ بقيمة تاريخية استثنائية.

«وُلدت الفكرة من وحي الحرب الطاحنة في غزة، تضامناً مع الفلسطينيين»، يقول المصوّر الفوتوغرافي المصري أحمد راضي، مؤسِّس مبادرة «ألبوم الوطن للفنون المرئية لحفظ وتوثيق التراث»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنّ المعرض يهدف إلى دعم فلسطين وأهل غزة، للتأكيد على دور الفن في توثيق التراث وإحياء الاهتمام بالقضايا الكبرى.

فتاتان من بيت لحم أوائل عشرينات القرن الماضي (معرض «ألبوم فلسطين»)

ويلفت إلى أنّ «التوثيق الفني والفوتوغرافي لتفاصيل الحياة في فلسطين القديمة قبل النكبة (1948)، من شأنه أن يؤكد حق أصحاب الأرض والقضية في الدفاع عنها والتمسّك بجذورهم».

المعرض الرقمي الذي انطلق قبل أيام بعنوان «ألبوم فلسطين»، يضم 50 صورة ولوحة تشكيلية تجسّد تراث القدس والمدن المختلفة، مثل يافا، وحيفا، وغزة، ورام الله.

زوجان من رام الله عام 1928 (معرض «ألبوم فلسطين»)

ويسعى مؤسِّسها إلى القيام بدور إيجابي من خلال صفحة «ألبوم الوطن» للحفاظ على الذاكرة الفلسطينية وتوثيق الكنوز التراثية الخاصة بالعائلات والأفراد والمهن المختلفة. ويشير إلى أنّ «الدعوة لإقامة هذا المعرض لقيت قبولاً من أصدقاء منصّة (ألبوم الوطن)، من فلسطين ودول عربية أخرى».

تضمّن المعرض عدداً من الصور التاريخية التي ترصد الأزياء الفلسطينية الشعبية، والمهن المتعددة، مثل التجارة، والجندية، وحتى العمل الأهلي عبر الاتحادات النسوية.

الثوب الفلسطيني التقليدي في قطاع غزة (معرض «ألبوم فلسطين»)

يوضح راضي أنه بدأ التحضير له عبر دعوة أصدقاء مبادرة «ألبوم الوطن» من الفلسطينيين بإرسال صور أجدادهم وذكريات عائلاتهم في مناسبات مختلفة، إلى صور نادرة للمدن والأسواق والأحياء، فلقيت تفاعلاً وقبولاً كبيرين، مؤكداً أنّ «الصور وثيقة مهمة لأصحاب الأرض»، مصنّفاً المعرض بأنه «مشاركة جماعية من أصدقاء مبادرة وصفحة (ألبوم الوطن للفنون المرئية)، لحفظ التراث والذاكرة العربية الفلسطينية وتوثيقهما»، في حين يشير متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى أنّ هذه المبادرات «مهمة للتأكيد على حقوق الفلسطينيين في أرضهم التي تحتلّها إسرائيل منذ عقود».

صورة تظهر فيها لافتة الاتحاد النسائي العربي برام الله (من المشارِكة سارة عثمان في المعرض)

بجانب الصور الفوتوغرافية النادرة، واللقطات العائلية التي تضمّنها المعرض، حرص منظّمه على عرض مجموعة من الأعمال التشكيلية المستوحاة من التراث الفلسطيني لبعض الأسماء المهمّة من الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، منهم إسماعيل شموط.

يُذكر أنّ مبادرة «ألبوم الوطن للفنون المرئية لحفظ وتوثيق التراث» سبق أن نظمت أكثر من ملتقى إلكتروني دولي عبر منصتها في «فيسبوك»، بمشاركة عدد كبير من الفنانين المصريين ومن مختلف الدول العربية.


مقالات ذات صلة

عدسة المصوِّر اللبناني عدنان الحاج علي تلتقط هوامش الحرب

يوميات الشرق الألعاب المتناثرة تختزل الطفولة المقهورة (عدنان الحاج علي)

عدسة المصوِّر اللبناني عدنان الحاج علي تلتقط هوامش الحرب

المصوِّر الصحافي حسم أمره، ولم يعد يرغب في تصوير ضحايا الحرب على أرض لبنان وجرحاها. الاستقالة المؤقتة من مهنته الصحافية أراد تحويلها مساحةً حرّةً لعينيه.

فيفيان حداد (بيروت)
خاص تربط رانيا مطر علاقة وطيدة ببلدها لبنان (صور الفنانة)

خاص رانيا مطر لـ«الشرق الأوسط»: أستغربُ عدم التفاعل الدولي مع صور حربَي لبنان وغزة

تقول إنّ اللبنانيات بطلات يحفرن بالصخر ليؤمنّ مستلزمات حياة كريمة للنازحين: «نملك الحسّ الوطني بعضنا تجاه بعض، وهو أمر بديع أتمنّى ترجمته بكاميرتي قريباً». 

فيفيان حداد (بيروت)
الوتر السادس «ست الدني»... أول أغنية وطنية يصورها (روجيه زيادة)

روجيه زيادة لـ«الشرق الأوسط»: الموسيقى تسهم في تعزيز رؤيتي الفنية مع الكاميرا

يشتهر المخرج روجيه زيادة بصفته مصوراً فوتوغرافياً يتقن عمله بفضل عين ثاقبة يمتلكها، مُسلَّحاً بدراسة الموسيقى، التي يعدّ أنها حضّته على التعامل مع الكاميرا

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الرئيس الفرنسي والمصوّر عمار عبد ربه

المصوّر السوري عمار عبد ربه يشارك في «نظرات على الإليزيه»

المصور السوري الفرنسي عمار عبد ربه مساهم منتظم مع «الشرق الأوسط»، يشتهر بقدرته على التقاط لحظات قوية بوضوح مدهش، وامتدت مسيرته المهنية لأكثر من 3 عقود.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الصورة الفائزة بجائزة اليونيسكو (الشرق الأوسط)

لعبة «المرماح» تقود مصوراً مصرياً للفوز بـ«مسابقة اليونيسكو»

حصد الشاب المصري يوسف ناصر (21 سنة) المركز الأول في النسخة السادسة من المسابقة العالمية «عيون الشباب على طريق الحرير» التي تنظمها منظمة اليونيسكو سنوياً.

نادية عبد الحليم (القاهرة)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
TT

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

أعربت الفنانة اللبنانية دياموند بو عبود عن سعادتها لفوز فيلم «أرزة» بجائزتين في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مؤكدةً أنّ سعادتها تظلّ ناقصة جرّاء ما يشهده لبنان، ولافتةً إلى أنّ الفيلم عبَّر بصدق عن المرأة اللبنانية، وحين قرأته تفاعلت مع شخصية البطلة المتسلّحة بالإصرار في مواجهة الصعوبات والهزائم.

وقالت، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الوضع في لبنان يتفاقم سوءاً، والحياة شبه متوقّفة جراء تواصُل القصف. كما توقّف تصوير بعض الأعمال الفنية»، وذكرت أنها انتقلت للإقامة في مصر بناء على رغبة زوجها الفنان هاني عادل، وقلبها يتمزّق لصعوبة ظروف بلدها.

وفازت بو عبود بجائزة أفضل ممثلة، كما فاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية»، وتشارك في بطولته بيتي توتل، والممثل السوري بلال الحموي، وهو يُعدّ أول الأفلام الطويلة لمخرجته ميرا شعيب، وإنتاج مشترك بين لبنان ومصر والسعودية، وقد اختاره لبنان ليمثّله في منافسات «الأوسكار» لعام 2025.

في الفيلم، تتحوّل البطلة «أرزة» رمزاً للبنان، وتؤدّي بو عبود شخصية امرأة مكافحة تصنع فطائر السبانخ بمهارة ليتولّى نجلها الشاب توصيلها إلى الزبائن. وضمن الأحداث، تشتري دراجة نارية لزيادة دخلها في ظلّ ظروف اقتصادية صعبة، لكنها تُسرق، فتبدأ رحلة البحث عنها، لتكتشف خلالها كثيراً من الصراعات الطائفية والمجتمعية.

دياموند بو عبود والمؤلّف لؤي خريش مع جائزتَي «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم في فخّ «الميلودراما»، وإنما تغلُب عليه روح الفكاهة في مواقف عدة.

تصف بو عبود السيناريو الذي جذبها من اللحظة الأولى بأنه «ذكي وحساس»، مضيفة: «حين عرض عليَّ المنتج المصري علي العربي الفيلم، وقرأت السيناريو، وجدت أنّ كاتبيه لؤي خريش وفيصل شعيب قد قدّماه بشكل مبسَّط. فالفيلم يطرح قضايا عن لبنان، من خلال (أرزة) التي تناضل ضدّ قسوة ظروفها، وتصرّ على الحياة». وتتابع: «شعرت بأنني أعرفها جيداً، فهي تشبه كثيرات من اللبنانيات، وفي الوقت عينه تحاكي أي امرأة في العالم. أحببتها، وأشكر صنّاع الفيلم على ثقتهم بي».

عملت بو عبود طويلاً على شخصية «أرزة» قبل الوقوف أمام الكاميرا، فقد شغلتها تفاصيلها الخاصة: «قرأتُ بين سطور السيناريو لأكتشف من أين خرجت، وما تقوله، وكيف تتحرّك وتفكر. فهي ابنة الواقع اللبناني الذي تعانيه، وقد حوّلت ظروفها نوعاً من المقاومة وحبّ الحياة».

واستطاعت المخرجة الشابة ميرا شعيب قيادة فريق عملها بنجاح في أول أفلامها الطويلة، وهو ما تؤكده بو عبود قائلة: «تقابلنا للمرّة الأولى عبر (زووم)، وتحدّثنا طويلاً عن الفيلم. وُلد بيننا تفاهم وتوافق في الرؤية، فنحن نرى القصص بالطريقة عينها. تناقشتُ معها ومع كاتبَي السيناريو حول الشخصية، وقد اجتمعنا قبل التصوير بأسبوع لنراجع المَشاهد في موقع التصوير المُفترض أن يكون (بيت أرزة). وعلى الرغم من أنه أول أفلام ميرا، فقد تحمّستُ له لإدراكي موهبتها. فهي تعمل بشغف، وتتحمّل المسؤولية، وتتمتع بذكاء يجعلها تدرك جيداً ما تريده».

دياموند بو عبود على السجادة الحمراء في عرض فيلم «أرزة» في القاهرة (إدارة المهرجان)

صُوِّر فيلم «أرزة» قبل عامين عقب الأزمة الاقتصادية وانفجار مرفأ بيروت و«كوفيد-19»، وشارك في مهرجانات، ولقي ردود فعل واسعة: «عُرض أولاً في مهرجان (بكين السينمائي)، ثم مهرجان (ترايبكا) في نيويورك، ثم سيدني وفرنسا وكاليفورنيا بالولايات المتحدة، وكذلك في إسبانيا. وقد رافقتُه في بعض العروض وشهدتُ تفاعل الجمهور الكبير، ولمحتُ نساء وجدن فيه أنفسهنّ. فـ(أرزة)، وإنْ كانت لبنانية، فهي تعبّر عن نساء في أنحاء العالم يعانين ظروف الحرب والاضطرابات. وقد مسَّ الجميع على اختلاف ثقافتهم، فطلبوا عروضاً إضافية له. وأسعدني استقبال الجمهور المصري له خلال عرضه في (القاهرة السينمائي)».

كما عُرض «أرزة» في صالات السينما لدى لبنان قبل الحرب، وتلقّت بطلته رسائل من نساء لبنانيات يُخبرنها أنهن يشاهدنه ويبكين بعد كل ما يجري في وطنهنّ.

تتابع بتأثر: «الحياة توقّفت، والقصف في كل الأماكن. أن نعيش تحت التهديد والقصف المستمر، في فزع وخوف، فهذا صعب جداً. بقيتُ في لبنان، وارتبطتُ بتدريس المسرح في الجامعة والإشراف على مشروعات التخرّج لطلابه، كما أدرّس مادة إدارة الممثل لطلاب السينما. حين بدأ القصف، أصررتُ على البقاء مع عائلتي، لكن زوجي فضَّل المغادرة إلى مصر مع اشتداده».

وشاركت بو عبود العام الماضي في بطولة فيلم «حسن المصري» مع الفنان أحمد حاتم، وقد صُوّرت معظم المَشاهد في لبنان؛ وهو إنتاج مصري لبناني. كما تكشف عن ترقّبها عرض مسلسل «سراب» مع خالد النبوي ويسرا اللوزي، وبمشاركة زوجها هاني عادل، وإخراج أحمد خالد. وتلفت إلى أنه لم تجمعها مشاهد مشتركة مع زوجها بعد مسلسل «السهام المارقة»، وتتطلّع إلى التمثيل معه في أعمال مقبلة.